اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القلب القاسي: قصة قصيرة // حسين علي غالب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

القلب القاسي

حسين علي غالب

 

يضع الابن الأب على السرير الطبي في المستشفى و هو يشعر بالاشمئزاز و الغضب.

أتقدم أنا مسرعا نحوهما فأنا أحب مساعدة الكبار بالسن .

ينظر الابن نحوي لثواني معدود و هو غاضبا مني و يخرج من الغرفة .

أوجه أنظاري للأب المسن و أقول له : ألف سلامة عليك ، الآن سوف يأتي الطبيب و يعالجك.

ترتسم على وجه الأب المسن علامات الحزن و يحبس في عيناه الدموع فأقول له : يا عمي أن كنت تتألم للغاية فالآن سوف أجلب لك الطبيب .

لا يجيبني الأب المسن و لقد قررت أن أبدا بالتحرك و أجلب الطبيب لهذا الإنسان المسكين .

يرفع الأب المسن يده لي و يبدأ بالبكاء و يقول لي : أنا لست مريض بل أنا حزين و نادم على ما فعلته.

لم أفهم شيء مما قاله و لست ممن يملكون حب الاستطلاع لكي أغوص ببحر الكلمات ، و أسحب منه الحقيقة فقررت الصمت و البقاء كمستمع ليس إلا .

ينظر إلي الأب المسن وهو يبكي كالأطفال ، و إذ يقول لي : أريد أن اعترف بذنبي فعندما  وهبني رب السماء بالأبناء فلقد ربيتهم على القسوة و الخشونة .

بقيت صامتا و مستمعا لما يقوله ، و ما قاله شيء عادي جدا فالكثير من الإباء يربون أبناءهم على القسوة و الخشونة لكي يواجهوا بعدها الحياة بحلاوتها و مررتاها ..!!

عاد للحديث بعدما مسح دموعه المنهمرة بيديه : لقد زرعت القسوة و الخشونة و الآن أنا احصد ما زرعته و أتلقى المعاملة الخالية من الإنسانية منهم .

توقف الأب المسن عن البكاء و الكلام و ألتفت إلى الخلف ، و إذ أجد أبنه يدخل على الغرفة و هو بركان من الغضب .

لقد أدركت معاناة هذا الأب المسكين و أشفقت على حاله فكل ما يحدث له هو بسبب تربيته لأبنائه .

حسين علي غالب

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.