اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!// د. ادم عربي

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

د. ادم عربي

 

عرض صفحة الكاتب 

عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!

د. ادم عربي

 

الولايات المتحدة تدعم "حل الدولتين"، ولكنها ترى أنه لا يمكن للفلسطينيين أن يحصلوا على دولة (تجاور دولة إسرائيل) إلا بطريقة واحدة هي المفاوضات بين الجانبين، وهي مفاوضات تستمر طويلاً، وتواجه العراقيل، وتفشل في تحقيق أي نتائج، وتبقى متعثرة وعبثية حتى يضطر المفاوِض الفلسطيني الضعيف، والمحاصَر، إلى القبول بالمزيد من الشروط والمطالب من المفاوِض الإسرائيلي القوي، الذي يزداد قوَّةً؛ فإذا قبل بها كلها ربما ينال دولة هي في الحقيقة استمرار للاحتلال الإسرائيلي بشكل ما، وخلال هذه المفاوضات، تستغل إسرائيل الوقت لبناء المزيد من المستوطنات والتهويد، ولهدم وتدمير ما يمكن أن يشكل أساساً  لمقوِّمات قيام دولة فلسطينية تشبه، ولو قليلاً، "الدولة"، مفهوماً وواقعاً.

 

تدرك الولايات المتحدة أن الفلسطينيين و"دولتهم" التي تحظى بالاعتراف الدولي كعضو مراقب في الأمم المتحدة، لديهم "حقوق مشروعة دولياً" تُعَرِّض (حتى ولو بشكل جزئي) محاولاتها ومحاولات إسرائيل للتخلص من ما تبقى من قوة التفاوض للجانب الفلسطيني، فأطلقت (بالتعاون مع إسرائيل) قوتها الدبلوماسية والسياسية والمالية في سبيل عزل المفاوض الفلسطيني، وحصاره، عن قوته السياسية والقانونية المستندة إلى الشرعية الدولية ،تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل إفشال أي مبادرة فلسطينية للحصول على دعم مجلس الأمن الدولي لعملية السلام، مدعية أن هذه المبادرة تضر بالمفاوضات وتسبق نتائجها، وتنتهك بذلك "قانون" السلام على المقاس والإبداع الامريكي الذي يقضي بأن "لا حلَّ، ولا دولة للفلسطينيين، إلاَّ من خلال المفاوضات، ومن خلالها فقط" والتي في نهاية المطاف لغز لا سبيل لفكه إلّا بمزيد من المفاوضات العبثية التعجيزية .

بينما تحتاج الولايات المتحدة إلى دعم عربي أكبر في حربها على غزة،وهذا ما نشهده من تحشيد في المنطقة،  شاهدناها تتجاهل موقف العرب الذي يطالبها بوقف حملتها العسكرية ضد الفلسطينيين الذين طلبوا من الأمم المتحدة والقانون الدولي حمايتهم من المذابح التي تقتل آلافهم في قطاع غزة. وقد وجهت الولايات المتحدة تهديدات للفلسطينيين بقطع المساعدات المالية السنوية التي تقدمها لهم إذا لم يتنازلوا عن مسعاهم للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية ونشاطهم الدبلوماسي في الامم المتحدة والعالم.

 

الولايات المتحدة تعرف أنَّ الأمم المتحدة قد اعترفت بدولة فلسطين عضو مراقب فيها، وأن هذا الوضع يخوّلها الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن الولايات المتحدة تتجاهل هذه الحقيقة وتتعامل مع السلطة الفلسطينية على أنها كيان إرهابي. وبهذا، تظهر الولايات المتحدة عدم احترامها للشرعية الدولية وتحاول منع الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم كأعضاء في الأمم المتحدة.

 

تحاول الولايات المتحدة أن تقضي على الإرادة السياسية للفلسطينيين بواسطة الضغوط المالية التي تفرضها بالتعاون مع إسرائيل على السلطة الفلسطينية. وتظن أن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى أن يشتروا "الرواتب" بثمن غالٍ هو العودة إلى مفاوضات عقيمة، والموافقة على استمرار الاستيطان والتهويد في آن واحد. وتعتقد أيضاً أن الدول العربية لا خيار لها إلا أن تقول وتفعل ما يجبر الفلسطينيين على قبول هذا الخيار!

 

تُعاني غزة من الحصار الذي يُفرض عليها بحجة أنَّ حماس التي تسيطر على القطاع تنفذ أعمالًا "إرهابية"؛ وتواجه السلطة الفلسطينية ضغوطًا مالية لأنَّها اتخذت خطوات "إرهابية" مثل اللجوء إلى الأمم المتحدة والانضمام إلى معاهدات دولية!، فالفلسطيني إرهابي في كلا الحالتين، ومن هنا لم تأت طوفان الأقصى من فراغ، بل هو الإنفجار المتوقع، ولا أظن أن أحداَ يمكنه تخيل بقاء الوضع في غزة كما هو، إلّا إذا اعتقد انه قام بكي الوعي الفلسطيني، كما تم كي الوعي العربي، إن طوفان الأقصى فرضت إرادة الشعب الفلسطيني وبعثرت مخططات، لذلك لا نستغرب هذا الاستنفار الغربي الهائل في منطقتنا وهذا القتل على الهواء مباشرة للالاف، انه عالم هيستيريا الجنون والانقسام الواضح بين الممكن والمستحيل التي تقوده امريكا بكل وحشية وازدواجية معايير.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.