اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

التدمير بحجة الدعم // حسين علي غالب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

التدمير بحجة الدعم

حسين علي غالب

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

عندما أقرا الشعارات عند ""بعض"" وسائل الإعلام و ""بعض ""جهات المجتمع المدني التي تعلن دوما عن دعمها للمبدع و المثقف و الأديب ، فأنني أشعر بالحزن يعتصر قلبي فما يقومون به هو تدمير للثقافة و الأدب و تشويه لسمعة العراق ككل و ليس له صلة بتاتا بالدعم و صقل المواهب المتميزة و إبرازها للعلن .

عندنا عدة قنوات فضائية تبث الأغاني الهابطة ليل نهار بحجة دعم الأصوات الشبابية الجميلة ، و فيها موسيقى صاخبة و أصوات قريبة لنهيق الحمير و راقصات كالدمى يقفزن هنا و هناك و جمل مكررة يكررها صاحب الصوت النشاز فما الفائدة من هذه القنوات التي تشوه تاريخ الفن العراقي المعروف بأنه قدم كل ما هو جميل و أصيل عبر مسيرته الطويلة.

برامج كثيرة عن الشعر الشعبي ليس فيها إلا عدد من الضيوف ، و قد اغرقوا وجوههم بمواد التجميل و يكررون عدة جمل قد حفظوها و أن سألته عن أي شيء أخر تجده كالصنم لا ينطق بأي كلمة و هذا ما حدث في أحد البرامج عندما سأل شاعر شعبي عن "الدارمي" و "الأبوذية " فصمت الشاعر الشعبي " المرموق" و بدأت الدعايات التجارية و عاد البرنامج مع الضيف و كأن شيئا لم يكن متسترين على غباءه و جهله.

أما المسرح و الدراما فهما الطامة الكبرى فحاليا هما كالماء لا لون ولا طعم ولا رائحة ، فالصفة التجارية هي الرائجة و المطلوبة في هذا الوقت فأن أردت عمل مسرحية لعظماء المسرح كشكسبير فأنك لن تجد من يدعمك أو يساندك حتى بكلمة طيبة أما أن أردت عمل مسرحية تحتوي على مضمون تافه و ركيك و ممثلات لا شغل لهن سوى عرض أجسادهن و تبادل الابتسامات و الغمازات مع الجمهور فأنك سوف تجد دعم من كل حدبا و صوب و دعاية فخمة في كل مكان .

كتب كثيرة تصدر في هذه الفترة و كنت أتمنى أن أتحدث عن مضمونها و لكنها من غير مضمون فهناك من يدعي أنه أديب و يكتبون أي شيء لكي يضمنون مكانهم في اتحاد الأدباء و الكتاب و في المحافل الأدبية و الثقافية و دور النشر بعضها يرفض و البعض الأخر يوافق و يرحب لحاجته للمال .

أمور كثيرة يطول ذكرها و شرحها و جميعها تؤذي و تدمر و أرجو من هذه الجهات عدم رفع شعارات الدعم و المساندة للثقافة و الأدب بل لتقل للربح و لجعل الثقافة و الأدب تجارة رائجة أو أي شيء أخر .

 

حسين علي غالب 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.