اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

من هو الابن الضال في حياتنا ..؟؟// يعكوب ابونا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يعكوب ابونا

 

عرض صفحة الكاتب 

من هو الابن الضال في حياتنا ..؟؟

يعكوب ابونا

 

        يتحدث انجيل البشير لوقا في الاصحاح 15 عن الفريسيون والكتبة، بانهم كانوا يتذمرون من يسوع المسيح لانه كان يقبل العشارون والخطاة ان يدنون منه ليسمعوه وياكل معهم، فعرف الرب فكرهم وما يقصدونه، لانهم كانوا يزدادون تصميما على قتله "1 كو : 26 -29 ". استدعى تذمرهم ان يقدم المسيح لهم ثلاثة امثله، تعبر عن فرح الرب بتوبة الخطاة،

 

    قال لهم اي انسان منكم له مئة خروف واضاع واحدا منها الا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لاجل الضال؟ حتى يجده واذا وجده يضعه على منكبيه فرحا، ويدعوا الجيران والاصدقاء ليفرحوا معه لانه وجد خروفه الضال، وهكذا يكون الفرح في السماء بخاطئ واحد يتوب  " لوقا 15 : 1 -7 "..

 

  نلاحظ ان المسيح يحدثهم بهذا المثل لان من الواضح بان المقصود بالخروف هنا بانه يمثل الانسان الخاطئ الذي يضل القطيع بدون وعي وادراك منه، ويتوجه  الى المجهول، ولكن الراعي الصالح لا يتركه يضل ليقع فريسة، بل يفتش عنه في كل مكان ليجده، ومتى وجده يفرح ويدعوا الاخرين ليفرحوا معه، هنا الرب يسوع يعبر عن نفسه بهذا المثل بانه هو الراعي الصالح، الذي جاء ليحقق الفرح لكل ضال برجوعه الى الرب، وليؤكد لهم بان السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب اكثر من تسعة وتسعين بارا، لايحتاجون الى توبة، لان الرب يسوع المسيح جاء إلى العالم لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك، باحثًا عن مَن حملتهم آثامهم كريح بعيدًا عن محضر الله ومال كل واحد إلى طريقه،.. فبذل نفسه عن الخراف التي زاغت وتاهت بإرادتها ليجمعها الى حضيرته،...

  وقدم لهم مثال اخر بذات المعنى ولكن عن المراة التي لها عشرة دراهم اضاعت الواحد منهم، فسائلهم هل تترك المراة درهمها يضيع؟؟ الا توقد سراجا وتكنس البيت وتفتش عليه، فان وجدته تدعوا الصديقات والجارات قائلة لهن افرحن معي لاني وجدت الدرهم الذي اضعته،".. وكان الرب يسائلهم وهل انتم لا تفرحون برجوع الضايع او المفقود منكم؟ ؟؟ في الوقت الذي الفرح لا يقتصر على صاحب الشئ المفقود، بل يكون الفرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب " لوقا 15 : 8 -10 "  ...

 

 الفريسيين والكتبه لم يفهموا البعد اللاهوتي لهذه الامثال، لانهم كانوا مقيدين بافكارهم التقليدية الناموسية، وكانوا يعتبرون عمل المسيح وما يقوم به هو خروج عن التقليد الشرعي لناموس موسى؟؟ في الوقت الذي ان هذا المثل وما قصده الرب يسوع المسيح منه، هو رمزيته عندما يتحدث عن الدرهم العملة المعدنية الصغيرة والرخيصة والتي بلا احساس ولا شعور، وقد لا تستحق كل هذا الجهد والبحث، لان ما قصده المسيح من مثل الدرهم بانه تعبير عن صورة الإنسان الخاطئ الميت بالخطيئة الذي لا قيمة له، ولكن الله لايتركه،؟؟ لان الله يحبه ( اله يحب الخاطئ ولكن لا يحب الخطئية ) لذلك يتبعه ويبحث عنه كبحث تلك المراة عن درهمها بكل مكان حتى تجده، وعندما وجدته فرحة فرحا عظيما، هكذا روح الله  يجاهد مع الخاطئ في كل مكان يوجد فيه ليأتي به للمسيح. وتفرح به السماء.. 

 

   وفسر البعض المثل بان المرأة تمثل الكنيسة عروس المسيح وواجبها أن تفتش عن كل مفقود. والدراهم هم الوديعة التي أودعها الله للكنيسة. وكل درهم يشير للطبيعة الإنسانية التي طبع عليها صورة الملك السمائي (كما يطبع على العملة صورة قيصر). وضياع الدرهم يشير لضياع صورة الملك السمائي من الإنسان. والسراج= الذي توقده المرأة هو إشارة لتجسد المسيح فهو نور اللاهوت في إناء الجسد، تجسد لأن الإنسان أخطأ فضاع. وهذا هو دور الكنيسة أن تظهر شخص المسيح ونوره لشعبها. وكنس البيت هو إشارة لحث الناس على التوبة. والتفتيش بإجتهاد= هو إفتقاد الناس. والصديقات والجارات= هم الملائكة الذين لا يخطئون. وعمل الكنيسة وخدمتها مع كل نفس هو لكي تستعيد النفس صورة المسيح الملك (غل19:4) وطبعا دور الكنيسة وعملها يقوم به رجال الاكليروس " وهم الشمامسه ، والقسس ، والاساقفة – المطارنه – البطريرك. ,

 

  ويستمر الرب يسوع المسيح بتقديم مثالا اخر لمنتقديه عسى ان يفهموا قصده  ومايريد ايصاله لهم ولنا طبعا؟. فبعد ان قدم مثال الخروف الضال ومثال المراة والدرهم المفقود، اعقبهما بسرد قصة الابن الضال، ، الا ان البشير متي اكتفى بذكر مثل الابن الضال فقط متي 18 : 12 -14 ) الذي نحن بصدد الحديث عنه كما اورده البشير لوقا ،15 : 11 -32 "،  ويسمى بالمثال الثالث الذي خاطب الرب يسوع المسيح به الفريسين والكتبة، لتذمرهم منه كما ذكرنا انفا، لان عقيدة الفريسيين انهم يؤمنون بخلود االنفس وقيامة الجسد ووجود الارواح وان مكافاة الانسان وعقابه في الاخره هو حسب طاعته للشريعة  " اعمال 23 : 8 " لذلك كانوا يتامرون على المسيح " يوحنا 11 : 47 – 57 " وكان الرسول بولس: شاؤول منهم "اعمال 23 : 6 " اما الكتبه هم معلمي الشريعة، لذلك كانوا متذمرين من المسيح لانه يقرب الخطاة منه لا بل اكثر ياكل معهم، فجائهم بمثل عن الابن الضال،

   مفهوم المثل حسب الاصل اليوناني هو حديث موجز للموعظة او للعبرة او قصة مستمده من الطبيعة او من الحياة اليومية، وبالتالي قد يكون المثل تعليمي وقد لايكون حدثا، وقد تصل الامثال التي تحدث بها الرب يسوع المسيح وسجلت في الانجيل خمسة وستين مثلا، ووردت 24 منها في انجيل لوقا.. والبقية موزعة في الاناجيل الاخرى,, . 

   في هذا المثل يحدثنا الرب عن انسان كان له ابنان، ننقل لكم النص كما مدون في انجيل لوقا 15 : 11 – 32

 

وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ ،.

 

فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَه

 

 وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ.

 

 فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ.

 

 فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ.

 

 وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ، فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ.

 

 فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا

 

 أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،

 

 وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ.

 

 فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ.

 

 فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا.

 

 فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ،

 

 وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ،

 

 لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ.

 

 وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ، سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصًا.

 

 فَدَعَا وَاحِدًا مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا؟

 

 فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ، لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِمًا.

 

 فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ. فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ.

 

 فَأَجَابَ وَقَالَ لأَبِيهِ: هَا أَنَا أَخْدِمُكَ سِنِينَ هذَا عَدَدُهَا، وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ، وَجَدْيًا لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ لأَفْرَحَ مَعَ أَصْدِقَائِي.

 

 وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ ابْنُكَ هذَا الَّذِي أَكَلَ مَعِيشَتَكَ مَعَ الزَّوَانِي، ذَبَحْتَ لَهُ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ

 

 فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ.

 

 "..  وَلكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لأَنَّ أَخَاكَ هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالُا فَوُجِدَ».

 

 نلاحظ بان المثل يستند الى ثلاثة شخصيات هم: ألاب والابنين الأكبر والأصغر، ومن سرد احداث القصة نجد بان الأب هو الشخصية المميزه وبطل القصة باقتدار، لان الاب في قصتنا هو محور الاحداث الاساسية بمؤثرات القصة ونتائجها، فهو الاب المحب وبفعل محبته. اكتمل كل الصفات والمواصفات التي ينبغي ان نعيشها نحن اليوم كمسيحيين ،.. ويمثل بتصرفاته وسلوكياته مع ابناءه كشخصية الرب السماوي الذي كان في المسيح مصالحا العالم لنفسه غير محاسب لهم على خطاياهم " 2 كورنثيوس 5 : 19 "

   لاحضنا في المثالين السابقين بأنّ القصد منهما بهذه الصيغة هو تبيان وكشف الرياء والتزمّت والتعصب الّذي يمارسونه الفرّيسيّون والكتبة لانهم (هم من أبرز ممثّلي الدين اليهودي الرسميّ وأخلاقيّاته) فارادة المسيح بهذا المثل ان يكشف حقيقتهم ويبن الفرق بينهم وبين الخطأة الّذين يهتمّون لأقواله وينشدون التقرب اليه..

    تقربا بالدلالة نجد بان الابن الصغير يمثل الخاطئين هنا، كونه ضحية الخطية، ولكن رغم كونه خاطئ الا انه لا زال ابنًا، ويستعيد بنوّته حال عودته إلى بيت أبيه. لان ابوه لم ينكر بنوة ابنه لانه ترك اليت وغادره .. لان الواقع الترابط العائلي لا تجعل طاعة الابن ابنا، وعصيان الابن لا يقطع عنه بنوته وعلاقته بابيه. لان هذه العلاقة لا تنتهي الا بالموت. وهكذا تتعدّى الرحمة المستوى الأخلاقيّ إلى المستوى اللاهوتيّ، لأنّ الله الخالق هو الوحيد القادر على المجّانيّة. لانه هو في البداية والنهاية محب بذاته. وبحضور رحمته في داخلنا يجعل رحمتنا ممكنة،..

 

    لنتابع احداث المثل الذي جاء بشكل قصة لاحداث درامية نجد من خلال قرائتها وتفسير معناها وابعادها الاهوتية، بان موقف الابن الصغير تجاه ابيه قد وصل الى درجة الضجر من العيش في بيت أبيه: ومن الطبيعي ان نفهم بان مثل هذا التفكير وهذا الشعور هو بداية الضلال والانحراف الفكري لدى الانسان، لان هذا الضلال قاد الابن ان يتخطئ المفهوم الشرعي والعرف الاجتماعي السائد عندما يطالب ابوه بحصته من الميراث، بدون ان يعير اية اهمية لشعور ابوه وامتعاضه؟؟ ولا اهتم بمدى انزعاج ألاب من تجاوز الابن حدود بنوته، عندما يقول لابوه (اعطيني حصتي من الميراث) رغم ان اباه لا زال على قيد الحياة؟؟ ولكنه اصلا غير مبالي بتبعية هجران بيت ابيه ولا بما يصيب الاب من القهر والهوان بسبب هذا الفراق؟ ، ..

