اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

حزن زوربا العراقي! -//- يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الكلام المباح (35)

حزن زوربا العراقي!

يوسف أبو الفوز

في الرواية والفيلم ، يخبرنا "نيكوس كازانتزاكيس" (1883 ـ 1957) ، في رائعته "زوربا اليوناني"، بأنه يمكنك بواسطة الرقص التعبير عن افكارك . وهذا كما يبدو الذي حصل في زيارتنا الاخيرة لبيت صديقي الصدوق، أبو سكينة، اذ تبين لنا ان شر البلية ليس ما يضحك فقط ، بل وما يحزن أيضا، وهو قد يدفع أحيانا للرقص المجنون !

كنت وزوجتي أخر من وصل بيت أبو سكينة، واذ انشغلت زوجتي فورا بحديث خاص مع سكينة وأمها وزوجة جليل ، وجدها جليل فرصة ليطلعني على البوم صور من أيام زواجه. وفي أحداها كنت اتوسط الحاضرين وأرقص بمرح، فكانت فرصة لاستذكار أيام طيبة مرت. مع الحاح ابو جليل سرعان ما بدأت أقرأ لهم من حزمة الصحف التي أصطحبتها معي، وكانت كل الاخبار والتقارير تتعلق بالجدل المتواصل حول الدعوات الى اجراء انتخابات برلمانية مبكرة وحل البرلمان العراقي أو إقالة الحكومة والمطاليب المشروعة للمتظاهرين . فقال ابو سكينة بغيض:"الكل تنادي بانتخابات مبكرة ، والكل تريد حوار وطني ، والكل تنتقد الطائفية ، والكل يؤمنون بالديمقراطية ، والحال مثل سيارة طامسه بالطين والكل تتفرج". سكت فجأة ولمعت عيناه ببريق غامض، وسرعان ما نهض وتوسط جلستنا وصاح بي: "هل تتذكر اغنية صاحبتكم فيروز يوم غنيتوها بليلة عرس جليل؟! "، وفهمنا جميعا مقصده ، فأيامها سادت موجة تقديم الاغاني اللبنانية على الايقاع البصري او الخليجي، فكنا نحاول مع أغاني فيروز. كان ابو سكينة حزينا بشكل لا يوصف، حين توسطنا ويده ترتعش، مجاهدا لتكون قامته الفارعة التي صارعت قسوة الايام منتصبة . شعرت به بهياً ينافس زوربا اليوناني بحزنه، ومنافسا كل الناس بحبه للعراق ، ومستعيدا شيئا من نضارة ايام شبابه ، ثبت قدمه اليمنى ودق باليسرى على الأرضية بقوة ، وصاح وكأنه في مظاهرة أو زفة عرس :"ها خوتي ها ... " وأنتظرناه ان يهزج لنا بهوسه أو دارمي ، لكنه اشار لزوجتي ولابنته سكينه وزوجة جليل فانطلقت أصواتهن تغني، وصاحبهن الجميع بالغناء والتصفيق وأبو سكينة يدور بيننا يدبك، والتففنا جميعنا حوله مثل المجانين نشاركه رقصتنا الحزينة :

" هالسيارة مش عم تمشي ... بدنا حدا يدفشها دفشة

يحكو عن ورشة تصليح ... وما عرفنا وين هالورشة

نحنا بمطرحنا واقفين ... والسيارة مش عم تمشي

يغيب نهار يطل نهار ... والناطر ناطر على نار

بيجي مختار ويروح مختار... والسيارة مش عم تمشي "

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.