اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

باريس (07-01-2015) وماذا وما بعد (ج1)// عبد الرضا حمد جاسم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

باريس (07-01-2015) وماذا وما بعد (ج1)

عبد الرضا حمد جاسم

 

من أين نبدأ يا مدينة النور والذوق والجمال لقد حصل ما حصل ودفنت جثامين الضحايا في فرنسا واسرائيل... ولا نعرف هل قامت بلدية باريس بدفن جثامين الذين تورطوا في فجيعة الايام الثلاثة في باريس أم لا... أم هل سيتم رميهم الى قعر البحر.

اقول: لنقدم التهاني لمسيحي المشرق رغم المأساة التي يعيشونها على ايادي نفس الافكار والافعال التي فتحت مجرى الدم في باريس هم وداعميهم القريبين والبعيدين... ليحرمونا من مشاهدة احتفالات مسيحيي الشرق في مثل هذا اليوم من كل عام عبر وسائل الاعلام... الرحمة والذكر الطيب لكل ضحايا الارهاب في العالم وبالأخص منهم مسيحي الشرق المعذبين.

 

فريق شارلي ابدو المثير... المثير للمشاكل والمسائل وبالذات جزؤه الذي غادرنا بأمر من أحد خلفاء المسلمين من التَّيموّيين (ابن تيمية) الجدد... كان هذا الجزء يحمل شيء او يريد أن يُعَّبر عن شيء ببساطه وهدوء وابتسامة ... فريق صحيفة شارلي ابدو الاسبوعية يقول: دعوني اقول ما اريد عن طريق الرسم المعبر... مستعملاً قلمي فقط ... وفمي وبصوت هادئ في مكان مغلق (مقر الصحيفة)... لكني غير مسؤول عن تفاعل ما اقول وارسم مع كيمياء الغباء والحقد الذي يزداد تركيز عناصره عند الغالقين عقولهم والجاعلين ممن عاش قبلهم بأكثر من 1400 عام قدوتهم في اشارة غريبة كاريكاتيرية الى الأغبى والأقبح والأظلم في هذه الحياة.

 

كأي مجموعة (هيئة تحرير شارلي ابدو) تبحث عن التمَّيز والجديد والمثير وجدت ان احسن شخصية يمكن الضحك عليها او تجسيدها كاريكاتورياً هو محمد النبي الملعون من قومه ومن محبيه قبل اعداءه... بشكل لم يحصل مع غيره ممن هم على شاكلته.

 

هنا نحاول وبهدوء ان نرد على السؤال الذي طُرِحَ ويُطرح وسَيُطرح :

لماذا يُسمح بإهانة رمز ديني يؤمن بقدسيته أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من بينهم ملايين ممن يعيشون في أوربا؟

 

بعيداً عن الشك بما حصل او التفلسف في نوايا طاقم تحرير الصحيفة وارتباطاتهم المزعومة وبعيداً عن أحاديث التآمر او المصالح والقصدية في تفسير ما جرى نقول:

الكاريكاتير فن يُحَّول الافعال والاقوال الى خطوط ليسهل فهمها وتبيان حجم تأثيرها والضرر التي تسببه لعامة الشعب مع شيء من الاستخفاف المثير للابتسامة التي قلَّت على وجوه الناس بفعل ضغط الحياة هذه الايام... وهو التفنن في اخفاء الملامح و ابراز الحقائق... فن قريب للبسطاء والعامة ومنهم الفقراء او الذين لا يستطيعون لطم المفسدين ومحاسبتهم

 

فن يجسد الحدث (فعل او قول) ويُبين خطورته  وفاعله بشكل يفضح الفاعل أو يشير اليه مع حماية للفنان او الناشر لكون الصورة او الرسم المنشور لا يشبه صورة الفاعل... وحتى النصوص المرفقة بالرسوم فيها بعض الايهام.

 

فن لا يثير السخرية من الشخص نفسه انما من الافعال المنسوبة اليه بعد التأكد من صحتها... فن يأخذ الافعال والاقوال ليدخلها على تقاسيم عامة لصاحبها...

