اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كنت أعمى وألان أبصر ..؟؟// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

كنت أعمى وألان أبصر ..؟؟

يعكوب ابونا

 

   يحدثنا انجيل يوحنا البشير في الاصحاح 9 : 1 – 41 "..

عن إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ ، فشفاه المسيح في يوم السبت ؟؟ 

 فظْهَرَت أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ ،..

 

     كان لدى الشعب اليهودي مفهوم يعزى الى الشريعة واحكام الناموس، بان الانسان الذي تصيبه مصيبة او كارثة او مرض او اي من الشرور، كانت هذه علامات ودلالات عن كون هذا الانسان خاطى، وان لم يكن كذلك لما اصابته المصائب والكوارث والشرور؟

على هذا المعيار كانوا يقيمون الانسان عن مدى قربه او بعده عن الله، متغافلين بانه ليس بالضرورة ان يكون الانسان خاطئاًّ ليصاب بالامراض او المصائب والشرور، لان حتى الابرار يتالمون ويعانون؟ واكبر مثال لذلك ( أيوب/ سفر ايوب ) انسان بار الا انه عان الكثير، وبهذا المفهوم اشارة اليه الرسول يعقوب 5 : 11" ..

 

  ونجد حتى تلاميذ المسيح كانوا متاثرين بهذا المفهوم اليهودي، بدليل انهم مجرد ان وجدوا شخصا اعمى، وكان كذلك منذ ولادته، بادروا الى سؤال المسيح قائلين يامعلم من اخطأ هذا ام ابواه حتى ولد أعمى؟؟ ونلاحظ ان الاعمى لم يرد التلاميذ على وصفه بذلك، بل سكت، وهذا دليل على ان الاعمى كان يعرف المتداول النقدي في مجتمعه اليهودي بان مفهوم الخطية هي مصدر الشر والمصيبة؟.

  ولكن السيد المسيح اجابهم بمفهوم اخر غير المتدوال والمعروف لديهم، ليضع حد لمفاهيم يستغلونها الكهنه والكتبة والفريسيين، فقال السيد ليس بالضرورة ان يكون كذلك ولكن الضرورة تقضي ان يكون هذا قد حصل ووجد، ولكن ليست الخطية الشخصية للاعمى او لأبواه، السبب في عمى هذا الانسان؟؟

 بذلك ابعد السيد العلاقة السببية المباشرة بين الخطية والالم؟؟ ولكن لم ينكر المسيح بان مقاصد الله تمارس في مسائل كهذه. وحالة الاعمى هذا تعبر عن قصد الله في خليقته بمعنى " لكي تظهر اعمال الله فيه ؟؟..

 

  ماذا قصد المسيح بان تظهر اعمال الله فيه؟ المعروف ان اعمال الله هي اعمال الخلق، لذلك المسيح اراد ان يقدم مقارنه توفيقية بين الذات الالهيه واعمال الخلق التي يمارسها، ويكشف عن نفسه بانه الخالق..

 لذلك قال المسيح ينبغي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ، بمعنى مادام موجودا على الارض يجب ان يعمل مشيئة الاب، لانه هو النهار ذاته وهو نور العالم، وذلك قبل ياتي الليل والظلمة بمعنى قبل ان تاتي ساعة الانفصال وانسلاخه عن تلاميذه اثناء صلبه ،...

  بعدها تفل على الارض صنع طيناً، ووضعه على عيني الاعمي، ليخلق له عيون جديدة متفتحه، ليقدم للحضور عملا مشابها لما قدمه سابقا عندما صنع طيناً وخلق منه البشر تك 2 : 7 ، كما يقول يوحنا البشير في 1 : 3 " الذي به كان كل شئ وبغيره لم يكن شئ مما كان "..

وبعد ان وضع الرب الطين على عيني الاعمى قال له اذهب واغتسل في بركة سلوام، التي تعنى بالعبرية "مرسل" وكان ماء هذه البركة يستقدم في طقس عيد المظال، "والاعمى بدون تردد اطاع الرب ونفذ ما أمره به، بهذا الايمان ذهب واغتسل في بركة سلوان ومباشرة تفتحت عيناه وصار بصيرا ،؟؟؟

 

    أظهر المسيح عمل الله في هذا الرجل، فمعطيات القصة تعطينا بان السيد الرب استخدم حالة هذا الشخص الذي عاش أعمى منذ ولادته حتّى هذا السن المتقدم، ليشفيه جسديا وروحيا، امام التلاميذ ليظهر لهم عمله الروحي، وللحضور من الفريسيين والكتبة ليبين لهم بانه هو اله الظاهر بالجسد، ولنا ايضا لنرى مجد الله في عمل المسيح لان هذا يقودنا الى دروسا رائعه عن معرفة الشفاء الروحي للعمى الذي نعيشه نحن ببعدنا عن الله.؟

 

    فالقصة بعمقها الكتابي تقوم على ثلاثة شخصيات اساسية ..

1- الاعمى ، ..

 الذي ولد أعمى، ولم ير النّور، وعاش في ظلمة، ويستعطي المبصرين ويشحد لقمة عيشه، والملاحظ بان الاعمى لم يطلب الشفاء من المسيح؟؟ بعكس الاخرين الذين كانوا ياتون ويطلبون من المسيح ان يشفيهم؟؟ وقد تكون هذه الحالة الوحيد التي يبادر بها الرب الى شفاء احد بدون ان يطلبها منه؟ قد يعزى سبب ذلك الى ما قاله الرب، بان اراد ان يظهر عمل الله فيه، فبادر للعمل قبل ان يطلب منه، ولكن الفريسيين لم يؤمنوا بالرب بل بالعكس كان هذا العمل العجائبي سببا لدينونة الرب يسوع المسيح لانه عمله هذا كان في يوم السبت ..

 

  الرجل الاعمى بعد ان تفتحت عيناه، من الطبيعي ان يعيش في نشوة فرح لانه اخذ ينظر من حوله ويعرف الاماكن والاشخاص بصورهم، ولا يستبعد بان فرحه هذا كان سببا او مسببا بان لا يرجع الى السيد المسيح ليشكره لما قدمه له من عمل يستحق الشكر والثناء؟؟ والرب من جانبه تركه بحريته ليواجه المجتمع  ويعيش بعيون متفتحه، لذلك نجد خروج الرّب يسوع من الصورة حتّى الآية 35. ..

  ولكن الناس لم يتركوا الاعمى (المبصر) فنجد من الآية 8 إلى 12 تحدثنا بما جرى معه، لان التغيير الذي حدث له بفتح عيونه، كان ملفت للنظر لانه لايمكن ان يحدث مثل هذا العمل الا اذا كان عملا عجائبيا، الغير المعقول عقليا وفكريا، فكان لابد ان يجعل الناس مختلفين بما راوه، منهم من قادهم الى الشك وهم  عديمي الايمان، ومنهم الجيران الذين تسائلوا اليس هذا هو الرجل الذي كان يجلس ويستعطي؟ واخرون قالوا انه يشبهه، واخرون سائلوا عن كيفية شفائه ومن شافاه؟؟

  لذلك جاوا بالرجل الذي كان اعمى الى الفريسيين لان المعجزة حصلت يوم السبت، وكان معروفا بان الفريسيين يقفون موقفا سليبا من الذين يخالفون شعائر يوم السبت، وهذا كانت اكبر حجة لهم ليتهموا المسيح بانه أنسان ليس من الله؟؟ لانه لم يحفظ السبت؟؟ وهذه الطقسية الدينية عند اليهود كانت اعظم واكبر مفهوما للتقرب الى الله من عمل الله نفسه؟؟ .

