اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

فات الاوان.. قصة قصيرة// صبيحة شبر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صبيحة شبر

 

عرض صفحة الكاتبة 

فات الاوان.. قصة قصيرة

صبيحة شبر

 

ارتديت أحسن ما لديك من ملابس، ذهبت إلى مصففة الشعر، لتعمل لك تصفيفة تليق بهذا اللقاء، وضعت الأصباغ التي لم تكوني ترحبين بوضعها سابقا، لقد بشروك انه قادم إليك، وان السنين التي انتظرت فيها قدوم العريس لم تذهب هباء، كنت تطمحين أن يحبك أحدهم، بعد أن أعياك ان تجدي الحبيب الذي طالما حلمت به، قد فر غير آبه بك، لعله لم يكن يعلم: ان السهاد قد غلبك وأنت تفكرين به، وتضعين الخطط  كي  يلتفت إليك، ولكن كل محاولاتك ذهبت أدراج الرياح، وأحب واحدة أخرى، لم تكن أجمل منك، فكتمت حزنك في القلب، وقلت لنفسك ان الأمر لايعدو ان يكون حظا، وانك لم تعتادي على ابتسام  ذلك المخلوق بوجهك ، كان عابسا، دائما أراك ظهره، مات أبوك، وأنت صغيرة، ولم تجدي أبا رحيما يحنو عليك، ويضمك الى صدره كشأن الآباء، الذين كانت صديقاتك يقصصن عليك اهتمامهم، وعطفهم وحبهم الكبير للبنات، فحلمت برجل حنون، يعوضك رأفة الأب المرحوم، ويروي ظمأك الى الحب التي تجدين بذرته في أعماق قلبك تناديك. بكل حرارة المحروم.

 

أخبرتك صديقتك مها، ان الرجل يريد الارتباط بك، وان السفر والترحال في بلاد الله الواسعة، قد أتعب قلبه، وأضنى منه الفؤاد، وانه يطمح بعد ذلك المسير، الى الاستقرار، في كنف زوجة عاقلة، تعرف مميزات الأسرة الهادئة، ولا تجري خلف التقليعات الغريبة، وتعرف مالها، وما عليها، رحبت بالخبر، رغم ما فيه من شروق قاسية، الا انك تعبت من برودة الحياة، التي وجدت نفسك وحيدة فيها، ولم يقف بجانبك أحد من الأحباب والأصحاب، وأين لك بالأحباب؟، وقد فارقك الأب الحنون، وأنت طفلة صغيرة، من يهتم بأوجاع الأبناء، ويحنو على ضعفهم مثل الأب، فإذا ذهب بعيدا، اختلت الموازين، وتدهورت أحوال العالم، وحل اليتم في الأفئدة ويبست القلوب.

 

تنظرين الى نفسك في المرآة، أنت جميلة بكل المقاييس، العالم من حولك أعمى،

 

العيون واسعة كحيلة، والصدر ناهد، والأنف دقيق، والحواجب كثيفة، والرقبة طويلة، والبشرة بيضاء صافية، والشعر أسود طويل، ينسدل فوق الكتفين، والفم غليظ وكأنه خلق للتقبيل،  والخصر أهيف، والورك عريض وووووو

 

 تنظرين الى نفسك معجبة، لقد زال حرمانك، وهاهو قادم، من يضع حدا لتعبك المرير، وينهي معاناتك الباردة ، ويضمك اليه بلوعة المشتاق.

 

الهاتف يرن

-        نعم، صديقتي، الرجل مشغول هذا اليوم، سوف آتيك أنا بعد قليل.

-        متى يأتي؟

-        ربما غدا

 

 تضعين سماعة الهاتف، وأنت جذلة، سوف تنتهي متاعبك غدا، وتهل عليك فرحة العيد، بعد ان أوشك الهلال على الظهور.

 

-        الرجل يبلغك تحياته، وطلب مني ان أبلغك أنكما يجب ان تتفقا على بعض الأمور

-        انا مستعدة

-        لكل واحد منكما حريته المطلقة ان يفعل ما يشاء، أنت متدينة، تؤدين الفرائض، وتحبين ان تقومي بالنوافل، بعض الأحيان، وهو لاديني يحب ان يكون حرا، كما تحبين أنت ان تكوني حرة، يمكن ان يشرب ويلعب الميسر، ويجلب صديقاته الى المنزل، كما انك حرة في ان تظلي على حجابك، او أن تخلعيه، أنت حرة كما هو حر، يمكن ان تسافري الى أي مكان تشائين، كما يمكن ان يسافر هو وقتما رغب.

 

تذهب صديقتك، بعد ان تخبرك انها مكلفة بتبليغك طلبه، ولأنك يجب الا تلوميها، فليس لها ذنب، ولماذا توجهين اللوم لها، وهي تقوم بأنبائك آراءه، تصعب عليك نفسك، كيف تجعل الحياة، أعزة القوم أذلة بعد تراكم الأيام وتوالي السنين، فإذا الأذناب تصبح رؤوسا، وإذا الأسود تتمرغ هاماتها بالتراب.

 

ولكن وضعك يؤلمك، الى متى تظلين وحيدة منبوذة؟ تقتلك البرودة، وتفتك بنفسك اللامبالاة، وتبدد طاقتك الغربة، ظل رجل يدفئ بيتك المقرور، ويضع حدا لمتاعبك.

 

-        من قال انه يريحك، هذا الذي يضع شروطا تعجيزية للارتباط؟

 

وما الذي تخسرين، أنت وحيدة  معه او بدونه، لماذا تترددين؟ وافقي

 

سوف تزول بنظر الناس متاعبك، لن تجدي نظرات الاستهانة والإشفاق، تلاحقك أينما حللت، نظرات ملؤها الرثاء من واقعك الأليم.

 

سوف توافقين على شروطه، وترسمين على ثغرك ابتسامة السعيدات، انك لم تقضي الليل وحيدة، تتقلب على فراش قاس كالأشواك، أنت زوجة، وبجانبها رجل، ملء السمع والبصر. لن تواجهي نظرات الشماتة، بعد اليوم

 

غدا حين يأتي، ستحل السعادة في وجدانك، وينبعث صوتك مغردا مرحبا بالحدث السار

 

سوف تعتنين بنفسك، وترتدين أجمل ملابسك، وتصففين شعرك على أحدث طراز، وتضعين عطورك الرائعة، لقد وصفوك بالجميلة، وحان لك ان تكوني جميلة حقا بعيون رجل، وليس فقط بعيون النساء، ليضع شروطه، وأنت تتمسكين بما ترينه مناسبا لك، كلاكما حر في التصرف كما يرغب ويريد.

 

لماذا أنت حزينة؟ وما الذي تخشينه؟ وليس في حياتك ما يمكن الخوف من فقدانه؟ مرحبا به، الفرحة حلت بأرضك، والابتسامة رسمتها على شفاهك، غدك سيكون أحلى  من أيامك المنصرمات.

 

تسرّحين شعرك، ويعلو صوتك مترنما، بأعذب الأصوات، أنت سعيدة الآن ، لقد ولت أيام السهد ، والقر الى غير رجعة.

 

يأتيك صوت مها مجددا

-        عزيزتي، حين أرسلني إليك، أخبرك بشروطه، بعث صديقتنا منى الى  إحدى معارفنا ، لتخبرها بنفس الشروط

صبيحة شبر

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.