اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مقالات وآراء

فلسطين: من هنا الى اين ؟!!// د. سمير محمد ايوب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. سمير محمد ايوب

 

عرض صفحة الكاتب

فلسطين: من هنا الى اين ؟!!

د. سمير محمد ايوب

 

سؤال  مهم وان بدا متاخرا، يراهن على ان فلسطين عجيبة، حتى وهي تتعرض لاكبر مؤامرة في تاريخها، تتسع للشيء ونقيض الشيء معا. ليس من الضروري ان تكون عميلا في فلسطين، لتخدم عدوك. يكفي ان تكون غبيا، متقاعسا، صامتا، عاجزا، مفرطا، مساوما، مموها، لتصبح رغم أنفك متواطئا مع عدوك.، تتآمر على اهلك، وبأبخس الأثمان تبيع. فيها من تامرك ومن تاسرل ومن تخلجن، ومنهم من استبدل الكلاشنكوف والديكتريوف والاربي جي، بالزنا المناضل. الى جانب الجنرالات الاطفال، فيها اكثر من عهد التميمي واكثر من عمر ابو ليلى، واكثر من مروان البرغوثي واحمد سعدات وفهد السيد.  

 

وفي المشاهد العربية ما يقلق واكثر، وحال فلسطين ليس باحسن من حال الامة، قد يبدو ظاهر السؤال صداميا مقلقا موجعا. فيسارع المخلصون ناصحين بجدية: مش وقته.  وحتما سيسارع المسحجون للاتهام . والصراخ من انتم؟

 

نتجاوز ذباب التسحيج، لنسأل اخوتنا المخلصين: اذا الآن مش وقته، متى وقته اذن؟ ونحن غاطسون في انحطاط ، قد طال ما قبله وما بعده من كوابيس ساحقة ماحقة. مَيِّتُنا ايها الاخوة على المحفة، والعدو يقلبه كيفما يشاء؟! ويبني على هالوضع؟     

 

ولاننا نحترم عقولكم وعقولنا، لن نعظ ولن نفتي ولن نندب الحظ، او نجتر ماضيا، او لنستقيل من فرض العين في العمل من اجلها. ولا لنقول لاحد: اذهب انت وربك وقاتل انا هنا قاعدون. بل لننطلق من هنا، لنحسن معا قراءة ما في المشهد من سياقات وتداعيات معقدة. ولنتصارح عن المعلن والمكتوم في المشهد. ولم نحسن منعه حتى الان.

 

نطمح لان نكون: حالة وطنية اخلاقية سياسية، تحاول باحترام تلمس درب مشترك من خلال الاتفاق على فهم للواقع، والخروج الآمن منه، والتأسيس لبرنامج وطني بحده الأدنى ، بلا تكاذب او مجاملات او دفن الرؤوس في الرمل.

 

بعد اكثر من قرن من الانهيار الشامل، تناسلت للاسف فلسطين.

 

عربيا: صرنا بالتامر العلني نُطعَن في الصدر بعد ان كنا بالدس نُطعَن بالظهر.

 

فلسطينيا: ما بقي منها اي شيء يمكن التنازل عنه!.

 

أين العلة، ومن السبب؟

 

في المشهد الفلسطيني: هناك خان من خان، وبعض الباقين خذل او تقاعس او صمت او عجز. حتى غدت فلسطين اصغر من منصات تنظيمات البعض ومحاصصاتها ومخصصاتها.

 

الفاشلون المتصدرون المشاهد، هم من كل لون وجنس. يرطنون عجزهم بالفلسطينية المحكية، والقومية، والاسلامية والاممية واخيرا العبرية اكثر من العربية. 

 

بخيانة اول الرصاص واول الحجارة، صارت الوية وجنرالات الترفيع بالاسانسيرات مثل الهم عالقلب ، يوميا يرون قاتلهم وجها لوجه ، ولا يقاتلونه.

 

صار رصاص الكهنوت السائد  للزينة والمراسم. لا تنافس على قتال، بل مباشرة او مداورة على من هو الاضمن والافضل لحراسة امن العدو، تقربا من حضنه، على طريقة حُكْ لي تا حُكْ لك.

 

حولوا الناس الى مدافعين عن بقاءهم مرتهنين للقمة العيش اخر الشهر. والعمل عند العدو، وضيقوا عليهم العيش.

 

مختلفون على كل اشي. طبيعة الصراع، المعسكرات، الادوات، المواقيت والاولويات.

 

المكابشة بين خاطفي فتح وخاطفي حماس، ستبقى مستفحلة وبلا نهاية، لانها في طنجرة اوسلو، ولذلك انهاؤها هو قرار اسرائيلي بحت .عن العملاء حدث ولا حرج. اخشى أن عفن راس السمكة قد وصل الى الذيل، أوَلَم نعجز عن حماية البطل عمر ابو ليلى لمدة يوم؟

 

في المحصلة ، فلسطينهم ما عادت فلسطيننا.  

 

بعد كل هذا الركام ، من هنا الى؟

 

لاننا نعرف ان الشعوب الحية، قد تمر في مد وجزر، لن نقول ما قال سعد زعلول ( غطيني يا صفية مافيش فايده ) ولا ما تغنت به فيروز ( لا تندهي ما في حدا، عتمي الطريق ) . لن يكسر الجبارين قيادة مستوردة او اتفاقيات مفروضة عليه بالغدر المريب.

 

بل نصغي للشهيد كنفاني وهو يناشدنا اطرقوا الخزان. نحن هنا لنطرق الخزان معا. استعدادا لما بعد اوسلو. نستعد لنقول في قادم الايام ما قال عرابي: من اجل مصر وقعت ومن اجلها الغي.

 

الى اين؟

متأخرون؟ ليس كثيرا ، وإن كنا في سباق مع الزمن.

 

والبوصلة فلسطين، اعيدوا الألق لقومية العمل من اجلها، واخرجوا من القطرية النتنة التي روج لها شعار يا وحدنا والقرار المستقل.

 

اعملوا على توحيد الشوارع العربية ابتداء من دول الطوق وفي الطليعة منها الاردن وفلسطين ، مدركين بصراحة كل اخطاء الماضي.

 

ركزوا على الشباب فهم المتضررون ، لسنا نحن.

 

بالعمل المتقن المخلص من اجل التحرير، تقطعون لسان كل من يتهجم على فلسطين ، واصبع كل من يكتب ظالما ضدها.

 

تحالفوا مع الشيطان لو كانت هناك نقاط تلاقي معه ضد العدو، ابنوا على المشترك معه ، دون ان يسحبكم الى جهنمه.

 

ابنوا القدوات وانتم تتذكرون ان تعفن السمك يبدأ من الرأس. وتذكروا ان امير المؤمنين علي كرم الله وجه، قال لعمرامير المؤمنين: لقد عففت فعفوا، ولو ولغت لولغوا.

 

بركان الغضب في اتقاد متصل، والمواجهة الكبرى في ظله آتية لا ريب فيها. ان النصر فيها بامس الحاجة لانجاز الكثير. ان حقائق الصراع ومساراته تؤكد بلا تأتأة: أن اجمل التاريخ آت غدا ومن فلسطين.

تصبحون على وطن

 

الاردن – 7/7/2019

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.