اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

سمات التغيير في المشهد العراقي منذ ثورة 14 تموز 1958// عبدالله جعفر كوفلي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

سمات التغيير في المشهد العراقي منذ ثورة 14 تموز 1958

عبدالله جعفر كوفلي

ماجستير قانون دولي

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

12/7/2016

تمر في هذه الايام الذكرى الثامنة و الخمسين لثورة 14 تموز 1958 الذي أطاح بالنظام الملكي واعلن عن الجمهورية العراقية أملاً منها بتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي للشعب , هذه الثورة التي حملت معها الكثير ...

لاشك فيه أن العراق هي الدولة التي شهدت العديد من الثورات والانقلابات والانتفاضات في المنطقة قياساً مع غيرها من الدول التي كانت تشهد أستقراراً سياسي نوعاً ما .

اذن الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج من الوضع الراهن الى وضع أفضل أو أسوأ وهي تعني قيام الشعب بقيادة معينة من النخب لتغيير نظام الحكم بالقوة بواسطة ادواته مثل القوات المسلحة أو الشخصيات التاريخية ذات التأثير في الجماهير لتحقيق طموحاته بعد ان عجز النظام السابق من تلبية أحتياجات مواطنيه, أما الانقلاب وبأعتباره وسيلة لتغيير المشهد السياسي في أي بلد فانه يعني الاطاحة المفاجئة بنظام الحكم من قبل مجموعة تنتمي في الاصل الى هذا النظام ولكن بالاختلاف في الرؤى والمنهجية وغالباً يكون عن طريق الجيش وكثيراً ما تمني الانقلابات بالفشل أما بسبب كشفها قبل البدء بعملها او ضعفها امام من في الحكم ويكون مصيرهم الى حبال المشنقة، أما في حال نجاحها فيكونون في السلطة ويبدؤن بتطبيق ما عملوا من أجلها ... ناهيك عن الانتفاضات الشعبية التي كانت ايضاً وسيلة من وسائل التغيير في المشهد السياسي العراقي الذي رسم بأنهار من الدماء والتصفيات الجسدية .

وخلال المتابعة والتقصي فأن المرء يصل الى مجموعة من السمات التي بها تختلف المشهد العراقي عن غيره من البلدان، لأن العراق في الاساس دولة الضرورة للمنطقة وللمصالح الدولية وكانت أداة لتنفيذ الاجندات المختلفة ومن سمات الثورات والانقلابات العراقية والتي تعتبر وسائل للتغيير في السلطة والوجه السياسي للدولة :-

1.   عدم الوفاء بوعودها: مما لا يختلف عليه أثنان بأن كل ثورة وأنقلاب تسبقها أعمال تمهيدية وتحضيرية من الاتصال بالاخرين ووضع الخطط وبيان مدى نجاحه من فشله ومن هذه الأعمال اطلاق الوعود مع جماعات أو أحزاب سياسية أو مكونات معينة سواء قبل الثورة أو بعدها من أجل عدم اقدام هذه الجماعات بالوقوف ضد الثورة او اتخاذ موقف الحياد منها حتى تتسنى لها النجاح وفي الايام الاولى من تسلمها السلطة تبدي موقفها بضرورة الوفاء بوعودها والتزاماتها تجاه الغير وعليه المسؤولية والتغير ولكن الصفة البارزة للثورات العراقية وانقلاباتها هي عدم الالتزام بعهودها فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد بأن ثورة 14 تموز 1958 قد قضت على نفسها بحل القضية الكوردية في أطار الدولة العراقية وعلى أثرها اتخذت خطوات في سبيل ذلك وكانت أتصالها مع القائد المرحوم (مصطفى البارزانى) وضرورة عودته من الاتحاد السوفيتي السابق الى العراق بعد قضاء اكثر من عشرة سنوات هناك ومنح الاجازات للاحزاب وصحفها واشتراك المكون الكوردي في صنع القرار السياسي العراقي ولكن ما أن اثبتت جذورها وبسطت سيطرتها فبدأت بنقض وعودها والغت اجراءاتها فكانت النتيجة قيام ثورة أيلول الكبرى، ونفس الحال لثورة 17 – 30 تموز 1968 حيث اظهرت نيتها بمنح الشعب الكوردي حقوقه القومية والتي انتهت بتوقيع اتفاقية 11 أذار عام 1970 ولكن بعد فترة قصيرة بدأت بالمؤامرات المتتالية منها محاولة أغتيال قائد الحركة التحررية الكوردية عام 1973بواسطة مجمجوعة من رجال الدين ومحاولة اغتيال السيد (ادريس البارزانى) في بغداد بتاريخ 6/12/1970 وأخيراً ابرام اتفاقية مشؤمة في الجزائر عام 1975 للقضاء على أمال الشعب الكوردي للعيش بسلام كمواطنين أسوةً بغيرهم.

