اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة : ( عجيب أمور غريب قضيه )

حامد كعيد الجبوري

 

 إضاءة :

·        ( عجيب أمور غريب قضيه )

 

         من هو بعمرنا نحن المشرفون على الشيخوخة ، يحاول أن يملأ عينيه من متع الدنيا ، وأعني بها ما يستطيع إنجازه ليحقق أحلاما مبخرة ومبعثرة ، ومن المؤكد أننا نحاول جاهدون الحفاظ على علاقاتنا الحميمية مع أصدقاء عمرنا الذين يطالهم يد المنون واحدا بعد الآخر ، قبل يومين أتصل بي أحد الأصدقاء ليقول لي أن صديقنا المشترك فلان  بوعكة صحية قد لا ينجو منها ، وأعرف أن ذلك الصديق رحيله لا سامح الله خسارة كبيرة لا تعوض ، فهو الصامد أبدا بوجه الرياح العاتية سابقا ولا حقا ، ولأنه لم يمدح طاغوتا ولم يتزلف لسلطة جائرة ، لذا فهو الحديث والقاسم المشترك لهؤلاء الذين مدحوا وطبلو ومجدوا لطاغية كارتوني ، وصاحبنا هذا يعمل بصفحة الأدب الشعبي بجريدة الصباح ، اتصلت بصديقي وقلت له سأكون عندك في جريدة الصباح صباحا لعيادة الصديق المريض ، نهضت مبكرا الساعة الخامسة والنصف صباحا وحزمت أمري وخرجت من داري الساعة السادسة صباحا ، ركبت من الحلة الى بغداد فوصلتها الساعة التاسعة والنصف وحمدت الله على سلامة الوصول ، علما أن الطريق من الحلة لبغداد لا يستغرق أكثر من ساعة على أسوء الظروف سابقا ، ركبت سيارات الأجرة التي توصلني لباب المعظم وأستغرق وصولي له ساعة ونصف ، لأن جسر مدينة الطب مغلق ومنذ سنة تقريبا ، إذن علينا إيجاد البديل ،  والبديل عبر جسر الصرافية مرورا بمنطقة العطيفية ، ثلاثة أرباع الساعة بعبور الجسر لأن نصفه مغلق ، والنصف الآخر يستخدم للذهاب والإياب ، الجميع تركنا السيارة واستخدمنا أقدامنا لإكمال المشوار ، علما بأن الجيش والشرطة يحيطون المكان لأمر نجهله ، حوالي الساعة الثانية عشر وصلت الى أكاديمية الفنون الجميلة ومنها ركبت سيارة الأجرة صوب مدينة الشعب ، وقريبا من جامع النداء نزلت من السيارة لأجد نفسي قريبا من جريدة الصباح حوالي الساعة الثانية عشر والنصف ، استقبلني صاحبي وعلى عجالة خرجنا من جريدة الصباح لنركب السيارات التي توصلنا للمرحلة الأولى ومنها المرحلة الثانية لمدينة الثورة سابقا ومدينة الصدر حاليا ، الساعة الثانية والنصف وصلنا لدار صديقنا المريض والذي زدنا مرضه بوصولنا له بهذه الساعة ، وعليه تأدية واجب الضيافة لضيف قادم له من الحلة الفيحاء وضيف مرافق له آخر ، في الخامسة مساءا خرجت من دار صديقي المتمارض واستأجرت سيارة للأجرة لتصلني الى علاوي الحلة لقاء عشرون ألف دينار مع تسامح السائق بهذا المبلغ ، حوالي الساعة السادسة إلا ربعا وصلت الى مرآب علاوي الحلة ومنها ركبت عائدا الى الحلة ، ولكي نقارن بين أجرة التكسي وأجرة سيارات الحلة خمسة آلاف دينار ،  الساعة الثامنة مساءا دخلت الى داري بعد هذه الرحلة المضنية ، لو قيض لي أن أعد رقميا عدد السيطرات التي مررنا بها فعلي استخدام الحاسوب لذلك  .

   إستدراك

----------- 

  1 : جذب انتباهي لوحة خط عليها ، ( نقطة تفتيش رسمية الرقم () أسست بأمر دولة رئيس الوزراء ) ، قلت بداخلي إذن هناك نقاط تفتيش غير رسمية أسست بأمر دبر بليل من الأحزاب الفاعلة والمليشيا المقرة ، وربما هناك سيطرة للسادة المقاومون للجيش العراقي وللمحتل الذي غادرنا لمقراته .

2 : وجدت أكثر من لوحة بمختلف ساحات بغداد معلنة عن فرصة للحج التجاري وخارج ضوابط القرعة ، لله درك أيها الفقير حتى حج بيت الله أصبح تجاريا بالعهد الديمقراطي ، عهد الوقفان الطائفيان الشيعي والسني .

3 : في العام 1969 م كنت عسكريا ووحدتي في معسكر التاجي والذي يبعد عن بغداد العاصمة بحوالي 30 كم ، في الرابعة فجرا أركب من الحلة الى معسكر التاجي مباشرة مع عسكريون آخرون ونصل الخامسة فجرا ، نصل لوحدتنا القريبة ونخرج لساحة العرضات الخامسة والنصف صباحا ، بنهاية الدوام نعود حيث أتينا ونصل لبيوتنا الثالثة والنصف عصرا ، ذلك بعهد الدكتاتورية البغيضة أما الآن ونحن بعهد الديمقراطية المسلفنة المستوردة ، فذلك السفر والتنقل والأمان لا يمكن أن يتحقق بظل أجندات طائفية وعرقية ، وصراعات دولية وعربية طالما أن العراق يمتلك 500 مليار برميل من النفط الاحتياطي ، عجيب أمور غريب قضية ، للإضاءة ....... فقط .         

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.