كـتـاب ألموقع
التدمير بحجة الدعم // حسين علي غالب
- المجموعة: حسين علي غالب
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2013 18:26
- كتب بواسطة: حسين علي غالب
- الزيارات: 1143
التدمير بحجة الدعم
حسين علي غالب
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عندما أقرا الشعارات عند ""بعض"" وسائل الإعلام و ""بعض ""جهات المجتمع المدني التي تعلن دوما عن دعمها للمبدع و المثقف و الأديب ، فأنني أشعر بالحزن يعتصر قلبي فما يقومون به هو تدمير للثقافة و الأدب و تشويه لسمعة العراق ككل و ليس له صلة بتاتا بالدعم و صقل المواهب المتميزة و إبرازها للعلن .
عندنا عدة قنوات فضائية تبث الأغاني الهابطة ليل نهار بحجة دعم الأصوات الشبابية الجميلة ، و فيها موسيقى صاخبة و أصوات قريبة لنهيق الحمير و راقصات كالدمى يقفزن هنا و هناك و جمل مكررة يكررها صاحب الصوت النشاز فما الفائدة من هذه القنوات التي تشوه تاريخ الفن العراقي المعروف بأنه قدم كل ما هو جميل و أصيل عبر مسيرته الطويلة.
برامج كثيرة عن الشعر الشعبي ليس فيها إلا عدد من الضيوف ، و قد اغرقوا وجوههم بمواد التجميل و يكررون عدة جمل قد حفظوها و أن سألته عن أي شيء أخر تجده كالصنم لا ينطق بأي كلمة و هذا ما حدث في أحد البرامج عندما سأل شاعر شعبي عن "الدارمي" و "الأبوذية " فصمت الشاعر الشعبي " المرموق" و بدأت الدعايات التجارية و عاد البرنامج مع الضيف و كأن شيئا لم يكن متسترين على غباءه و جهله.
أما المسرح و الدراما فهما الطامة الكبرى فحاليا هما كالماء لا لون ولا طعم ولا رائحة ، فالصفة التجارية هي الرائجة و المطلوبة في هذا الوقت فأن أردت عمل مسرحية لعظماء المسرح كشكسبير فأنك لن تجد من يدعمك أو يساندك حتى بكلمة طيبة أما أن أردت عمل مسرحية تحتوي على مضمون تافه و ركيك و ممثلات لا شغل لهن سوى عرض أجسادهن و تبادل الابتسامات و الغمازات مع الجمهور فأنك سوف تجد دعم من كل حدبا و صوب و دعاية فخمة في كل مكان .
كتب كثيرة تصدر في هذه الفترة و كنت أتمنى أن أتحدث عن مضمونها و لكنها من غير مضمون فهناك من يدعي أنه أديب و يكتبون أي شيء لكي يضمنون مكانهم في اتحاد الأدباء و الكتاب و في المحافل الأدبية و الثقافية و دور النشر بعضها يرفض و البعض الأخر يوافق و يرحب لحاجته للمال .
أمور كثيرة يطول ذكرها و شرحها و جميعها تؤذي و تدمر و أرجو من هذه الجهات عدم رفع شعارات الدعم و المساندة للثقافة و الأدب بل لتقل للربح و لجعل الثقافة و الأدب تجارة رائجة أو أي شيء أخر .
حسين علي غالب
المتواجون الان
838 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع