اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

لماذا يحتفل المسيحيون بعيد الميلاد؟// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

لماذا يحتفل المسيحيون بعيد الميلاد؟

يعكوب ابونا

 

يسوع المسيح لم يولد في 25 كانون الاول..؟

ولا  في 7 كانون الثاني.!؟

اذا لماذا يختلفون ويحتفلون؟؟

يعكوب ابونا

 

بداية لايمكن ان نفهم معنى ميلاد يسوع المسيح، بمعزل عن فهم مقاصد الله وخطته في أنقاذ الانسان من الهلاك وحاجته للخلاص.. لان ادم وحواء ارتكبا معصية وخطية بحق الله، فطردهما من جنة عدن ، ولان اجرة الخطية هي الموت، فماتا روحيا، فاجتاز الموت جميع الناس اذ اخطا الجميع ". رومية 5 : 12 -21

  بالخطية هو الموت والهلاك، فهل كان قصد الله من خلق الانسان ان يهلكه؟؟ بالعكس الله خلق الانسان لانه يحبه، وبمعرفة المسبقة قبل الخلق يعرف ان الانسان سوف يخطأ، لذلك اعد له خطة خلاصية من الهلاك الابدي، فكانت خطة الله بذل اسمى ما عنده من اجل ان ينقذ الانسان من الموت ، يقول البشير يوحنا 3 : 16 "  " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الابدية "... 

   لتنفيذ هذه الخطة لابد من تجسد المسيح الله ( وميلاده  بالجسد ) من اجل فداء كل انسان خاطئ سقط في الخطية ولكي تجديد طبيعته الفاسدة " واطاع حتى الموت موت الصليب " فيلبي 2 : 8

 

  العهد القديم ملء بالنبوات عن مجئ المسيح ومولده العجائبي وطبيعته وعجائبه وصلبه وموته وقيامته .. من المفارقه الا نجد مثل هذه التنبوات لاي نبي او رسول اخر الا للمسيح، وهذه دلالة عن تميز المسيح عن غيره من انبياء او رسل الديانات الاخرى ...

نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر ....

اشعيا 9 : 6 لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام ".. كما يصف النبي اشعيا صفات ومواصفات المولود  وامه  فيقول 7 : 14 ولكن يعطيكم السيد نفسه اية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل ".. الذي تفسيره الله معنا .يشيرالى هذا البشير متي في انجليه الاصحاح 1 : 20 -23 ..

 

 وفي ملء الزمان تحققت نبوات الانبياء فيحدثنا العهد الجديد عن مولد يسوع المسيح، ولكن بدون الاشارة الى تاريخ او يوم الولادة، رغم ان الاناجيل والرسائل فيها الكثيرمن من التفاصيل عن المسيح، عدا ذكر تاريخ ويوم ميلاده، يحدثنا البشير لوقا ( 1 : 26 _ 38 )... فيقول

أُرْسِلَ الله ملاك جِبْرَائِيلُ إِلَى مَدِينَةٍ ناصرة إِلَى عَذْرَاءَ مريم مخطوبة لُيوسُفُ

وَقَالَ لها: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ».

«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.

وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.

ان «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ  "...

 فالعذراء مريم ولدت يسوع الانسان الكامل وهو نفسه الله الكامل، رغم ان العذراء مريم كانت تخفظ الكثير الا انها لم تخبر الرسل او غيرهم عن يوم وتاريخ الذي حدث به الميلاد، ( هل هناك حكمه الهية من عدم ذكر ذلك ولماذا ؟؟ هذا ما لم يجب عليه احد )  ..

 

  يعطينا الرسول بولس الصورة الكامله لعميلة التجسد وكيف تمت، يقول في رسالته الى اهل فيلبي 2 : 6 الذي اذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله .

7 لكنه اخلى نفسه، اخذا صورة عبد، صائرا في شبه الناس." ..

 فالذي اخلى نفسه هو الاقنوم الثاني المسيح الكلمة ، الذي كان منذ البدء، كان عند الله لانه هو الله ، يو 1 : 1و2 " .. الله الكلمة المسيح صار جسدا وحل بيننا وراينا مجده مجدا كما لوحيده من الاب مملوء نعمة وحقا". يو 1 : 14.

