اخر الاخبار:
بابل تنتخب مجلس إدارة اتحاد أدباء بابل - الأحد, 02 تشرين2/نوفمبر 2025 11:14
سامراء.. القبض على الإرهابي "أبو إخلاص" - الخميس, 30 تشرين1/أكتوير 2025 20:34
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

اصدارات

صدور الطبعة الثانية من كتاب (السياحة والتلوث: مقالات) لبنيامين يوخنا دانيال

 

صدور الطبعة الثانية من كتاب (السياحة والتلوث: مقالات) لبنيامين يوخنا دانيال

 

صدرت مؤخرا عن دار نشر ( بيشوا ) في أربيل – العراق الطبعة الثانية من كتاب ( السياحة و التلوث : مقالات ) للباحث ( بنيامين يوخنا دانيال ) , و يقع في ( 139 ) صفحة من القطع المتوسط , و تضمن مقدمة مطولة و ( 14 ) مقالة حول السياحة و التلوث البيئي , و بالعناوين التالية : -

  القمامة السياحية

  لماذا فرض ضريبة الكربون على الطائرات ؟

  لماذا رفض ضريبة الكربون على الطائرات ؟

  من أجل سفن سياحية خضراء

  فنادق من الزبالة

  الاحتباس الحراري يهدد السياحة

  التلوث .. عندما يهدد السياحة

  هل تفاقم السياحة من ظاهرة الاحترار العالمي ؟

  الآثار السلبية لحوادث اصطدام السفن بالشعاب المرجانية

  الجرائم البيئية الناجمة عن بعض النشاطات السياحية

  ترشيد استهلاك المياه في الفنادق : ضرورة ملحة و مسؤولية مشتركة

  تطبيقات السياحة المستدامة من خلال المحميات البحرية

  السياحة في المحميات الطبيعية .. هل تشكل خطرا ؟

  هل تتفاقم أزمة البلاستيك بسبب السياحة ؟

و جاء في المقدمة :

 

السياحة و التلوث ضدان لا يجتمعان أبدا , و أينما وجدت آثار و مسببات التلوث بأنواعه , انحسرت الأنشطة و الفعاليات السياحية , خصوصا لو ارتبطت بالمناطق المتسمة بالحساسية و الهشاشة البيئية , مثل الشواطئ و الجزر المرجانية و المحميات الطبيعية المتميزة . حيث تأتي نظافة و جودة الموارد و المقومات الطبيعية المتوافرة فيها , مثل المياه و المناخ و الأرض في مقدمة المغريات ( المشوقات – المجذبات ) التي تستأثر باهتمام السواح , خصوصا في ظل انتشار الثقافة البيئية و الوعي بأهمية التنوع الحيوي ( البيولوجي ) , و ظهور و انتشار أنماط سياحية جديدة , مرتبطة بالبيئة الطبيعية , و منسجمة مع الاستدامة البيئية على نحو واسع , مثل السياحة الصديقة للبيئة و السياحة الناعمة و السياحة الخضراء و السياحة المناصرة للبيئة و و السياحة المسؤولة غيرها .                                  

و لو أخذنا موضوع تأثير ( تلوث الهواء ) على السياحية على سبيل المثال لوقفنا على الأثر السلبي لسوء ( جودة الهواء ) على ( تجربة السياح ) و ( راحة السفر )  و ( الرضا السياحي ) و ( الاستمتاع الجمالي ) في الوجهات السياحية ملوثة الهواء , و ذلك بسبب التصنيع السريع أولا , و التوسع الحضري ثانيا و النمو السكاني ثالثا , مما يثني السواح المحتملين عن التوجه إليها حرصا على صحتهم و لتجنب مشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو و الحساسية ( السعال و ضيق التنفس ) و غيرها , و ينخفض عندهم ( دافع السفر بهدف السياحة ) , خصوصا بعد أن أصبحوا أكثر وعيا بجودة البيئة عند اختيار وجهاتهم السياحية , مع الميل إلى اختيار الوجهات السياحية التي تظهر التزاما بالممارسات المستدامة المعروفة التي باتت مطلوبة في الوقت الراهن , و التي تتمتع ب ( جودة الهواء ) الذي صار المؤشر الرئيسي لقياس الصورة الشاملة للوجهة السياحية , وهذا ما ذهب إليه في الأدبيات السياحية المعنية بدراسة تأثير ( التدهور البيئي ) على ( سلوك السياح ) و ( استدامة الوجهات السياحية ) , و ذلك للعلاقة الديناميكية بين تلوث الهواء و المتغيرات الاقتصادية الكلية في صناعة السياحة . أما الاتجاهات الرامية إلى علاج أو الحد من تلوث الهواء في هذه الوجهات فتقوم على عدة أسس : -                                                 

