اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الله وكيلك يا أبي ما ناقصنه إلا شوية كرامة!// جبر شلال الجبوري

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جبر شلال الجبوري

 

الله وكيلك يا أبي ما ناقصنه إلا شوية كرامة!

جبر شلال الجبوري

 

  ( كاسك يا وطن )، مسرحية اجتماعية سياسية كوميدية سورية. بطولة الفنان دريد لحام، وتعتبر من أشهر المسرحيات الكوميدية العربية الناقدة والهادفة وقد حققت نجاحاً كبيراً في جميع أرجاء الوطن العربي، وهي من تأليف الكاتب والشاعر محمد الماغوط ومن إخراج خلدون المالح، عرضت عام ١٩٧٩ م في دمشق، واستوقفني الكثير من العبارات التي كان يتحدث بها الفنان القدير ( دريد لحام ) خلال المسرحية، ولكن العبارة الأشدّ تأثيراً التي هزتني وهزت مشاعري تجاه وطني الحبيب العراق، حينما سأله والده المتوفّى عن حاجته؟ فأجابه ولده الذي هو دريد لحام ( بس ناقصنه كرامه يا أبي ) فهذه العبارة أحالتني إلى تمثّل وضعنا كعراقيين في وطننا، نعم والله نحن في العراق نعيش في زمن يهان فيه بلدنا ووطننا الغالي ونحن لاحول ولا قوّة لنا على السكوت إزاءَ الإهانات المقصودة التي يتعرّض لها وطننا، فأمريكا تُهين العراق والعراقيين يومياً من خلال سفيرتها التي أصبحت وكأنّها الحاكمة الفعلية للبلد، وجيران العراق الذين يتنمرون علينا صباحاً ومساءً بدون أن نحرك ساكناً، والكويت التي اصبحت تهددنا بغزو العراق وتتحدث بكل صلف وعنجهية عن عائدية العراق للكويت بعد أن احتلت أرضه ومياهه وحيّدت قادته من خلال الرشاوى التي تمنحها لهم دون خجل والتي تم فضحهم في مجلس ما يسمّى بالأمة الكويتي، وتركيا التي قطعت عنا المياه بغية تدميرنا وتجفيف بلدنا الذي في طريقه لأن يُصبح عبارة عن صحراء جرداء خالية من الحياة وهي التي تحتل أجزاء من أراضينا الشمالية وتتمركز قواتها  في عدة مدن منها دون أي رد يوقفها ويوقف عملها العدواني ضدنا، وإيران التي اصبحت اللاعب الوحيد الذي يدير أمورنا ومصارفنا وثرواتنا والتي تريد أن تحرر فلسطين من خلالنا !!! والاردن التي تؤوي البعثيين والارهابيين والفاسدين والتي تتحكم في تجارتنا وأموالنا وفوق كل ذلك تهين كرامة العراقيين عند مرورهم بها، والسعودية التي أرسلت لنا أكثر من خمسة آلاف إرهابي فجروا أجسادهم النتنة وسط تجمّعات العراقيين وراح ضحية ذلك عشرات الألوف من الأبرياء، ولازالت على نهج دقّ الإسفين في وحدة شعبنا العراقي ونحن نتودد ونتقرب اليها.

   لذلك علينا التفكير جدياً ووضع الخطط والإجراءات اللازمة لمجابهة هذه التجاوزات المخلة بسيادة وطننا !!! ويحق لنا التساؤل متى يستيقظ ضمير من يحكمنا لكي يرد ولو دبلوماسياً على تلك الإهانات التي لم نعد نتحملها !!! فهل أن العراق يُحكم من قبل عصابة باعت شرفها وضميرها للدولار، ولم يعد يحرك وطنيتها إهانة البلد ولا سرقة ثرواته ولا قتل أبنائه؟

   لذلك يجب ان نفتش عن طرق كفيلة وناجحة ومؤثرة في مجابهتها، وبعكسه تتحقق شماتة الأعداء فينا إذ يقولون بأنّ العراق معروض للتفصيخ !! وهنا فإنّ هذا التفصيخ لا يوقفه إلا نهضة الشعب والويل يومئذ لمن مهّد وسكت عن إهانة استقلال وطننا، وإلى الدول التي تتجاوز على العراق والعراقيين نقول لهم (إن الأيام دول) وإن الله حق  وإنه لا يقبل بالظلم، وهو المعين على ردّ كيد الظالمين، وبذلك نحتاج الى قادة شرفاء أقوياء لا يخافون لومة لائم عندما يتحدثون عن العراق ونقول لهم كما قال غوار الطوشي في مسرحيته (كاسك يا وطن): "نحتاج شوية كرامة".

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.