اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يا برلمانيون .. المال شيطان المدينة// د. هاشم عبود الموسوي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

يا برلمانيون .. المال شيطان المدينة

( خاص بالشأن العراقي)

د. هاشم عبود الموسوي

 

    لعل من بديهيات الأمور ،في الحياة المدنية، بأن يكون من واجب البرلماني حين يختاره الشعب ، هو أن يمثله و ينحاز إليه، وتعاطف ويأخد خيار الناس في المواقف الحياتية و الإجتماعية ، مسؤولية و إلتزاما .. وأن يكون حريصا على قضايا الوطن والناس ، وحقهم في معايشة قضاياهم اليومية و نضالاتهم الدائمة نحو حياة كريمة، لكي يصلوا الى أن يمتلكوا فيها قرار مستقبلهم .

    وليس من المنصف أن يقوم البرلماني بالتجاوز على مقدرات الناس المادية والمعنوية .

    كيف يحق لبعض من تتلبسه الظلمات العقلية التي تفطر القلب ، أن يتمتع بثراء فاحش و حياة مرفهة ، أكثر بكثير من أي عالم أو أكاديمي أو  طبيب أو مهندس او أي موظف متخصص قضى عمره في خدمة شعبه ، وحتى أرذل العمر.

    أنا لا أريد أن أتوجه بكلامي الى هؤلاء ممن فشلوا طوال دورتين من حياتهم النيابية ، ومنذ أحد عشر عام ( وهم يتحكموا في مصائر وقرارات أغنى دولة وأفقر شعب )  .. نعم لقد فشلوا بأن يقضوا على الجوع والفقر والعنف والبطالة والإرهاب والفساد المالي والإداري ، أوأن ينجحوا ولو بنسب ضئيلة ،  بإعادة الإعمار.

     وحيث تم في هذه الفترة الطويلة الكثير من الخروقات ، والفساد في أعلى المستويات .. فقد هربت  منذ عام 2003 وحتى الآن مبالغ تربو على 130 مليار دولارا الى الخارج (من ضلع هذا الشعب المسكين) . وتم الكشف عن فساد 120 مسؤولا حكوميا من المختلسين ومن بينهم 37 مسؤولا هاربا خارج العراق و 9 مدراء عامين ، مما جعلنا نفقد الأمل والرجاء ، (في ظل وجود مثل هؤلاء النواب وتحكمهم بمصائرنا ) بالتعافي والشفاء .    للأسف الشديد ، لقد تحولت أكثر جلسات مجلسنا النيابي الى حفلات رقص على أوجاع الناس . لذلك فإني بالتأكيد لا يسعني أن أتوجه بندائي هذا الى من رقصوا على أوجاعنا . ولو فعلت ذلك فإنني سأشعر و كإني أحاول وصف صورة ملونة لشخص أعمته المظاهر وكثرة الفذلكات السياسية ، فكيف لي أن أفهمه طعم الألوان و جمالية الصورة التي يجب أن تكون عليها الحياة .. ربما يفهم الكلمات ولكن كيف له أن يشعر بها ؟ .

    إني هنا أتوجه للشعب و أعلن بإسمي الصريح وبإعلى صوتي ، قيامي بالتحريض على التظاهر من أجل تحقيق العدالة والمساواة في كل شؤون الحياة من خلال إلغاء  الميزات المالية العالية للرئاسات الثلاث ضمن ميزانية الدولة المثقلة بالكثير من السرقات والفساد العلني والمستتر . وليكون صوت الشعب مرتفعا ، وضميره المرهق و المعذب بالقهر و التفتت ، هو الباعث على أي حراك .

    وليُفهم الشعب هؤلاء  الذين ينون أن يرشحوا أنفسهم لدورة برلمانية قادمة بأن عليهم أن يعوا  معنى الإنتماء و الهوية.. هذا الشعور الذي كان قد سير البشر من أيام خروج قطعان القرود المنتصبة من الغابات والكهوف الى السهول . حيث كانوا يتعرفون على جماعتهم بالشم .. حتى بنائهم القرية ، ثم المدينة .. وحيث بدأت اللهجات تحدد الهويات .

 

    و أخيرا فإن من يجلس على القمة اليوم ، عليه أن يعي بأن القمم بطبيعتها زلقة .. أما من  إمتلك و يمتلك القعر و الأساس فلن ينزلق أبدا .

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.