  فالعذراء مريم ولدت ذاك الجسد الذي اتخذه المسيح في الارض ، فهو الانسان يسوع الذي حل بيننا وتعامل الناس معه كونه معروف لديهم بانه شخص يسوع ابن يوسف النجار وامه مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا، وخواته جمعهن معروفات لديهم  " متي 13 : 55 "....  

 

  يحدثنا البشير لوقا عن فرح الميلاد يقول بعد ان فرحوا الملائكه، جاء الملاك الى الرعاة وقال لهم:                                               

لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة " 2 : 10 -14 "....

 

  فرحوا بالميلاد بدون ان يعرفوا تاريخه، ولكن كيف حدد يوم للميلاد؟؟ الذي نعرفه من الكتاب بان حدث الميلاد وقع بزمن حكم الرومان الذين كانوا يحتلون فلسطين ، عندما احتلوا مصر قام الامبراطور يوليوس ، بتعديل التقويم الروماني بالاستعانة بأحد الفلكيين الإسكندريين يدعى سوسيجنيو، وقد تمثل تعديله في جعل السنة العادية 365 يوما والكبيسة 366 يوما وتكون سنة كبيسة كل أربع سنوات، وجعل عدد أيام الأشهر الفردية 31 يومًا والزوجية 30 يومًا عدا شهر فبراير فيكون في السنة العادية 28 يوم وفي الكبيسة 29 يوم، دخل التقويم اليولياني حيز التنفيذ في سنة 45 قبل الميلاد الموافقة لسنة 709 لإنشاء روما، وفي منتصف القرن السادس دعا الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس إلى وجوب ان يكون  ميلاد يسوع هو بداية التقويم فأصبح عد السنين منذ سنة 532 م يعتمد على سنة ميلاد يسوع، وهي سنة 753 منذ تأسيس روما على حساب ديونيسيوس ، لذلك قرر بابا الفاتيكان غريغوريوس الثالث عشر أن يتبنى نصيحة الفلكي ليلوس اليسيوس وبعد وفاة الأخير خلفه الفلكي كريستوفر كلافيوس، اخذ البابا بالنصحية وتبنى هذا التوجه خوفا من ان تغير ايام عيد الفصح التي يجب ان تكون في الربيع، فاصدر البابا مرسومه البابوي  بإصلاح التقويم اليولياني على النحو التالي

تُحذف 10 أيام من التقويم، ويتقدم التقويم من يوم 4 أكتوبر 1582 مباشرة إلى يوم 15 أكتوبر 1582 م ، ناموا الناس يوم 4  اكتوبر واستفاقوا صباح يوم 15 اكتوبر، اول من اخذ بهذا التقويم كانت الدول الكاثوليكية، وحتى القرن العشرين فقد اخذت به بقية الدول ،, لكن الكنائس الارثوذكسية الشرقية لم  تاخذ به ولازالت محتفظة بالتقويم اليولياني، اذ تحتفل بعيد الميلاد في 7 كانون الثاني، واما اتباع التقويم الغريغوري يحتفلون يوم 25 كانون الاول .. والفرق بين التقومين هو " 13 " يوم ..

ميلاد يسوع المسيح لم يثبت كتابيا كما بينا، ولكن بعد ان منح الامبراطور  قسطنطين حرية الدينية لمسيحي الامبراطورية، قرر ان يكون احتفال بمولد المسيح يوم 25 كانون الاول عيد الشمس لان غالبية شعب الامبراطورية وثنيين يعبدون الشمس، فقروا الاباء الاحتفال بهذا اليوم كذلك تبريرا ان كانت الشمس تضئ العالم فالمسيح هو نور العالم . وفي مجمع نيقية 325 م تم ثبيت العيد يوم 25 كانون الاول  ... ..

 

مما جاء اعلاه نجد بان يوم الميلاد ليس كتابيا بل هو اجتهاد الاباء فهل هذا الخلاف والاختلاف بين الكنائس يعزز قدسية هذا الحدث؟ ام انه يرفع عنه قدسيته ويسئ لمكانته؟؟ وكما بينا بان التقويم اليولياني اصلا قد اقره امبراطور وثني روماني قبل المسيحية ..