 

في اي اتجاه يذهب فيه او يتخذه الدراس لسيرة محمد تجد ان السلف من اتباعه ومحبيه والذين يتخذهم ابناء محبيه واتباعه في القرن الواحد والعشرين قدوةً مقدسةً لهم تجد أنه اكثر شخصية يمكن ان تضحك عليه الامم لا مساً به او تعمد الاساءة اليه دون التفكير به انما نقلاً وتجسيداً لما كتبه عنه اتباعه وما يتناقلونه عنه من وفي كتبهم التي وضعوها لتمجيده.

فكل كلمة أو قول استخفاف به تجده بشكل واضح وصريح في كتب اتباعه المقدسة

لم يأتي اصحاب شارب او كادر شارلي ابدو بأي شيء من خيالهم او من قصد الاساءة الى محمد انما وجدوا كل ذلك في الاحاديث المنسوبة اليه في كتب صحابته المبشرين او غير المبشرين بالجنة من يومه (محمد) الى يوم (خليفته او خليفة الله على الارض) "أمير المؤمنين" ابو بكر البغدادي.

 

اصحاب محمد هتكوا عرض محمد دون ان يرف لهم جفن او يغتالهم احد ...قتلوا من قالوا انه قال عنهما ريحانتا شباب اهل الجنة وعترته وآل بيته في حالة لم تحصل في كل التاريخ ولكل ما يسمونهم انبياء او رُسل... وهم (الاحفاد) يطلقون على منتهكي حرمة نبيهم) اسم او لقب او وصف (أمير المؤمنين رض الله تعالى عنه وأرضاه) ويطلقون عليهم ائمة السلف الصالح.

 

يقول السلف الصالح عن حبيبهم ونبيهم وشفيعهم يوم القيامة محمد ابن عبد الله بفخر وحماسة ان قوته الجنسية تعادل كذا الف قضيب مدجج بالقذائف ويقولون عنه انه تزوج بنت السابعة ويقولون عنه فلقَ فلانه واغتصب زوجة فلان وقال كذا وقال كذا.

لم يأتي اصحاب شارلي ابدو بجديد او يتجنوا على محمد بشيء خارج التقديس الذي يرفعه له اتباعه

 

ربما "الخطأ الكبير" أو "الجريمة الكبرى" التي ارتكبوها (فريق شارلي ابدو) انهم لم يضعوا تحت تلك الرسوم الصحيحة والحقيقية والمعبرة والمناسبة والمدعومة بنصوص مقدسة... لم يضعوا (ص) تحتها او بعد الاسم اي لم يقولوا (صلى الله عليه وسلم)...

 

هذه "جريمة واساءة لمحمد غير مقبولة تستحق العقاب" والباقي سواء الرسوم والاشكال فكلها حقيقية ومسنودة وتجدها في القرآن والصحيحين وفي كتب مذكرات السلف الصالح. ونسي اصحاب محمد واتباعه انهم يسبون محمد كل يوم بشكل لم يُسب به بشر او حيوان على سطح الارض... يخالفون اقواله التي يقدسونها بشكل ما خالف احد غيرهم قول سواء كان يقدسه او لا يقدسه... يُقْسِمون باسمه وموقعه كذباً كل يوم بشكل لا يوجد من يقترب منهم حتى ولو بنسبة واحد من المليون.

 

لم اسمع من يسب يسوع او عيسى او موسى او ابراهيم من اتباعهم كما يسب اتباع محمد محمدهم... لم اسمع من يكفر ويكذب يسوع او عيسى او موسى من اتباعهم كما يكفر ويكذب اتباع محمد محمدهم.

 

عليه فأن رسومات صحيفة شارلي ابدو عن محمد لا جديد فيها ولا مستغربة وانما هي تجسيد لأقوال وافعال اتباع محمد في مشارقها ومغاربها وعلى مدى اكثر من 1400 عام والتي ينسبونها الى محمدهم.

