اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

(شروط النهضة) في رحاب التعليم العالي// د. عامر ممدوح

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

د. عامر ممدوح

 

عرض صفحة الكاتب 

(شروط النهضة) في رحاب التعليم العالي

د. عامر ممدوح

كاتب وأكاديمي

 

         لا يمكن للنقد وحده تحقيق البناء المنشود دون ان يستكمل بالعمل، وليس من الانصاف امتلاك نظرة أحادية إلى الواقع، لا ترى إلا ما هو سلبي، بل المطلوب النظر والابصار تالياً بعينين واسعتين ميزتهما الإيجابية والحياد.

 

ولذلك كله، لم أستطع اخفاء سعادتي الكبيرة حين قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفي خطوة رائدة وبديعة تخصيص جائزتها للقراءة الخاصة بطلبة الدراسات الجامعية الأولية لقراءة كتاب (شروط النهضة) للمفكر الكبير مالك بن نبي رحمه الله.

 

ولقد أحسن من اختار الكتاب في هذه المرحلة التاريخية الحساسة من تاريخ الأمة عامة، والعراق خاصة، فالجميع يواجه اليوم تحدي الضعف، والاستهداف، والاقتراب من حافة الانهيار.

 

ولا يستطيع احد يقرأ التاريخ باستمرار أن يتابع ما يجري بارتياح، ذلك ان المواجهة ما تزال غير متكافئة، بين طوفان الشر وينابيع الخير الخجولة.

 

ان كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي، يمثل خارطة طريق ومسار فكري بالغ الأهمية، استوعب فيه المعرفة القرآنية ابتداءً، ثم فكر الأولين، وصاغه بقلم رفيع لا يشق له غبار، وهو جدير بان يدرس في كل حين، وستكون فرصة طيبة جداً لطلبتنا الأعزاء ان يتعرفوا إلى قامة عربية وإسلامية شامخة مثله، وإلى مؤلف بالغ الأهمية مثل هذا الكتاب الفذ.

 

وكنت قد وصفت جهد ابن نبي سابقاً في بحثي عن (المرتكز الفلسفي التاريخي لمشروع مالك بن نبي النهضوي)، وقلت:

 

ان اسهامات مالك بن نبي ارتقت لمصاف المشروع الحضاري المتكامل الذي أعُلن ميلاده في كتابه (شروط النهضة) ، وامتد ليتفرع ويتوسع أكثر في مؤلفاته الأخرى، وان التاريخ مثل مرتكزاً بالغ الأثر في مشروع مالك بن نبي النهضوي، فهو أصيل في منهجه، وأحداثه مثلت مادة نظرياته، ومساراته كانت هي أساس مشروعه .

 

وجاءت رؤية مالك بن نبي التاريخية أكبر من الأحداث التفصيلية، وهي رؤية تخص فلاسفة التاريخ أكثر من المؤرخين في التعامل مع الملفات المختلفة، ناشداً (درس التاريخ) لبناء المستقبل، كما انه فهم التاريخ على أساس شمولي، وأدرك غايته بالإفادة من دروس الماضي محرراً إياد من القيود التقليدية التي وضعت له، متمثلاً التفسير القرآني للتاريخ من خلال الاستناد إلى الآيات الكريمات في بيان (السنن) التاريخية وتأثيرها .

 

وثمة ملاحظة بالغة الأهمية تتمثل بمدى التأثر الذي أوجده ابن خلدون في شخصية وأفكار مالك بن نبي ، فجاء كتاب (شروط النهضة) نسيجاً على منوال ما كتبه ابن خلدون، حتى جاز لنا أن نسميه دون تردد (مقدمة ابن نبي).

 

لقد حدد ابن نبي للتاريخ (حركة وصناعة ومسارات ومنعطفات)، وبين ان المهمة اليوم، السير في اتجاهه دون تقاطع او تضاد، مبدياً روح التفاؤل لمسألة سقوط الحضارات وسنة التداول الحضاري، فأكد على ما يمكن تسميته (القابلية للنهوض) إزاء مصطلحه الشهير(القابلية للاستعمار).

 

شكراً لوزارة التعليم العالي على هذه المبادرة، ومبارك لطلبتنا الذين سيوفقون في هذه الجائزة المهمة.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.