اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

علاقة الفلسفة باللاهوت..// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

علاقة الفلسفة باللاهوت..

يعكوب ابونا

 

  تعريف الفلسفة: أصل الكلمة هو اختصارٌ لكلمتَين يونانيّتين، هما: فيلو، وتعني: حُبّ، وسوفيا: تعني الحِكمة؛ فمعنى الفلسفة هو حُبّ الحِكمة، ويعتقد بعض المؤرّخين بان اول من اطلق هذا الاصطلاح هو فيثاغورس، على نفسه لقب فيلسوف، وأرجعهُ البعض إلى سقراط الذي وصف نفسه بالفيلسوف؛ رغبةً منهُ في تمييز نفسه عن السّوفسطائيين الذين يدّعون الحِكمة، ويرى آخرون أنّ المُصطلح يعودُ إلى أفلاطون؛ حيث استخدمها في وصف سولون وسُقراط.

ويُعرّفها الفارابي بأنّها: (العلم بالموجودات بما هي موجودة)، أمّا عند الكنديّ فإنّ الفلسفة هي: علم الأشياء بحقائقها الكليّة؛ حيث يُؤكّد أنّ الكُليّة هي إحدى خصائص الفلسفة الجوهريّة التي تُميّزها عن غيرها من العلوم الإنسانيّة، ويرى ابن رُشد أنّ التّفكير في الموجودات يكون على اعتبار أنّها مصنوعات، و(كلّما كانت المعرفة بالمصنوعات أتمّ كانت المعرفة بالصّانع أتمّ)،

 أمّا إيمانويل كانت، فيرى أنّ الفلسفة هي المعرفة الصّادرة من العقل. كونها علم المبادئ العامّة،

وعرّفها ديكارت في كتابه مبادئ الفلسفة، قال: إنّها دراسة الحكمة؛ لأنّها تهتمّ بعلم الأصول، فيدخل فيها علم الله، وعلوم الإنسان والطَّبيعة، واضاف بان الفلسفة هي في الفكر المُدرِك لذاته، الذي يُدرك شموليّة الوجود، وأنّ مصدره من الله،

اما برندان ولسون: عرفها بانها عبارة عن مجموعة من المشكلات والمحاولات لحلّها، وهذه المشكلات تدور حول الله، والفضيلة، والإدراك، والمعنى، والعلم، وما إلى ذلك. "..

   ومن جانب اخر عُرِّفت الفلسفة قديماً من ناحية شموليتها واهتمامتها بأنّها أمُّ العلوم؛ لانها كانت المحصلة الكلية لمعرفة الانسان بالعالم الوضعي وبنفسه، وكان هذا المفهوم الشمولي في فترة أنخفاض المعرفة الانسانية لدى العامة، ولكن تطور المعرفة وازدهار العلوم المعرفية واتّساعها، فاعادة الفلسفة دورها ومكانتها كعلم مستقل بتكوين نظرة عامة للعالم بدراسة عناصره وقوانينه العامه، بعد ان كان المنهج التجريبيّ للفلسفة- يقوم على دراسة الجزيئات للوصول إلى الكُليّة- وهذا من الطبيعي ان يتطلب الحاجة الى منهج عقلي لتفكير والحاجة الى المنطق فوضعت علاقة الفكر بالوجود موضع الصدارة من الفلسفة، لاهمية هذا التوجه استقطبت الفلسفة من تيارين متعارضين هما المادية والمثالية..

 

  اتضاح المشكلات النوعية في الفلسفة اقتضى الى فرز جوانب مختلفة كاقسام مستقله منها مبحث الوجود ومبحث المعرفة والمنطق وعلم الاخلاق وعلم الجمال وعلم نفس وعلم الاجتماع وتاريح الفلسفة ، وغيرها.

 

  تبنت الفلسفة في عملها ان تحفز العقل وتجعلِه قادراً على التّمحيص والبحث. بكشف الأوهام، وإزالة الخرافات التي تُعيق العلم وتُضلِّل البحث العلميّ. فاخذت بالبحث بمجالات العنصر، وفحصه والإمساك به وإدراكه بحواسّنا، الى جانب البحث في أسباب الأشياء اللامرئيّة، التي لا يُمكننا إدراكها بحواسّنا،

  فكان اهتمام الفلسفة البحث عن الله العلة الأولى وقد تبحث عنه فى الكون والطبيعة لتصل بين النسبى إلى المطلق أو من الوجود إلى الجوهر وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة الفيزيقية (أو الفلسفة الطبيعية ) وتبحث أيضاً عن النفس والموت والحياة الأخرى وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة المتيافزيقية (أو ماوراء الطبيعة) ....

