اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

الوحدة الوطنية والديمقراطية الحقة ... ما أشبه الليلة بالبارحة// د. منير عيسى

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

الوحدة الوطنية والديمقراطية الحقة ... ما أشبه الليلة بالبارحة

د. منير عيسى

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

من سيجهد بعدنا...؟؟؟؟ من سيبني دولة القانون والنظام فوق تراب الوطن, غيرنا؟؟؟؟

 

استبشرت جماهير شعبنا خيرا بالتغيير الذي حصل في صبيحة الرابع عشر من تموز عام 1958 , بازاحة الملكية واقامة النظام الجمهوري, ومنذ ذلك التاريخ, عاش شعبنا العراقي, ديمقراطيات غريبة عجيبة, لم يشهد لها التاريخ مثيلا, ديمقراطيات غريبة الاطوار :

 

فمن ديمقراطية السحل بالحبال, الى ديمقراطية القطارات الامريكية, الى ديمقراطية ابادة الشعب الكردي, الى ديمقراطية كواتم الصوت, والقادسية الثانية , وام المعارك, وتسميم وتجفيف الاهوار, الى ديمقراطية الفوضى الخلاقة, الى ديمقراطية المحاصصة الطائفية والقتل على الهوية, الى ديمقراطية الفساد المالي والسياسي, الى ديمقراطية نهب ممتلكات الدولة والمال العام, الى.... , الى... , الى ... , واخيرا ... وصلنا الى ديمقراطية التدمير :

تدمير ارض العراق, ونسيجه الاجتماعي, ومؤسساته, وشعبه, وحضارته وهذا بالتأكيد ما لم يتمناه الضباط الاحرار لشعبهم, حينما تصدوا لمهمة تغيير واسقاط النظام الملكي عام 1958 ولم يكن ايضا, مطابقا لمفهوم التغيير الحقيقي, الذي اراده الشعب العراقي وأحزابه الوطنية في السنوات التي تلت ذلك ...

 

قد لا نبالغ اذا ما قلنا, لو عرف الضباط الاحرار مساء الثالث عشر من تموز عام 1958 بأن التغيير الذي كانوا يريدون الاقدام عليه في صبيحة اليوم التالي, سيقود الى كل هذه الماسي, وان العراق سيغرق في لجج من الدماء

 

لا عادوا التفكير مائة مرة بما كان في نياتهم القيام به, ولفكروا بأبقاء الملكية والعمل على اقامة حكومة وطنية بالاساليب الديمقراطية :

بالدستور, بالحريات العامة, بأحترام القانون, وحقوق الانسان الاساسية, وللمقارنة نقول لقد تأخر العراق عن الانظمة العربية التي بقت ملكية الى يومنا هذا من ناحية :

 

الاستقرار السياسي, ورسم سياسات خارجية متوازنة, واطلاق الحريات النسبية لشعوبها, والتي تعيش برفاه قياسا بما عاناه ويعانيه الشعب العراقي, من قمع واضطهاد وتجويع, وغياب الامن والامان والسيادة الوطنية في حين تتمتع تلك الشعوب, في ظل انظمتها الملكية, بخيراتها من نفط ومعادن وثروات , تبني بها مجتمعاتها ........... وبعيدا عن :

الشعارات الفضفاضة, والجمل الرنانة, والمشاريع التأريخية, والخطابات الحماسية الفارغة, والمزايدات, والوعود الكاذبة بحياة افضل, والدجل, واستغلال عواطف ومشاعر الجماهير البسيطة, لاهداف مصلحية وانتهازية, والتهريج الاعلامي لبرامج العدالة والمساواة والوحدة, البرامج التي بقت وتبقى حبرا على ورق يعبر بها الطامحون الى المناصب, لكراسي السلطة والتسلط, برامج التنظيمات, البطريركية, الشمولية, ونعني بها هنا, التنظيمات السياسية البديلة التي ارتأت لنفسها ان تلعب الدور الابوي على الجماهير, فارضة لونها ونتاج تجربتها, كقيد وشرط للثورة, منحية ومبعدة باقي الالوان, وجل التجارب الاخرى, ناسين ومتناسين, ان قوس قزح, اطياف تبدأ من الارض, وفيها تنتهي

 

وبناءا على ما سبق, ونتيجة لحكم الديكتاتوريات, والاحزاب الشمولية, وبكل أسى واسف, نقول, ها نحن اليوم نرجع الى المربع الاول, غير مستفيدين لا من السنوات التي مرت ولا من الخبرات التي تكدست, ولا من همجية القتل اليومي, لا نعير اهتماما يذكر لانين الشعب التواق لرغيف الخبز والاستقرار والكرامة والسيادة الوطنية والوطن الحر والسعادة وهنا ينطبق علينا المثل العراقي القائل:

