اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الماركسية والبنيوية!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

الماركسية والبنيوية!

د. ادم عربي

 

الماركسية البنيوية هي مدرسة فكرية تجمع بين النظرية الماركسية والتحليل البنيوي للمجتمع والثقافة. تهدف الماركسية البنيوية إلى كشف البنى الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية التي تحكم العلاقات الاجتماعية وتحدد الإنتاج الثقافي. بعض أبرز المفكرين الماركسيين البنيويين هم لويس ألتوسير، نانسي فرازر، إتيان باليبار، وفريدريك جامسون.

 

إن الماركسية البنيوية هي محاولة لإعادة تفسير وتطوير النظرية الماركسية في ضوء التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدها العالم في القرن العشرين. تستند الماركسية البنيوية إلى فكرة أن المجتمع يتألف من بنى مختلفة تتفاعل بطرق معقدة ومتناقضة، وأن هذه البنى تحدد شروط الإمكانية للفعل والمعرفة. وبالتالي، فإن الماركسية البنيوية تهتم بدراسة كيف تؤثر هذه البنى على التاريخ والأحداث والأفكار والأشكال الثقافية.

 

أحد أهم المصادر للماركسية البنيوية هو عمل لويس ألتوسير، فيلسوف فرنسي ماركسي نشط في ستينات وسبعينات القرن الماضي. اقترح ألتوسير أن يجب فهم الماركسية على أنها علم من علوم، يستخدم المفاهيم والطرق التحليلية لإبراز التناقضات والصراعات في المجتمع. كان ألتوسير يؤكد على دور "الأجهزة الأيديولوجية للدولة"، التي تشمل المؤسسات مثل المدرسة والدين والإعلام، في إعادة إنتاج علاقات الهيمنة والخضوع. كان ألتوسير يهدف إلى تحرير الماركسية من التصورات "الإنسانية" و"التاريخية" التي رأى فيها شكلا من أشكال "الأيديولوجية".

 

أخذت الماركسية البنيوية منحى جديدا في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، مع ظهور ما يطلق عليه "الثقافة المادية" أو "الانتقاد المادي". هذه التوجهات تستخدم أدوات الماركسية البنيوية لتحليل كيف تشكل المادة والطبقة والجندر والعرق وغيرها من عوامل الهوية الثقافات والنصوص والممارسات. بعض الممثلين البارزين لهذه التوجهات هم نانسي فرازر، عالمة اجتماع أمريكية تنتقد النظرية النسوية والحركات الاجتماعية من منظور ماركسي بنيوي؛ إتيان باليبار، عالم اجتماع فرنسي يدرس العولمة والهجرة والهوية الوطنية؛ وفريدريك جامسون، ناقد أدبي أمريكي يحلل العلاقة بين الثقافة والاقتصاد في عصر ما بعد الحداثة.

 

إن الماركسية البنيوية هي مشروع مستمر ومتطور، يحاول مواكبة التغيرات السريعة والمتنوعة في العالم المعاصر. تقدم الماركسية البنيوية رؤية نقدية وشاملة للمجتمع والثقافة، تسلط الضوء على التحديات والإمكانات التي تواجهها الإنسانية في ظل الظروف التاريخية المحددة. تهدف الماركسية البنيوية إلى كشف الأسباب والآثار والبدائل للظلم والقهر والتحرر والتغيير.

 

التناقض بين الماركسية والبنيوية!

الماركسية والبنيوية هما نظريتان اجتماعيتان تحاولان تفسير الواقع الاجتماعي والثقافي من منظورات مختلفة. الماركسية هي نظرية تركز على الصراع الطبقي والإنتاج المادي كعوامل رئيسية في تشكيل التاريخ والمجتمع. البنيوية هي نظرية تركز على الهياكل اللغوية والثقافية كعوامل رئيسية في تشكيل الوعي والهوية.

التناقض بين الماركسية والبنيوية يمكن تلخيصه في ثلاث نقاط رئيسية:

أولا، الماركسية تعتبر الواقع الاجتماعي كشيء محدد بشكل موضوعي من قبل القوى المادية، بينما البنيوية تعتبره كشيء محدد بشكل ذاتي من قبل القوى الرمزية.

 

ثانيا، الماركسية تهدف إلى تغيير الواقع الاجتماعي من خلال التحرر من قيود الإنتاج المادي، بينما البنيوية تهدف إلى فهم الواقع الاجتماعي من خلال التحليل النقدي للهياكل الثقافية.