لذلك نجد بان الاحتفال بعيد الميلاد موضع انتقاد، من انسان من مختلف الديانات والاتجاهات، ورغم ذلك نجد ملايين البشر حول العالم يحتفلون به كاحتفال ديني وثقافي واجتماعي. هناك الكثير من دول العالم على مختلف دياناتهم واجناسهم تاخذ بالتقويم الميلادي ، وتعتبر يوم الميلاد عطلة رسمية. ..

اذا العبره ليست بيوم 25 كانون الاول او 7 او 8 كانون الثاني، او اي يوم اخر نحتفل به، بل العبرة الحقيقية هي بالحدث ذاته بان المسيح تجسد وصار انسانا وحل بيننا وصلب ومات وقام من اجل خلاصنا؟ والكتاب يشير الى الكثير بان الاحتفال بالميلاد كان قبل ان يحدد اليوم او التاريخ ، بدليل ان اول من احتفل بمولده هم الملائكه وبعدهم، الرعاة " لوقا 2 : 8 و16 " وبعدهم المجوس الحكماء القادمين من الشرق، " متي 2 : 11 " لان العبرة الحقيقية هو الاحتفال بميلاد شخص الرب يسوع المسيح الذي تجسد من اجلنا وحل بيننا.. ودفع ثمن خطايانا لان بدمه بررنا، ..

 

اليوم نحن مدعوون لفرح الميلاد؟؟ كما فرحوا الرعاة الذين دعاهم الملاك ليفرحوا  بهذا الميلاد ، وناتي اليه، كما جاء الفرس من الشرق لكي يفرحوا بلقاءه وقدموا له هداياهم.. متي: 10 – 12 ".. ليس المهم اليوم المهم الحدث ذاته اذ تمجد الله في الارض .. ..

 

 قدم المسيح لنا كل شئ، وتكفل بان يحمل اثقالنا واحمالنا، ويقرع على الباب (قلوبنا) منتظرا منا ان نفتح له قلوبنا ونسلمه حياتنا وافكارنا ليمتلك عليها، ماذا نحن فاعلون؟؟ لنتقدم من الرب ونعيش ميلادا حقيقا نعمل مشيئة الرب يسوع المسيح كما دعانا ان نكون له ابناء الله .....

  ما علينا الان ان نسلم نفسنا للمسيح قبل فوات الاوان ونرتل مع المرنم.. ونقول. 

 عندما ينمحي البغض وتموت روح الانتقام نكون في الميلاد ..

وان نحب بعضا بعضا ونسامح المسيئون علينا نكون في الميلاد .....

 وعندما تدفن الحرب وتزهر الارض ويعم السلام نكون في الميلاد

 وان نساعد فقيرا او محتاجا ونكسو عريانا نكون في الميلاد ، ..

وعندما تموت فينا روح الانتقام نكون في الميلاد ، ...

ان نكفف الدمع في العيون نكون في الميلاد ،...

 وان نفرش القلوب بالرجاء نكون في الميلاد ....

 وان احببنا اعدائنا نكون في الميلاد ،.....

 وان باركنا لاعنيننا نكون في الميلاد ،....

 وان نحسن لمبغضينا نكون في الميلاد ،....

 وان صلينا للذين يسيئون الينا نكون في الميلاد ،..

وعندما تذوب النفس فيك يا الله نكون في الميلاد ..

 

  هكذا علمنا الرب يسوع المسيح وهكذا يجب ان نكون بحسب مشيئته ورغبته، والا اي اجراً لكم ان احببتم الذين يحبونكم، وكرهتم الذين يكرهونكم، ؟ وان سلمتم وعيدم اخوتكم ومعارفكم واصدقائكم فقط، وتركتم غيرهم فاي فضل تصنعونه، اليس الاشرار ايضا يفعلون هكذا ؟ نعم ...

 

  لتكن صلاتنا وطلباتنا لعام 2023 ان يكون عام فرح وتسامح ومحبة يعم العالم اجمع ويرفع الشرور والبغضاء والانتقام والعداء، ويحل السلام برئيس السلام يسوع المسيح .  امين والرب يبارككم ....

                   وكل عــــــــام وأنتـــــــــــم بألــــــف خـيـــــــر......

               يعكوب ابونا .............. 23 / 12 / 2022

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.