مع أمل الشعب الكوردستاني بعد عام 2003 بالتمتع بحقوقه لدوره الفاعل في التحرير وتشكيل الحكومات العراقية والمشاركة في صنع القرار السياسي وتثبيت حقوقه في دستور عام 2005 و ضرورة حل المشاكل العالقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية منها المناطق الكوردستانية خارج الاقليم ومسألة البيشمةركة والنفط  ...الخ وما رأت النور الا وبدأت بنقض ما قطعتها على نفسها من وعود ويستنتج من ذلك ان الوعود التي كانت تطلقها الحكومات تأتي من ضعفها وليست رغبة منها في حل القضية الكوردية العكس غير صحيح .

2.   أنشاء محاكم خاصة: ان السمة البارزة للثورات والانقلابات العراقية هي أنشاء محاكم خاصة لمحاكمة رؤوس النظام السابق وأعتبار أدائهم خيانة عظمى لايمكن ان يغتفر، ويدل ذلك على عدم ايمانهم بمصداقية القضاء العراقي وأستقلاليته، أو أن القوانين والمحاكم العادية لا تروى ضمئهم وان هذه المحاكم كانت أداة لتصفية الحسابات السابقة وكثيراً ما كانت لها قرارات جاهزة وانها كانت شبه مهازل فكانت محكمة الشعب برئاسة المهداوي عقب ثورة 14 تموز 1958 والتي انتهت بأجراءاتها وقرارات سريعة عانق رقاب كثيرة حبل المشنقة كانوا يؤدون دورهم باخلاص ووفق القوانين المرعية وان هذه المحاكم جعلت من مخلصي الامس خونة اليوم وكذلك انشئت محكمة خاصة بعد ثورة 17 تموز 1968 فكانت طريقاً للموت لأبناء الشعب والكثير من البعثيين الذين يخالفون أوامر حزبهم أو مرؤسيهم و تلطخ بهم صفة الخيانة والعمالة وتدل كل الشواهد على ذلك .

اما بعد تحرير العراق عام 2003 فكانت محاكمة رؤوس النظام السابق مشاهد يومية للأنسان العراقي بين من يرى فيها عدالة السماء وآخر يتحسر ويحن لأيام حكم من كان يقف في قفص الاتهام ..

وهذا يعني بان المحاكم الخاصة كانت الصفة القانونية لأجراءات سياسية بحق السابقين وتصفيتهم .

 

3.   الدعم الخارجي: مما لاشك فيه أن العراق دولة تأسست بقرار دولي وفق مصالح الدول المنتصرة في الحرب العالمية الاولى عام 1921 وهم الذين أختارو النظام الملكي للعراق وهذا يعني بأن العراق لم يكن مستقلاً بقراراته الاستراتيجية بل كانت أسيرة أجندات خارجية (دولية أو أقليمية) وأن مشروع ومخطط كل أنقلاب أو ثورة اذا لم تمر بسفارة دولة معينة خاصة أمريكا او الاتحاد السوفيتي السابق لا تجد النور ومصيرها الفشل فعلى سبيل المثال أنقلاب (عارف عبدالرزاق / رئيس وزراء ووزير الدفاع في عهد عبدالسلام عارف) عام 1965 وبشهادته بعد فراره الى مصر منيت بالفشل لعدم مرور مخططها بالسفارة الامريكية وحاجتها الى دعمها. كما ان محاولة أنقلاب (ناظم كزار) عام 1973 باءت بالفشل وذلك لتدخل الاتحاد السوفيتي السابق وتخطيطها لتأخير عوده (أحمد حسن البكر) الى العراق بعد أستكمال الاعمال التحضيرية للأنقلاب في مطار بغداد والتي انتهت بنهايته وهناك الكثير من الحالات التي تؤكد تدخل السفارات الاجنبية في تغيير المشهد السياسي سلباً او ايجاباً وهكذا هو الوضع لحد الان فان للسفارات الاجنبية دور كبير في ادارة دفة الحكم بين دعم لحزب وتيار ومكون معين او حتى شخصيات اعتماداً على مدى قربها منها وتوافقها مع مصالحها و خاصة امريكا وايران و سيبقى الحال هكذا ماشاء القدر لان اصلها مبني على هذه الشاكلة ومن الممكن ان تكون هنالك سمات اخرى ولكننا نكتفى بهذا القدر لانها الرئيسية والمؤثرة بصورة ظاهرة للعيان .  

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.