كـتـاب ألموقع
الغشاشون يتصدرون المشهد!// علي فهد ياسين
- المجموعة: علي فهد ياسين
- تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 11 تموز/يوليو 2014 10:53
- كتب بواسطة: علي فهد ياسين
- الزيارات: 1319
الغشاشون يتصدرون المشهد!
علي فهد ياسين
لعل العنوان الأبرز لأداء السياسيين الذين تصدروا المشهد العراقي بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق هو الصراع على المناصب وتقاسم الغنائم الشخصية والحزبية , خلافاً للأدعاءات والخطب والأدبيات التي تزخر بها برامجهم الحزبية وأنشطتهم الشخصية عبر وسائل الأعلام المملوكة أو الساندة لهم , الممولة أصلاً من المال العام أو أموال الجهات الخارجية الداعمة لتحقيق أهدافها على الساحة العراقية .
هذا الصراع المتصاعد بضراوة الآن , لم يستند في بداياته ولافي استمراره على أُسس نظيفة تعتمد الصدق مع المواطن ليكون مشاركاً فاعلاً في اعادة بناء وطن دمرته الحروب العبثية للدكتاتورية السابقة , بقدر ماكان الأعتماد على الغش منهجاً عاماً في أنشطة السياسيين وبطاناتهم الأعلامية والأقتصادية التي أسسوها للتغطية على أدائهم الهزيل ونتائجه الكارثية في جميع المجالات , وصولاً الى مانحن عليه الآن من فوضى عامة تعيدنا لمشهد سقوط النظام السابق وتداعياته .
لقد أدى العراقيون أدوارهم المطلوبة في دعم السياسيين , بمستويات تفوق ماكان يحلم به هؤلاء , ودفعوا أثماناً باهضة من دماء أعز أبنائهم , ناهيك عن ضياع أحلامهم في الحياة الكريمة التي كانوا موعودين بها في برامج الأحزاب التي تصدرت المشهد السياسي وفي خطب زعمائها قبل سقوط النظام وبعده , وماكان جنيهم سوى المزيد من الآلام والمصائب التي جرتها عليهم الصراعات الفئوية والحزبية التي أدارها ولازال يديرها زعمائهم المنتخبين وجهاتهم الساندة , وكل هذا الخراب جاء تأسيساً ونتائج على فقدان الصدق والمكاشفة التي غيبهما القادة واستبدلوهما بالغش السياسي الذي دمر الجميع , حتى وصلنا الى مستوى المواجهات المسلحة التي تقودها الأطراف السياسية ضد بعضها بأذرع مليشياتها المحلية أو باستدعاء قوى مسلحة خارجية تشكل الآن عصابات داعش أفضع مثالاً عليها .
هؤلاء القادة الذين منحهم الشعب العراقي ثقةً لايستحقونها , هؤلاء القادة الذين كانوا يتبجحون بمعارضتهم للدكتاتورية الفردية التي سقت العراقيين العلقم , لازالوا يصدرون بياناتهم ويملئون ساعات البث الاعلامي بخطبهم الرنانة ويبعثون برسائلهم المفتوحة للشعب ليلاً ونهاراً , هؤلاء لازالوا مصرين بعد كل هذا القتل وهذه الدماء , على أن كل واحد منهم هو القائد الملهم وكل رفاقه في المسيرة هم الخطائون , وكأن الشعب نائم على مصائبهم وصراعاتهم التي افقدته الصواب خلال العشرة أعوام التي لم يقدموا فيها سوى الفوضى .
يحق للعراقيين أن يوصموا كل من خذلهم لمصلحته ومصالح الجهات الداعمة له على حساب العراق , بأنه غشاش هو وفريقه المتقدم وبطانته السانده وحزبه الداعم , وهؤلاء جميعاً يستحقون أن يطلق عليهم العراقيون صفة الغشاشين , وأذا كانوا الآن يتصدرون المشهد العراقي , فأن للعراقيين الصادقين غداً مشهداً آخر يتصدرونه , يعيدون به بناء الوطن ويحاسبون به جوقة الغشاشين .
علي فهد ياسين
المتواجون الان
548 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع