اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الصين وما أدراك ما الصين!// د. آدم عربي

تقييم المستخدم:  / 2
سيئجيد 

د. آدم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

الصين وما أدراك ما الصين!

د. آدم عربي

 

إنَّها الصين الدولة الشيوعية الماوية، وما أدراكَ ما الشيوعية الماوية، من نظام شيوعي مغلق الى مارد جبار خرجَ من قمقمه، ففي سنة ١٩٨٩، تبادلت الصين الشيوعية الماوية والرأسمالية الغربية تبادلت ما يشبه عملية "الإسعاف" بعدَ أنْ شارفتْ الرأسمالية الغربية على الإنهيار. وعلى ما قالَ وصرح به آنَ ذاك وزير الخارجية البريطاني الأسبق " ديفيد ميليباند"، مُجمِّلاً الوصف والمفارقة، إذ قالَ: أنقذتْ "الرأسمالية" الصين إذْ سَمَحَ "نظامها الشيوعي المغلق "لاقتصادها بتناول ما يشبه حبة أو قرص "الفيتامين الرأسمالي"، أي بالتزاوج مع "نظام السوق الحرَّة" أو عولمة الإقتصاد الصيني، فشرع ينمو نموَّا متسارعاً مما تسبَّب بتسارع القلق الغربي الرأسمالي من هذا المارد الصيني الاقتصادي والديمجرافي والحضاري.. الذي خرج من قمقمه بعدَ سبات طويل.

 

أمَّا في العام ٢٠٠٩ فظَهَر عن جدارة "المُنْقَذ الصيني" على أنَّه "المُنْقِذ" للرأسمالية الغربية من أزمتها المالية والاقتصادية الكبرى والتي حدثت قبل ما يقارب العقد أو ما تسمى أزمة الرهن العقاري، وقد، بل سيكتب التاريخ أنَّ في ال عام ٢٠٠٩ أنقذتْ الصين النظام الرأسمالي العالمي من الإنهيار الحتمي ليس حباً بالغرب وإنما حباً للمستهلك الغربي الشره الإنفاق.

 

والولايات المتحدة ما عاد لديها من خيار غير تجرُّع تلك الحقيقة الصينية المرَّة المذاق في فمها، فإنَّ وزيرة خارجيتها الأسبق "مادلين أولبرايت" اعترفتْ بهذه الحقيقة إذْ قالتْ: كانت الولايات المتحدة قوَّة اقتصادية عظمى في نهاية القرن المنصرم، وقد شرعت الصين تتحوَّل إلى قوَّة اقتصادية عظمى في القرن الحادي والعشرين.

 

الصين الحالي يمثل الاقتصاد الاول في العالم، فالناتج القومي للصين يقارب الثمانية عشر تريليون دولار خالي من الخدمات، اي انتاج حقيقي مادي بينما الولايات المتحدة والذي معظم إنتاجها من الخدمات بواقع ثمانين بالمائة لا يتعدى العشرين تريليون، مع نمو متزايد للصين بواقع خمسة بالمئة، هاذا الواقع سيجعل من الصين الاقتصاد الاول في العالم، وعلى ما قالَ الخبير الاقتصادي " مارتن جاك "صاحب كتاب" عندما تحكم الصين العالم " يوضح أنَّ اليوان سيكون العملة الرئيسة للعالم مُطيحاً بالدولار ويتلون العالم وخصوصاً الغربي بلون الحضارة الصينية العريقة. نظرة للاقتصاد الصيني نجد انَّ الصين واقتصادها المتعاظم، هو نتيجة تزاوج ما بين الاقتصاد الإشتراكي واقتصاد السوق الحرة، وأن الصين إستغلتْ اقتصاد السوق الحرة أحسن إستغلال، فهي أي الصين جعلتْ من الولايات المتحدة والدول الغربية سوقاً كبيراً لها، وحرصتْ الصين على أنْ يغلب فيها ميزان الصادرات على الواردات، وهي أي الصين شديدة الحرص وتُصارع من أجل خفض قيمة عملتها اليوان حتى تضمن وتسيطر على عملية الصادرات في العالم.

 

إن جلَّ سياسة الصين الاقتصادية قائمة على تشجيع التصدير ومع ما يلزم من جهد لخفض قيمة اليوان، إنَّ هذه العملية الذكية ستجعل كفة الصادرات هي الغالبة على حساب الواردات، ومن ثم سيزداد مخزونها من العملات الصعبة، انها نتيجة حتمية فرضتها الحرص على خفض قيمة اليوان، ازدياد في التصدير لعامل الرخص في الاسعار وقلة الاستيراد لعامل الزيادة في الاسعار ونتيجة هكذا وضع هو تراكم العملات الصعبة وزيادة حجم الادخار، وفي حقيقة الامر انَّ الصين اليوم تملك أعلى إدخار على مدار التاريخ ونتيجة لذلك تعتبر الصين الآن من أكبر الدائنين للولايات المتحدة، بل انَّ الولايات المتحدة لا تستطيع الاستغناء عن القروض الصينية والتي عادة ما تكون على شكل سندات خزينة، فالصين تتعمد شراء سندات الخزينة لان هذه السندات مجبرة على سدادها الولايات المتحدة نفسها. ومع وجود الأزمة الحالية حول تايوان والحرب الاوكرانية، تخلصت الصين من جزء من سندات الخزينة الامريكية وامتنعت عن شراء مزيد من السندات مما اعجز الولايات المتحدة عن سداد فوائد ديونها، وإني أحسب أن إمتلاك الصين اكبر مخزون غير مسبوق من الدولارت أكثر خطورة من إمتلاك الأسلحة النووية، فماذا لو قررت الصين إغراق العالم بهذه الاوراق؟ الحتمية والحقيقة الكبرى لهكذا فعل هو إنهيار الدولار وإنهيار بنوك وشركات ودول حتى الافراد ممن يدخرون بالدولار.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.