لا حظت برجيلها , ولا خذت سيد علي

 

كثيرة هي الدماء التي سالت على ضفاف الرافدين منذ تموز 1958 الى اليوم .. كثيرة هي الماسي التي مر بها الشعب والوطن ... فهل نتعض بما حصل لنا ونسعى جاهدين لاقامة دولة القانون والنظام في بلدنا ؟؟؟؟

 

ام نكتفي برفع الشعارات وتسطير العبارات والمشاريع والبرامج, لغرض الاستهلاك, وليس للتطبيق ... ؟؟؟؟

 

هل سنبقى ننشد دولة القانون والعدالة, وبذات الوقت نمارس سلوكا, من الناحية العملية, ينقض كل ما ننشد ...؟؟؟؟

 

هل نمد الايادي سواعد, لكي نغرس نبتة الوعي على الضفاف ...؟؟؟؟

 

وكيف نرتضي لانفسنا, أن نكون بيادق شطرنج, يحركها الاخرون, في ارض الوطن, لاهداف غير وطنية ؟؟؟؟

 

ومتى سنمنح للجماهير فسحة وفضاءا, لكي يسنح لها ان تعيد تقييم ودراسة الحقبة التأريخية الماضية, لتستشرف مواطئ اقدامها مستقبلا, خاصة وان صورة العالم ومفاهيمه, قد تغيرت اليوم, تغيرا عاصفا عما كانت عليه, قبل اثنين وخمسين عاما, ام هل سنكتفي بالوقوف كل عام, دقيقة حداد على ارواح الشهداء ؟؟؟؟

 

شهداء الحروب, والمقابر الجماعية, والقمع, وقصر النهاية, ونكرة السلمان, ومجازر حلبجة, وشهداء تموز و8 شباط وفي مقدمتهم الزعيم البطل عبد الكريم قاسم, واصحابه البررة, الذين راحو ضحية احلامهم الجميلة لبناء عراق جديد .... متناسين ان الانتقال من بنية اجتماعية اقتصادية, الى اخرى مختلفة نوعيا, تحتاج الى مهندس ماهر وحازم, يستطيع وضع الاساس السليم في الارض الهشة, وهنا لا تكفي الخبرة العسكرية وحدها, خبرة الثكنات فقط, بل كان ينبغي الحصول على خبرة السياسي المحنك والمجرب, المتشبع بحكمة الماضي ودروس الحاضر والذي يمتلك روح البناء ويضطلع بدور المؤسس للدولة والمجتمع الجديد حيث يتحول الزعيم الى عامل يضمن الوحدة الوطنية والوفاق الاجتماعي والسياسي في بلد متعدد القوميات والاثنيات والاديان, كالعراق :

المتميز بكل شئ, بموقعة, بتأريخه الحافل بالصراعات, بثرواته الهائلة, وبتامر الاخرين عليه نتيجة ذلك, مخافة ان يتحول الى بلد قوي ومستقر, يقلب حسابات الاخرين راسا على عقب ...

 

لذا كان على الزعيم وضع الاسس الجديدة المطلوبة للتغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي فكر به رجال الثورة, لكي لا يبقى التغيير مجرد اماني وخطابات جميلة , يسحر بها القائد مستمعيه ...

 

لكن للاسف, لم توضع تلك الاسس بشكل صحيح ... فوصلنا الى ما نحن فيه اليوم, حيث دفع الشعب والوطن ثمنا باهضا لذلك خلال ال 52 سنة الماضية نتيجة الدكتاتوريات المتعاقبة والانفراد بالحكم, والتفريط بمصالح الوطن والشعب, والحروب, والفساد بشتى انواعه ...

 

نعم, كان على الزعيم ان يعمل على سن دستور دائم للبلاد, والغاء حالة الطوارئ, وأجراء انتخابات برلمانية ورئاسية, لوضع مقدمات الدولة العصرية, وتعزيز مؤسسات المجتمع المدني, واحترام حقوق الانسان, والاهتمام ببلورة مشروع وطني عراقي, يقوم على الاعتراف بالتعددية القومية والدينية والحزبية, يلف كل الشعب حوله, وكان بوسع مشروع كهذا ان يقطع الطريق على قوى الردة, وكان من المفترض ايضا استكمال المشاريع الاجتماعية والاقتصادية التي بشرت بها الثورة, وتطهير الجيش واجهزة الدولة من الاعداء, هذا جانب, لكن من جانب اخر, ونحن بصدد تحليل اسباب الاخفاقات لايمكن تناسي الظروف الشائكة التي احاطت بالزعيم وشراسة القوى المحلية والدولية التي تضررت مصالحها بالثورة او انها لم تفهمها, اضافة الى ذلك نقول ان موهبة السياسي تتلخص بتجاوز الانحسارات بأقل الخسائر الممكنة للوصول بالبلد الى شاطئ الامان, لكن للاسف, هذا لم يتحقق ايضا ...