 

  صحيح كان متداولا ولكن بشكل ضيق في ذلك الوقت ، بان  يقوم الاب بارادته  ويتصرف بامواله واملاكه كيفما يشاء، ومن حقه ان يقسم التركة بين ابناءه، "تكوين 25 : 5 -6" ولكن هنا الابن يطلب تقسيم الارث وتحديد نصيبه من الميراث، فارضا رغبته وارادته على ابوه، بدون ان يحسب مدى السلبية على والده من طلبه هذا؟. فلم يعر اية اهمية لهذا الجانب، فغادر بيته وترك ابوه واخوه واخذ حصته من مال ابيه وهاجر، غير مهتمَّ بشعورهم واحساسهم،؟؟  بل كان كل همه منحصرا بان يبتعد عن بيت أبيه ويعيش خارجه بحرية  ليتصرف كيفما يشاء بدون رقيب او حسبيب؟ كان وجهه الى الكورة البعيدة التي يعتقد بانه سيحقق بها الراحة والسعادة، عندما يحقق رغباته وشهواته الجسدية، ناسيا بان كل هذه الملذات هي وقتيه لا تدوم.. ولكن لم  يفكر باي شئ بل بكل شئ يوصله للاستقلالية بعيد عن عيون الاقرباءه ، ولم يحسب حساب الزمن وتبعات اعماله؟؟ .. .

   الاب بطبيعته الابوية دائما محب لابنائه ويفرح ان يكونوا افضل منه علما ومالا وجاها ومركزا .. ولكن احيانا نجد الاب يقف موقفا سلبيا تجاه اولاده كمثالنا هذا، لانه قد يكون له قصد غير معلن، يترك تقديره للزمن الذي يعيشه اولاده، وقد يكون من جانب اخر ان يقدم لابنائه درساً بليغا بالحياة، وان كان مكلفاً لهم وعليهم، لان المعروف بان الدروس التي نتعلمها بدون ثمن مجانا سرعان ما تُنسى، أما الدروس التي تكلفنا مالا وجهدا ،ً فتبقى في أعماقنا. وذاكرتنا نتخذ من نتائجها ونستمد منها العبر والدرس سلبا وايجابا، فهنا لايستبعد بان الاب أراد لابنه أن يتعلم بالطريق الصعب للحياة لكي يستفاد منها بالمستقبل، لانه لو كان الاب قد اخذ موقفا مختلفا، ومنع عن ابنه حصته من الارث بحجة انه لازال هو الاب على قيد الحياة ولايحوز المطالبه بالارث في هذه الحالة، ولو أجبر ابنه على البقاء في البيت رغم عنه، لكان حرمه من إنسانيته وممارسة حريته باختيار حياته وما يريد عمله، في هذه الحالة لا احد يتوقع ماذا تكون نتيجة  تصرف الابن، قد يكون غضبه كبيرا وشديدا وتمرده تشردا وضيعاً،..

 

  من هنا ذهب الكثيرون من المفسرين بان موقف الاب كان صائبا وحكيما، لانه منح لابنه الحق ان يتصرف بحرية كما يشاء، وكيفما يختار، وهو يقدر نتيجة عمله، ولكن هل ننسى بان الله خلق الانسان حرا، ولم يمنع الله ادم من ان يجاري حواء عندما اكلت من شجرة الخير والشر الذي منع اله من ان ياكلا منها، وكان بمقدور الله ان يمنعهما على الاقل من تجاوز امره، ولكن لم يفعل، رغم انه كان قد قرر عقوبة الاكل من الشجرة "بان يوم تاكل منها موتا تموتا.". ودعهما الله يموتان ولم يمنعهما من التجاوز علي امره وكسر وصيته؟؟. وهكذا في مثالنا هذا الاب يترك ابنه ان يمارس حريته وارادته ليقرر ويعمل ما يحلو له، بدون تاثير وتدخل احد بحياته ومجرياتها، فهو يقدر ما هو الاصلح له بعيدا عن تدخلات الاخرين ؟؟ ...

 

  ولكن من العجب ان يستغرب البعض من هذا التصرف ان كان من قبل الابن او الاب؟؟ بالله عليكم اليس بينا اليوم من الخاطاة الكثيرون يعيشون بيننا ويتمتعون بكل الارث وخيرات الذي منحه لهم الرب الاله، ويستغلوا ويستثمروا ويستخدموا هذا الارث الثمين خارج ارادة الرب وضد رغبته بعيدا عن محبته  وطرقه ووصيته بان نكون اولاد الله  ولكنهم يسلكون في الخطية والشرور؟؟ والله ترك لهم ولنا الحرية، ولكن لنعلم بان ل الله حبال احيانا قصيره واحيانا طويلة، فالويل لمن لايقتدي بمشورة الروح؟؟ ..

 

   عندما اخذ الابن الصغير نصيبه من المال، ترك له الاب حرية التصرف بماله، ولتحقيق مأريبه الشنيعة سافر إلى كورة ( بلد ) بعيد، فتجمَّع حوله أصدقاء السوء لانهم عرفوا انه يملك مالا كثيرا.؟؟ ، فأخذوا يتملقونه ويسهِّلون له طرق الغواية والشرور، فاطلق العنان  للاهواء الفاسدة ليعيش باسراف فبذَّر ماله حتى لم يبقى له شئ منه، وافتقر تماما ، فانفضَّ عنه أصدقاؤه. وحدث في ذلك الزمن جوع شديد في تلك الكورة فابتدأ يحتاج ليعيش، ولكن لم يجد إلا واحداً تقرب منه وطلب منه ان يساعده في محنته، فسمح له أن يرعى خنازيره. مع العلم ان هذا خلاف لعقيدته، لان شريعة موسى تحرم أكل لحم الخنزير، وحتى لا يُقدّم كذبائح، بل هو مُحرَّم لمسِه خوفا من النجاسة. (لاويين 11: 7 وتثنية 14: 8) وكان راعي الخنازير مِن أحط المهن وأدناها، ولا يتعاطها إلاَّ الفقراء المُعدومون (لوقا 15: 15)؛ ولم يكن يسمح لراعي الخنزير أن يدخل الهيكل ولا أن يتزوج إلاّ من بنات رعاة الخنازير مثله، ولكن للجوع سطوى وسيطرة لا تقاوم، لذلك اضطر للعمل بمزرعة الخنازير ويعيش معهم ، ويقتاد من اكلهم...

ووصل إلى نهاية سيئة لانه من شدة جوعه يشتهي ان ينال من نصيب الخنازير بعض الخرنوب ليملأ بطنه ويسد رمقه، فوجد نفسه وحيداً، رث الثياب، جائع، فقد انسانيته ومكانته، متعطش للحب والحنان فقد السلام بعد ان فقد هويته؟؟، كان غنيا فصار فقيرا، كان بكرامة فقد كرامته، ونال الشوك من قدميه، وضاعت منه صورة أبيه، وشعر بالخجل من نفسه. ، لا بل وجد بأن الخنازير أفضل منه حالاً،  فرجع الى نفسه وسائل اين انا؟؟ هذه الفكره قادته ان يتذكر " كم اجير لابي يفضل عنه الخبز وانا اهلك جوعا " ....

 

 نلاحظ دائما الكثير من الشدائد والمصائب واللألام احيانا يستخدمها الله ليرجع الناس اليه، فقد وجد الابن الضال في وسط محنته وشدة قساوة معيشته، بان هناك الامل وباب مفتوح للخلاص، 

كان هذا الفكر الخطوة الأولى لرجوعه إلى ابيه، واستعدادا لرجوعه إلى الله. وبداية طريق التوبة، لان التوبة تبدأ بتغيير الفكر، كما حدث مع القدِّيس بطرس الذي رجع إلى نفسه عندما أنكر الرب ثم تطلع إليه، "فخَرَجَ مِنَ الدَّارِ وبَكى بُكاءً مُرًّأ" (لوقا 22: 62)..

 رغم ان اليأس كان قد اصابه من ان يجد الحل لمشكلته بسبب ما صنعه وسلكه بانجرافه وانغماسه في الخطية، ولكن الوضع لايتحمل التاجيل لا بد من قرار وان كان القرار صعبا الا انه مطلوب لانه ليس اصعب مما انا فيه من حال..؟؟ فلم يفكر بتراتبية العلاقة بيه وبين ابيه، لانه وجد نفسه انه اقل من ان يدعى بالبنوة، لانه يعرف حق المعرفة بانه اغتالها وقتلها هكذا اعتقد،؟ لان من خلال اعماله وتصرفاته المشينه توصلت الى هذه القناعة، لذلك وجد بان حضن ابوه ان لم يقبل رجوعه كابن فلا بد ان يقبله كاحد اجراءه..؟؟

 نهض وقال: «أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: «يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاك،" والسؤال لماذا يطلب الابن من ابوه ان يكون احد الاجراء وليس شئ اخر؟؟ لان المجمتع اليهودي وفي ( البيت ) اليهودي بشكل خاص كان فيه خمس طبقات من الناس تعيش فيه وهم:..

