اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وجاهة : قصة قصيرة// صبيحة شبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صبيحة شبر

 

عرض صفحة الكاتبة 

وجاهة : قصة قصيرة

صبيحة شبر

 

المطعم في ازدحام رهيب ، حركة دائبة وطلبات لا تنتهي، منذ اشتغلت فيه منذ ثلاث سنوات ، وأنا أتحرج من الظهور أمام الناس، وأخشى ان يعرفني احد النزلاء او الضيوف الكثيرين، الذين يترددون على هذا المكان، فتسقط هيبتي، وأصبح موضع هزء وسخرية من قبل الجميع، انا رجل مسالم، احرص دائما على إرضاء الجميع ،، الناس كلهم يحافظون على المظاهر، ما شأنهم بما اعمل، وان كان شغلي الذي يدر علي الربح الحلال محترما، لم يراه الناس من الأعمال المحتقرة؟، استطعت بالعمل الإضافي الذي أقوم به بعد الدوام الرسمي، ان احصل على منزل محترم، يحتوي على حديقة جميلة، زرعتها بأنواع من الأشجار الباسقة ذات الثمار اللذيذة، أشجار نخل فارعة، وكروم تتسلق الجدران، ورمان، مع ورود مختلفة الألوان والأنواع، رائحتها تخلب الألباب، وتمتلك القلوب، نصبت الأرجوحة التي طلبتها زوجتي الحبيبة، نجلس في الأماسي التي تبقى لي، بعد الانتهاء من عمليّ الاثنين، ساعات قليلة، اقضيها في راحة من عناء الأعمال الكثيرة ، والتي تثير في التعب طوال النهار،

استمع الى أحاديث زوجتي التي لا تنقضي، ومطالبها التي تتجدد كلما نفذت إحداها

- سيارتنا أصبحت قديمة الآن

المطعم في حركة دائبة، استمع الى طلبات الزبائن، وأنفذها في التو، من طبيعتي، أتميز بالنشاط، لااحب الكسل والتباطؤ في الحركة، ما ان يطلب مني احدهم شيئا حتى أسارع الى تلبيته على الفور، هذا رزقي، وعلي ان أحافظ عليه كما اعتني بعيني

أسجل كل ما يطلبونه مني، شراب، طعام على اختلاف أنواعه، مطعمنا يقدم كل أنواع الأطعمة، المشرقية والمغربية، وأصنافا كثيرة من أنواع المقبلات والسلطات

هذا الصباح كان متعبا لي، طلاب الثانوية، يرهقونني بأسئلتهم التي لا تنتهي أبدا، وخاصة الطالب المشاغب حسام، يمطرني باستفساراته عن الأمور السياسية التي يعلم تمام العلم أنها من الأحاديث الممنوع التطرق اليها داخل الفصول، سألني بوقاحة حاولت الا أبدي اهتمامي بها

- ما رأيك أستاذ، هل يعتبر الشخص الخائف الجازع، مخلوقا طبيعيا؟ ألا ترى انه في منتهى درجات الجبن والخنوع؟

أحاول أن أقنعه أنني موظف لدى الدولة وعلي ان أنفذ برامجها التعليمية، دون التطرق الى الأمور السياسية التي أجدها تشتت أذهان الطلاب وتبدد انتباههم، ولكن كل ما أقوم به لكسب هذا الطالب المشاغب الى صفي تبوء بالفشل الذريع، رأسه جامدة ولا يقبل الإقناع، تماما كما كنت أنا ، في مثل سنه.

ناقشتني أختي هذا الصباح بوضعي، استنكرت هي ان أقوم وأنا الأستاذ بعمل النادل بعد ساعات العمل الرسمية، وحين وضحت لها حالتي الصعبة، وان راتبي المتواضع لا يكفي للقيام بمتطلبات أسرتي، ظهر عليها الإنكار لكلامي

- أي أسرة ، زوجتك الأمية لوحدها؟

انا رجل مسالم، زوجتي امرأة، ومن حقها ان تطلب مني ما تريد، من يفيها حقوقها، وهي جليسة المنزل لم تحصل على تعليم كاف.

وهذا الصباح حين ناقشني الطلاب بالأمور السياسية، وكيف يكون الإنسان المحترم، وان الشخص المناسب في المكان المناسب، سمعت قهقهات مكتومة من الطلاب يحاولون إخفاءها، كنت سابقا محل التقدير والاحترام، وحين اخذ عصام هذا يقود الطلاب، ويقنعهم بمناقشة الأمور الممنوع مناقشتها في حصة الدروس الاجتماعية. وجدت ان منزلتي التي كنت احرص عليها بين الطلاب، قد أسيء إليها كثيرا

المطعم هذا المساء في حركة دائبة، وازدحام قل نظيره في المساءات الماضية، ربما لان غدا يوم عطلة رسمية، الكراسي حول الموائد قد امتلأت بالضيوف، وكل منهم يطلب شيئا مني، أسجل الطلبات ورقم كل مائدة وأنواع طلباتها

- أنت ترهق نفسك بالعمل ، دعني أساعدك

مسكينة زوجتي تريد ان تعينني، كيف يتأتى لها مساعدتي وهي لم تكمل الثانوية العامة

أنهيت تنفيذ ما طلبه الزبائن مني،

- أيها النادل ، تعال هنا

يسكب الزبون العصير على المائدة آمرا إياي

- هيا أيها النادل، امسح ما هرق مني من شراب

- اعتدت دائما ان اضبط أعصابي، وألا أدع الزمام يفلت مني، أتنفس بعمق، محاولا إدخال ما تيسر من هواء الى رئتي المتعبتين، بهدوء ذهبت الى المائدة المعنية، ومسحت ما فيها من بلل، ينطلق صوت أعرفه جيدا، كم أتعبني شغبه

- مرحبا أستاذ

صبيحة شبر

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.