 فَسَأَلَهُ الْفَرِّيسِيُّونَ أَيْضًا كَيْفَ أَبْصَرَ، فَقَالَ لَهُمْ: وَضَعَ طِينًا عَلَى عَيْنَيَّ وَاغْتَسَلْتُ، فَأَنَا أُبْصِرُ"

 فَقَالَوا له «هذَا الإِنْسَانُ لَيْسَ مِنَ اللهِ، لأَنَّهُ لاَ يَحْفَظُ السَّبْتَ». ولكن آخَرُونَ قَالُوا: «كَيْفَ يَقْدِرُ إِنْسَانٌ خَاطِئٌ أَنْ يَعْمَلَ مِثْلَ هذِهِ الآيَاتِ؟»

  وعادوا وسائلوا الأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: إِنَّهُ نَبِيٌّ ". عندما قال ذلك شكوا بانه كان اعمى؟!

 فَلَمْ يُصَدِّقِوا فدَعَوْا أَبَوَيه

فَسَأَلُوهُمَا قَائِلِينَ: «أَهذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولاَنِ إِنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى؟ فَكَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ؟؟ أَجَابَهُمْ أَبَوَاهُ وَقَالاَ: نَعْلَمُ أَنَّ هذَا ابْنُنَا، وَأَنَّهُ وُلِدَ أَعْمَى ..

 وَأَمَّا كَيْفَ يُبْصِرُ الآنَ فَلاَ نَعْلَمُ. أَوْ مَنْ فَتَحَ عَيْنَيْهِ فَلاَ نَعْلَمُ. هُوَ كَامِلُ السِّنِّ. اسْأَلُوهُ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ نَفْسِهِ،

 قَالَ أَبَوَاهُ هذَا لأَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ مِنَ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا قَدْ تَعَاهَدُوا أَنَّهُ إِنِ اعْتَرَفَ أَحَدٌ بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ يُخْرَجُ مِنَ الْمَجْمَعِ،

 لِذلِكَ قَالَ أَبَوَاهُ: «إِنَّهُ كَامِلُ السِّنِّ، اسْأَلُوهُ».

 فَدَعَوْا ثَانِيَةً الإِنْسَانَ الَّذِي كَانَ أَعْمَى، وَقَالُوا لَهُ: «أَعْطِ مَجْدًا للهِ. نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ هذَا الإِنْسَانَ خَاطِئ

 فَأَجَابَ ذَاكَ وَقَالَ: «أَخَاطِئٌ هُوَ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. إِنَّمَا أَعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: أَنِّي كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ

 فَقَالُوا لَهُ أَيْضًا: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟

 أَجَابَهُمْ: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ وَلَمْ تَسْمَعُوا. لِمَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تَسْمَعُوا أَيْضًا؟ أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَصِيرُوا لَهُ تَلاَمِيذَ؟»

 فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أَنْتَ تِلْمِيذُ ذَاكَ، وَأَمَّا نَحْنُ فَإِنَّنَا تَلاَمِيذُ مُوسَى.

 نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ مُوسَى كَلَّمَهُ اللهُ، وَأَمَّا هذَا فَمَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ».

 أَجَابَ الرَّجُلُ وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ فِي هذَا عَجَبًا! إِنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَقَدْ فَتَحَ عَيْنَيَّ.

 وَنَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لاَ يَسْمَعُ لِلْخُطَاةِ. وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَفْعَلُ مَشِيئَتَهُ، فَلِهذَا يَسْمَعُ"..

 

لم يكن الرجل يعرف عن المسيح شئ، لذلك كان جوابه بسيطا ومختصرا يقول ان انسان يقال له يسوع صنع طينا وطلى عيني وقال اذهب اغتسل في بركة سلوان، ففعلت كما امري فابصرت؟. وهذه كان كل ما عرفه تحدث به وقدمه كشهادة عن شفائه العجائبي.

