اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الغشاشون يتصدرون المشهد!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرا ايضا للكاتب

الغشاشون يتصدرون المشهد!

علي فهد ياسين

 

لعل العنوان الأبرز لأداء السياسيين الذين تصدروا المشهد العراقي بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق هو الصراع على المناصب وتقاسم الغنائم الشخصية والحزبية , خلافاً للأدعاءات والخطب والأدبيات التي تزخر بها برامجهم الحزبية وأنشطتهم الشخصية عبر وسائل الأعلام المملوكة أو الساندة لهم , الممولة أصلاً من المال العام أو أموال الجهات الخارجية الداعمة لتحقيق أهدافها على الساحة العراقية .

هذا الصراع المتصاعد بضراوة الآن , لم يستند في بداياته ولافي استمراره على أُسس نظيفة تعتمد الصدق مع المواطن ليكون مشاركاً فاعلاً في اعادة بناء وطن دمرته الحروب العبثية للدكتاتورية السابقة , بقدر ماكان الأعتماد على الغش منهجاً عاماً في أنشطة السياسيين وبطاناتهم الأعلامية والأقتصادية التي أسسوها للتغطية على أدائهم الهزيل ونتائجه الكارثية في جميع المجالات , وصولاً الى مانحن عليه الآن من فوضى عامة تعيدنا لمشهد سقوط النظام السابق وتداعياته .

لقد أدى العراقيون أدوارهم المطلوبة في دعم السياسيين , بمستويات تفوق ماكان يحلم به هؤلاء , ودفعوا أثماناً باهضة من دماء أعز أبنائهم , ناهيك عن ضياع أحلامهم في الحياة الكريمة التي كانوا موعودين بها في برامج الأحزاب التي تصدرت المشهد السياسي وفي خطب زعمائها قبل سقوط النظام وبعده , وماكان جنيهم سوى المزيد من الآلام والمصائب التي جرتها عليهم الصراعات الفئوية والحزبية التي أدارها ولازال يديرها زعمائهم المنتخبين وجهاتهم الساندة , وكل هذا الخراب جاء تأسيساً ونتائج على فقدان الصدق والمكاشفة التي غيبهما القادة واستبدلوهما بالغش السياسي الذي دمر الجميع , حتى وصلنا الى مستوى المواجهات المسلحة التي تقودها الأطراف السياسية ضد بعضها بأذرع مليشياتها المحلية أو باستدعاء قوى مسلحة خارجية تشكل الآن عصابات داعش أفضع مثالاً عليها .

هؤلاء القادة الذين منحهم الشعب العراقي ثقةً لايستحقونها , هؤلاء القادة الذين كانوا يتبجحون بمعارضتهم للدكتاتورية الفردية التي سقت العراقيين العلقم , لازالوا يصدرون بياناتهم ويملئون ساعات البث الاعلامي بخطبهم الرنانة ويبعثون برسائلهم المفتوحة للشعب ليلاً ونهاراً , هؤلاء لازالوا مصرين بعد كل هذا القتل وهذه الدماء , على أن كل واحد منهم هو القائد الملهم وكل رفاقه في المسيرة هم الخطائون , وكأن الشعب نائم على مصائبهم وصراعاتهم التي افقدته الصواب خلال العشرة أعوام التي لم يقدموا فيها سوى الفوضى .

يحق للعراقيين أن يوصموا كل من خذلهم لمصلحته ومصالح الجهات الداعمة له على حساب العراق , بأنه غشاش هو وفريقه المتقدم وبطانته السانده وحزبه الداعم , وهؤلاء جميعاً يستحقون أن يطلق عليهم العراقيون صفة الغشاشين , وأذا كانوا الآن يتصدرون المشهد العراقي , فأن للعراقيين الصادقين غداً مشهداً آخر يتصدرونه , يعيدون به بناء الوطن ويحاسبون به جوقة الغشاشين .

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.