أولها الوالدين، ثم الأبناء، ثم العبيد الذين يشترونهم بالمال ويقيمون في البيت، ثم الخدَم الذين يجيئون يومياً للبيت للمساعدة، ثم الأجراء الذين يستأجروهم من السوق للعمل اليومي، وهؤلاء لم يكن لهم اية اهمية بالبيت، ولا تعرف اسماهم احيانا،  لذلك وجد الابن الضال نفسه بانه ليس مستحقا ان يكون احد المعروفين بالبيت .؟؟ لان تصرفاته، التي أضاع  بها كل امتيازات بنويته، لا يصلح أن يكون عبداً، ولا خادماً لان هؤلاء يعملون داخل البيت دائما، فهو لا يستحق ان يكون داخل البيت الذي خرج منه بارادته، لذلك لم يجد امامه من حقوق يطالب بها في هذا البيت؟؟ إلا ان يطلب من ابوه ان يقبله كاحد الاجراء اسوة بالاخرين الذين يستاجرهم والده. ..

  كان هذا التصرف من الابن بداية الاعتراف الصحيح، لأن إصلاح علاقتنا بالله يسبق إصلاح علاقاتنا بالناس، : عندما يعترف الإنسان بخطيئته، يتواضع ويقود الى التوبة الحقيقية،

فقرار الابن الضال بالرجوع إلى أبيه، دليل على صحة توبته، وما اعترافه بانه لايستحق ان يكون ابنا لك ، نلاحظ بان المثل تقصد به المسيح لان ما فعله الابن هو شبيه بفعل الجُناة والخاطئون وباقترابهم إلى المسيح ( لوقا 15 : 1 ":  ..

  كان الابن الضال بشوق ان يصل الى بيت ابيه، فترك الخنازير التي ترمز إلى الخطايا، كما الخاطئ يندس بالخطية فالخنزير تتمرغ في الوحل وتأكل الفضلات. ولم يفكر في بُعد المسافة التي تفصله عن بيت أبيه، ولم يقف في سبيل عودته عائق!.. ،

 

   لم يكن يتوقع بان من الجانب الاخر كان الأب المحب الكريم والغفور وذو قلب كبير وذو حكمة وبصيرة، يريد رجوع ابنه وينتظر بفارغ الصبر قدومه ورجوعه بدلا من استمرار تشرّده وانحرافه وضياعه،. ويقول الكتاب واذ كان لم يزل بعيدا راه ابوه فتحنن وركض ووقع علي عنقه وقبله". وكم كانت دهشة الابن من هذا الموقف؟؟ ، لانه كان ينتظر الرفض والعتاب والتوبيخ، فوجد من الاب الذي تركه بدون ان ترجف له طرفة عين، الحب والحنان والعطف ،..

 

  لا نستغرب من تصرف الاب ان يكون بهذه الصورة ، لان الاب الأزلي السماوي ينتظرنا دومًا بهذه الصورة للرجوع اليه بعد توبتنا فاتحا ذراعيه لنا، لذلك الاب لم يعاتب ابنه او يوبخه على ما فعل ولم يطلب منه الاعتذار، ولكن الابن وهو على صدر أبيه بحنان ومحبة ابيه فلم يستطيع ان يتمالك نفسه ويبقى بدون احساس تجاه احساس ابيه وبشكل لاشعوري وهو يسكب دموع الندم والخجل من موقف ابيه واستقباله له بهذه الحفاوه ، فاخذ يسرد ذنوبه معترفا طالبا طالبا مغفرته، فقال ياابي ، إِنِّي أخَطِئتُ إلى السَّماءِ وقدامك ولست مستحقا بعد ان ادعى لك ابناَ ".  فعندئذ لم يدعه أباه أن يكمّل جملته " فاجعَلْني كأَحَدِ أُجَرائِكَ" (لوقا 15: 19 " ..

