اخر الاخبار:
قصف إسرائيلي على أهداف سورية قرب دمشق - الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 11:01
السيول تودي بحياة شخصين في دهوك - الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2024 10:58
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

إضاءة على المشهد في الاردن: "أدركها النسيان" للأديبة سناء الشعلان// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

      إضاءة على المشهد في الاردن:

"أدركها النسيان" للأديبة سناء الشعلان

د. سمير محمد ايوب

 

أشهرت جمعية التّجديد للثّقافة والإعلام رواية “أدركها النسيان” للرّوائية د. سناء الشعلان في المكتبة الوطنيّة في حفل توقيع ضمّ حشداً غفيراً منقطع النّظير من النّخب الثّقافية والإعلاميّة والأكاديميّة والبحثيّة والفنيّة والمهتمّين في مهرجان إبداعيّ كبير .

 

ولقد رعى عطوفة الأستاذ الدّكتور عبد الكريم القضاة رئيس الجامعة الأردنيّة هذا الإشهار الذي كرّم في نهايته النّقاد الذين شاركوا في النّدوة التي عُقدت في الإشهار تعريفاً بالرّواية، وهم كلّ من: د.سمير أيّوب، ود. منى محيلان، ود. عطا الله الحجايا، وأ. لؤي أحمد، ود. سناء الشّعلان .

 

وقد شهدت الفعاليّة -التي أدراها وعرّف بضيوفها الشّاعر لؤي أحمد رئيس جمعيّة التّجديد للثّقافة والإعلام- ندوة نقديّة حول الرّواية وخصوصيتها؛ وأشاروا إلى مكامن فنياتها، وإبداع التّجريب فيها عبر ملحمة سرديّة عملاقة تشكّل طرحاً جديدة للرواية العربيّة المعاصرة .

 

فقد ذكرت د.منى محيلان أستاذ الأدب الحديث في معرض كلامها: “وبين ثنائية التذكر والنسيان، والاتصال والانفصال، والوطن واللاوطن، والفضيلة والرذيلة، والحياة والموت، تبني الروائيةُ تقابليةً كبرى ما بين حالتين جمعهما فقدان الوالدين وعشقٌ كبير، وفي البَدء كانت الكلمةُ نورا وسلاما، تشدّ وثاقَهما، تارةً حزنا وألماً، وتارةً أخرى قهراً وغيظاً، معَ كثيرٍ من الحب، وقليلٍ جداً من الفرح، وتسير أقدارُهما ويخرجُ كلٌّ منهما إلى شوارعِ الوطن على تراخٍ زمنيٍّ بينهما . .

 

وتتقلبُ صفحات النسيان وتنطوي واحدةً بعد أخرى في حين تنفتحُ نجومُ الأوريغامي نجمةً من بعدِ نجمة، ويصير النسيانُ هو باب الرحمة لمومس شريفةٍ برُغم اغتصاب جسدِها وكلمتها، بالعنف حينا وبالخضوع والاستسلام لواقعٍ أسودَ مرير في ميتم كبير لا يعترف باللقطاء هو الوطن .وتدهشنا الروائيةُ في النهايات المتعددة للرواية " .

 

في حين أشار د. سمير أيوب الأديب والنّاقد والأكاديميّ إلى خصوصيّة هذه الرّواية قائلا : " تؤكد الإصدارات الأخيرة للشعلان، على أنّها قد تأثّرت هي الأخرى كثيراً بالتطوّرات الفاعلة في طرائق الحياة عامة وفي الآداب والفنون خاصة. وأنّها عبرت مراحل تطوّر كثيرة ، مكنتها من تحديث ذاتها ، واقتحام موضوعات لم تكن مطروقة من قبل ،انتقتها وفق سياق الحياة الجديد ، الذي لم يعد يتسم بالسيولة والسلاسة . ومن خلال الرؤى الاجتماعية الانتقاديّة والأشكال الكتابية ، غادرت وعيها التقليدي الذي بدات به، إلى وعي جديد، أفادت به من سمات الرواية الغربية الحداثيّة، وما بعد الحداثة وما بعدها . هذه الرواية ، تطويرٌ لتجربتها الإبداعية واثراءٌ لها، ترفض عبرها الاستسلام لاشتراطات ما بعد الحداثة في السرد ،ويبدو ما وراء القص واضحا فيها .في بنائها لمتون وهوامش النص ، استلتّ كل ما يثري عملية السرد، بمنظور يدرك الأجمل في عمليتي التفكيك والتركيب. فاستفادت من التكثيف الموحي ومن انفتاح النص معاً، من الأسطورة والسّحر والخرافة والخيال . لإزاحة الحدود بين الأجناس، والتّعامل مع إشكاليات النص، استعانت بما يؤسس، يومض ويوحي. وابتعدت عن كل ما يربك ويعرقل مسيرة الدلالة. حافظت على بهاء لغة قادرة على اقتناص أدق التفاصيل، دون العبث بتشكيلاتها التي تحقق للفن مهمته في دمج القيِّمِ بالجميل والمُشوِّق " .

