اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• أنت تسأل والحزب يجيب

حامد كعيد الجبوري

 

 مساهمات اخرى للكاتب

·        أنت تسأل والحزب يجيب 

 

      بعد الانقلاب الأسود عام 1968 م ، أراد  البعثيون تغيير صورتهم القاتمة أمام الشعب العراقي ،  لذا لجئوا الى استحداث منبر شعبي  يقام في الشوارع العامة ، يحضره أحد أعضاء ما يسمى القيادة القطرية ، مع مجموعة ما يسمى أعضاء قيادة الفرع لتلك المحافظة ، للوقوف على احتياجات المواطنون ، وتلبية مطالبهم الملحة ، وأذكر أن المجرم المعدوم طه الجزراوي حضر لمحافظة بابل ، وسط الشارع المكتظ بالمقاهي الشعبية ( للصوب ) الصغير ، كما يطلقون عليه أهالي الحلة المحروسة ، وهناك طرفة يرويها الفكه الحلي ( لطيف إبراهيم بربن ) ساخرا من تلك الندوات فيقول ، نهض أحد البسطاء وأسمه جاسم ليسأل - الرفيق - عضو القيادة القطرية قائلا ، ( رفيق ، أشو كبل الثورة البيض متوفر ، الدهن متوفر ، العمل متوفر ، أشو هسه بده كلشي بالنقصان ) ، أبتسم الرفيق ابتسامة صفراء وأجاب ، ( بإذن الله سيتوفر كل شي العام القادم ، وأنت تعرف حجم المؤامرة التي تقاد ضد حزبنا وتجربته الفريدة ، وما عليكم سوى شد الأحزمة على البطون ، والقادم من الأيام سيأتي بالخير الوفير ) ، في العام القادم أقيمت نفس الندوة الجماهيرية ، وحضر لها نفس عضو القيادة ، وبدأ الحديث المعهود كما يقول الفكه لطيف بربن ، وبعد أن أتم كلامه عضو القيادة ، نهض أحد الحضور وهو كردي الجنسية ، وقال مخاطبا عضو القيادة ، ( رفيق العام الماضي واعدتنه إيصير خير هالسنة ، شو تراجعنا للوره أكثر ، البيض ماكو بالسوك أبد ، الدهن أنفقد ، الناس بلا عمل أكثر ، حتى الرفيق جاسم اللي سألك العام الماضي اليوم ما موجود ) .

      أعتقد أن القادم على ظهر الدبابة الأمريكية بدأ يمارس معنا نفس تلك الندوات التي كرسها البعث المجتث ، فبعد سبعة سنين من التغيير ساءت أحوال الناس أكثر ، وكل شهر كما يقول المثل الشعبي ( بالنقصان ) ، وبعد هذه السنون السبعة فكر أصحاب الكراسي الجدد لتحسين صورهم القاتمة أيضا أما الشعب العراقي المبتلى ، ففي محافظة بابل تدار جلسات ثقافية ببيوت حلية معروفة ، كل أيام الأسبوع عدا يوم الأحد تعقد جلسات ثقافية سياسة لنخبة من أهالي الحلة ، يحاضر في تلك البيوتات أساتذة جامعيون وغيرهم ، وأكبر تلك المجالس مجلس الحاج مالك عبد الأخوة ، ومالك خريج للقانون ويعمل بمجال التجارة والفندقة ، ويملك من العقارات والأطيان الكثير ، ولكثرة رواد تلك المجالس وصل خبرها للأحزاب الدينية وغيرها بمحافظة بابل فاستغلوا تلك المجالس لنشاطاتهم الحزبية ، مساء يوم الجمعة 2 / 10 / 2010 م حضر الى المجلس الأستاذ كاظم تومان رئيس مجلس المحافظة ، والسيد محافظ بابل وكالة ، قدمهما السيد رحيم الجعفري ، بدا الجميع حديثهم بتقديم التعازي للأمة الإسلامية برحيل ( المولى المقدس ) - كما أسموه - ، ويعنون بذلك الشهيد محمد صادق الصدر ، تحدثوا عن منجزهم الوظيفي باختصار، لكي يفسحوا المجال للحاضرين  بالسؤال ، رفعت يدي لأكون أول المتحدثين ، وسمح لي بذلك ، وأنا أسير صوب المنصة سمعت أحدهم يقول ( مو خوش بدوه ويه حامد كعيد ) ، أخذت المكريفون وقلت مخاطبا الجميع ( أهنئ نفسي ، وأهنأ الحضور جميعا ، وأرفع التهنئة للمراجع العظام ، ولأئمة المسلمين ، وللمهدي المنتظر ، وللمولى المقدس ، بحصول محافظة بابل جائزة الفساد الإداري الأول بالعراق ، وحسب الاستبيان الذي أجرته منظمة الشفافية ) ، ثارت ثائرة السيد رئيس مجلس المحافظة ليقاطع حديثي قائلا ، ( مو هيجي الحجي إستاذ حامد هذه التقارير مغرضة وباطلة ) ، أجبته بكل هدوء قائلا ( أشو صرت عصبي من أول أحجايه أتمنى تستمع لآخر المطاف ) ، وهنا تدخل رئيس مجلس المحافظة السابق الأستاذ أحمد العميدي ليعلق قائلا لرئيس المجلس الأستاذ كاظم تومان ، ( أستاذ كاظم ، لو نستمر لو ماكو داعي للجلسة ) ،

