اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حوار مع الشاعر والإعلامي نمرود قاشا // حوار: حسين علي غالب

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

الشاعر والإعلامي نمرود قاشا -الصحافة مهنة البحث عن الحقائق والجمال

حوار: حسين علي غالب

نمرود قاشا ، شاعر وإعلامي ، متابع للمشهد الثقافي العراقي منذ أكثر من ربع قرن، أحب الشعر وكتبه منذ مطلع السبعينات ، ونشر في الصحف والمجلات العراقية منذ تلك الفترة، شارك في اغلب المهرجانات الثقافية التي شهدتها محافظة نينوى وبلدته قره قوش ( مركز قضاء الحمدانية) لكنهم – أهلها –يسموها  ( بغديدا) وهو الاسم السرياني لها، فلا زال أهلها يتحدثون لغة السيد المسيح ( الآرامية) أو السريانية، ورغم الكثير من المفردات الغريبة التي رافقت (اللهجة) نتيجة للأوضاع السياسية التي مرت بالعراق من احتلال: تركية، فارسية، انكليزية وأمريكية .

نمرود قاشا، أتابع ما ينشره منذ أكثر من عقد من خلال بعض المطبوعات التي تصدر في بلدته وهي كثيرة قياساً بمدينة بحجم  قضاء، إضافة مشاركته في العديد من الفعاليات على مستوى العراق : مهرجانات المربد،الجواهري , كلاويز , المتنبي , والحلقات الدراسية عن دور السريان في الثقافة العراقية

نمرود قاشا ، يترأس تحرير مجلة شهرية ثقافية ( نواطير )  وجريدة شهرية (صدى السريان )إضافة مشاركته  في تحرير العديد من المقالات والتحقيقات الصحفية للعديد  من الصحف والمجلات ، يعمل في الأعلام الإذاعي، فهو نائب مدير  إذاعة صوت السلام، وهي من الإذاعات المهمة على مساحة الوطن.

لكي نكون أكثر قرباً من هذا الإنسان والإعلامي، هذه مجموعة أسئلة  دونتها في مفكرتي، أرسلتها إلى زميلي ( قاشا) عن طريق شبكة الإنترنيت ، فكان هذا اللقاء.

خلال مسيرتك التي تجاوزت الربع قرن، بين الشعر والصحافة، لمن تعطي خط الشروع؟ وكيف استطعت أن تجمع ما بين الصحافة وهي مهنة البحث عن المتاعب والشعر وهو عالم حالم يحتاج إلى هدوء وسكينة؟.

                الشعر عالم جميل  وحالم، والصحافة أجمل لأنه عالم تدخله بمعرقلات عديدة، ورغم ذلك تتجاوزها وتحاول الوصول إلى الهدف ، والوصول إلى الهدف وخاصة  إذا كانت الصعوبة مرافقة له يبدو أجمل.

                الصحافة تابعتها بشكل يومي تقريباً، وأنا تلميذ في الصف الخامس الابتدائي، والصدفة خدمتني في هذه المتابعة ، حيث كان أخي يعمل في مطبعة الزمان( بغداد_ ساحة الميدان) في ستينات القرن الماضي، وهذه المطبعة العائدة لأحد رموز الصحافة العراقية ( توفيق السمعاني) حيث كانت تدار من قبل أولاده، ولازالت تعمل لحد اليوم.

                في مطبعة الزمان، كانت تطبع بعض من صحف تلك الفترة حيث كانت تصلني تلك الصحف بواسطة البريد، إضافة إلى صحف أخرى تصدر من مطابع بغداد الأخرى حيث كان هناك نظام  المبادلة للمطبوعات بين المطابع.

                أقول: كانت تصلني الصحف إلى المدرسة ، كان مدير المدرسة ( المرحوم عبد الرحمن الخياط) يقوم بتصفحها أولا ثم يرسلها لي في وقت لم يكن هناك إعلام غير الراديو ، فمن خلال متابعة الصحف تولدت لي رغبة في الصحافة.

                فقد كنت احتفظ بأرشيف يضم اغلب الصفحة العراقية منذ بداية الستينات وحتى منتصف السبعينات ومن هذه الصحف:  المواطن ، الأيام ، النور ، الفجر الجديد ، الأخبار

                لكن هذا الأرشيف تلف لعدم وجود مكان مناسب للخزن الجيد.

                إذن الصحافة كانت انطلاقتي في الدخول إلى هذا العالم الجميل، ومن خلال الصحافة عرفت الشعر، حيث كنت أتابع ما ينشر  في صحف تلك الفترة.

                في مرحلة الدراسة المتوسطة ثانوية قره قوش، كانت الأجواء  متاحة لتنمية القابلية الأدبية من خلال المهرجانات الأدبية والفنية التي كانت تقام في مناسبات وطنية أو طلابية مع رعاية إدارة الثانوية وبعض المدرسين في تنمية وتشجيع هذه المواهب ,والفضل الأول يعود للشاعر الكبير  الأستاذ "معد الجبوري "و الذي  كان مدرسا ًللغة العربية حيث يعود إليه الفضل في احتضان وتشجيع  هذه الطاقات، مع مدرسين آخرين شجعوا اهتمامات أخرى رياضية أو فنية في المسرح والرسم.

