اصدارات
صدور الطبعة الثانية من كتاب (السياحة والتلوث: مقالات) لبنيامين يوخنا دانيال
- تم إنشاءه بتاريخ السبت, 30 آب/أغسطس 2025 21:31
- كتب بواسطة: Super User
صدور الطبعة الثانية من كتاب (السياحة والتلوث: مقالات) لبنيامين يوخنا دانيال
صدرت مؤخرا عن دار نشر ( بيشوا ) في أربيل – العراق الطبعة الثانية من كتاب ( السياحة و التلوث : مقالات ) للباحث ( بنيامين يوخنا دانيال ) , و يقع في ( 139 ) صفحة من القطع المتوسط , و تضمن مقدمة مطولة و ( 14 ) مقالة حول السياحة و التلوث البيئي , و بالعناوين التالية : -
القمامة السياحية
لماذا فرض ضريبة الكربون على الطائرات ؟
لماذا رفض ضريبة الكربون على الطائرات ؟
من أجل سفن سياحية خضراء
فنادق من الزبالة
الاحتباس الحراري يهدد السياحة
التلوث .. عندما يهدد السياحة
هل تفاقم السياحة من ظاهرة الاحترار العالمي ؟
الآثار السلبية لحوادث اصطدام السفن بالشعاب المرجانية
الجرائم البيئية الناجمة عن بعض النشاطات السياحية
ترشيد استهلاك المياه في الفنادق : ضرورة ملحة و مسؤولية مشتركة
تطبيقات السياحة المستدامة من خلال المحميات البحرية
السياحة في المحميات الطبيعية .. هل تشكل خطرا ؟
هل تتفاقم أزمة البلاستيك بسبب السياحة ؟
و جاء في المقدمة :
السياحة و التلوث ضدان لا يجتمعان أبدا , و أينما وجدت آثار و مسببات التلوث بأنواعه , انحسرت الأنشطة و الفعاليات السياحية , خصوصا لو ارتبطت بالمناطق المتسمة بالحساسية و الهشاشة البيئية , مثل الشواطئ و الجزر المرجانية و المحميات الطبيعية المتميزة . حيث تأتي نظافة و جودة الموارد و المقومات الطبيعية المتوافرة فيها , مثل المياه و المناخ و الأرض في مقدمة المغريات ( المشوقات – المجذبات ) التي تستأثر باهتمام السواح , خصوصا في ظل انتشار الثقافة البيئية و الوعي بأهمية التنوع الحيوي ( البيولوجي ) , و ظهور و انتشار أنماط سياحية جديدة , مرتبطة بالبيئة الطبيعية , و منسجمة مع الاستدامة البيئية على نحو واسع , مثل السياحة الصديقة للبيئة و السياحة الناعمة و السياحة الخضراء و السياحة المناصرة للبيئة و و السياحة المسؤولة غيرها .
و لو أخذنا موضوع تأثير ( تلوث الهواء ) على السياحية على سبيل المثال لوقفنا على الأثر السلبي لسوء ( جودة الهواء ) على ( تجربة السياح ) و ( راحة السفر ) و ( الرضا السياحي ) و ( الاستمتاع الجمالي ) في الوجهات السياحية ملوثة الهواء , و ذلك بسبب التصنيع السريع أولا , و التوسع الحضري ثانيا و النمو السكاني ثالثا , مما يثني السواح المحتملين عن التوجه إليها حرصا على صحتهم و لتجنب مشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو و الحساسية ( السعال و ضيق التنفس ) و غيرها , و ينخفض عندهم ( دافع السفر بهدف السياحة ) , خصوصا بعد أن أصبحوا أكثر وعيا بجودة البيئة عند اختيار وجهاتهم السياحية , مع الميل إلى اختيار الوجهات السياحية التي تظهر التزاما بالممارسات المستدامة المعروفة التي باتت مطلوبة في الوقت الراهن , و التي تتمتع ب ( جودة الهواء ) الذي صار المؤشر الرئيسي لقياس الصورة الشاملة للوجهة السياحية , وهذا ما ذهب إليه في الأدبيات السياحية المعنية بدراسة تأثير ( التدهور البيئي ) على ( سلوك السياح ) و ( استدامة الوجهات السياحية ) , و ذلك للعلاقة الديناميكية بين تلوث الهواء و المتغيرات الاقتصادية الكلية في صناعة السياحة . أما الاتجاهات الرامية إلى علاج أو الحد من تلوث الهواء في هذه الوجهات فتقوم على عدة أسس : -
أولا : إيجاد ابتكارات تكنولوجية في الموارد السياحية .