 

انظر اتباع واصحاب محمد والناطقين بأقواله والسائرين على نهجه وهم يلصقون بكل فخر واعتزاز وتقديس كل جرائمهم في سوريا والعراق وافغانستان وليبيا واليمن وغيرها بمحمدهم... أعتقد هذا يكفي لأن يخرس من يسأل السؤال الذي اجبنا عليه. ولا اتمنى ان يقول لي قائل اقرأ... فأقول قرأت وربك الاكرم...

 

الجريمـــــــــــــــــة:

1. كنت في صبيحة ذلك اليوم في باريس قرب محطة قطارات سانت لازار عند الساعة الواحدة بعد ظهر... وكان الزحام على اشده والاسواق عامرة والهدوء المعتاد للشعب كما هو.... علمنا بما جرى عن طريق الهاتف.

 

جريمة كبرى بحق ابرياء لم يقترفوا ذنباً ولم يسيئوا لأحد ولم يفكروا إلا بنشر الابتسامة على وجوه الناس التي ربما لا تريدها فكانت تقابل تلك الجريدة بإهمال يمكن استخلاصه من مبيعاتها الاسبوعية التي لا تسد نفقات الاقلام والاحبار المستخدمة في تحريرها... حتى ان هذه الصحيفة لم تجذب لها وجوه الاعلانات التي تديرها الرؤوس الكبيرة الصناعية المالكة للصحافة والاعلان.

 

شابين أخوة (32 و 34 عام) هم ربما كل من بقي على قيد الحياة من عائلة كّواشي... كانت تتكفل بإعاشتهم واعالتهم مراكز الحماية الاجتماعية اي ان تربيتهم مسؤولية الدولة الفرنسية وظهر ان احدهم مهتم بالموسيقى والحفلات وحتى الصعلكة.

 

وكانت الشرطة ودوائر المعلومات الفرنسية تعرف عن احدهم الكثير وقد حُكم عليه ثلاثة سنوات سجن لتجنيده الارهابيين لإرسالهم الى العراق لكن لا احد سأله كم قتل هؤلاء الارهابيين من العراقيين... ولم يُحمله أحد مسؤولية ذلك. ثلاثة سنوات سجن ربما عن تسببه بقتل المئات من العراقيين وتخريب البلد... ثلاث سنوات سجن قضاها يتدرب داخل السجن ويجند الاخرين ويطلب منهم التوبة ويطلب لهم الشفاعة والمغفرة ويحثهم على نبذ المعاصي (خمر. مخدرات. احتيال. سرقة. اغتصاب) وذلك بالتوبة الى الله التي يملك طريقها ويحفزهم على غسل "ذنوبهم وذنوب ابائهم واجدادهم" بالتطوع للقتال في العراق وسوريا ويشرح لهم بطولاته وينقل لهم صور الضحايا هناك وتقطيع اشلائهم وحرقهم... ثم يُطلق سراحه وهو مزهواً بأنه كسب العشرات الى طريق الله طريق "الحق" داخل السجن.... ثم يغادر الى اليمن ويعود دون سؤال او استفسار او حتى مراقبة... كم جنَّد هذا " المصلح" "المؤمن" "الصالح" "التقي" "العابد" ... دوائر الامن الفرنسية التي ربما تعلم عدد من جندهم في سبيل "الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية" التي تنشدها للعراق وسوريا مستلهمة النموذج السعودي "المجسد لشرعة حقوق الانسان"... وربما  تعرف الاسماء والعناوين والاعمار وأين يتواجدون الان وكم قتلوا من السوريين والعراقيين.

 

نشر الصور "المسيئة" تم منذ سنوات... وهذا يعطي دلالة ان الموضوع رغم اختفاءه على مستوى الشارع لكنه بقي محبوس في صدور وادمغة الحاقدين المسلوبين الارادة والعقل متحينين الفرصة الملائمة لتنفيذ العقوبة التي قررتها محاكم التفتيش...