                هذه الفترة كانت خصبة جدا حيث بدأنا المحاولات الأولى في الكتابة والمشاركة في الملتقيات والمهرجانات الأدبية.

                في بداية السبعينات بدأت بالنشر.

ما هي أول قصيدة نشرتها وأين..؟

                أول قصيدة نشرتها عام 1972 في مجلة ( ألف باء) الأسبوعية بعنوان (  يا قمري الحزين) أتذكر منها:

                يا أملا يشرق في قلبي

                يا نغمة تداعب الأوتار

                أراك في انطلاقة الفجر

                وفي مواكب الأزهار

                أراك في قلبي تشرقين

                يا قمري الحزين

                كانت ( ألف باء) تخصص صفحتين للنتاج الشبابي، بعدها نشرت مجموعة قصائد في جريدة ( الرسالة) الموصلية بعدها كانت هناك محاولات ( خجولة) في صحف بغداد، حيث كان النشر فيها يخضع لمعايير معينة و عددها محدود، فقد كانت لا تتعدى أصابع اليد الواحدة: جمهورية،  ثورة، التآخي، طريق الشعب، وفي منتصف السبعينات توقف قسم منها وتحولت التآخي إلى ( العراق) وفي فترة الحرب العراقية الإيرانية صدرت ( القادسية).

                وعودة على سؤالك عن الجمع بين المهنتين الصحافة والشعر، وقد اعتبرت متناقضتين .بين عالم يبحث عن المتاعب وعالم حالم، فالاثنان حالة واحدة، عالم للإبداع فكتابة القصيدة لا يختلف عن كتابة مقال أو تحقيق تبذل به جهداً وتشعر من خلاله بأنك خدمت الجانب الإبداعي وخاطبت المتلقي بنص أدبي أو صحفي رصين .

علمت من مصادري الخاصة ، انك تمتلك أرشيف ضخم لأهم الصحف العراقية حديثاً، حدثنا عن هذا الأمر..؟

                 نعم ، وكما ذكرت في إجابتي على السؤال السابق بأنني متابع لأغلب الصحف العراقية التي صدرت في بغداد منذ مطلع الستينات، وفعلاً كنت احتفظ بأرشيف كبير وهو مجموع ما جمعته من الصحف خلال عقدين من السنين، وفي كل مرة كنت أعود على هذا الأرشيف وأعيد ترتيبه بعد أن استغني عن الصحف التي اعتبرها غير مهمة... واحتفظ بالصحف التي تحمل مناسبات مهمة مثلاً: فترة حكم عبد الكريم قاسم، سقوط عبد السلام عارف من الطائرة ووفاته، زيارة عبد الرحمن عارف للبارازاني، حرب تشرين والصحف الأولى لاستلام احمد حسن البكر السلطة.

                ولكن سوء الخزن والرطوبة جهلتها متهرئة وغير صالحة للتصفح أصلا ولهذا أتلفتها، ثم أن فترة الحرب العراقية الإيرانية التي جعلتني بعيداً عن البيت لأكثر من عشر سنوات.

الشعراء الشباب ماذا تقول عن تجربتهم..؟

                نحن أيضا كنا شباب، وقبل أن نكتب قصيدة قرانا مئات القصائد والمقالات والنصوص، ولا أبالغ بأنني وزملائي معي قرؤوا كل الكتب التي كانت تضمها مكتبة  ثانوية قره قوش  لهذا أقول للشباب : لا تستعجلوا النشر، قبل أن تبدأ تجربتكم بالنضوج ، اقروا ألف قصيدة واكتبوا قصيدة.

                لهذا على الشباب أن يطلعوا على تجارب الآخرين وملاحظات من سبقوهم، ومن ثم يكتبوا ثم يمزقوا، يكتبوا ثم يمزقوا حتى تنضج تجاربهم، ولا تغريهم الشهرة، كما لا يستعجلوا في الوصول إليها.

وعن مجلة (النواطير) ماذا تقول..؟

                مجلة النواطير، هي مجلة ثقافية اجتماعية عامة تصدر عن حراسات بغديدي، صدر العدد الأول منها في تشرين الأول 2005 وأخر عدد صدر لها (عدد مزدوج) لشهري آب وأيلول 2013، ويحمل العدد (95،96)، ومع العدد القادم نحتفل بذكرى دخولها العام التاسع.

                و ربما من يسأل لماذا سميت (نواطير)..؟

                نواطير، كلمة سريانية (نطوري) وتعني الحراس، ولكن ليس الحراس الذين يتخذون من الحراسة مهنة لهم. وإنما يقصد بها حارس الحقل أو البيدر أو المزرعة بدون أجر مادي،أو بأجر بسيط لا يوازي المهمة التي يقوم بها. لأنه يقوم بحراسة (سلة خبز العائلة) وهو أيضا يستفيد وعائلته مما هو في السلة. وعبارة (ناطور خضرة) لها علاقة بهذا التوضيح.