أولا : إيجاد ابتكارات تكنولوجية في الموارد السياحية .                                            

ثانيا : إنشاء أنظمة نقل شاملة و مستدامة .       

ثالثا : تنويع الهياكل الصناعية في اطار الاستدامة .                                                      

رابعا : مراقبة جودة الهواء في الوجهات السياحية لجعلها أكثر أمانا للسياح .                          

و قد تتأثر أيضا الموارد السياحية الطبيعية ( مغريات طبيعية ) المتوفرة في الوجهة السياحية بتلوث الهواء و تلوث الغلاف الجوي جراء هطول الأمطار الحمضية التي سوف تهدد النباتات و الحيوانات و الأنظمة الأيكيولوجية , و تقلل حتما من أهمية المناظر الطبيعة التي ييمم شطرها السواح , و هي مجذبات مهمة و فعالة في منظومة الجذب السياحي .                     

و يستنتج مما سبق ما يلي : -                     

أولا : هناك علاقة ترابطية بين تلوث الهواء و السياحة , إذ هناك احتمال أن تتراجع المؤشرات السياحية من إيرادات و فرص العمل و الليالي الفندقية و الرسوم و الضرائب في الوجهة السياحية التي يغطيها الهواء الملوث , كما قد يحصل العكس , فتزيد السياحة من مشكلة تلوث الهواء و غيرها من المشكلات البيئية بغياب الاستدامة خصوصا لو كانت مفرطة .             

ثانيا : قد يؤثر تلوث الهواء على الطلب السياحي في الوجهات السياحية .                             

ثالثا : يكون تأثير تلوث الهواء أكثر وضوحا عند ممارسة الأنشطة و الفعاليات السياحية في الهواء الطلق مثل السير لمسافات طويلة و زيارة المعالم الطبيعية البعيدة و ممارسة الرياضات .             

رابعا : تمثل جودة الهواء مظهرا ملموسا لقدرة الوجهة السياحية على جذب أفواج السياح و عدد الليالي الفندقية المقضاة فيها .                    

خامسا : يؤثر تلوث الهواء على سلوكيات إعادة زيارة السياح للوجهة السياحية المزارة سابقا مع حصول تغيرات في جدول اختياراتهم .          

سادسا : قد يؤثر تلوث الهواء على ممارسة بعض الهوايات المفضلة من قبل السياح , مثل تصوير الطيور و الفراشات و المناظر الطبيعية و المواقع الأثرية والتكوينات الغريبة و السير و الجري و قيادة الدراجات الهوائية و ركوب العربات التي تجرها الحيوانات .                                

سابعا : يمكن لتلوث الهواء أن يلحق الضرر بالموارد المهمة في منظومة الجذب السياحي , باعتبارها مغريات ( مشوقات ) طبيعية وثقافية و صناعية مؤثرة في الوجهة السياحية , و ذلك نتيجة للتآكل و التفاعل .                            

ثامنا : قد يؤثر تلوث الهواء على القطاعات و النشاطات الاقتصادية المرتبطة بصناعة السياحة و السفر على نحو مباشر و غير مباشر , مثل الزراعة التي توفر الطعام و الشراب للسياح , و النقل الذي يسهل تنقلاتهم الداخلية .                

 تاسعا : يشكل تلوث الهواء عامل خطورة واضح على صحة السواح و عموم الناس , إذ يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية بأن تلوث الهواء قد ساهم في وفاة نحو ( 7 ) ملايين شخص حول العالم في عام 2012 .                             

عاشرا : يقلل تلوث الهواء في الوجهة السياحية من قدرتها التنافسية في سوق السياحة الوطني والأقليمي و العالمي .                             

