اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة : شر البلية ما يضحك

حامد كعيد الجبوري

 

 للذهاب الى صفحة الكاتب

إضاءة : شر البلية ما يضحك

 

       ألتئم البرلمان المحلي لمحافظة بابل – مجلس المحافظة – بكامل أعضاءه ، لمناقشة مسألة غاية بالخطورة ، الحالية والمستقبلية ولربما الماضية ، وسبب هذا الاجتماع لمناقشة إيجاد باب أو قل أبواب لصرف مبلغ كبير ، يربو على مئات الملايين من الدنانير العراقية ، بعد الشرح والتقصي والتحقيق ومعرفة ملابسات ومماحكات ما دار ويدور ، تحدث العضو (أ) قائلا ، لنبني مدارس لطلاب الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ؟، جاء الجواب من الجميع ، أن لدينا الآن أكثر من مائة مدرسة منجزة ومجهزة بأحدث أجهزة التكييف ، وبأفضل مصاطب الدراسة ، ومن أجود أنواع السبورات

، وإن ظاهرة الدمج في المدارس ولت مع النظام الشمولي والقمعي والدكتاتوري ، أطرق الجميع ، إذن كيف سنصرف هذا المبلغ الكبير من الدنانير ؟ ، نهض العضو (ب) مبتسما ليخبر الجميع بما يلي ، لننشئ حدائق ومتنزهات داخل وخارج مدينة الحلة ؟ ، وجاء الجواب في أي بقعة سننشئ هذا المتنزه وواقع الحلة كما يقال أشبه ما تكون بمزهرية معلقة ، أو قل وكأنها غابة من الورود والأشجار الباسقة المثمرة وغير المثمرة  ، ثم ألم تلاحظ معنا أن أغلب شوارع المحافظة لا تصلها الشمس بسبب تشابك أغصان أشجارها ، بل علينا أن نزيل قسما منها كي تصل الشمس للناس ويرونها حقيقة بأم

أعينهم ، قال العضو (ج) ، أعتقد أننا بحاجة لتطوير نهر الحلة ؟ ، أسكته الجميع ماذا تقول ؟ وماذا يحتاج نهر الحلة ؟ ، لقد أنجزنا مهمته قبل سنوات طوال ، أزلنا كافة المخلفات ، وبخاصة مخلفات السادة الأطباء ، الذين يرمون ما تبقى من المحاقن الطبية (الصرنجات) المستعملة ، ومخلفات التضميد في نهر الحلة الخرافي ، وجرفنا من قاع النهر رماله الإضافية التي يرميها كل عام وعمدنا لرصف جانبي النهر بالحجر لإعطاء الجمالية المنشودة للنهر ، إضافة لإنشاء ممرات لسير الراجلة على جانبي النهر ، وتشجيرها بالورود والأشجار أيضا ، ولا نريد منكم أن تتحدثوا عن نهر

(اليهودية) ، لأن مشكلته حلت وتحول من مكب للقاذورات والمياه الآسنة الى نهر يروي آلاف الأمتار زراعيا ، نهض العضو (د) ليقول للجميع لنبني شققا سكنية ، ضحك الجميع بوجهه قائلون ، أن ما أنشئ من شقق سكنية وبخاصة على طريق حله – نجف لم تسكن لحد الآن ونحن ننتظر السنين القادمة لربما سيحتاجها المواطن ، قال آخر (ه) لنحسن من أداء الطاقة الكهربائية ، صرخ الجميع بوجهه قائلون له باللغة العامية ، ( عمي أنت أشتحجي ، مو خربتوه للمواطن علينه ، دننطيه ساعة كهرباء كل ست ساعات إطفاء ، والله عمي دللناه للمواطن وخرب علينه) ، صرخ الجميع ماذا سنفعل بهذا المال ؟

، الشوارع معبدة ، الخدمات البلدية من نظافة و صبغ لواجهات الدوائر وغيرها لا يضاهيهِ شئ ،   هل نعيد المبلغ  لوزارة المالية لتدويره للسنة القادمة ؟ ، قال العضو (و) أن الحل لديّ ، قال له الجميع أفتنا يرحمك الله ، بش بوجههم وقال ، أن آثار بابل التراثية الحضارية سنصنع لها عربات  - ربل -  تراثية تجوب مدينة بابل وتنقل سواحها  كما كنا بخمسينات القرن المنصرم داخل المدينة ، وقبل انتشار السيارات، وسنستورد خيلا أصيلة من الخارج لأن الخيل – الكدش – لا تصلح لهذه المهمه ، وسنخصص نصف المبلغ لذلك ، ولا يقل أحدكم أن بابل مترامية الأطراف ، ولا تقولوا أن

الخيل لا تستطيع أن تتسلق الجبال التي أنشأها الطاغية ، وسنعزز هذه الخيل ببغال لهذه المهمة ،  والنصف الآخر سنستورد به زوارق مائية -(يختات)- تنقل الزوار من مدينة الحلة الى مدينة بابل الآثارية عبر نهر الحلة ، وليس كما هو موجود بمدينة كربلاء المقدسة حيث ينقل كبار السن من الرجال والنساء ، بعربات تدفع بالأيدي وكأنهم بضاعة ما (ركي ، طماطه ) ، وهذا ما لا يليق بمواطننا العراقي ، وفعلا تمت المصادقة على هذا المقترح الحقيقي جدا ، والذي سيبني مدينة الحلة الفيحاء ، (ومن هل المال حمل إجمال) ، للإضاءة ............ فقط .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.