 

لقد شهد الأعمى لعمل الرّب يسوع في حياته دون تردد، بل شهد بقوّة وشجاعة متحدّيًا الفريسيّين، عندما طلبوا منه ان يعطي مجدا لله، وقالوا له نحن نعلم ان هذا الانسان "المسيح" بانه خاطئ، فاجاب وقال "أخاطئ هو؟؟ لست اعلم انما اعلم شيئا واحداً اني كنت اعمى والان ابصر، لان مُنْذُ الدَّهْرِ لَمْ يُسْمَعْ أَنَّ أَحَدًا فَتَحَ عَيْنَيْ مَوْلُودٍ أَعْمَى.

 لَوْ لَمْ يَكُنْ هذَا مِنَ اللهِ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفْعَلَ شَيْئًا.

 أجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «فِي الْخَطَايَا وُلِدْتَ أَنْتَ بِجُمْلَتِكَ، وَأَنْتَ تُعَلِّمُنَا!» فَأَخْرَجُوهُ خَارِجًا".

 

. ولكن الرّب يسوع سعى إلى لقاءه بعد ان سمع انهم اخرجوه خارجا، فوجده يسوع، ولكن من المستغرب ان الرب لم يسأله عن شعوره وانطباعه عن حياته وهو يبصر، ولكنّ واجهه بسؤالٍ بعيد كل البعد عن المفاهيم الارضية، ولكن تنصب عليها هدف عملية الشفاء لانه كان اعمى فابصر جسديا ولكن ماذا عن البصيرة الروحية؟ فقال له الرب " أتؤمن" بابن الله"؟ اجاب وبشكل عفوي وقال "من هو يا سيد لأومن به؟ نلاحظ جوابه هذا بكل بساطة وبراءة واضحه في طلبه لانه كان صادقا بطلبه ومستعدًّا للإيمان، ان عرف من هو شخص ابن الله،؟؟ ولكن الرب لم يتركه في حيرته فقال له "قَدْ رَأَيْتَهُ " وَالَّذِي يَتَكَلَّمُ مَعَكَ هُوَ هُوَ"...

 

 نلاحظ هنا أن الرّب يسوع أشار إلى امرين مهمين هما اولا الشّفاء المادي الّذي حصل عليه الرّجل لانه لو لم يكن قد ابصر لما قال له المسيح "قد رأيته"، لانه راه بعيونه المجردة فعلا، ثم أشار اليه الرب وقال له ان الذي تتكلم معه أنّه هو الشّخص "ابن الله" .. هنا فتح له الرب بصيرته بعد ان تاكد بان هذا الرجل قد فرح وامن بعمل الرب الذي شفاه من عماه الروحي والادبي . .

 لان من الطبيعي ان هذا الرجل البسيط ان لايعرف حقيقة يسوع ولكن بعد ان ابصر كشف له الرب حقيقته فعرفها وامن بها ... لقد صدّق الرجل ما قاله الرّب يسوع بكل بساطة..

 

   لقد آمن بالرّب يسوع بانه ابن الله الحي، فسجد له عابدًا ومعلنًا أنّ يسوع ربّه وسيّده.. نلاحظ التدرج المعرفي عند هذا الرجل، عندما سئل بالاول كيف ابصرت؟ قال انسان طلى عيني بالطين وقال اذهب واغتسل فعلت فابصرت، وعندما سئل ثانية عن رائه "وانت ما تقول عنه من حيث انه فتح عينيك؟ قال انه نبي، وعندما دعوه ثانية قالوا له نحن نعلم ان هذا الانسان الذي شافاك هو خاطى؟ فاجاب لست اعلم وانما اعلم شئ واحدا اني كنت اعمى والان ابصر... من خلال اجابته نجد تدرجا معرفيا وهذا هو عمل الروح القدس، لانه امن وحصل، ولكن لاحظوا بانه لم يسجد عندما ذكر المسيح بان انسان ولا عندما قال انه نبي، ولكن عندما قال له الرب اتؤمن بابن الله؟ فقال اومن ياسيد وسجد له " 9 : 35 – 38 "

 

 2- الفريسيين والكتبة ...

