اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

ايران.. والعراق// سعد السعيدي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

سعد السعيدي

 

 

ايران.. والعراق

سعد السعيدي

 

لطالما تساءل المرء عن سر الاهتمام الايراني الكبير بالعراق وعما إن كانت هناك علاقة ما بين الاثنين. فبعضهم ارجعها لعلاقة التنافس بين المرجعيات الدينية، وآخر الى احداث من الماضي القريب والبعيد مما مضى. قد تكون كل هذه الاسباب صحيحة بدرجة او باخرى.

 

لعل من الافضل البدء بالنظر الى ما يحيط بايران من بلدان. فمعظم هذه هي دول تحكمها ديكتاتوريات اسلامية او اسلاموية بشكل او بآخر. فافغانستان هي دولة فيها قيادة سياسية تسيّرها قوى عالمية وتتسيدها عوامل الضعف والانقسام ، وكذا دول الخليج. الباكستان تبدو في ظاهرها دولة ديمقراطية ، بيد انها يتلاعب بها في حقيقة الامر الفوضى والجهل والتطرف الديني والنفوذ الاجنبي. البلدان المتاخمة لايران شمالا هي مما قد سقط في حبائل الدكتاتورية ولا يبدو من امكانية لفكاكها منها في اي وقت. اما تركيا فهي ربما احدى الدول في هذا المحيط التي تبدو قوية لكن من دون تأثير منظور على ايران وتتشابه معها في شكل الحكم. بينما في العراق يوجد وضعا مختلفا تماما عما هو موجود في البلدان الآنفة الذكر. إذ يوجد فيه شعب واع ومتعلم مع حرية ولو نسبية تتيح له ان يمسك بارادته بنفسه وان يقف على قدميه. ولعل هذا هو ما منع تحول العراق الى ديكتاتورية متأسلمة مثل البلدان المذكورة. وهذا الاختلاف زائدا الوشائج بين البلدين والتأثير المتبادل بينهما هو ربما احد اهم الاسباب التي تجعل الايرانيين يتحسبون من العراق اكثر بكثير من تحسبهم من باقي البلدان المحيطة بهم.

 

احد الكوابيس التي تؤرق الايرانيين هو الانتماء العربي لشيعة العراق وخصوصيتهم الثقافية. إذ يقف هذا الانتماء حجر عثرة امام تحقيق الاهداف الايرانية ولا يمكن ان يلتقي معها. وما تكون الاهداف الايرانية هذه التي ترى في هذه الثقافة فقط العثرات والكوابح إلا الهيمنة على المنطقة التي من ضمنها العراق من خلال السيطرة على نفس هؤلاء الشيعة؟ الثقافة العراقية والوعي هما من دعائم النظام الديمقراطي الذي هو احد اسباب القلق الايراني من العراق. فتثبيت نظام ديمقراطي حقيقي في العراق معناه حصول اهل العراق وليس فقط شيعته على استقلالية كبيرة في تنظيم حياتهم وبلدهم بعيدا عن اية تبعية اجنبية. وايران على هذا تتخوف كثيرا من خروج وانعتاق شيعة العراق من دائرة نفوذها كونه سيوجه ضربة كبيرة لنموذجها الاسلامي ، ويبعد بالنتيجة ليس فقط العراق بل كامل المنطقة عن هيمنتها. بناء على هذا تدخل المحافظة على تقسيم العراقيين على اساس طائفي من ضمن نطاق الاهداف الايرانية. وقد كانت الفرصة الذهبية التي توفرت لايران بعد الاحتلال الامريكي للعراق في الاستفادة من الاوضاع التي خلقها هذا الاحتلال. فشرعوا بمحاولات تدمير الثقافة والديمقراطية لغرض تسهيل السيطرة على البلد. لهذا يكون ضرب الثقافة العراقية وخصوصياتها وافساد النظام الديمقراطي من الاولويات الايرانية. هنا تدخل اذرعها المسلحة على الخط.

 

تقوم هذه الاذرع او القوى الخارجة عن سلطة الدولة بدور القامع للحريات والحافظ للفوضى والتطرف. كذلك فقد دُفعوا للدخول في مجلس النواب حيث جرى اللجوء الى التزوير لملء الاخير بالحثالات والفاسدين للسيطرة عليه. في مجلس النواب قاموا بتخريب عمل المجلس وعرقلة اصدار التشريعات الديمقراطية. وجرى استخدامه كذلك كمصدر للمعلومات الامنية وتلك المتعلقة بالبلد. باختصار السيطرة على البلد من خلال السيطرة على مجلس نوابه. وهذا طبعا عدا عن فرض مشاركتهم باي تشكيل حكومي. وقد رأينا كيف في اوقات مختلفة يقوم مسؤولو ايران وتوابعهم المحلية باستقبال الفاسدين جهارا نهارا بالاحضان وتقديم الدعم لهم. يلاحظ بان هذه التصرفات تشبه تلك الامريكية في المنطقة.

 

بالنتيجة يمكننا القول بان انتشار الثقافة والوعي يعني تقوية الوحدة والديمقراطية وتراجع حالة الانقسام والتطرف. وهو ما يؤدي الى فقدان هيمنة اية قوى اجنبية. والعكس اي إفساد وشل النظام الديمقراطي يؤدي الى ضرب الوعي والثقافة لصالح قوى التطرف والتقسيم. وهي القوى التي يحميها رجال هذه الدولة المجاورة من خلال الشارع والحكومة ومجلس النواب.

روابط ذوات صلة بالموضوع :

 

مستشار روحاني: إيران إمبراطورية عاصمتها بغداد

https://arabic.rt.com/news/776404-

 

إيران: أصبحنا امبراطورية عاصمتنا بغداد

https://www.alarabiya.net/ar/iran/2015/03/08/%D9%l

 

برلماني عراقي يتهم مستشار خامنئي بالتدخل في شؤون البلاد

http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/1902201815

 

غضبٌ من تصريحات ولايتي.. والشيوعي يطالب بتوضيحات

https://almadapaper.net/Details/206579/%D8%

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.