 

شابين يحملان كلاشنكوف عدد2 يترجلان بكل هدوء وثقة وشجاعة  من سيارة في منتصف الشارع ...غير معتبرين لأهمية الوقت والحسم السريع في مثل هذه الامور... دخلوا مقر الجريدة وهم يعلمون ان هيئة التحرير في اجتماعها الاسبوعي ونادوا بالأسماء على المطلوبين ونفذوا فيهم حكم الاعدام بقرار منهم او من حاكم بعيدا عنهم الاف الكيلو مترات... دخلوا في نقاش مع الاخرين وانسحبوا كما نُقل عن متطوعة انكَليزية قالوا لها انهم لا يقتلون النساء.... ابدلوا مخازن العتاد في وسط الشارع (وقوف السيارة ممنوع وفيها مخالفة مرورية) وظهر ان احدهم لا يعرف تثبيت مخزن العتاد في سلاحه ليقوم الاخر بذلك... لا توجد سيارة امامهم ولا سيارة خلفهم وهم في منطقة مهمة في قلب باريس... لم يعتدوا على المواطنين الاخرين الذين ظهروا في شرفات مكاتبهم ومنازلهم بعد سماعهم لعلعة الرصاص وظهر احد الارهابيين وهو يكرر اسم نبيه محمد ويتكلم مع من تواجد في الشرفات وسمعنا في الشريط الجديد احدهم يقول (انهم عرب ...هذه فرنسا.)... الفليم الذي انتشر كان من المواطنين اي لا توجد كاميرات مراقبة أمام مقر صحيفة مثيره للمشاكل وقد تعرضت للاعتداء والتهديد والشرطة تعلم ذلك بكل دقة وتفصيل.

 

تقدمت باتجاههم سيارة شرطة عالجوها وصعدوا بهدوء تام ولاحقوا سيارة الشرطة وهربوا.

 

كان باستطاعتهم قتل المزيد من المدنيين سواء في الطريق او محطة الوقود التي توقفوا فيها او في اليوم التالي لكنهم لم يفعلوا ذلك. كان الهدوء يميز تحرك الاخوين كواشي منذ البداية حتى مقتلهما كما ظهر من الذي تيسر من معلومات. من أين لهم هذا الهدوء وتلك الثقة العالية بالنفس؟؟؟؟؟؟؟

 

هنا لا نؤشر الى ان هناك "مؤامرة" انما نشرح حال ما حصل وكيف أن هؤلاء غير متحسبين وغير مرتبكين وغير مستعدين جيداً وبالذات للوقت والانسحاب.

 

2. كان يمكن لهذه الجريمة ان تُدار بشكل اخر لولا الضعف والارباك الذي غطى حركة الحكومة الفرنسية واجهزتها الامنية التي ضُربت في الصميم وبالذات في اليوم التالي لمذبحة شارلي ابدو الدامية حيث حادث مروري عرضي في مكان اخر من العاصمة باريس نتج عنه مقتل شرطية فرنسية بسلاح ارهابي اخر ولاذ بالفرار في منطقة مزدحمة ايضاً... ليعود نفس الارهابي ليدخل محل تجاري يديره مواطن فرنسي من الديانة اليهودية ليحتجز رهائن ويقتل منهم اربعة ابرياء...

 

الحادث الارهابي كان يجب ان يكون متوقعاً من قبل السلطات الفرنسية بعد ما يجري في العالم ودور فرنسا فيه ...أكيد كان لدى السلطات الامنية الفرنسية معطيات او تصورات بهذا الخصوص (...أن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم) والشعب يعرف التصريحات والتهديدات والمشاركات وكان مطمئن لقوة اجهزة الامن ...لكن المصيبة في ان الشعب لمس الانهيار التام امام ضربة ربما بسيطة بالقياس لما تتناقله وكالات الانباء عما يجري في العراق وسوريا وليبيا...

 

ماذا لو ظهر اكثر من 500 ارهابي في احياء باريس مع حواضن لهم في ضواحيها؟

ربما حصل نفس ما حصل في الموصل...