  فالاعتراف مطلوب بالخطايا قدام الرب، لانه تعبر تذلل النفس امام خالقها، وطلب الصفح والمغفرة من باريها، لذلك لا تردد أن تعترف بخطاياك، ولا تنس بان " لنا شفيع هو المسيح يقول يوحنا الرسول برسالته الاولى 2 : 1 " وان أخطأ أحد فلنا شفيع عند الاب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا ، ولخطايا كل العالم "...

  عندها قالَ الأَبُ لِعبيده: أَسرِعوا فأتوا بِأَفخَرِ حُلَّةٍ وأَلبِسوه، ( تعني بانه لبسه رداء البر ) واجعَلوا في إِصبَعِه خاتَماً ( تعني اعاد له الكرامه واعطاه السطان ليختم  معاملات بيت ابيه ) وفي قَدَمَيه حِذاءً، ( يعني الرجوع  الى العمل وتحفظ الارجل من وعورة الطريق ، ( وتعبر عن حماية الانسان من الزلات والعثرات ) وقدموا العجل المسمن واذبحوه ( يرمز الى ذبيحة المسيح على الصليب )  فناكل ( يرمز الى سر الافخارستيا ) ونفرح " ( فرح اتحادنا بالمسيح  بعد الانفصال عنه، ليكون الفرح بالسماء ) .. ولازال الفرح مفتوحا لم يغلق .. وبغفران الأب لابنه العائد الى بيت ابيه أنهى الظلام، فضاءت أرجاء البيت بأنوار الحفل المبهج. فما أجمل الرجوع إلى الآب، وبرجوعه الى الاب حقق له الامان والحنان والمحبة والاطمئنان والسلام واكثر من هذا كله اعيدت له هويته " بنوته "  ".. ...

  

  ولكن مما يؤسف له بان في قمة فرح الاب برجوع ابنه الذي كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد، لم يكن هذا الفرح موجود عند الابن الاكبر، فعندما رجع من الحقل الى البيت سمع صوت الات طرب ورقصا ، فسائل احد الغلمان ما عسى ان يكون هذا ؟؟ فقال له اخوك جاء قذبح ابوك له العجل المسمن لانه قبله سالما، فغضب وأحس بمرارة وغضب لقبول أخيه الخاطئ في البيت، فرفض دخول البيت في الوقت الذي كان يجب عليه أن يقول: «ما أسعدني ان اجد أبي فرحا وسعيدا لانه انزاح عن قلبه همِّه بغربة اخي الصغير الذي كان ضالاً فرجع، ولكن تصرفه هذا رغم خروج والده اليه وطلبه منه ان يدخل البيت ليفرح معهم، الا انه اظهر مدى انانيته وجفاء طباعه المتكبِّرة ومحبته لنفسه دون الآخرين. متجاوزا على مشاعر أبيه، وهو يظن أنه صالح بار، وربما كان بكبريائه وتعنُّته سبب ضلال أخيه الأصغر. ، لم يرض أن يسامح اخيه ولم ويفرح بل ( قال تجاوزا على أبيه ابنك هذا ) لا حظوا قساوة قلب للابن الاكبر فابدَ حزنه، في حين كان الاب فرحا؛ وهنا الفرق بين الفرح والحزن، بانه هو القدرة على الغفران. ولذلك لمَّا رفض الأخ الأكبر الغفران لأخيه الأصغر فقد أضاع فرصة لاختبار الفرح ومشاركة الآخرين فيه، وضخَّم خطايا أخيه وقال لابيه إنه «أكل معيشتك مع الزواني» وبالرجوع الى النص لم يذكر للابن الضال هذه الخطية. وكما قال: ذبحت «له» العجل المسمَّن، ولم يقل: ذبحت " لنا " .. 