 و بإمكاننا أن نسوق هنا الكثير من الأمثلة على الكيفيات التي أثر بها التلوث على السياحة سلبا بصورة مؤقتة أو دائمية , و على نحو خفيف أو عميق , وفقا لطبيعة التلوث و مصدره , و مدى انتشاره و مستواه و غيرها من العوامل . ليشكل بذلك أحد أهم المخاطر و التحديات التي تعيشها صناعة السياحة و السفر على النطاق العالمي , و على المستوى الوطني للكثير من الدول , متقدمة كانت أو نامية . ففي تونس مثلا شكلت سحب الغازات السامة الناجمة عن المعامل و المصانع المرتبطة بالنشاطات النفطية و الصناعات الكيمياوية و الواقعة على بعد ( 2 ) كلم تقريبا من مركز ( قابس ) أهم عامل لتراجع النشاطات السياحية في الولاية المذكورة , خصوصا تلك المرتبطة بالمنطقة الساحلية في خليج قابس , مثل السياحة و الصيد و ركوب الزوارق الصغيرة , فشهدت في السنوات الأخيرة تراجعا واضحا في أعداد السياح , و تعثر السياحة الداخلية في المنطقة على نحو بين .                            

أما في المغرب فكانت القاذورات و الأوساخ المرماة من قبل السفن التي تستخدم الممرات المائية المرتبطة ببحيرة ( نعيلة ) المعتبرة محمية طبيعية منذ عام 2006 , و المشمولة بالاتفاقية الدولية للأراضي و المناطق الرطبة ( اتفاقية رامسار الموقعة في إيران عام 1971 و المنفذة اعتبارا من 21 كانون الأول 1975 ) , و بقايا و مخلفات السكان من أهم مسببات تلوثها , و دفع السياح إلى الاحجام عن زيارتها كما كانوا يفعلون في السابق , رغبة منهم في التمتع بالغطاء النباتي و التنوع الاحيائي التي كانت تتمتع بها . كذلك الأمر في شواطئ طنجة المغربية ( بلايا , وادليان , الزاهارا , الدالية , لابلايا بلانكا , الديكي , سيدي قنقوش , المريسات , القصر الصغير ) التي انحسرت فيها السياحة الساحلية على نحو ملحوظ بسبب التلوث . و انتشار بقعة الزيت من ( الجونة ) إلى ( سهب حشيش ) من شواطئ الغردقة المصرية عام 2010 المعروفة باستقدامها لأعداد كبيرة من السياح فشكلت بذلك تهديدا جديا للموسم السياحي في تلك السنة . أما في المملكة العربية السعودية فقد حرم التلوث الناجم عن تسرب مواد كيمياوية إلى متنزه وطني كبير في الطائف في عام 2012 آلاف الزوار و السياح من متعة زيارة هذا المتنزه الحيوي الذي له رواده من الأسر القاطنة في المدينة و غيرهم . و في عام 2009 تضررت البيئة البحرية و الشعاب المرجانية على سواحل مدغشقر جراء تسرب زيت الوقود ومياه الصرف الصحي من سفينة تركية محطمة لتؤثر سلبا على مجمل النشاطات في المنطقة , و بالذات برنامج السياحة و الاصطياف .  كما تأثرت المنتجعات السياحية الشاطئية في منتجع ( تاونغا ) السياحي النيوزيلندي و غيره بنفس الطريقة بعد تحطم سفينة ( ريتا ) بالشعاب المرجانية على الساحل الشرقي ل ( نورث آيلاند ) في عام 2011 . و تأثرت الحياة على شاطئ العقة و شاطئ منطقة البدية حول الفجيرة بالامارات العربية المتحدة و السياحة على وجه الخصوص إثر انتشار بقعة نفطية في عام 2011 . و أمثلة غيرها كثيرة .  

أما هذا الكتاب المتواضع فيضم بين صفحاته ( 14 ) مقالة تخص عدة جوانب متعلقة بالسياحة و التلوث , و هي منشورة رقميا على الصفحات الإلكترونية لعدة مواقع , و قد أعيد نشرها ورقيا على نحو مستقل و جامع , لتضاف إلى المكتبة السياحية .                                         

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.