 

ماذا لو رافق هذه العملية هجوم من سكان الضواحي على باريس حتى ولو بشكل غير مسلح؟

 

ماذا لو رافق هذه العملية الاجرامية نقل حي وتحريض وتلفيق من قنوات فضائية عربية كما حصل في تونس ومصر وسوريا  وما يرافق ما يجري في العراق؟

 

ماذا لو ظهر شخص في الضواحي او حتى في قلب باريس يحرض المهمشين وهم اكثرية شبابية كما ظهر بعض الغربيين بين "ثوار ليبيا وتونس ومصر" (غربيين من سكانها الاصليين او متجنسين) يحرضون ثيران بنغازي؟

 

ماذا لو كان هناك اعلام معادي يحرض ضد مراكز البوليس والدوائر الحكومية وهُوجمت تلك المواقع من البعض وانتشر السلاح؟

 

هذا جزء من بدايات ما جرى في المشرق...

كوليبالي قتل شرطية بعد يوم من مجزرة شارلي ابدو... وهرب ...كيف هرب والبلد المفروض ان تكون في اعلى درجات اليقظة والحذر بعد جريمة شارلي ابدو؟... ثم يعود في اليوم التالي... يوم الجمعة ومطاردة الاخوين كواشي لا تزال مستمرة ودماء ضحايا شارلي ابدو لم تجف ليدخل الى محل تجاري ويثير الرعب ويقتل اربعة ابرياء ويحتجز اخرون...

 

أي متابع لما جرى يلمس لمس اليد هشاشة الوضع الامني والسياسي للدولة الفرنسية... اي شخص مهتم بالوضع العام لا يعذر السلطات الفرنسية على تخبطها وهشاشتها... صحيح انها حددت اتجاه الارهابيين كواشي... لكن هذا لا يمنع من اتخاذ الحذر او الاخذ بالحسبان احتمال وجود مناصرين لهم او وجود مخطط محكم يعمل على تشتيت جهود السلطات الامنية ...هذا يعرفه ابسط متعلم او متابع... لكن يبدوا ان ذلك كان بعيد عن السلطات الفرنسية... او تَشَّتَتَ حالها... ان كان... تحت تأثير الصدمة.

 

صدمة كبيرة للدولة الفرنسية بجميع مؤسساتها... اظهرت هشاشة هذه الدولة وغباء (ضعف) القائمين عليها.... فقد انهارت الرئاسة من خلال دعواتها للدول لإعلان موقفها مما جرى بطريقة توجيه الدعوات للمشاركة في مسيرة يوم الاحد ...لا اعرف هل يتوقع الرئيس اولاند ان يرفض طلبه هذا احد..؟ انها دعوة يظهر فيها توسل الدعم.... فحضر كل من يشتاق لتناول الطعام الفرنسي في مطابخ الإليزيه... فكانت بحق تلك المسيرة العظيمة الشعبية لكن جزئها الرسمي كان مجموعة من ارهابيين وداعمين للإرهاب وقتله ودكتاتوريين وقامعي شعوب ومحيكي مؤامرات ومشاركين في دعم وتبني الارهاب وشخصيات بعضها كارتونية وبعضها مشبوهة وبعضها ملطخة ايديها بالدماء... ولا تخلوا طبعاً من شخصيات محترمة حشرتها الدعوة مع تلك الشخصيات القذرة.

 

3. الجريمة الكبرى الاخرى التي تم التغطية عليها بعد ذلك لكنها ستترك شرخاً هائلاً  في المجتمع الفرنسي الا وهي (كلنا شارلي) او (انا شارلي).... من رفعها تحت تأثير الصدمة التي اهتزت لها الجمهورية غبي ركبته حالة الانهيار فتخبط بجريمة لا تقل عن مقتل الصحفيين و المواطنين الابرياء في المتجر الفرنسي.

 

رفضت نسبة عالية من الشعب حمل راية (كلنا شارلي) او (انا شارلي) لأنها تعني وقوفها ضد جزء مهم من الشعب ولأنها لم تكن يوماً من متابعي او قراء شارلي ابدو او تعرف محرريها المنزوين المنغلقين الرافضين للكثير مما في الشارع الفرنسي... هذا لا يعني انهم لم يتعاطفوا مع الضحايا...