 ومن هنا نجد الصلة بين اللاهوت والفلسفة لأنها تعتمد على العقل والفكر والبحث العقلانى والتأمل والإندهاش وابتغاء الحقيقة وكذا اللاهوت أيضاً يستخدم العقل فى إيمان وبراهين للوصول إلى الحقيقة فالعلاقة وثيقة بين علم اللاهوت والفلسفة أو بين اللاهوتيين والعقلانيين، أو بين الدين والمعرفة، وكلٌّ منهما يتضمن الآخر، وأن العلاقة بينهما حقيقية... خاصة بعد ان اخذت الفلسفة بالبحث بالدلالات الدينية التي تسعى الى تبرير التناقض الظاهر بين الايمان بأله الخير ووجود الشر والجور في العالم، فشكل هذا المحور مدخلا للفلسفة ( الالهية - الدينية ) ففي القرون السابع والثامن عشر ميلادي اصبح هذا فرعا مستقلا من فروع الاداب الفلسفية، فكانت تحاول بمدركاتها العقلية التبرير للشر والجور السائدين في المجتمعات، اخذ هذا الموضوع الرئيسي جانبا كبيرا من اعمال اللاهوتية الكاثوليكية، التي تناول الشر لا على انه واقع، لا بل على انه انعدام او نقص شئ ما من الاشياء ...

اخذت الفلسفة الطبيعية تبحث في المرئيّات والمظاهر التي تقع عليها حواسّنا، والتي يطرأ عليها تغيير وفساد، وهل تخضع لقانون ثابت للتّغيير المستمرّ، وما هو العنصر الذي يبقى ثابتاً مقاوماً للتّغيير، ذهب بعض فلاسفة اليونان إلى أنّ الماء والهواء والنّار عناصر ثابتة لا تتغيّر، فيما ذهب آخرون إلى أنّه لا توجد عناصر ثابتة . فكان الاهتمام  فلسفيا ما وراء الطّبيعة: يُقصد بها كلّ ما لا يمكن إدراكه بحواسّنا، وما يقودنا الفضول إلى معرفته. ...

 

  بسبب اهتمامات الفلسفة تشعبت إلى ثلاثة أقسام،

1- فلسفة الأخلاق: هي مجموعة من الضّوابط التي يكتسبها الإنسان من مجتمعه، تحدّد له ما ينبغي أن يكون عليه سلوكه تجاه الآخرين.

2- فلسفة الدِّين: هي التّسليم الكامل، والاعتقاد التامّ بتعاليم الإله.

3- فلسفة العِلم: هي الفلسفة التي تبحث في حركة تحوُّل الطّبيعة، وتطوُّر الإنسان.

               وتتميّز الفلسفة بعدّة خصائص، أهمُّها:

 1- التّجريد: المُجرَّد هو الفِكر؛ حيث لا يرتبط بزمان، أو مكان، أو مادّة..

2- الكُليّة: تُعنى الفلسفة بالعلاقات بين الأشياء، مثل: علاقة الإنسان بالإله، والآخرين،

 3- والطّبيعة؛ لذا فإنّ أي موضوع جزئيّ يتناول نوعاً معيّناً هو عِلم.

  يقول تيليش:" بوصفي لاهوتيًّا حاولت أن أبقى فيلسوفًا، فقد أُتيحت له الفرصةُ النظامية لدراسة وتدريس اللاهوت والفلسفة معًا، قدم تيليش عمل (بالألمانية) هو « نسق العلوم تبعًا لموضوعاتها ومناهجها» سنة ١٩٢٣م؛ لتقديم الإجابة عن التساؤلات الآتية: كيف للاهوت أن يكون عِلمًا بمعنى «عِلم Wissenschaft»٢ وكيف تتصل أنساقه العديدة بالعلوم الأخرى؟ ما هو الشيء المميَّز بشأن منهجه؟ وقد أجاب بأن صنَّف كل الأنساق المنهجية بوصفها علومًا للتفكير، وللوجود، وللحضارة Kultur، وتمسَّك بأن أساس نسق العلوم ككل هو فلسفة المعنى Sinnphilosophie،••• ويؤكد أن اللاهوت والفلسفة متآزران؛ ويقفان في مربع واحد... المربع الواحد عنده يعني أن الموضوع واحد هو الحقيقة Reality والوجود Being على أن الفلسفة هي التناول المعرفي للحقيقة؛ حيث تكون موضوعًا مفارقًا للذات. أما اللاهوت فيثير نفس المشاكل التي تثيرها الفلسفة بشأن الحقيقة، لكن بأسلوب يجعلنا نعايش هذه المشاكل بوصفها متضمنةً فينا ونابعةً منَّا، لا منفصلة عنَّا مفارقة لنا كما تطرحها الفلسفة. الفلسفة تبحث في بنية الوجود، أما اللاهوت يعنى بمعنى الوجود بالنسبة للإنسان واهتمامه القصي. ورغم ذلك  فإن المبحثَين متداخلان؛ الفيلسوف يهتم بمعنى الوجود، واللاهوتي يبدأ ببنية الوجود...

