اخر الاخبار:
قانون فيدرالي جديد في سويسرا: لا للنقاب! - الإثنين, 14 تشرين1/أكتوير 2024 19:12
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

رائحة البارود انتقلت من مكروهة لدينا الى مرغوبة لدى أبنائنا !!// لطيف نعمان سياوش

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

رائحة البارود انتقلت من مكروهة لدينا الى مرغوبة لدى أبنائنا !!

لطيف نعمان سياوش

عنكاوا

 

من ينسى أيام وسنين الحرب العراقيه الايرانيه  (1980 - 1988) المعجونة بالدم ورائحة البارود والموت الزؤام وبكاء الامهات؟.. تلك الحرب التي سيّقنا اليها كالقطعان ..

وقتها كنا مكرهين ومرغمين أن نستنشق رائحة البارود في جبهات القتال ..

أن الملفت للنظر ومنذ عدة سنوات في مثل هذه الايام بدلا من أن نفرح ونهلل ونبتهج لمناسبة (عيد الصليب) 14-9 من كل عام، نرى ان هذا العيد صار سببا لشقاء العديد من العوائل، لاسيما تلك التي تعاني من ضنك العيش وضيق الحال .. فمنذ اسبوع خلى ما أن يدنو الظلام حلكته سمائنا نجبر على سماع دوي المفرقعات، والالعاب الناريه في عنكاوا وهي مقرونة برائحة البارود المقرفه التي تعيد الى ذاكرتنا سنين الحرب للحد الذي نخال فيه كأن تلك الروائح التي كنا نشمها مكرهين صار ابنائنا وأحفادنا يثيروها ويشموها بلهفة وفرح وبمحض إرادتهم ..

أذكر هذا الامر لأني مررت شخصيا بعدة حوادث تبعث المراره والالم في النفس، وأجد نفسي مضطرا الى ذكرها ولو بأختصار شديد :-

الحادثه الاولى:- في العام الماضي وفي احدى أزقة عنكاوا تحديدا، فجّر مراهق مفرقعه قويه جدا بالقرب من طفله عمرها لايتجاوز ال خمس سنوات .. أرتعبت الطفله، وظلت تصرخ بصوت عال وتبكي .. هرعت اليها، أحتضنتها لأخفف عنها، شعرت أن صدري تبلل لأن الطفله بالت على نفسها .. ثم هرعت امها صوبي وأخذت ابنتها وضمتها الى صدرها وتضامنت معها بالبكاء !!

الحادثه الاخرى:- يوم 13-9-2016 سمعنا صوت سيارة طوارىء في عنكاوا، ضننا أنها سيارة اطفاء وان حريقا ما قد نشب نتيجة المفرقعات والالعاب الناريه، لكن تبين فيما بعد انها سيارة اسعاف جاءت لتنقل رجل مسن مصاب بالربو المزمن تأزمت حالته الصحيه نتيجة استنشاقه كميات كبيرة من رائحة البارود، وكاد الرجل يفارق الحياة لولا عناية الرب تشمله !!..

الحادثه الثالثه:- شبت معركه حامية الوطيس بين عائلتين في منطقة 108 بعنكاوا يوم 14-9-2016 بسبب الالعاب الناريه والمفرقعات، ولولا تدخل الاخيار لكانت الشرطه والاساييش قد تدخلوا لفض النزاع ، وتتلخص الاسباب بالاتي :-

العائله الاولى وضعهم المادي حسن لها اربعة اطفال كل منهم يمتلك كميات كبيره من المفرقعات يلهو بها .. العائله الثانيه لها ثلاثة اطفال امكاناتها محدوده لاسيما في غمار الحاله الاقتصاديه الاستثنائيه الحاليه واطفالها يبكون منذ ثلاثة ايام مطالبين امهم بشراء المفرقعات (والماعنده منين يجيب) ؟..

ظلت العائله الفقيره تندب حظها العاثر امام حسرة ابنائها وتعتب بمراره جارتها وترجوها ان يكفوا ابنائها من اللهو الذي يسبب بتحسر اطفالها وبكاؤهم المرير. والعائله المقابله لم تكترث لمعاناة جارتها .. وكان هذا السبب كافيا لنشوب معركه تدعوا للالم بين جارين ربما امتدت جيرتهم لسنوات عده ..

تلك كانت بعض من الحالات التي تمكنت أن أرصدها، وأصطادها بنفسي، وماخفي كان أعظم ..

عموما الى ذلك الفت عناية الاخوه المسؤولين في المنطقه، وأولياء الامور، ورجال الدين الافاضل عسى ان نضع حدا لهذه الفروقات الطبقيه في السنوات القادمات رأفة بالعوائل الفقيره وذات الامكانيات المحدوده، وبدلا عن ذلك لنركز مثلا على احياء مهرجانات في الكنائس، والاندية الاجتماعيه والعائليه تتضمن فقراتها سوق خيري، وسباق الشطرنج، والماراثون، والالعاب الشعبيه، وغيرها من الامور المسليه التي لاتحدث ضرارا بالبيئه والذوق العام....

نحن نريد ان يكون عيد الصليب سببا لأرساء دعائم المحبه والسلام بين العوائل ومع الناس، لاأن يكون سببا للنزاع والخصام بينهم، أو تضرر الناس ..

 

كلمه اخيره لقد سئمنا رائحة البارود والدم، لاتعيدوا الى أذهاننا ايام السنين العجاف ..

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.