اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كي لا تتكرر تجربة الصنم!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

كي لا تتكرر تجربة الصنم!

محمد عبد الرحمن

 

في مثل هذه الايام قبل 13 عاما سقط الصنم، وتحرر العراق من قبضة الدكتاتورية، فيوم 9 نيسان 2003، يوم فاصل، وقد عقدت الامال الكبيرة والعريضة على ما يليه، فهل خابت آمال العراقيين ؟

نعم، لم يتحقق بعد ما تطلع له العراقيون وتحملوا من اجله جور وظلم صدام وطغمته وعنجهيته وغطرسته، بما سببته للعراق من تأخر فظيع وتخلف وحصار، ومن سقوط الالاف في حروب عبثية لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل، وتخريب طال المجتمع.

لم يكن مسار الاحداث بعيدا عن طريقة الخلاص من النظام المقبور، عبر الحرب والاحتلال، وتبني المحتلون، ولا زالوا، منهجا خاطئا يقوم على إبقاء العراق يبدو موحدا شكليا، فيما هو هش وضعيف في تماسكه الداخلي، ونعني بذلك منهج التوافق الذي هو في ترجمته العملية والفعلية محاصصة طائفية – اثنية، واضعاف للمواطنة العراقية وتشجيع لكل النعرات والنزعات الفرعية والجزئية والعشائرية والمناطقية والاثنية التي تدفع بها الى الوراء، في مسعى مقصود وواضح الاهداف، ومن بينها الحؤول دون قيام تيار وطني عراقي عابر للطوائف والمكونات.

وزاد الطين بلة ان جميع الكتل المتنفذة، وخاصة تلك التي يقول اصحابها انهم يمثلون طوائف وقوميات ومكونات، قد استمرؤوا هذا النهج وركنوا اليه، ووجدوا فيه ظالتهم التي تديم لهم ما حصلوا ويحصلون عليه من مواقع ونفوذ واموال، ومناصب لم تكن تراود البعض حتى في الاحلام ، فكيف يتنازل عنها ؟ وهؤلاء لا يخجلون من انتقاد هذا النهج، وعلى رؤوس الاشهاد، فيما هم يقاتلون من اجل ديمومته غير عابئين بما جلبه من دمار واذى ومآس وفساد.

و لا تكتمل قطعا صورة المشهد من دون الاشارة الى ان البعض قد ناصب التغيير العداء منذ الوهلة الاولى، ولم يكتف بالمعارضة السياسية، بل تجاوزها لاجئا الى العنف والارهاب، وتأجيج المشاعر والنزعات والحساسيات الطائفية والتخندق العنصري والشوفيني، في حين اسهم سوء الادارة وقصر النظر، والتفكير السطحي العقيم للعديد من الحكام وتغليبهم مصالحهم الذاتية الانانية الضيقة، والمكاسب السياسية والحزبية الضيقة، في توسيع دائرة الاعاقة والكبح والتخريب من جانب هؤلاء المعادين التقليديين للعملية السياسية منذ انطلاقتها، وتطور الامر لاحقا ، بفعل عوامل عدة، الى تمكين داعش الارهابي من احتلال ثلث اراضينا في هزيمة سياسية – عسكرية مدوية، لا يخفى المسؤولون عنها الذين لا زالوا يصولون ويجولون، ويريدون مواقع جديدة في نظام حكم المحاصصة.

على ان للتدخلات الخارجية، الاقليمية والدولية، دورها الكابح والمعرقل لنهوض مشروع وطني ديمقراطي حقيقي، جامع وعابر للطوائف، سداه ولحمته الوطن ومصالح الشعب وبناء الدولة وتحويلها من مشروع الى واقع، دولة تتسع للكل، مبنية على اساس مدني، ومؤسسي وقانوني، وقد عظم من دور هذه التدخلات الخارجية، سلوك القوى المتنفذة المتصارعة ذاتها، التي ركنت الى داعميها الخارجيين صاغرة طيعة، منفذة لاجندتها، وضاربة عرض الحائط بكل المواثيق التي وقعتها عشية الحرب على بلادنا قبل 13 سنة وقصف مدنه، متجاهلة روح الدستور التي تلاعبت بها هذه الكتل كثيرا وكيفتها، بتواطؤ مع البعض في القضاء، بما يخدم سلطانها ونفوذها وادامة فسادها والتغطية على رموزه وابطاله، وإن ما كشف في الايام الاخيرة، يؤشر حجم الغاطس من الفساد.

هل ضاعت فرص  وهدرت اموال ؟  هذا في حكم المؤكد، والمطلوب هو ان لا يتواصل هذا المسلسل المدمر، وان يقطع الطريق على هذا النهج الفاشل، وان لا يسمح بتغييب الناس منعهم من  بلورة عوامل الاستنهاض بعناوين مختلفة، فالممارسة العملية ما زالت  الى اليوم  تقول ان الحكام، ومن وراءهم، سادرون في غيهم، وهم بحاجة الى صفعة قوية مؤثرة، لن تاتي الا من جموع تدرك في الصميم مصالحها وتنتفض على واقعها المر الذي ادامته الكتل المتنفذة، ولا يبدو انها على استعداد للنزول عن بغلة مصالحها.

 

في 9 نيسان تخلصنا من صنم، فيما ما زال امام  جماهير شعبنا الخلاص ممن يسعى الى تكرار تجربة الصنم، وان اختلفت العناوين والدوافع، عبر الضغط الجماهيري المفضي الى الاصلاح والتغيير الحقيقيين.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.