ويضيف أن أداتهما واحدة هي العقل الأنطولوجي؛ (فلسفة الوجود) الذي نستخدمه في التحليلات الميتافيزيقية، والعقل التقني الذي نستخدمه في حل المشاكل العملية .. وان العقل الأنطولوجي هو مصدر القيمة والمعنى، وجوهره في ذات الهوية مع مضمون الوحي المُنزَّل، اذا ما هو أنطولوجي وما هو لاهوتي يتطابقان في نقطة واحدة؛ إذ إن كليهما يعالجان الوجود كما هو، وأن حال الحضارة المعاصرة، وتطوراتها، أو بالأحرى تردياتها، تجعلها في حاجة مُلحة للدين، للوحي المسيحي كأساس ثقافي لها؛ " .••… 

 

   كان اللاهوت يدرس مع الفلسفة حتى عصر النهضة، ولكن تم فصلهما عن بعضها البعض.. لان الولوج في فكر الله وفهم طرقه واعماله بالاتكال على التحليل العقلي والفهم االفلسفي كان عاجز من الوصول الى معرفة الله. لان الفلسفة تقوم على الحواس النظر والسمع والمشاعر الداخلية في الانسان، وهذه الحواس ضعيفة في تقيم وتقدير الحقيقة، يقول الفيلسوف " هريوت سبنر " الحواس فى الإنسان ناقصة لا تؤدى إلى الإدراك الحقيقى إلا ما يقوم مقام الفرض الإنسانى الصرف في كثير الحالات". .

  لذلك نجد اختلاف الاراء بين فيلسوف وأخر فى أراءه ونظرياته ولذلك لا يمكن الوصول إلى حقيقة موحدة. وهذا ما جعل ( ديوجين ) الفيلسوف اليوناني أن يمسك بمصباح فى وضح النهار ولما سئل عن السبب فى هذا قال لأننى أبحث عن الحقيقة ... ؟؟؟؟؟

  تبنت المسيحية فكرها اللاهوتي بين القرنين الرابع والخامس الميلادي، الذي نشأ مع فلاسفة اليونان ، عندما بدأءة أسئلة تدور حول أصل الكون وطبيعته ونهايته، ويعتبر افلاطون (347 – 427) قبل الميلاد اول من استعمل مصطلح اللاهوت في كتابه جمهورية افلاطون ، يشير أفلاطون إلى اللاهوت للتعبير عن عملية فهم الطبيعة الإلهية من خلال العقل، بمعنى دراسة الحقائق الأبدية، حيث اعتبره عالمًا أسماه الأفكار.

وأصبحت فكرة اللاهوت والتأمل شائعة في الفلسفة الهلنستية في العالم الروماني الذي ظهرت فيه المسيحية، فوجدت هذه الأفكار قبولًا بين المفكرين المسيحيين ولا سيّما اللاهوتي أوريجانوس الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، والذي وضع مبادئ التواصل مع الله بثلاث مراحل، تبدأ بالمرحلة الأخلاقية ومن ثمَّ المرحلة الجسدية تليها مرحلة البصيرة، وتطور هذا المفهوم، ليصل الى اعتبار أنّ اللاهوت ثمرة النضال ومجاهدة النفس الانسانية. يذهب قاموس ويبستر ليعرف اللاهوت بأنّه علم الله أو الدين بحد ذاته، فهو العلم الذي يتعامل ويناقش وجود الله وصفاته وقوانينه وحكمه، والمذاهب التي يجب أن نؤمن بها والواجبات التي علينا أن نأتيها، والمحرّمات التي يجب علينا تجنّبها، فهو باختصار علم الإيمان المسيحي والحياة المسيحية،".:

 ولكن اللاهوتيين وجدوا مشاكل بايصال افكارهم خاصة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما قام مفكري حركات التنوير والتحديث والوضعية بمهاجمة المسيحية. مثلا الفيلسوف ( سارتر ) صاحب الفلسفة الوجودية الذى قال " حيثما أوجد فلا يوجد الله "..