 

هذه اللافتة الخطيرة التي دفعت أقارب ضحايا المتجر من الديانة اليهودية وبعد ان غطت لافتة (كلنا شارلي او انا شارلي) على دماء ضحاياهم في المتجر لتختفي الجريمة التي تعرضوا لها خلف (انا شارلي وكلنا شارلي)... ان ترفع (انا يهودي)... وهذه الصورة (كلنا شارلي أو أنا شارلي) سوف لن تختفي من الأحداث في كل العالم فقد رفعها المسلمون في اماكن اخرى بصورة (كلنا محمد) و(انا مسلم) وهذه حالة خطيرة تعجز خلال الفترة القادمة الحكومة الفرنسية من ان ترفعها من قلوب المسلمين واليهود في فرنسا... وبالذات بعد الحضور المركز لنتنياهو وليبيرمان وغيرهم والتي ظهر ان الدعوة لم توجه اليهم (لا اعلم دقة ذلك لكنه حسب التسريبات وهذا الجاري في الشارع) والدعوات التي اطلقت للمواطنين الفرنسيين من الديانة اليهودية والردود المضادة لها من الحكومة الفرنسية.

 

اكيد استذكر اليهود الفرنسيين ما جرى قبل ثلاثة سنوات من قيام المجرم محمد مراح من قتل الاطفال اليهود ومُعَّلهم في احدى المدارس وقصة محمد مراح مع الارهاب ومع السلطات الفرنسية الامنية والاجتماعية... كما قصة الاخوة الكواشي وحياة بومدين.

 

كلنا شارلي أو انا شارلي... هل تعني ان رافعيها يؤيدون ما قامت به صحيفة شارلي ابدو؟ عادت لتفعله في عددها الاول بعد الجريمة مستنده هيئة تحريرها الى ايمانها بقناعاتها التي تعمدت بدماء رفاقهم.... وهذا حقهم وفهمهم وقناعتهم التي تُحترم وفيه شيء من الوفاء للراحلين.

 

 لكن الناظر للحالة من الخارج وبالذات بالروحية المريضة واقصد هنا المسلمين سيقولون عن هؤلاء (حملة انا شارلي) كلهم ضد محمد ويؤيدون "الاساءة" لمحمد... مما يعطيهم (المسلمين) الحق وفق فهمهم الدفاع عن قدوتهم ونبيهم ويمكن ان يفكر البعض منهم وبالذات المرضى بحب نبيهم السطحي من اعتبار كل من حمل تلك اللافتة عدوا لهم.

 

من هنا أراد احدهم توريط الحوار المتمدن "اكيد تصرف بعاطفة وغباء ودون قصد سيء" في رفع هذه اللافتة التي تعني الانتقام والدفع للفتنه والعمل على صبغ الحوار المتمدن بصبغة العداء للإسلام والمسلمين ونبيهم وقدوتهم حتى ولو في نظر البعض المتعصب... ثم هي دعوة مريضة" بدون وعي وغير مقصودة خارج العواطف" للحوار المتمدن لنشر تلك الصور المثيرة لمشاعر البعض... لذلك كان الموقف حاسم في الرد على هذا البعض الذي ربما لا يعرف ابعاد ما طرح او خطورة طلبه ذاك.

 

هذه اللافتة هي ما دفعت وتدفع الاعلام الفرنسي والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء والبرلمان الى محاولة الدعوة المتكررة الى عدم ربط هذه الجرائم بالإسلام والمسلمين والتي تغطي هذه الايام كل تصريحات المسؤولين وستستمر لفترة طويلة مستقبلاً ... ستعمل هذه التصريحات على تقليل تأثيرها لكن لا تُمحى نهائياً  حيث انطبعت عميقاً عند عدد لا بأس به من المسلمين وستذهب الى اللاشعور بعد حين لكنها ستظهر يوما بشكل مزعج ان لم نقُلْ خطير. اذكر لكم شيء غريب وهو لقاء نقلته احدى الاذاعات المحلية في فرنسا مع احد الفرنسيين من سجناء كَوانتنامو... وهو شاب عشريني لم يقضي وقت طويل هناك واعلن فيه عن حالته وقال كلمة قد لا يمر عليها مسؤول فرنسي ...قال: لا زلت اعاني واريد ان اُعالَجْ من قبل طبيب نفساني !!!!!!!

 

الى اللقاء في الجزء الثاني

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.