 

تلكم هي الواجبات الاساسية والتي كان على الزعيم القيام بها في ذلك الوقت لتحقيق اهدافه ...

 

اما في يومنا هذا, وللاجابة على السؤال الازلي, مالعمل ؟؟؟؟ ... نقول :

1/ . المطلوب من الجميع اليوم تجاوز عقلية الاحتراب والعداء بين القوى السياسية, وتبني فكر جديد يقوم على الحوار, والشفافية, والمصارحة, والمتابعة, والتجدد مع الحياة, والانفتاح على الثقافات والشعوب, وحرية التعبير, والتعددية, وتبني الحلول الوسط, وقبول ارادة الشعب, والتخلي عن خداع الذات بامتلاك الحقيقة واحتكارها, ويجب اخضاع كل فعل وكل نشاط سياسي, لاي حزب كان, للقضية الاكبر التي اسمها العراق .

 

2/ . ينبغي ان تمتلك الاحزاب السياسية مصداقية على ارض الواقع, هذه المصداقية التي تتأتى من المنجزات الفعلية, وليس عبر الخداع والتضليل والاعلام الكاذب والمزايدات والتشويه والاحقاد والتشكيك بالاخرين, والشحن الطائفي والعنصري, كما كانت تفعل الديكتاتوريات السابقة, ينبغي عليها تبني روح المرونة والتسامح والعمل المشترك, والابتعاد عن الانتقام والتامر .

 

3/ . ينبغي للاحزاب السياسية, ان تمتلك الحرص على العراق, ووحدة اراضيه وسيادته الوطنية, يجب عليها ان تعمل لاخراج العراق من البند السابع لميثاق الامم المتحدة, الذي ينتهي بموجبه تفويض الامم المتحدة الممنوح للقوات المتعددة الجنسية تمهيدا لتمتع العراق بسيادته الكاملة، وكذلك يجب ان تسعى لالغاء القروض التي منحت للنظام السابق من قبل بعض الدول لتمويل حروبه الاجرامية, ويجب على الاحزاب ان تتفق على برنامج للعمل الوطني المشترك لبناء الوطن واستعادة ثقة الشعب بها, وعليها ان تبتعد عن المحسوبية والمنسوبية, وتبتعد عن توظيف الدين والقومية, لاهدف حزبية وسياسية وانتخابية ضيقة, وكذلك ينبغي على الاحزاب ان تبتعد عن الركض وراء المصالح الشخصية والولاءات المحلية والاجنبية , على حساب مصالح الشعب .

 

4/ . ليس من حق هذه الاحزاب, التصرف بأموال وثروات الشعب, بناءا على مصالحها الخاصة وارتباطاتها, ليس من حقها تحويل الاقتصاد الوطني والملكية العامة الى, بزنس كبير للرشاوي والعمولات والفساد المالي .

 

5/ . الولاء المطلق لهذه الاحزاب يجب ان يكون للعراق والعراقيين, وليس للاجانب ومصالحهم .

 

6/ . ينبغي توفير الية تضمن حقوق الفرد والقوميات والاديان والطوائف والاحزاب , ليتعايش الجميع بسلام .

 

7/ . يجب زرع الثقة بين الجميع وتوظيف الخصوصية العراقية, للتطور والازدهار كمثال يحتذى للشعوب, بعد توفير الامن والامان وفرص العمل والخدمات, ومحاربة الفساد المالي والسياسي .

 

8/ . اعتماد معايير النزاهة, والكفاءة, والخبرة, والايمان بالمشروع الوطني العراقي, والولاء للشعب والوطن, كشرط اساسي لتعيين الكوادر القيادية في اجهزة الدولة ومؤسساتها الجديدة .

 

هذه هي مهماتنا اليوم, وبتنفيذها نكون اوفياء لذكرى ثورة تموز ورجالها .....

 

وهكذا, فعند الاحتفال بذكرى ثورة تموز, لا يجب فقط, ان نكتفي بالوقوف كل عام دقيقة حداد على ارواح الشهداء, أو أن نبكي دهرا على ما ضاع من مكاسب ثورة ضاعت عويل عمر على اطلال 14 تموز 1958 بل يجب ان نتشرف بتنفيذ هذه المهمات في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها الشعب والوطن وخلاف ذلك نقول من سيجهد بعدنا؟؟؟؟ من سيبني دولة القانون والنظام , فوق تراب الوطن , غيرنا ؟؟؟؟ .

 

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.