فأراد اللاهوتيون إيجاد طريقة لشرح معتقداتهم والدفاع عنها فوجدوا أنه يمكن إستخدام المناهج الفلسفية في الدفاع عن الإعلانات الإلهية. ولم يكن إستخدام الفلسفة في تحليل وشرح اللاهوت أمراً مستحدثاً. فقد إستخدم توماس الإكويني وأوغسطينوس واللاهوتيين الأوائل أفكار أرسطو وسقراط في كتاباتهم في محاولة لتحليل وفهم المباديء والمفاهيم الكتابية. ولا زال العديد من المدافعين عن الدين اليوم يستخدمون الحجج والاساليب الفسفية؛ فالبراهين الغائية والوجودية على وجود الله، وهذا قاد الى ظهور اللاهوت الفلسفي..

 

 ولكن الكتاب المقدس يرشدنا الى الفحص والبحث عن حق أخفاه الله، هو أمر مجيد (أمثال 25: 2). فقد أعطينا القدرة على التفكير، لكن الحذر مطلوب لان دراسة الفلسفة تنطوي على مخاطر روحية عديدة لانها من صناعة البشر، واما كلمة اله فهي كما يقول، 2 بطرس 1 :21 إن كلمة الله تكلم بها اناس الله  القديسيون مسوقين بالروح القدس ، ويقول الرسول بولس

"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (2 تي 3: 16).. فالكتاب المقدس يجب ان يحكم فلسفتنا، وليس العكس لانه كلمة الله حية وفعاله (عبرانيين 4: 12)

 

أهداف علم اللاهوت.

في لغة كتاب الإيمان الويستمينسترى المختصر لتعليم العقيدة بالسؤال والجواب، نرى إجابة السؤال الأول هناك، بأن علم اللاهوت هو إحدى الطرق التى “نمجد بها الله ونتلذذ به الى الأبد.”

. يذهب بعض اللاهوتين الى تقسيم اهداف علم اللاهوت الى ثلاثة أهداف رئيسية 1- العقيدة الصحيحة 2- الممارسة العملية الصحيحة، و3- العاطفة الصحيحة.

المقصود بالعقيدة الصحيحة هى غاية اساسية لعلم لاهوت. لان نؤمن بالأمور الصحيحة عن الله، وعن عالمنا والكون، وعن أنفسنا وذواتنا .. لكي نستطيع ان نبعد التأثيرات المربكة من خارج المجتمع المسيحي،. لان تاريخ الكنيسة يكشف عن خطايا واخطاء عديدة ارتكبت باسم الحق. وهناك سلوكيات مريعة كانت مدعومة بحجج لاهوتية محترمة في زمنها .. لتبرير شتى أنواع الخطايا البغيضة

رغم تحذير الرسول يعقوب لأولئك الذين أتقنوا الأمور الصحيحة، لكنهم فشلوا في تطبيق معرفتهم بصورة صحيحة. في رسالة يعقوب الفصل الثاني والعدد 19 نقرأ هذه الكلمات، “أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل والشياطين يؤمنون ويقشعرون”. ففي ناحية واحدة على الأقل، يعتبر الشيطان صحيح العقيدة. لكن هل عقيدته الصحيحة تفيده بشيء؟ أنا متأكد أن الشيطان يؤمن بالثالوث؛ ويؤمن أن يسوع مات من أجل الخطاة؛ وهو يؤمن أن القيامة حدثت فعلاً؛ وهو يعرف رسالة الخلاص بالنعمة بالإيمان. لكن ما منفعة هذه المعتقدات الصحيحة بالنسبة لمصير الشيطان الابدي لانها لا تنقله من العقيدة الصحيحة الى الممارسة العملية الصحيحة أى الى عبادة الإله الواحد ، من هنا يجب أن نقاوم تجربة جعل السلوك الصحيح هدفًا ثانوياً في علم اللاهوت المسيحي؛ ويجب أن تبقى الممارسة العملية الصحيحة أحد الأهداف الرئيسية لعلم اللاهوت

بالإضافة الى العقيدة الصحيحة والممارسة العملية الصحيحة، هناك هدف لاهوتى يسمى “أورثوباثوث أي “المشاعر أو العواطف الصحيحة”. فالعيش لله يتضمن أن نكون متأكدين بأن مشاعرنا وعواطفنا العميقة فرحنا واحزاننا هى في خدمة الله ، ويجب ان تنسجم مع مشيئة الله ...

 ولكن من الناحية الواقعية نجد بان هذه الأهداف الثلاث لعلم اللاهوت، متشابكة معا بحيث لا يمكننا ان نعزل احدهما عن الاخر لان فهم الحق باي بواحده هو للكل والعكس صحيح لان ما نؤمن به سوف يؤثر على الطريقة التى نحيا بها وما نتعلمه عن الحق سوف يؤثر بعمق في الطريقة التى نحيا فيها، فمن المفيد أن نفكر في أهداف علم اللاهوت، من خلال ما يمتاز به ..

1. يمتاز علم اللاهوت كون مصدره الله وأن كان يستخدم العقل ولكن لا يعتمد عليه بل يساعده كلاهما الآخر كما قال القديس أوغسطينوس ( 354 – 430 م ) اسقف مدينة هيبو شمال افريقيا، أننى أؤمن لكى أتعقل , ولكن مصدر تعاليمه هو الوحى الإلهى لذلك فإن علم اللاهوت لا يخطئ كما تخطئ الفلسفة .

 2. يعلن علم اللاهوت نظريات وقضايا إيمانية لا يمكن أن يصل إليها أو يدركها الفلاسفة بعقولهم مثل التثليث والتوحيد– التجسد والفداء– الأسرار الكنسية .....

 3. العلوم الفلسفية تبرز شخصية الإنسان صاحب الآراء المعلن فيقوم التطاحن والاختلاف فى الآراء والانقسامات بل الكل يتهم الآخر بالجهل وعدم المعرفة . أما علم اللاهوت فيتصاغر أمامه كل إنسان معرفتنا عن علم اللاهوت هى من الله مرسله إلى البشر جميعاً

4. فى علم اللاهوت نرى إتضاع العلماء وإيمانهم وانجذاب الكثيرين إلى الله بعكس الفلسفة التى أحيانا يسبب بعض الآراء الخاطئة نرى إنحراف البعض عن الإيمان الحقيقى

5. علم اللاهوت يرقى العلوم الفلسفية لكى يجعلها تبحث فى أمور عالية تفيد البشر أى أنه يجعل العلم مستقيماً يصل إلى هدفه ويصل بالفلسفة إلى الحقيقة الثابتة ويوفر جهود العلماء ووقتهم بدلا من الضياع فى طرق مسدودة .

 اللاهوت علم معرفة الله ، يهتم بالمهارات التي توصل الى هذه المعرفة ، بالسعي لتحقيق بعض المواضيع العملية الدراسية مثل الإرساليات، التبشير، الدفاعيات (أي الدفاع عن الإيمان)، العبادة، خدمات الرحمة، المشورة والوعظ. وهو يتضمن أيضاً مجموعة واسعة من المواضيع النظرية أو المجردة: مثل سوتيريولوجي (أي عقيدة الخلاص)، اكليسيولوجي (أي عقيدة الكنيسة)، أنثروبولوجى (أوعقيدة الإنسان)، بنوماتولوجي (أي عقيدة الروح القدس)، كريستولوجي (أي عقيدة المسيح)، علم اللاهوت الحقيقي (أي عقيدة الله)، إسخاتولوجي (أي عقيدة الأمور الأخيرة)، علم اللاهوت الكتابي (علم لاهوت التاريخ الفدائي المسجل في الكتاب المقدس)، علم اللاهوت النظامي ( أي الترتيب المنطقي للتعليم الكتابي)، علم اللاهوت التاريخي (تتبع تطور العقائد في تاريخ الكنيسة)، وعلم التفسير وغيره..

 

  والخلاصة: يعتبر المسيحيون اللاهوت أداة لا غنى عنها في دراسة العقيدة التي كشف عنها الكتاب المقدس. ولكن رغم وحدة الايمان بالوهية المسيح والتجسد والصلب والموت والقيامة، الا ان هناك ثلاثة خطوط عريضة للتفسير عند المسيحيين: اللاهوت الكاثوليكي، اللاهوت الأرثوذكسي، واللاهوت البروتستانتي ... كل منها يبني دراسته على لغزين...

السر الكريستولوجي الذي يركز على حياة يسوع المسيح منذ ولادته وحتى وفاته،

والسر الثالوثي القائم على الاعتراف بإله واحد تحت صورة الآب والابن والروح القدس

  للاسف رغم وحدة ايماننا المسيحي الا انه نفهم لاهوت خلاصنا وفق لاهوت العقيدة الكنيسة التي ننتمي اليها ..

 فالى متى سيكون لاهوت خلاصنا بربنا يسوع المسيح واحدا لا يتجز وفق عقيدة الكنسية ..؟؟  النعمة والسلام معكم  -امين –

 يعكوب ابونا ..........................  25 / 6 /2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.