كـتـاب ألموقع
هل يفهم المنادون بالتغيير, ماهو التغيير وماهي آلياته؟// د. هاشم عبود الموسوي
- المجموعة: هاشم عبود ألموسوي
- تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 08 أيار 2014 16:42
- كتب بواسطة: د. هاشم عبود الموسوي
- الزيارات: 1846
هل يفهم المنادون بالتغيير
ماهو التغيير وماهي آلياته؟
د. هاشم عبود الموسوي
تَرَدَدت بشكلٍ ممل طوال فترة الدعاية الإنتخابية التي جرت مؤخراً في بلادنا كلمة (التغيير) من قِبَل الناخبين والمنتخبين, وكأنها الجنة المفقودة التي يبحث عنها الجميع .. ومن كثرة استعمالها وتكرارها, أصبحت وكأنها كلمة يومية عامة متداولة, مثل كلمات التحية التي نتبادلها عشرات المرات يومياً .. وتكاد تفقد فحواها ومحتواها.
(التغيير) .. الذي نريد أن نضعه نُصب أعيننا (دون أن نجعله كلمة جوفاء لا نعرف الطريق إلى تحقيقه), علينا قبل كل شيئ أن نفهم لماذا نريد أن نقوم بهِ, لاسيما وأنه أمر كبير ومهم في حياة شعبنا, وقد ومارسته البشرية منذ بدء الخليقة ..
وأرى بعد أن انخفضت درجات حُمّى الانتخابات, عَلينا بشكلٍ هادئ ودون أي تهريج أن نتسائل, ماهي القواعد والمبادئ التي تكتنف وترافق مسارات التغيير .. هذا إذا ما أردنا حقاً التعامل معه بشكلٍ صادق وأمين.
سأحاول هنا أن أُدرج بعضاً مما تيسر لي من آفاق الرؤيا بهذا الشأن:
1- تتغير الماديات بمعدلٍ أسرع من تغير الأفكار.
2- كلما ارتفعت طموحات الناس ومستوياتهم الثقافية كان (غالباً) استعدادهم للتغيير أكبر.
3- يتفاعل الأفراد مع التغيير ويزداد قبولهم به كلما اتيحت لهم فرصة أكبر لمناقشته والتحاور بشأنهِ.
4- تزداد الفرص لنجاح التغيير إذا توفر فريق عمل من الاختصاصيين والاستشاريين.
5- لسان الحال أبلغ من لسان المقال, وصوت الفعل أقوى وأعذب من لسان القول, ولا يمكن للتغيير أن ينجح ويستمر بالكلام والخطب ولكن بالممارسة والتطبيق.
6- التدرج واستخدام استراتيجية تجزئة المشروعات أمر مهم لنجاح العملية التغييريه.
7- لا تغيير من غير مرونه, لذا يُحذر من اللجوء إلى سياسة (أما .... وإلا ....) أي أما أن تقبلوا العملية التغييرية بالكامل وإلا فلا تغيير.
8- كل تغيير له ثمن, فأما أن ندفع ثمن التغيير أو ندفع عدم التغيير, علماً بأن ثمن التغيير مُعجّل وثمن عدم التغيير مؤجل.
9- معارضة ونقد عملية التغيير ظاهرة صحيحة يحسن الاستفادة منها وعدم اجهاضها.
10- الجهل بالشيئ سبب لمعاداته, لذا فالتعليم والتدريب على التغيير المراد اتخاذه سبب لقبوله والتألق بهِ.
11- كلما كان التغيير مجرباً كان ذلك أدعى للقبول, لذا يحسن أن نبحث عن أماكن تطبيق ما يُمكن تطبيقه ليكون ذلك سنداً وحجة.
12- للتغيير اتجاهان, الأول من القيادة إلى القاعدة, والثاني من القاعدة إلى القاعدة, وكل واحد منها فيه مشكلات وسلبيات, ان أفضل اتجاه للتغيير هو التغيير المزدوج, أي ما كان من القيادة إلى القاعدة (ليسهل التطبيق) ومن القاعدة إلى القيادة (لتخفيف حدة المقاومة).
13- لكل تغيير مقاومة ظاهرة وأخرى خفية, يتطلب معرفتها واستمالتها وترويضها وعدم اهمالها كي لا يَتعاظم أمدها ويزداد شرها, خصوصاً إذا ما كان ذلك يتعلق بالقيم الثقافية والدينية والاجتماعية.
14- الغاية في التغيير لا تبرر الوسيلة, إذ أن غاية التغيير ينبغي أن تكون نبيلة ووسيلته ينبغي أن تكون نبيلة أيضاً, فالتغيير عملية أخلاقية بالدرجة الأولى.
15- تفهم الأسباب التي من أجلها يقاوم الأفراد التغيير وذلك يعتبر مدخلاً مهماً لإزالة هذه المقاومة, ومن ثم لنجاح العملية التغييرية.
16- كلما كانت العلاقات الإنسانية جيدة بين المغير والمتغير أصبح التغيير أكثر سهولة وقبولاً والمقاومة أقل حده.
17- التصميم على التغيير أساس النجاح له, لان التغيير مطلوب من الأجيال الجديدة وبشكلٍ مستمر.
أما مستويات التغيير, فيمكن تحديد مستوياته على النحو الآتي:
1- مستوى البيئة: أين ومتى يكون هذا التغيير؟ في أي مكان وأي زمان.
2- مستوى السلوك: ما التغيير المطلوب؟ وما الذي يجب فعله في ذلك الزمان وذلك المكان, كي يتم التغيير.
3- مستوى القدرة والمهارة: كيف يحصل التغيير؟ كيف تستعمل القدرات والمهارات لإحداث التغيير.
4- مستوى المعتقدات والقيم: لماذا يُراد التغيير؟ وهو أمر يتعلق بمعتقدات الإنسان وقيمه لتبرير عملية التغيير.
5- مستوى الهوية: من الذي يشمله التغيير, وما دوره؟
6- المستوى الروحي: وأخيراً من له علاقة بهذا التغيير على مستوى العالم أو الكون.
أتمنى لشعبنا ووطنا تغييراً إيجابياً يُرضينا ويُسعد أجيالنا القادمة.
المتواجون الان
449 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع