اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

• أضاءة ... متابعة نوابية

  حامد كعيد الجبوري

 

            أضاءة ... متابعة نوابية

 

            لربما يتبادر لذهن القارئ الكريم (متابعة نوابية) فيما يخص مجلس النواب العراقي ،وأنا غير معني بالمجلس ، وجلساته ، ومتابعاته ، ومنحه ، وأمتيازاته ، وجوازات سفره الدبلوماسية ، لأنهم بالمقابل غير معنيين  بنا نحن من أوصلناهم لكراسيهم التي سيفقدونها دون أدنى شك بذلك ،وأعني بمتابعات نوابية ، كنية للرمز العراقي الوطني الشريف ، والشاعر الذي ترك بصماته الواضحة على عموم الساحة الشعرية ، سواء للشعر الفصيح أو الشعر الشعبي ، ألا وهو (مظفر النواب) ،والنواب كما يعلم الجميع غادر العراق هرباً من بطش الأنظمة المتعاقبة لمواقفه الوطنية ، ومطالبته الدائمة بالتغيير نحو الأصلح للشعب العراقي خاصة ، وللشعوب الأنسانية عامة ، ومؤكد للجميع أن النواب يعاني من مرض عضال (الزهايمر - وهو مرض الشيخوخة -) ، مما أستدعى فخامة رئيس جمهورية العراق(مام جلال) متابعة حالة النواب الصحية في دار غربته (الشام) حين زيارته لها  ، وسجلت لفخامة الرئيس هذه المبادرة التي لم يلتفت لها الأعلام بجدية ، لأنها وكما أزعم تبرهن للشعوب مدى أهتمام الساسة العراقيون – القلة – لمتابعة أوضاع المثقفين ، وتذليل الصعاب التي يواجهونها ، وعرض رئيس الجمهورية حينها تقديم خدماته للنواب ، ولا أعرف ماوصلت أليه هذه المبادرة ، ولا أدعي أنني على علم بما دار بين الرجلان ، ولكنني على يقين كامل أن الشاعر الكبير النواب لا يملك المال الكافي لتغطية مصاريف علاجه ،ويقال أن أحد أصدقاء النواب حمل أعباء علاجه طائعاً ، وعلى نفقته الخاصة في (ألمانيا) ، ومعلوم للجميع أيضاً مطالبة المثقفون العراقيون لعودة النواب لعراقه ونشرت هذه الدعوات المتتابعة في جريدة الصباح .

 

        منذ أيام قليلة عدت من زيارة سياحية لدمشق ، وهناك في دمشق هيأت لي أمسية طلبت مني من قبل تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي المتواجد في سوريا ،ولم يكن بأستطاعتي ألا أن ألبي هذه الدعوة الكريمة ،خاصة وأنها متزامنة مع أحتفالية الشبيبة الشيوعية العراقية المتواجدة في دمشق ، وفي الساعة المحددة وأنا جالس خلف المنصة المعدة ، فوجئت بدخول الشاعر العراقي الكبير مظفر عبد المجيد النواب لهذه الأمسية ، يصحبه الأستاذ (كامل الحلاوي) – هكذا يسمونه - أبو أنصار ، وهو يساعد النواب بمسيره الوئيد ، ممسكاً بيده عصاة تعينه على هذا المسير ، فما كان مني ألا أن أترك المنصة وأتجه صوب النواب لأقبل مابين عينيه عرفاناً  لوطنيته ومواقفه الجريئة ضد الدكتاتوريات المتعاقبة على العراق الجريح ، عدت لمنصتي وأنا أرتجف ، فهل بأمكاني أن أقرأ قصائدي المتواضعة أمام عملاق الشعر الشعبي العراقي ، قلت للجميع لحظتها (من منا الأكثر سعادة وحظاً في هذه القاعة ، وأنا أجزم أني الأكثر حظاً وسعادة بينكم لأني أقرأ بحضرة النواب الكبير) ،أسمعته قصيدة من قصائدي (ضلوع السجن) المهداة اليه ولرفاقه الذين أحتفروا نفق الحرية في سجن الحلة الدكتاتوري ، في نهاية الجلسة تسائلت معه عن صحته فأجاب بأنه أفضل من الأيام الماضية بكثير ، وتحدث عن عودته للعراق مستجيباً لطلبات المثقفون والسياسيون - القلة - الذين رفعت أصواتهم عالية لعودته ، منتظراً الساعة المواتية لهذه العودة ، وحدثني عن سجن الحلة وكيف أستطاع الهروب منه ، ومن الذي حفر النفق ، ومن الذي خطط لهذه العملية الجريئة  وسأفرد لها أضاءة لا حقة بأذن الله أن أستجابت (طريق الشعب) لذلك،وجدت هذا الرجل لا يزال متابعا بشغف كبير لما يدور بالساحة العراقية - رغم شدة مرضه -  سواء للسياسة أو للأبداع ، لأنه أبن للعراق وأي أبن هو  ، نتمنى للرمز العراقي الكبير مظفر النواب ، الظفر بخواتيم عمره النضالي المشرف ، وأن يعود مكللاً بالغار لعراق آمن  خال من الطائفية ، والعرقية ، والمماحكات السياسية ودسائسها . ........ للأضاءة .......... فقط .                      

 

 

 

النواب وحامد الجبوري    

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.