                أقصد هذه المجلة هي ناطقة باسم رجال أو شباب أخذوا على عاتقهم (تطوّعوا) لحماية البلدة بعد أحداث نيسان 2003، وانسحاب أو حل كل المؤسسات الأمنية والحكومية، ومعروف للجميع ما رافق هذه الأحداث من سلب ونهب وعمليات انتقام.

                هذه المجموعة التي كانت تضم في بداية تشكيلها بحدود مائتي شباب تضم الآن بحدود (1500) منتسب، إضافة إلى أن التجربة عُممت لأغلب قرى سهل نينوى.

                المجلة إذن صدرت في البداية لهؤلاء الرجال، هذه المجلة لاقت صدى كبير من قِبل القراء، و اهتمام المثقفين وذلك لتنوع مواضيعها واهتمامها بالتاريخ والتراث والفنون، فقد تم  تخصيص عدد من صفحاتها للأقلام الشابة.

وماذا عن إذاعة صوت السلام..؟

                إذاعة صوت السلام، هي تبث من مركز قضاء الحمدانية (قره قوش-بغديدا) على الموجة (FM) وبتردد (105.5). بدأ بثها التجريبي في صيف 2005، وبعد إكمال الأجهزة الفنية والكادر بدأت بالبث الرسمي في 1/أب/2006.

                هذه الإذاعة تبث باللغتين العربية والسريانية، وبرامجها منوعة، دينية، ثقافية، كذلك تبث عن طريق الانترنيت.

                صوت السلام تابعة لأبرشية الموصل للسريان الكاثوليك، وهي منبر إعلامي رصين ثقافي واجتماعي وفني وتاريخي تطرح برامجه موادها بشكل هادئ وبعيد عن المزايدات التي تضج بها الساحة الإعلامية، بعيداً عن السياسة، إلا بما يخدم الخط العام لوطن امن يريد أن يكون له موقع مهم ومؤتمر على الساحة العالمية.

                إذاعة صوت السلام، هي أول إذاعة مسيحية في العراق، اعتمدت منذ تأسيسها على إمكانياتها الذاتية في تهيئة برامج ثقافية وفنية واجتماعية منوعة، من قبل كادر اعتمد على جهده الخاص في إعداد وإخراج البرامج، مع كمية جيدة من الأغاني المنوعة باللغتين العربية والسريانية.

 

                وبخصوص الأغاني فهي تخضع إلى متابعة خاصة من قبل كادر في قسم البث، قبل إطلاقها للاستماع، مع حجب كل الأغاني التي تحمل كلمات أو ألفاظ غير مقبولة.

                الإذاعة قامت بتغطية اغلب النشاطات في قرى سهل نينوى واربيل ودهوك وكل المناطق الأخرى التي تستطيع الوصول إليها.

مجموعتك الشعرية الأولى (هموم غير مرئية) لماذا الهموم..؟ وهل لازالت هذه الهموم..؟

(هموم غير مرئية) عنوان اخترته ليكون عنواناً لأول مجموعة شعرية أصدرتها، أما لماذا الهموم؟ فهي ليست هموم ذاتية بقدر ما هي هموم الوطن، في وقت لم يكن لدينا هموم ذاتية، هذه المجموعة تضم قصائد كتبت في البدايات الأولى منذ منتصف السبعينات وحتى منتصف التسعينات، فقد صدرت المجموعة عام (1996) عن سلسلة (نون) التي يشرف عليها اتحاد أدباء نينوى، وصدر عن هذه السلسلة أكثر من خمسين مطبوع لكافة الأجناس الأدبية لكتاب وأدباء نينوى.

وأخر ما صدر لكم..؟

في عام 2012 أصدرت كتاب بعنوان (أسماء في ذاكرة المدينة- هيثم بهنام بردى)، هذا الكتاب صدر عن سلسلة إصدارات مجلة (انانا)، تُعنى بشؤون المرأة يُشرف عليها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري.

                هذا الكتاب هو حوار مطول مع القاص والروائي هيثم بهنام بردى عن المشهد الثقافي في نينوى والعراق. كتب مقدمة هذا الكتاب الشاعر الكبير معد الجبوري، والجبوري هو من وضعنا في المشهد الثقافي عندما كان مدرساً لدرس اللغة العربية في ثانوية قره قوش (1986- 1974).

وبعد ماذا في جعبتكم..؟  وما هو الجديد..؟

الحقيقة لدى الكثير مما هو جاهز للطبع ويحتاج إلى جهد سواء في الشعر فلدي مجموعة جاهزة عبارة عن قصائد متناثرة هنا وهناك عليّ جمعها.إضافة إلى مجموعة مقالات صحفية وتحقيقات سبق وان نشرت في مجلات عديدة .

ولكن انشغالي في الصحافة , مهنة البحث عن الحقائق , والبحث عن الجمال أخذت كل وقتي وخاصة وإنا استلم رئاسة تحرير ( مجلة نواطير ) الشهرية , وجريدة ( صدى السريان ) ألشهريه أيضا . وما تأخذه إذاعة صوت السلام وهي تستنزف كل وقتي  .

حسين علي غالب

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.