 

ثالثا، الماركسية تؤمن بإمكانية التاريخ كعملية ديالكتية وتطورية، بينما البنيوية تؤمن بإستحالة التاريخ كعملية هامشية وانسدادية.

الماركسية مثلا تنظر الى الدولة على أنها اداة تعبر عن مصلحة البرجوازية، لذلك هي اداة قمع طبقي مباشرلصالح الرأسمالية والتناقض معها يكون واضح، تناقض الراسمالين مع الطبقة العاملة، فيما تاخذ البنوية موقف الذرائعية من هذه المسألة، والموقف الذرائعي يدعي أن مؤسسات الدولة تكون تحت السيطرة المباشرة لأعضاء الطبقة الرأسمالية في مناصب نافذة في الدولة، فمن منظور البنيوية فإن مؤسسات الدولة تؤدي وظائفها بشكل يضمن استمرار الراسمالية عموما ، وتوزيع عادل قدر المستطاع للثروة عن طريق مثلا سن القوانين ونقابات العمال والحد الادنى للاجر، ويمكن ملاحظة اهم الفروق في اهم موضوع وهو الصراع الطبقي بين الماركسية والبنيوية وهي ليست الا إخضاع طبقة على حساب طبقة وهي العمال:

الماركسية ترى أن الصراع الطبقي هو نتيجة للتضاد بين مصالح طبقة البرجوازية (أصحاب رأس المال) وطبقة البروليتاريا (العمال)، وأن هذا التضاد يؤدي إلى ثورات اجتماعية وتغيرات تاريخية.

 

النيوية ترى أن الصراع الطبقي هو نتيجة للتفاوت بين مختلف الجماعات والفئات في المجتمع، وأن هذا التفاوت يؤثر على مستوى المشاركة والتمثيل والحقوق في المجالات السياسية والثقافية والدينية لذلك يبقى ناقصاً فلا فروق طبقية دون ملكية وتبدو المعالجة من الخارج الى الداخل بعيدة كل البعد عن الواقع الموضوعي إن هذه المفارقة تذكرني برد ماركس على برودون حين قال برودون أن الرأسماليةس سرقة فرد عليه ماركس بقولة إنها وسيلة للسرقة.

الماركسية تحدد الطبقات بشكل رئيسي بواسطة علاقتها مع وسائل الإنتاج، وهذه علاقة مادية قابلة للقياس.

 

البنيوية تحدد الطبقات بشكل أوسع بواسطة علاقتها مع مختلف عوامل التمايز، وهذه علاقة اجتماعية قابلة للتفسير.وهل العلاقة الاجتماعية إلّا تعبيرا عن نمط الإنتاج؟ وما هي عوامل التمايز التي تحدد الطبقة؟ غير ملكيتها لوسائل الإنتاج ،

الماركسية تهدف إلى إزالة النظام الرأسمالي وإنشاء مجتمع شيوعي خالٍ من الطبقات والاستغلال والدولة.

 

البنيوية تهدف إلى إصلاح النظام الرأسمالي وإنشاء مجتمع ديمقراطي أكثر عدالة وتنوعًا وتضامنًا.

لا ارى في البنيوية وكل من يطرح شعار العدالة الاجتماعية الا مزيدا من الاستغلال للطبقة العاملة، ولنفرض عدالة اجتماعية كما تدعي البنوية، فعلى حساب من؟ ليس ما هو اضعف من الطبقة العاملة وكل التسويات على حسابها، البنيوية تُشر عن الطبقية لكن تحت ستار التوزيع العادل للثروة، فمن يُوزع؟ الراسمالي؟

 

لقد اجتهد (ألتوسير) والذي كان من أنشط البنيوين وأبرزهم تأثيرا في نقده المادية التاريخية وكتاب راس المال من دون استطاعته اعطاء البديل الافضل عنها..

لقد اجهد التوسير كتابة مؤلفه نقد راس المال ليخرج بحصيلة لا نقد حقيقي ماركسي او بنيوي جاد يحسب له انجزه ولا استطاع خلخلة اركان الماركسية الكلاسيكية التي لم تغادر خاصيتها الجوهرية انها تنطلق من الواقع نحو الفكر وليس كما فعل التوسير حين اراد تهديم العمود الفقري للماركسية كتاب راس المال بمعول الهدم التنظيري التجريدي. اي التوسير عالج الهجوم على راس المال من خارجه.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.