  من خلال الحوار الذي جرى بين الابن الاكبر وأبيه طهر لنا أنّه ليس سعيدًا: " فما أَعطَيتَني جَدْياً واحِداً لأَتَنعَّمَ به مع أَصدِقائي" (لوقا 15: 29). فأنه يحس بالبر الذاتي والخضوع لأبيه، ومع ذلك فانه يقوم بواجبه لكن منتظرا جزاء وشكرا من ابيه، اذا ما الفرق بينه وبين اخيه الصغير كلاهما لم يكونان سعيدان ولكن لكل منهم اسبابه، والفارق الوحيد بين الاثنين هو أنّ الابن الاكبر لم يترك البيت مثل اخيه الصغير بل بقي مع أبيه ..

ولكن المثل يعطينا النتيجة بان الابن الأصغر كان عند المسيح يمثل العشارين والخطاة الذين كانوا يتقربون للمسيح وان كانوا هم خارج الهيكل، واما الابن الاكبر يعبر عن الفريسيين والكتبة الذين هم حسب الظاهر داخل الهيكل، والفريقان من حيث لاهوت القبول متشابهان لانهما محرومان من العلاقة الشخصية برب الهيكل. وكلاهما خاطئ، ولكن الابن الأصغر تفوقه وتقدَّم واعترف بخطيته رافعا للرب توبته، واما الاخر كالابن الكبير فالخطيه تتبعه وان كانت لا تُرى الا انه  هو ضال وان كان داخل البيت. يمثل هذا تزمّت الكتبة والفرّيسيّين في موقفه هذا الّذي لا يعصي لأبيه أمرًا، لكنّه غير قادر على الاحتفال بعودة أخيه. بهذا الموقف يكون الابن الاكبر هو الضائع، وليس الصغير ،فانقلبت المعادلة ، فالذي كان بالخارج يرجع ويدخل للبيت ، واما الذي كان بالبيت ضل بالخارج ويرفض دخول بيت ابيه ، ..؟؟

   كانت فرحت الاب مع اولاده واهل بيته تكتمل لو شاركهم الابن الكبير، لانه هو كان الناقص في فرح اخية والاحتفال برجوعه، وكأنّ مجيء الخطأة إلى يسوع هو دعوة موجّهة إلى الكتبة والفرّيسيّين ليعرفوا عن مدى قساوة قلوبهم وينضمّوا إلى احتفال الرحمة الّذي يبهج السماء...

 وحسنا اعلن الاب عندما قال "هذا ابني كان ضالا" لم يقل ضالا، بل قال كان ضالا بمعنى بالماضي كان ضالا واما اليوم فهو في داخل بيت ابيه، واما الذي كان بالبيت وهو الابن الاكبر وان كان يقدم طقوس الطاعة والعبادة كواجب مثل غيره ممن يؤدّون واجباتهم الدينية كفروض، لان ادائهم لطقوسهم ليست ايمانية بل دينية شكلية غير معبره عن عمق المعنى الخلاصي، لهذا قال له ابوه يابني انت معي في كل حين وكل مالي فهو لك،  فينبغي ان نفرح جميعا ونسر لان اخاك هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد...

     نلاحظ موقف الابنين الأكبر والأصغر يشبه موقف «الفريسي والعشار»، فالفريسي يقول: «اَللّٰهُمَّ أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ٱلنَّاسِ... وَلاَ مِثْلَ هٰذَا ٱلْعَشَّارِ» (لوقا 18: 11)، والعشار لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلاً: «ٱللّٰهُمَّ ٱرْحَمْنِي أَنَا ٱلْخَاطِئَ» (لوقا 18: 13)، فنزل إلى بيته مُبرَّراً ..؟؟ .

 

 وأخيراً إنّ هذه القصّة هي قصّة كل واحد منّا. والربّ يتصرّف كأب مع الجميع. وجميعنا يجد نفسه فيها، قد يكون الابن الأصغر، واحيانا كثيرة نحن نعيش القصة كالابن الاكبر ..

ونبقى خارج بين ابينــا .. . لاننا جميعا خطاة ويعوزنا مجد الله .....رومية 3 :23 "  اميـــــن ..

 يعكوب ابونا ................................ 31 /7 /2023

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.