وثانيا يا أستاذ كاظم هناك جولات مكوكية لأعضاء مجلس المحافظة لدول العالم ، ماهي الغاية من هذه الجولات ؟ ، هل جلبتم شركة إستثمارية لبابل ؟ ، وأنا أقول لك ليس لهذه الجولات إلا غرضا واحدا لا غير ، فعضو المجلس حين يسافر لدول أوربية يمنح كل يوم كمصرف جيب مليون دينار عراقي ، ولدول أخرى 750 ألف دينار ، وللدول المجاورة للعراق 500 الف دينار ، علما أن السفرة لعضو مجلس المحافظة مدفوعة تكاليفها كاملة ، إذن ما الضير من هذه السفرة التجارية المربحة ، زائدا مبلغا لا بأس به من الملايين العراقية ،  إضافة للسفرة المجانية ، ونقطة أخرى أضعها للحوار فلو قلنا أنك يا أستاذي الفاضل تملك مائة مليون دينار لبناء دار متواضعة ، فلماذا تلجأ الى البناء درجة أولى ؟ ، والنجار درجه أولى ، في حين تهبون المناقصات لأشباه التجار ؟ ، وأنت صاحب دين وتملك قاعدة حزبية  عريضة  ؟ ، وهناك تسائل أجده مهما ، لماذا لا يصرح السادة المسئولون بدأ من رئيس الجمهورية نزولا لأصغر مسئول حكومي بخصوص البطاقة التموينية ؟ ، أتعلم أننا الفقراء بعهد الطاغية المقبور كنا نبيع الحصة التموينية لزيادتها على حاجتنا ، وكان الطاغية المقبور يعطي كل ثلاثة أشهر وجبات متتالية لعدم استيعاب المخازن الحكومية لها ، أتمنى أن يصرح أحدهم بأن الدولة الجديدة تابع مأمور لنادي باريس والبنك الدولي ، بمعنى أن القادم الجديد مصر على تجويع الشعب العراقي تنفيذا لما يراد منه ، وهناك مسألة ملحة أطرحها للتداول والنقاش وهي ، لماذا تعاملوننا نحن العسكريون المتقاعدون القدامى على أننا جيش صدام حسين ، لأننا نفذنا أوامر عسكرية صدرت إلينا ؟ ، وتعطوننا رواتب تقاعدية لا تصل لراتب منظف للشوارع عقوبة جماعية لنا؟ ، وأنتم لا تحاسبون أنفسكم على ما قدمتموه من خدمات جليلة لنظام صدام حسين ، ومثل لذلك أتساءل مع الجميع ، من منكم لم يذهب لقاطع للجيش الشعبي ؟ ، ومنكم من ذهب لأكثر من ثلاث مرات لينال نوط الشجاعة الذي يمنحه صدام لكم ؟ ، تحاسبوننا نحن العسكريون المحترفون لأننا نفذنا أوامر عسكرية ، ولا تحاسبون أنفسكم أنتم المتطوعون أو الذاهبون قسرا لجبهات القتال ؟ ، وسؤال آخر لماذا تهدمون الوطن لبناء أحزابكم ، وتعلمون جيدا أن سقوف هذه الأحزاب لا تحتمل هذا الثقل مما هدمتموه من أسيجة الوطن المستباح ؟ ، وسؤال أخير والمثل الشعبي يقول ، ( ولد الكرية كلمن يعرف أخيه ) ، وعليه تمنحون الرتب العالية لجهلة لا يعرفون القراءة والكتابة ؟ ، وهم الآن لهم مناصب حساسة وهم غير قادرون على إدارة دفة الدولة ، أو المكان الذي وضع فيه ، ختاما أقول أتقوا الله بأنفسكم وبمن أولاكم ثقته لتصلوا لهذه المناصب .                                                       

      كل ما تحدثت به أقره السيد رئيس مجلس المحافظة مع تحفظه على النقطة الأولى وهي مسألة الفساد الإداري ، حيث قال أنا أويد ما طرحه الأستاذ حامد كعيد الجبوري وأقول له أن التقارير إياها عارية عن الصحة ، وفعلا عقد جلسة مع الفضائيات المعنية لتفنيد دعواها .                أخيرا كاد أن  يحدث لي كما حدث للسائل جاسم ، خلال العام 1968 م خلال الندوة المفتوحة ( أنت تسأل والحزب يجيب ) ، مع فارق بسيط ، حيث صدر تعميم من قيادة شرطة بابل بدخول سيارة مفخخة الى بابل بحوزة حامد كعيد الجبوري ، رغم عدم إمتلاكي لسيارة مسجلة بإسمي بدوائر المرور العراقية ، وربما سيطالني قانون 4 إرهاب لا حقا.                     

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.