  هم رجال الدّين اليهود في أيام الرّب يسوع، وكانوا في حالة عداء دائم مع المسيح، وكانوا يتصيدون تحركات للايقاء به والقضاء عليه. وكانت اعجوبة شفاء الرجل المولود أعمى، في يوم السبت سببا، أثار أحقادهم أكثر وأكثر، لانهم سبق وأن احتجّوا عليه لأنّه شفى يوم السّبت، والرب لم يذعن لاحتجاجهم، وها هو يشفي من جديد يوم السّبت..

 

لقد عاش الفرّيسيّون حياة مقيّدة بالقوانين والشّرائع أو ما يسمّى "بتقليد الشّيوخ". وهذه أعمتهم عن رؤية الحق. فملئت قلوبهم قسوةً وكره وعدم الإحساس بشعور الآخرين.، فكل ما يهمّهم هو التّديّن وتطبيق الشريعة، لدرجة انهم لم يروا في شخص المسيح واعماله الا الجانب السلبي لانه لا يقدّس يوم السّبت، بل يعمل بالسبت، فلم يجدوا فيه ذاك الطّبيب الشّافي ولا المعلّم العظيم ولا الإنسان المحب، بل نجد عندما تحدّاهم الأعمى بهذه الحقائق وجدوا انفسهم عاجزين عن ان يجيبوا عن اسئلة الرجل الذي ابصر واختبر نعمة اله، لانها كانت تحدّى لعقائدهم الدّينيّة، فما كان منهم إلا أن أشاروا إلى ماضيه ثم طردوه...

 

  3- شخص الرّب يسوع ..

  الذي هو محور الاساسي في الحدث لانه هو من سائل عن سبب عمى هذا الانسان، وهو من اثبت لهم بان عمل الله يظهر بمثل هذه الحالات، وهو شفى الأعمى. وهو من حقق وبين عمل الله ومحبته بشفاء الاعمى امام الجمهور والتلاميذ والفريسيين والاخرين، فبين له بإن أعمال الرّب هي أعمال محبّة: وما يظهره لنا الرّب من نعمة ورحمة يهدف أولًا وأخيرًا إلى إعلان مجد الله، ولكي نكون اكثر وضوحا ولكي نفهم مقاصد الله في خلاص النفوس علينا ان ندرك كون الله محبة وهو كذلك، ولكن هو كذلك عادل، بمعنى الى جانب محبته هناك عدله ؟. لذلك يقول في الاية 9 : 39 ".

.  "لِدَيْنُونَةٍ أَتَيْتُ أَنَا إِلَى هَذَا الْعَالَمِ"حتى يبصر الذين لايبصرون ويعمى الذين يبصرون، فقالوا له الفريسيين العلنا نحن ايضا عميان؟؟ قال لهم لو كنتم عميان لما كانت لكم خطية، ولكن الان تقولون اننا نبصر فخطيتكم باقية.

هذه حقيقة يجب ان لا نتجاهلها عندما نتحدّث عن محبّة الله وخلاصه، لانه ليس كل من يقول يارب يارب يدخل ملكوت الله، لانه مطلوب من كل واحد أن يخبر الاخرين بان التوبة والاستقامة مطلوبه لمعرفة الله لغفران الخطايا لنحصل على الخلاص، والاسنكون عرضة لدينونة الله. ..

 

 فكم بالاحرى مطلوب من الكنيسة المسيحية الحية ان تعمل في حقل الرسالة والتبشير بين الناس من المؤمنيين وغيرهم لكي تقودهم الى الخلاص بالرب يسوع الميسح ليشفيهم من العمى الروحي الذي هم فيه ،"كنت اعمى والان أبصر". فيكون خليقة جديدة يستحق ملكون الله،

والمجد لرب المجد يسوع المسيح دائما وابدا ..

 يعكوب ابونا .................... 25 /8 /2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.