كـتـاب ألموقع
• واحدٌ من ثمانٍ وسبعة يتآمرون ويتحالفون مع الجوع
د. هاشم عبود الموسوي
· واحدٌ من ثمانٍ وسبعة يتآمرون ويتحالفون مع الجوع
أظهرت في روما الدول الغنية أو ما يسمى مجموعة الثمانية عدم تحمّل مسئوليتها في مكافحة الجوع.. وذلك من خلال عدم حضور سبعٍ منها قمة الغذاء العالمية في روما، ولم تحضر القمة من الثمانية سوى إيطاليا البلد المضيف.
وجدّدت القمة العالمية للأمن الغذائي بروما الالتزام الدولي باستئصال الجوع في مختلف أنحاء العالم، وأكّد الإعلان الذي أصدره زعماء العالم المجتمعون بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" اتفاقهم على اتخاذ الإجراءات اللازمة على المستويين الوطني والإقليمي وعلى الصعيد العالمي لوضع حدٍ فوري لزيادة عدد الجوعى وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في العالم والعمل على خفضه بشكلٍٍ ملحوظ.
وحدّد الإعلان المطوّل الذي تضمّن 41 بنداً عدة أهداف إستراتيجية تتراوح بين "ضمان اتخاذ إجراءات عاجلة تكفل بلوغ الغاية الأولى من الأهداف الثمانية للألفية" القاضية بخفض عدد الجوعى بمقدار النصف بحلول عام 2015.
وأكّد المؤتمر على العمل "ضمن الشراكة العالمية من أجل دعم الزراعة والأمن الغذائي والتنمية الريفية في البلدان النامية" مع "تشجيع الاستثمارات الجديدة من أجل زيادة الإنتاج والإنتاجية على نحوٍ مستدام" و"العمل بشكلٍ استباقي لمواجهة التحديات الناجمة عن التغيّر المناخي بالنسبة للأمن الغذائي".
كما حدّد الإعلان الذي جاء بأقل من مستوى الآمال التي عُقدت على القمة، أسس للالتزامات والإجراءات التي تضمنتها أهدافه التي أطلق عليها "مبادئ روما الخمسة للأمن الغذائي العالمي المستدام".
وكان رئيس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) جاك ضيوف، أعلن عدم رضاه عن الإعلان الختامي لقمة الغذاء العالمية بروما، موضحاً في تصريح نقلته شبكة "بي بي سي" الإخبارية "أن الإعلان الذي يلزم دول العالم بشراكة جديدة لمكافحة الجوع"، لم يشتمل على أهداف محددة في شأن الموازنة المطلوب إنفاقها لمكافحة الجوع"، وهو ما كانت أشارت إليه العديد من منظمات المجتمع المدني المعنية بمعالجة قضايا الفقر والجوع في الدول النامية، قبل بدء أعمال المؤتمر، معربةّ عن شكوكها في أن تخرج قمة روما حول الأمن الغذائي في العالم بخطوات عملية فعالة لمواجهة ظاهرة انتشار الجوع في العالم.
وقد تمّ في هذا المؤتمر "قمة الأمن الغذائي العالمي" طرح العديد من القضايا الجوهرية تتعلق بالهموم والظروف المعيشية والغذائية التي يعاني منها الملايين من سكان العالم أراد من خلالها أن يدق ناقوس الخطر، وينبّه بلدان ومنظمات العالم إلى العواقب التي ستترتب على هذه الأوضاع المتردية، وبخاصة في بلدان القارات التي استنزف الاستعمار مواردها وثرواتها وما تزال أراضيها تخضع للسلب من الإقطاعيين الجدد، لافتاً إلى أن غياب الدول الغنية عن حضور القمة يؤكد عدم اهتمامها بهذه القضايا، موضحاً أن ذلك يدعو كل دولة إلى البحث عن حلول فردية، معتبراً أن غياب الدول الصناعية رسالة واضحة تبدد آمال الشعوب في أن العالم سيتوحّد ويُكثّف جهوده المشتركة للقضاء على ظاهرة الجوع المستفحلة اليوم.
وأعرب المشاركون في المؤتمر عن قلقهم لتعدّي عدد الجوعى مليار نسمة وتفاقم مشكلة الفقر في الفترة الأخيرة بفعل الأزمات المتلاحقة والمختلفة، لافتين إلى أن الجهود المبذولة رغم الإنجازات التي تحققت "لم تنجح حتى الآن في الوفاء بالالتزامات التي صدرت عن مؤتمري القمة العالميين السابقين حول الأمن الغذائي، مؤكدين اتفاقهم مع تقديرات الفاو بشأن الحاجة إلى زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 70% من الآن وحتى عام 2050 عندما يصل إجمالي سكان العالم إلى أكثر من 9 مليار نسمة، وهو ما يستدعي "اتخاذ تدابير تضمن حصول الجميع على غذاءٍ كافٍ ومأمون ومُغذٍّ".
المتواجون الان
513 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع