اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات// ضياء الشكرجي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات

ضياء الشكرجي

 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

    صدرت مؤخراً فتاوى بحرمة انتخاب العلمانيين. هذه الفتاوى صدرت من معممين يدّعون الاجتهاد، ويتبوؤون موقع المرجعية والإفتاء، وهم قاصرون، لا يتأهلون لتولي أمورهم الشخصية، فكيف بهم أن يتولوا شؤون الأمم والشعوب، ويحددوا مصائرنا ومستقبلنا؟

    إن هؤلاء (المراجع؟) يقضون عشرات السنين، ليكونوا مجتهدين، بينما لا يحتاج بلوغ هذه المرتبة بالنسبة لمتوسط الذكاء إلا ما لا يتعدى بضع سنوات. وهذا يعني إذن محدودية إدراكاتهم الذهنية، وملكاتهم العقلية. ثم هم من ناحية تركيبتهم النفسية لا يستطيعون تبوؤ موقع اجتماعي، لما يحملون من تعقيدات نفسية، وكراهة لمعاني الجمال، وحقد على من يخالفهم في الرأي، ثم هم لا ينتسبون إلى عصرنا الذي نعيشه؛ كل هذا مما يعني أنهم لا يتحلَّون بالحد الأدنى من الحكمة، التي هي الشرط الأول والأساسي لتبوئ أي دور اجتماعي.

    من هنا فتقليدهم، واتباع فتاواهم، لمن الكبائر، وإن كان الجاهل معذورا عند الله، لسقوط التكليف عنه، بسبب جهله، ولكنه من حيث لا يشعر، غفر الله له، يسيء للمجتمع، ويضر بالمصالح العليا للوطن، ويضيّع على الشعوب فرصهم، ويدمر أحلامهم، ويؤخر تقدمهم، مما لا يرضاه الله.

    إن انتخاب العلماني، وأنا أهل للفتوى في هذا المجال، وأعني العلماني، ذا الروح الوطنية، الملتزم بالمثل الإنسانية، والصدق والنزاهة والأمانة، والتوجه العقلاني، المؤمن بكل متطلبات الديمقراطية، لهو من أحب الطاعات لله.

    وإن انتخاب الإسلامي المنغلق، المتعصب، المتخلف، السارق للمال العام، المؤسس للكراهة بين أبناء المجتمع الواحد، بسبب تعميقه للخنادق، الدينية منها، والمذهبية الطائفية، والعرقية، والقبلية، والمناطقية، وغيرها، لمن أشد ما يمقته الله.

    كبر مقتا عند الله أن ننتخب الإسلاميين، وكبر حبا عند الله أن ننتخب العلمانيين.

    فلا ينخدعن أحد بفتاوى الجهلة، فهم لا يفقهون من الحياة شيئا، ولا من الإيمان الحقيقي بالله، حيث يشوّهون صورة الله، من حيث أنهم ينسبون عصبياتهم، وعقدهم، وانغلاق عقولهم إلى الله، والله يتنزه عن ذلك تنزها عظيما، لأنه يمثل الكمال المطلق، والجمال المطلق، والعقل المطلق، والحكمة المطلقة، والرحمة المطلقة، والحب المطلق، والسلام المطلق.

    أقول هذا رغم احتمال أن تنتخب الأكثرية من شعبنا ما يمقته الله، ومع ما يتعارض مع المثل الإنسانية، والقواعد العقلانية، والمبادئ الديمقراطية، والمصالح الوطنية، فمن فعل ذلك عن غير معرفة فهو بكل تأكيد معذور عند الله، وعندنا، وعند العقلاء، وسنصبر حتى يكتمل الرشد الديمقراطي في مجتمعنا، لينتخب شعبنا من هو أحب لله، وأنفع للوطن والشعب، وأمكث في الأرض، وأقرب للعقلانية والإنسانية، فهي حتمية التاريخ، لا بد أن تؤدي نتائجها، ولو بعد حين، لكني أتمنى لو نبذر بذرة في انتخابات الثلاثين من نيساننا الراهن، لنقطف ثمرة ذلك، ولو بعد حين.

    04/04/2014

نشر في  الحوار المتمدن

 

    ضياء الشكرجي

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.