اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• إضاءة : عاشت الرأسمالية والعولمة الجديدة

   حامد كعيد الجبوري

·        إضاءة : عاشت الرأسمالية والعولمة الجديدة

 

        جميل أن نتحدث بالديمقراطية والتحرر  والاشتراكية ، سأل أحد السجناء السياسيون رفيقه السجين قائلا ، كيف نحقق أو نطبق الاشتراكية رفيقي أن آلت السلطة لنا ؟  ، اتكأ الرفيق على وسادته وسحب نفسا طويلا من سيكارته وأبتسم لرفيقه قائلا ، ذلك بسيط جدا أيها الرفيق ، قال كيف ؟ ، أجابه نجمع كل الفقراء ومتوسطي الدخل ونرميهم طعاما للأسماك في البحر المحيط ، ونتقاسم كل حسب درجته الحزبية والوظيفية  خزينة الدولة في ما بيننا ، ضحك جميع من كان في تلك الزنزانة لهذه الطرفة ، والغريب أن هذه الطرفة أصبحت حقيقة نتلمسها بأيدينا الآن ، ولتوضيح هذه الطرفة الحقيقية نقول ، وصل سعر بيع البرميل الواحد من النفط الخام ليعبر حاجز 150 دولار ، ثم أنتكس تلك الانتكاسة الكبرى المفتعلة من العصابات النفطية العالمية ليصل دون 50 دولار ، وبدأ يرتفع رويدا رويدا ليصل أو يتخطى حاجز 83 دولار ، والسؤال الذي نطرحه ما هي فائدة الفقير ومتوسطي الدخل من غير الموظفين من هذه الزيادة ؟ ، وما هي خسارتهم إن قل سعر البرميل الواحد ؟ ، والجواب معلوم جدا إذ لا ربح ولا خسارة للفقير بهذا الصعود والهبوط ، وسيعترض المستفيد من النفط ومشتقاته ليقول ، أن الدولة تقدم للمواطن شتى أنواع الخدمات من هذه الأموال للمواطنين ، ومن حقنا أجابته إن سمح بذلك  فنقول ، أين هذه الخدمات المقدمة للمواطن ، الكهرباء تتصاعد أسعار وحدات صرفه تدريجيا ليصل فوق حد التجاري للوحدة الواحدة  ، ناهيك عن شحة تزويده للمواطن باليوم الواحد ، أسعار المحروقات من البنزين والغاز والكاز والنفط الأبيض يباع بالسعر التجاري للمواطن ، والغريب أن كبار الموظفين يأخذونه نسيئة – على حساب الدولة - وعلى حساب وظيفته ، البطاقة التموينية التي فقدت تماما إلا من مادة واحدة كالصابون أو الرز أو أو  كل شهر ، وسقول المعترض لماذا لا تذكر الخدمات الأخرى ، وأنا أذكر هذه الخدمات الأخرى ، المدارس التي يدعون  مجانية تعليمها ، وواقع الحال غير ذلك الدولة تقدم الكتب كالقراءة والحساب مجانا وبقية القرطاسية تشترى من قبل أولياء الأمور مباشرة ، نعم أن سعرها لا يشكل شيئا للغني أو الموظف بل يشكل عبئا ثقيلا على الفقراء ، وخدمات المجاري معدومة في أغلب المحافظات ، وتعبيد  الشوارع ما أن ينتهي المقاول من التنفيذ حتى يبدأ الشارع بالتهرؤ  مجددا ، وكأن المقاول أعطي المقاولة لإنشاء ( طسات ) إضافية ، والمستشفيات وغيرها وغيرها من الخدمات ،  نعم إن المستفيد من هذا البلد الموظف وبخاصة الموظف الكبير ، تصوروا أن أغلب الموظفون يتوسطون للبقاء بوظائفهم للمغريات الكبيرة فيها ، وشاهدنا التظاهرات الفرنسية لموظفي الدولة التي تريد أجبار دولتهم  لتقليل سني الخدمة للإحالة على التقاعد ، وسبب ذلك لا فرق كبير بين راتب الموظف والمتقاعد ،  خلاصة القول أن دولتنا دولة الموظفين والأغنياء ، فلتعش عاليا الرأسمالية والعولمة الجديدة ومن يتبعهما ، وليسقط الى الجحيم الفقراء وأحلامهم الاشتراكية البيضاء  ، للإضاءة .............. فقط .

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.