 

وقد توقّف د. عطا الله الحجايا عند عوالم الرّواية قائلاً: “رواية “أدركها النّسيان” هي رواية الشّعوب والأوطان والمهمّشين والخراب، لا سيما في الوطن العربيّ، وإن كانت قابلة للإسقاط على أيّ مجتمع معاصر يعيش الاشتراطات والحتميّات التّاريخيّة التي تعيشها الأمّة العربيّة والإسلاميّة في الوقت الحاضر، بل الحقيقة إنّ هذه الرّواية هي رواية ملحميّة بامتياز صاغتها د. سناء الشّعلان لتؤرّخ بها لمرحلة خطيرة من مراحل الأمّة العربيّة في التّاريخ المعاصر لا سيما في العقود السّبعة الأخيرة منها، وفي هذا التّوقيت الزّمنيّ إحالة ذكية وواضحة إلى زمن الصّراع مع العدوّ الصّهيونيّ، وما رافق ذلك الصّراع من مآسيه وويلاته على الإنسان العربيّ في كلّ مكان، لا على الإنسان الفلسطينيّ فقط.

 

هذه الرّواية الجديدة في تجربة الشعلان وفي المشهد الرّوائيّ العربيّ المعاصر هي مغامرة تجريبيّة مضنية وجبّارة واستثناء في الطّرح والشّكل واللّغة؛ فهي تصوير للجماليّات الخراب في لغة شعريّة أنيقة تخلص للوجع، وتقدّم خيبات أمل الإنسان المكسور والمخذول في مجتمع يتغوّل على الإنسان، ويسحقه حتى يجرّده من إنسانيته، في منظومة استلابيّة متوحّشة ".

 

وقد قدّمت الشّعلان في نهاية النّدوة شهادة إبداعيّة عن هذه الرّواية توقّفت عند رؤيتها في بناء هذه الرّواية وتشكيلها وأسباب ولادتها؛ إذ قالت في معرضها: “أنا غاضبة جدّاً حتى الانفجار؛، ولذلك كتبتُ هذه الرّواية المستحيلة، أنا رافضة للاستلاب بأشكاله قاطبة، ولهذه كتبتُ هذه الوثيقة السّرديّة التّأبينيّة لواقعنا، أنا مصمّمة على أن أكتب التّاريخ بصدق كما أعرفه، وأن أكون شاهدة عصر رغم أنف التّزوير والتّلفيق والكذب، ولذلك قرّرتُ أن أكتب هذه الرّواية من منطلق أنّ المبدع المتمرّد المتوحّد مع نفسه في عالم متوحشّ عندما لا يجد من يروي له، يروي لنفسه في حوار داخليّ مع نفسه يوثّقه على الورق كي يمنع كلماتِه من الموت، وكي يكتب لها الخلود أكثر من فترة بقائه القصير في هذا الكوكب الملغز المتناحر؛ فشهوة الحكي والسّرد هي شهوة مرتبطة بإحساس الإنسان بذاته، وبانتمائه للوجود، بل لانتماء الوجود له .

 

أجدُ صعوبة في الحديث عن رواية “أدركها النّسيان”؛ لأنّني كتبتُ فيها كلّ ما أردتُ قوله بطريقة بطليها بهاء والضّحّاك اللّذين كانا أجرأ منّي في البوح وسرد قصّة حياتهما، بما فيها من ملحميّة موجوعة تدين القوى الاستبداديّة، وترفض الانسحاق تحت قواها؛ فهما استطاعا أن يعرّيا جسديهما أمام الجميع ليعرضا ما علق بهما من أدران وعذابات، دون أن يخوّفهما سوط الجلاد الذي التهم الكثير منهما " .

 

الاردن - 7/72019

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.