اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

انتخابات لم تحقق ما مطلوب منها// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 

عرض صفحة الكاتب 

انتخابات لم تحقق ما مطلوب منها

محمد عبد الرحمن

 

الأسبوع الماضي كان حافلا باحداث ومجريات انتخابات مجالس المحافظات، والتي أعلنت نتائجها الأولية، راسمة معالم التركيبة القادمة لتلك المجالس التي ستتولى إدارة شؤون المحافظات للسنوات الأربع القادمة.

 

مخرجات الانتخابات حملت إشارات، تشي بانه ما زالت هناك حالة كبيرة من العزوف والمقاطعة، فهذه النسبة العالية من الذين لم يشاركوا في الانتخابات لهم اسبابهم ودوافعهم، ومن الصعوبة تحديد ذلك بعامل واحد وحيد.

 

هذه الظاهرة تحتاج الى دراسة متأنية بعيدة عن انفعالات النتائج، سواء كانت إيجابية او سلبية. فالفائزون حققوا الفوز بنسبة ذكرت متابعات رصينة انها لاتزيد في احسن الأحوال على 25 في المائة ، ولذا يبرز التساؤل: أي  طعم لهذا الفوز مع بقاء هذه الجموع المقاطعة والعازفة؟

 

صحيح ان لا قانون يحدد النسب التي يفترض ان يقال عند تحقيقها بان الانتخابات قانونية وشرعية، ولكن في جميع  الأحوال فان نسب المشاركة المنخفضة لها  اهميتها في الإشارة الى مدى الثقة بالمنظومة  الحاكمة، والعملية الانتخابية ذاتها وقدرتها على إدارة عملية انتخابية ناجحة، وذات صدقية ولا تثير شكوكا او أسئلة تبحث عن أجوبة  .

 

عانت هذه الانتخابات، كما سابقاتها من طائفة من الثغرات والنواقص، وزادها صعوبة سلوك القوى المتنفذة، التي لم تترك وسيلة الا واستخدمتها للاستحواذ على المقاعد وادامة هيمنتها.  وهنا وظفت هذه القوى وجودها في مراكز الدولة، واستغلت مواقعها لتحقيق زبائنية واضحة، كما لجأت لتأجيج النزعات والمشاعر الدينية والطائفية والعشائرية والمناطقية عند المواطنين، ولم تكترث هذه القوى بان فعلها هذا مدمر للنسيج الاجتماعي والوطني  وقاتل لروح المواطنة، فيما استخدمت على نطاق واسع المال السياسي الذي لم تتمكن المفوضية من الحد منه والسيطرة عليه.

 

نعم حققت القوى المتنفذة والمتحكمة فوزا، ولكنه امام الظواهر السلبية العديدة، التي رافقت هذه العملية الانتخابية، منذ البداية وحتى اعلان النتائج ، يمكن القول بان  هذا الفوز لا طعم حقيقيا له .

هذه القوى الفائزة الفرحة الان، والمستمرة في نهجها وسلوكها، ستواجه كما واجهت سابقا استحقاقات عجزت عن الإيفاء بها، فكان السخط والتذمر والاحتجاج والتظاهر والاعتصامات وانتفاضة تشرين.

 

ومن غير المتوقع ان تفي هذه القوى بوعودها، بحكم طبيعتها ونهجها وشخوصها وتقديم المصالح الذاتية الانية على حساب المصلحة العامة للبلد والمحافظة والمواطن .

 

وهنا تتوجب الإشارة الى ان المقاطعة لهذه الانتخابات، بقيت للأسف، في حدود الفعل السلبي، ولم تتحول الى أي فعل سياسي مؤثر، وهذا ما يفرح المنظومة الحاكمة، بل وتنتظره على احر من الجمر.

 

يبدو، وقد يكون هذا موضع جدل ونقاش، وايا كانت الآراء التي ستقال فيه، وهي محترمة مقدما، ان في خصوصيات وضع بلدنا وطبيعة القوى الحاكمة، فان المقاطعة والعزوف لا يزيحها عن مواقع السلطة والتحكم والهيمنة، والتجربة الحية تقول بان العكس هو المطلوب، فاي حديث عن التغيير الجدي لا يتم الا بتغيير موازين القوى وهو ما يتطلب مساهمة جماهيرية فاعلة تمزج بين مشاركة واسعة في الانتخابات، وبين فعل جماهيري متعدد الاشكال يفرض إرادة التغيير وينتزع الحقوق.

 

كما تفرض النتائج المعلنة أيضا على القوى المدنية والديمقراطية مراجعة جادة لادائها وعملها والتوقف عند النتائج المتواضعة التي انتزعتها في ظروف غير ملائمة على صعد مختلفة، برغم  محاولات التشويه والدس والتفرقة والتسقيط، بما يعزز من الإمكانات لخوض معارك سياسية قادمة .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.