كـتـاب ألموقع
القلب القاسي: قصة قصيرة // حسين علي غالب
- المجموعة: حسين علي غالب
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 22 تشرين2/نوفمبر 2013 15:48
- كتب بواسطة: حسين علي غالب
- الزيارات: 1001
القلب القاسي
حسين علي غالب
يضع الابن الأب على السرير الطبي في المستشفى و هو يشعر بالاشمئزاز و الغضب.
أتقدم أنا مسرعا نحوهما فأنا أحب مساعدة الكبار بالسن .
ينظر الابن نحوي لثواني معدود و هو غاضبا مني و يخرج من الغرفة .
أوجه أنظاري للأب المسن و أقول له : ألف سلامة عليك ، الآن سوف يأتي الطبيب و يعالجك.
ترتسم على وجه الأب المسن علامات الحزن و يحبس في عيناه الدموع فأقول له : يا عمي أن كنت تتألم للغاية فالآن سوف أجلب لك الطبيب .
لا يجيبني الأب المسن و لقد قررت أن أبدا بالتحرك و أجلب الطبيب لهذا الإنسان المسكين .
يرفع الأب المسن يده لي و يبدأ بالبكاء و يقول لي : أنا لست مريض بل أنا حزين و نادم على ما فعلته.
لم أفهم شيء مما قاله و لست ممن يملكون حب الاستطلاع لكي أغوص ببحر الكلمات ، و أسحب منه الحقيقة فقررت الصمت و البقاء كمستمع ليس إلا .
ينظر إلي الأب المسن وهو يبكي كالأطفال ، و إذ يقول لي : أريد أن اعترف بذنبي فعندما وهبني رب السماء بالأبناء فلقد ربيتهم على القسوة و الخشونة .
بقيت صامتا و مستمعا لما يقوله ، و ما قاله شيء عادي جدا فالكثير من الإباء يربون أبناءهم على القسوة و الخشونة لكي يواجهوا بعدها الحياة بحلاوتها و مررتاها ..!!
عاد للحديث بعدما مسح دموعه المنهمرة بيديه : لقد زرعت القسوة و الخشونة و الآن أنا احصد ما زرعته و أتلقى المعاملة الخالية من الإنسانية منهم .
توقف الأب المسن عن البكاء و الكلام و ألتفت إلى الخلف ، و إذ أجد أبنه يدخل على الغرفة و هو بركان من الغضب .
لقد أدركت معاناة هذا الأب المسكين و أشفقت على حاله فكل ما يحدث له هو بسبب تربيته لأبنائه .
حسين علي غالب
المتواجون الان
546 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع