اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مواقف مشينة ومستهترة!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

مواقف مشينة ومستهترة!

محمد عبد الرحمن

 

ستظل أجيال قادمة، داخل أمريكا وخارجها، تتذكر المواقف المخزية للإدارة الامريكية من الحرب القذرة المستعرة ضد الشعب الفلسطيني. تتذكر هذا الانحياز السافر، غير الأخلاقي وغير الإنساني، وهذا التبني لنهج التقتيل والتدمير الشامل وازهاق أرواح آلاف الفلسطينين على يد عصابات القتل الصهيوني، المعروفة بسجلها الأسود المنتهك لكل الأعراف والقيم الإنسانية، وحتى الدينية التي تدعي كذبا استنادها اليها.

 

أمريكا المنحازة كليا الى هذه الجرائم، التي يندى لها جبين كل انسان يملك مثقالا من الإنسانية وقيمها، تُمعن في التشويه وتتعمد خلط الأوراق، ولا ينفع قرار الكونغرس الأمريكي اعتبار “معاداة الصهيونية معاداة للسامية” في توفير الغطاء للعصابات المتعطشة لاقتراف المزيد من الموبقات، وفي الحيلولة دون تعرية الجرائم والمجازر التي ترتكبها.

 

 وامريكا المنحازة الى العدوان والمشاركة فعليا فيه، تصر على منع وقف اطلاق النار وانهاء حرب الإبادة الجماعية ضد شعب، يتصدى وحيدا لعصابات الابادة ومن يقف وراءها. أمريكا هذه تعارض وقف الحرب بذرائع متهافتة، فيما لا تمانع في اعتماد هدنات إنسانية مؤقتة، هدفها ليس انقاذ المدنيين وانما اطلاق سراح الرهائن لا غير. فهذا هو الأهم عندها، ولا قيمة او اعتبار للدماء الطاهرة التي تراق لمجرد اشباع شهوة القتل والانتقام لدى حكومة إسرائيلية شريرة متطرفة عنصرية، لا تختلف جرائمها عما اقترفه هتلر النازي بحق اليهود .

 

ولذر الرماد في العيون والتغطية على حقيقة المواقف الامريكية المخزية ومثلها الأوربية، يتحدثون عن زيادة قوافل المساعدات الإنسانية! فيا للمفارقة المضحكة المبكية، يسمحون بدخول الغذاء والدواء والوقود، ولكن مع استمرار “ الذبح “ اليومي للاطفال والنساء والشباب والشيوخ على أيدي برابرة القرن. فلمن تُدخل هذه المساعدات؟  هل للموتى؟   وفي هذا السياق يقول معاون مستشار الامن القومي الأمريكي : “نعتقد ان هناك العديد من الأهداف العسكرية المشروعة التي لا تزال موجودة في جنوب غزة “. وهذا بوضوح دعم  صريح لمواصلة الحرب والدمار، وليمتدا الى جنوب القطاع بعد ان دمرا وشردا ودفنا تحت الإنقاظ الآلاف في شماله .

 

وفي موقف آخر معلن تقول الخارجية الامريكية انها “ ضد تهجير الفلسطينيين من غزة” ولكنها تعارض وقف الحرب! فالى اين يذهب سكان القطاع؟ الحل الأمريكي الجاهز هو “المناطق الآمنة “ والتي لا تعني الا افراغ القطاع من ساكنيه!

 

وخلال هذا تفتّق “عقل الإدارة الامريكية” عن مسرحية هزيلة بائسة سمجة أخرى، للتغطية على مواقفهم التي تتسع دائرة الرفض لها داخليا وخارجيا، وشاركهم في تقديم هذه المسرحية عدد من الاوربيين، عندما صرحوا انهم يدرسون “عدم إعطاء فيزا للمستوطنين المتطرفين”! فهل هناك اكثر من هذا الرياء والكذب ومحاولة الضحك على الذقون وتسطيح الوعي والسعي لطمس الحقائق؟ هل ان هؤلاء المستوطنين المعروفين من اين جاءوا، بحاجة الى فيزا وهم يحملون جوازات سفرهم الامريكية والاوربية؟ ويزيد الرئيس الفرنسي ماكرون في هذا قليلا ليقول “ ندرس إمكانية تجميد أموال المستوطنين”! الذين يعتدون الان على الفلسطينيين في الضفة الغربية، لكن ماذا عما يقوم به جيش الاحتلال نفسه من مداهمات واعتقالات وقتل لكل فلسطيني يتحرك في الضفة؟!

 

 هذه وغيرها ليست الا مواقف مخزية لاصحابها، وهي مدانة ومرفوضة لأنها تشجع العدوان الغاشم واستمرار الحرب المجرمة، التي يتوجب ان تتوقف حالا ومن دون شروط، وان يسمع العالم ودوله وشعوبه نداء الأمين العام للأمم المتحدة، وهو يفعّل المادة ٩٩ من ميثاق الأمم المتحدة ويطالب بوقف الحرب.

 

ويبقى السؤال الكبير: لماذا هذا الصمت العربي والإسلامي، الرسمي والشعبي؟

ومن ينتصر لشعب فلسطين وينقذه من حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قدم وساق؟

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.