ثانيا : إنشاء أنظمة نقل شاملة و مستدامة .
ثالثا : تنويع الهياكل الصناعية في اطار الاستدامة .
رابعا : مراقبة جودة الهواء في الوجهات السياحية لجعلها أكثر أمانا للسياح .
و قد تتأثر أيضا الموارد السياحية الطبيعية ( مغريات طبيعية ) المتوفرة في الوجهة السياحية بتلوث الهواء و تلوث الغلاف الجوي جراء هطول الأمطار الحمضية التي سوف تهدد النباتات و الحيوانات و الأنظمة الأيكيولوجية , و تقلل حتما من أهمية المناظر الطبيعة التي ييمم شطرها السواح , و هي مجذبات مهمة و فعالة في منظومة الجذب السياحي .
و يستنتج مما سبق ما يلي : -
أولا : هناك علاقة ترابطية بين تلوث الهواء و السياحة , إذ هناك احتمال أن تتراجع المؤشرات السياحية من إيرادات و فرص العمل و الليالي الفندقية و الرسوم و الضرائب في الوجهة السياحية التي يغطيها الهواء الملوث , كما قد يحصل العكس , فتزيد السياحة من مشكلة تلوث الهواء و غيرها من المشكلات البيئية بغياب الاستدامة خصوصا لو كانت مفرطة .
ثانيا : قد يؤثر تلوث الهواء على الطلب السياحي في الوجهات السياحية .
ثالثا : يكون تأثير تلوث الهواء أكثر وضوحا عند ممارسة الأنشطة و الفعاليات السياحية في الهواء الطلق مثل السير لمسافات طويلة و زيارة المعالم الطبيعية البعيدة و ممارسة الرياضات .
رابعا : تمثل جودة الهواء مظهرا ملموسا لقدرة الوجهة السياحية على جذب أفواج السياح و عدد الليالي الفندقية المقضاة فيها .
خامسا : يؤثر تلوث الهواء على سلوكيات إعادة زيارة السياح للوجهة السياحية المزارة سابقا مع حصول تغيرات في جدول اختياراتهم .
سادسا : قد يؤثر تلوث الهواء على ممارسة بعض الهوايات المفضلة من قبل السياح , مثل تصوير الطيور و الفراشات و المناظر الطبيعية و المواقع الأثرية والتكوينات الغريبة و السير و الجري و قيادة الدراجات الهوائية و ركوب العربات التي تجرها الحيوانات .
سابعا : يمكن لتلوث الهواء أن يلحق الضرر بالموارد المهمة في منظومة الجذب السياحي , باعتبارها مغريات ( مشوقات ) طبيعية وثقافية و صناعية مؤثرة في الوجهة السياحية , و ذلك نتيجة للتآكل و التفاعل .
ثامنا : قد يؤثر تلوث الهواء على القطاعات و النشاطات الاقتصادية المرتبطة بصناعة السياحة و السفر على نحو مباشر و غير مباشر , مثل الزراعة التي توفر الطعام و الشراب للسياح , و النقل الذي يسهل تنقلاتهم الداخلية .
تاسعا : يشكل تلوث الهواء عامل خطورة واضح على صحة السواح و عموم الناس , إذ يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية بأن تلوث الهواء قد ساهم في وفاة نحو ( 7 ) ملايين شخص حول العالم في عام 2012 .
عاشرا : يقلل تلوث الهواء في الوجهة السياحية من قدرتها التنافسية في سوق السياحة الوطني والأقليمي و العالمي .
