اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تشابك مهن .. قصة قصيرة// صبيحة شبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صبيحة شبر

 

عرض صفحة الكاتبة 

تشابك مهن .. قصة قصيرة

صبيحة شبر

 

أنت غريبة هنا ،، لا تعرفين واحدة منهن، أتوا بك ظلما، وزجوك رغما عنك، قلت لهم مرارا انك لست المخلوقة التي تطلبين،،

- أ أنت ممرضة ؟؟

لم تعملي طوال حياتك، خارج منزلك، كنت ربة بيت، وأم ،، تقومين بما يتطلبه المنزل منك من أعمال، لايمكن ان تنقضي ابدا مهما حاولت إحداهن متهمة بسرقة، والثانية باغتصاب، والثالثة احتالت على زوجها، ساطية على ما يملك، مسجلة إياه، باسمها،، ورابعة تدخن بشراهة، عارضة مفاتنها أمام الأعين الفضولية، الناظرة إليها، بوقاحة، لم تكوني تعرفين انك ستتعرفين على بطلاتها

- ألم يسبق لك ان عملت ممرضة ؟؟

تقسمين لهم، باغلظ الأيمان، انك ربة منزل، ولديك أربعة أولاد، وبنت واحدة مريضة، أتيت بها، من مكان بعيد للعلاج، استعصى عليكم شفاؤها، في البلد الذي تقطنون به، وقرر مجلس العائلة، المنعقد لدراسة حالة المريضة التي تزداد سوءا، يوما بعد يوم .,

تساءلت الجالسة ، قربك ، بامتعاض :

- لماذا أتوا بك إلى هنا ؟

بودك لو تعرفين ،، وجهوا لك عدة أسئلة ،، وأنت في المطار، عن مهنتك، وعن طبيعة نشاط زوجك، ولماذا انتم تتخذون من خارج البلد، مأوى لكما، ولأبنائكما؟ والوطن عزيز على الجميع، مشهود له بالغنى الوفير، وبتنوع الخيرات، التي تجعل الغرباء، يتوجهون إليه، وانتم ارتأيتم البعاد عنه، رغم المغريات، التي منحت لكم...

تظهر علامات الغضب واضحة، على ملامح زميلتك، الواقفة، باستمرار، وهي تنظر، بشبق، لا عهد لك به، إلى الغادين والرائحين، من موظفي المنزل الكبير، الذي أسكنوك به

- أنت الخائبة ، المسكينة ، لماذا أتوا بك إلى هنا ؟؟

تتمنين ان تعلمي ،، أخذوا ابنتك منك في المطار، وزعموا أنهم لها معالجين، وإنهم يلقون عليك بعض الأسئلة ، ويرغبون ان تكوني، صادقة في الجواب عنها..

- أجوبة محددة نطلبها ، وتعودين الى ابنتك المريضة

لم تعرفي مهنة غير الاهتمام بزوجك الحبيب، وأولادك الأعزاء، وهي مهنة شاقة، لم تتمكني من إتقانها، مع حرصك الشديد على ذلك الإتقان،، لابد ان تتركي بعض الأشغال دون إنجاز، رغم انك تستيقظين قبل الجميع كل صباح،، وتذهبين الى نومك ، بعد ان ينام آخر فرد في الأسرة التي تعشقين...

نظرات شبقية، تنطلق باستمرار، وبلا هوادة، من زميلتك في المكان، وهي تحرص دائما على الوقوف، لتظهر ما منحها الله من مزايا حسان، خلعت ملابسها، وأبقت المشد اللاصق، على أسفل خصرها، أخذت سيكارة، بدأت تدخنها بشراهة، وهي تمعن النظر، بشكل يدعو الى الريبة، والاستهجان، تظهر على الرجل الموظف هنا علامات الاستحياء، يرتبك، وتعود نظراته منطلقة في المكان، وتصيبه عدوى الشبق، ولكنه يصوبها اليك، أنت الجالسة، التي لم تقترف إثما، ولم تتعلمي طيلة حياتك، كيف تبعثين بنظرات تستفز الرجال، وتجعلهم، يرتبكون، مع انك متزوجة من رجل تحبينه، وأم لأربعة أولاد وابنة مريضة، لم يتمكنوا من إيجاد العلاج الشافي، لمرضها اللعين، بقيتم تنقلونها، بين بلد الإقامة، والبلد الأصلي، ردحا من الزمن، وهذه السفرة الأخيرة، ضمن سفرات طويلة، ومتعددة ، قمتم بها، من أجل ان يتم شفاء الابنة العزيزة، المصابة بمرض عضال

- كلمات قليلة، تقولينها، ونسمح لك باصطحاب ابنتك المريضة، والذهاب بها الى العلاج

يضنيك إصرارهم، بأنك ممرضة، وان أمك اسمها خديجة، تحاولين، ان تثبتي لهم، ان أمك فاطمة، ولكن عبثا، تذهب محاولاتك سدى

قلبك يؤلمك ، لا تعرفين ، أين وضعوا ابنتك المريضة ، هي بحاجة الى علاج

- ألم تشتغلي ممرضة في بغداد الجديدة ؟؟

لم تري تلك المدينة،، وكنت ترغبين دائما ان تزوريها، حدثوك انها جميلة، دعتك صديقاتك لزيارتها، وعدتهن، ولم تفي بوعدك لتراكم الأعباء

- انت جاهلة ، مسكينة ، ما هي تهمتك ؟؟

يؤلمك وضعك، يضنيك ما أنت به من تشتت وحيرة، أفراد أسرتك بعيدون عنك،، لم يتمكنوا من زيارتك، هم في بلد بعيد، وابنتك المريضة، لم يخبروك أين وضعوها

تفكرين في حالتك الصعبة ، وتتوصلين الى قرار

- ألم تشتغلي ممرضة ؟ أليس أسم أمك خديجة ؟؟

- نعم ، اعمل ممرضة

تظهر علامات الاندهاش واضحة على محيا الرجل، يعود مجددا الى طرح الأسئلة

- وما هو أسم أمك ؟؟

- خديجة

يقوم الرجل غاضبا ، ويسير شمال الغرفة وجنوبها ، ثم يعلن قائلا

- كاذبة أنت وملعونة ، لست ممرضة ، وأسم أمك فاطمة

اللعنة عليكم جميعا ، ماذا بمقدورك ان تفعلي لهؤلاء

يواصل الرجل كلامه

لو كنت صادقة معنا لاطلقنا، سراحك، ولكننا سوف نبقيك لبعض الوقت، يومين فقط

- وحين ينتهيان يمكنك الخروج من هنا

 

صبيحة شبر

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.