اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

ايتام- قصة قصيرة// صبيحة شبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صبيحة شبر

 عرض صفحة الكاتبة 

ايتام- قصة قصيرة

صبيحة شبر

 

ظل اطفالك في المرآب، ينظفون السيارات مما علق عليها من أوساخ ، ويستابقون لإرضاء الزبون ، أخرجوا من المدارس ، قبل ان يتمكنوا من حل الحرف..

- أولادك لا أستطيع تعليمهم

طوال النهار تسيطر عليك الخشية أن تفقدي أحبابا أعزاء، من أجلهم بقيت صابرة على الهموم، تتجرعين الصعوبات وتسعين للتخفيف عنها في هذا الخضم الطويل، يم من العذابات لاقبل لك باحتمالها، تنهمر عليك كما الغيث الشتائي، وتتركك فريسة للهم والغيظ، الى متى يمكنك الصبر؟ وأطفالك تسرق منهم طفولتهم، ويقمعون، وتصادر منهم حقوقهم في التعلم واكتساب المعارف الجميلة.

- اولادك يتعبونني، لا أستطيع الاستمرار في إعالتهم

تفكرين، ويطول بك التفكير، لم تحل بك الهزائم؟، وتستبد بك الخيبات، ولم تصدقين ما يزعم لك انه حريص عليك، وانه مجبر، لاحول له ولا قوة

يغسلون السيارات الكثيرة، الواحدة تلو الاخرى ـ تستطيل همومهم ، وينسون ملاعب الطفولة، يستحيل الواحد منهم رجلا تعتمد عليه العائلة في كسب رزقها، وهو في مرحلة اللعب مع الاصحاب، والجري خلف الاحلام المجهضة، والصعوبات المنهمرة عليك بلا انقطاع.

لماذا تحل عليك اللعنات متواصلة؟ ، لا انقطاع بين اولها وثانيها وأنت لم تذنبي أبدا ، بقيت قائمة بواجبك طوال حياتك ، ولم تضري احدا.

يخرجهم من المدارس بحجة انه لايملك النقود لدفع الأقساط، ويحكم على أولادك الضعفاء بمواصلة الهم والسعي خلف الرزق، وانت حائرة تشتت ذهنك التساؤلات المتعددة، ويمضّك الشعور بالإثم الكبير، كيف صمت حين أخرج الأولاد الصغار من مدرستهم، وحكم عليهم بالسعي لاطعامه، والجري خلف الرغيف العسير، على من بلغ الحلم وشب عن الطوق.

- تعبت، وحق عليهم ان يعينوني

ولدك الصغير في السن الخامسة، تعلم حديثا كيفية نطق الحروف، وأنت موزعة لا تملكين دفع الضر، أو تأخير الأذى عن فلذات صغار، أوشكت القوة الظالمة ان تودي بهم، وتتركهم في غياهب مستقبل مظلم، لا احد يعرف عنه شيئا

سيارات كثيرة، وأولادك يسارعون في إرضاء أصحابها، يصّبون الماء، يزيلون الغبار. ويمنحون اجرة عالية:

- خذ يا ولدي، تستحق هذا واكثر

يجمع الصغير النقود على بعضها، تتسع ابتسامته وهو يمني النفس، انه سوف يقدر، على تحقيق بعض الاحلام الطفولية السعيدة ، وابتياع الحاجات التي تجعلك وإياه في سعادة ، وتأتي بالهناءة الى نفوس اخوته الصغار.

- سأشتري لكم ما تحبون

سيارات كثيرة ، ولدك الصغير منهمك في الغسل والتنظيف، وازالة ما علق بها من أوساخ ، حرص أصحابها أن تبدو نظيفة لامعة.

- أنت ماهر يا ولدي ، حفظك الله لوالديك..

يغسل ابنك السيارات، ويسارع الى جمع حصيلة تعب الأيام ، عله ينجح في إدخال الفرحة الى نفسك البائسة ، وانقاذها مما وجدته من يتم وشقاء

- التكاليف شاقة علي

أنت في ضنك، تخدمين في المنازل، تغسلين الملابس وتنظفين الصحون، وتدفعين الايجار، وهو نزيل المقاهي وجليس الغانيات، ينتقل من زهرة الى خرى، يطيل الجلوس، يتغزل، يدمن مصاحبة الجميلات والانفاق عليهن من تعب الأولاد وعرقهم.

السيارات كثيرة هذا اليوم، ولدك في نشاط كبير، تعلو محياه البسمة، لانه سوف يبتاع لكم ما تحبون ،مما حصل عيه لقاء جهد، ومثابرة وعمل

- كبر أولادك وأضحوا رجالا، يعتمدون على أنفسهم

وابنك بعد كل سيارة تخرج يسارع الى عد نقوده، لقد أصبحت كمية كبيرة ،قادرة على تحقيق حلمه في إسعادكم ، وادخال الفرحة الى نفوسكم

- سأشتري لكم لحما وفاكهة وأعطيك أجرة الطبيب يا أمي.

على حين غرة ، تسارع يد كبيرة الى انتزاع ما في يد الصغير

يبدو الاستغرب واضحا على وجه الصغير ، ينطق بعد أن ابتعد ابوه :

- لابأس، إنّه أبي

صبيحة شبر

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.