و بإمكاننا أن نسوق هنا الكثير من الأمثلة على الكيفيات التي أثر بها التلوث على السياحة سلبا بصورة مؤقتة أو دائمية , و على نحو خفيف أو عميق , وفقا لطبيعة التلوث و مصدره , و مدى انتشاره و مستواه و غيرها من العوامل . ليشكل بذلك أحد أهم المخاطر و التحديات التي تعيشها صناعة السياحة و السفر على النطاق العالمي , و على المستوى الوطني للكثير من الدول , متقدمة كانت أو نامية . ففي تونس مثلا شكلت سحب الغازات السامة الناجمة عن المعامل و المصانع المرتبطة بالنشاطات النفطية و الصناعات الكيمياوية و الواقعة على بعد ( 2 ) كلم تقريبا من مركز ( قابس ) أهم عامل لتراجع النشاطات السياحية في الولاية المذكورة , خصوصا تلك المرتبطة بالمنطقة الساحلية في خليج قابس , مثل السياحة و الصيد و ركوب الزوارق الصغيرة , فشهدت في السنوات الأخيرة تراجعا واضحا في أعداد السياح , و تعثر السياحة الداخلية في المنطقة على نحو بين .
أما في المغرب فكانت القاذورات و الأوساخ المرماة من قبل السفن التي تستخدم الممرات المائية المرتبطة ببحيرة ( نعيلة ) المعتبرة محمية طبيعية منذ عام 2006 , و المشمولة بالاتفاقية الدولية للأراضي و المناطق الرطبة ( اتفاقية رامسار الموقعة في إيران عام 1971 و المنفذة اعتبارا من 21 كانون الأول 1975 ) , و بقايا و مخلفات السكان من أهم مسببات تلوثها , و دفع السياح إلى الاحجام عن زيارتها كما كانوا يفعلون في السابق , رغبة منهم في التمتع بالغطاء النباتي و التنوع الاحيائي التي كانت تتمتع بها . كذلك الأمر في شواطئ طنجة المغربية ( بلايا , وادليان , الزاهارا , الدالية , لابلايا بلانكا , الديكي , سيدي قنقوش , المريسات , القصر الصغير ) التي انحسرت فيها السياحة الساحلية على نحو ملحوظ بسبب التلوث . و انتشار بقعة الزيت من ( الجونة ) إلى ( سهب حشيش ) من شواطئ الغردقة المصرية عام 2010 المعروفة باستقدامها لأعداد كبيرة من السياح فشكلت بذلك تهديدا جديا للموسم السياحي في تلك السنة . أما في المملكة العربية السعودية فقد حرم التلوث الناجم عن تسرب مواد كيمياوية إلى متنزه وطني كبير في الطائف في عام 2012 آلاف الزوار و السياح من متعة زيارة هذا المتنزه الحيوي الذي له رواده من الأسر القاطنة في المدينة و غيرهم . و في عام 2009 تضررت البيئة البحرية و الشعاب المرجانية على سواحل مدغشقر جراء تسرب زيت الوقود ومياه الصرف الصحي من سفينة تركية محطمة لتؤثر سلبا على مجمل النشاطات في المنطقة , و بالذات برنامج السياحة و الاصطياف . كما تأثرت المنتجعات السياحية الشاطئية في منتجع ( تاونغا ) السياحي النيوزيلندي و غيره بنفس الطريقة بعد تحطم سفينة ( ريتا ) بالشعاب المرجانية على الساحل الشرقي ل ( نورث آيلاند ) في عام 2011 . و تأثرت الحياة على شاطئ العقة و شاطئ منطقة البدية حول الفجيرة بالامارات العربية المتحدة و السياحة على وجه الخصوص إثر انتشار بقعة نفطية في عام 2011 . و أمثلة غيرها كثيرة .
أما هذا الكتاب المتواضع فيضم بين صفحاته ( 14 ) مقالة تخص عدة جوانب متعلقة بالسياحة و التلوث , و هي منشورة رقميا على الصفحات الإلكترونية لعدة مواقع , و قد أعيد نشرها ورقيا على نحو مستقل و جامع , لتضاف إلى المكتبة السياحية .

المتواجون الان
247 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع


