اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• تأريخ "الفقاعة" في السياسية العراقية !-//- يوسف أبو الفوز

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

تأريخ "الفقاعة" في السياسية العراقية !

يوسف أبو الفوز

بعد أن تمكن النظام الديكتاتوري المقبور ، من قمع انتفاضة اذار الشعبية في عام 1991 ، بقسوة مفرطة حيث كشفت الوثائق ان النظام وخلال 14 يوما وخلال عمليات اخماد الانتفاضة في جنوب العراق قتل بمعدل 20 الف انسان يوميا ، هذا من غير اعداد القتلى في مناطق كردستان ، وبعد ان ساد شعور السيطرة على الاوضاع عند قادة النظام الديكتاتوري ، وتحسباً لاندلاع هبّات جماهيرية جديدة وضمن خطط منهجية بدأت قوات النظام الامنية ، وخصوصا في العاصمة بغداد تجري تدريبات متواصلة لمواجهة هبّات جماهيرية محتملة قادمة ، لعلمها الاكيد ان الاسباب التي ادت لاندلاع انتفاضة اذار لا تزال كامنة مثل الجمر تحت رماد الاوضاع المأسوية التي يعيشها الشعب وبحكم استمرار وجود النظام واجهزته الامنية وقادته وعلى رأسهم المهيب الركن القائد الضرورة ! . في هذه التدريبات كانت قوات النظام الامنية تستخدم مصطلح "فقاعة" لوصف التحركات الجماهيرية المحتملة، وكانت الصحف الرسمية للنظام المقبور تنشر التقارير متفاخرة بهذه التدريبات والقضاء على "الفقاعات" المحتملة ! اذكر اني شخصيا ، وبعد اطلاعي على احد هذه التقارير، الذي كتبه احد ازلام عدي ، ولا يزال حيا يرزق ، وقد نزع الزيتوني ببساطة ولبس بدلا عنه بزة تناسب مصالحه مع احد القوى المتنفذه في الاوضاع السياسة الحالية ، في تقريره كان يصف بأعجاب سرعة الانجاز في "معالجة الفقاعة "! فكتبت عندها تعليقا ساخرا نشر في احد اعداد جريدة "المجرشة " التي كانت تصدر في لندن بادارة الفنان التشكيلي فيصل لعيبي ، وفي هذا التعليق تمنيت مجيء هذه "الفقاعة" المباركة ، وان تتكرر وتكبر لتكنس نظام حكم البعث ولتخلصنا من حكم الجزار الذي طغى وبغى كثيرا ، لكن ستراتيجيو البيت الابيض الامريكي كانوا الاشطر فاجتاحوا العراق واحتلوه وأطاحوا رأس النظام وتركوا لشعبنا إرثا ثقيلا من بقاياه .

في التحركات الجماهيرية الاخيرة ، عادت كلمة "الفقاعة " من جديد لتظهر في خطابات بعض القادة السياسيين ومنهم السيد نوري المالكي ، رئيس الوزراء العراقي ، اذ شبَّه الحراك الجماهيري في شوارع العراق بأنها مجرد "فقاعات". ورغم انه تراجع عن كلمة "الفقاعات" وحاول ان يفسرها بأنه يقصد من يحاول تسلق التظاهرات ، فهو ظل يدور حول اطروحة بأن التحرك الجماهيري موحى به ضمن مؤامرة وأجندة خارجية تستهدف الحكم والعملية السياسية في العراق وهذه نغمة ايضا كان يعزفها قادة النظام الديكتاتوري المقبور !

وحتى قبل مناقشة الاسباب التي تدعو رجالات الحكومة العراقية ، ومنهم السيد نوري المالكي ، للاستهانة بهذا الشكل الفج بالحراك الجماهيري السلمي ومطالبه المشروعة، يبرز امامنا سؤال : كيف تسربت كلمة "الفقاعات" الى خطاب رئيس الوزراء ، وهي كلمة سبق للاجهزة الامنية في زمن الديكتاتور المجرم صدام حسين استخدامها بوفرة ؟ الا يقود الامر للاستنتاج الى كونها مصطلح أمني يتم تداوله حاليا في الاجتماعات مع القادة الامنيين والعسكريين الميدانيين عند دراسة تطورات الاوضاع في البلاد ؟ ومعروف جيدا ان عددا لا يستهان به من هؤلاء القادة الامنيين تولوا مناصبا قيادية في زمن الديكتاتور المقبور وتم استثنائهم من قانون المسائلة والعدالة لاسباب ليست بخافية على احد ولكنهم ــ كما يبدو ــ حافظوا على قاموس لغتهم ومصطلحاته الامنية في التعامل مع الشعب العراقي بحيث انتقلت مصطلحاتهم الامنية ذاتها الى لسان قادة العراق الجديد ! ان وراثة المصلحات لا يخيف كثيرا بقدر ما يخيف ابناء شعبنا ما سيصاحب هذه المصلحات من روح استهانة بحقوق الشعب وتطلعه للحرية والعدالة الاجتماعية ، وما يصاحب هذه المصلحات من اساليب "معالجة" تعرف اليها ابناء شعبنا ، خصوصا من الشباب المشاركين في تظاهرات ساحة التحرير ، حين تم التعامل معهم بتلك الاساليب ذاتها التي عرفها اباؤهم ، حيث الاماكن السرية الخاصة بالتعذيب بادوات ولغة فجة وسوقية ، كانت تعود بهم الى ايام كان الجميع يظنها زالت مع زوال الديكتاتور !

* المدى البغدادية العدد2711 - الثلاثاء 29 كانون الثاني 2013

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.