اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• اتحاد الطلبة العراقي: علامة مضيئة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

بشار قفطان

   مقالات اخرى للكاتب

 اتحاد الطلبة العراقي:

 علامة مضيئة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية

 

               انتم فكرتي ومنكم نشيدي         وبكم يستقيم لحني وعودي

                                         الشاعر الراحل الجواهري الكبير

 

هذه الأيام تكون قد مرت على تأسيس اتحاد الطلبة العراقي ثلاثة وستون عاما   .

ثلاثة وستون عاما من الكفاح المرير والنضالات الطلابية التي  حققت  العديد من المكاسب والانجازات المهنية لمجمل الطلبة طيلة العقود الستة المنصرمة  .

لقد كانت ولادة اتحاد الطلبة العراقي الذي نحتفل في ذكرى تأسيسه  منذ الإعلان عنه يوم الرابع عشر من نيسان عام 1948  وحتى يومنا هذا وسط أجواء من التحرك  والتضحيات الجسام و النضال الجماهيري المتعدد الأشكال  الذي خاضه الطلبة جنبا الى جنب مع سائر المنظمات والقوى  الوطنية والديمقراطية من اجل تحقيق الأهداف  المشروعة لسائر فئات المجتمع  العراقي .

إن الطلبة العراقيين فصيل اجتماعي واسع له من الأهداف  والمصالح التي تستحق التحقيق ولم يكن من السهل تحقيق تلك الأهداف والطموحات من دون خوض النضال الجماهيري المنظم وتحت قيادة  واعية مستعدة للتضحية والنهوض بأعباء النضال اليومي الدءوب .

ان دخول الطلبة المعترك المهني ألمطلبي والوطني والسياسي لم تكن بدايته يوم الرابع عشر من نيسان عام 1948  . ولكن سبقت ذلك اليوم  مجموعة من الهبات والتظاهرات الطلابية  من اجل تحقيق  المكاسب المشروعة ضمن استحقاقات المراحل  التاريخية , عام  1926 حيث الاضراب الطلابي  لطلبة الإعدادية المركزية  في بغداد  , والتظاهرات والاعتصمات التي خاضها الطلبة في  اعوام  1928  و حتى عام  1945 . وكذلك المشاركة الطلابية الواسعة مع سائر فصائل الشعب الوطنية  ,  وكان للطلبة دورهم  الواضح والمتميز في وثبة كانون  الثاني عام 1948  في إسقاط معاهدة بورت سموث الاسترقاقية .

دماء  الطلبة العراقيين من الشهداء والجرحى  اختلطت مع الدماء الزكية التي اريقت من معظم المشاركين  في تلك الوثبة  من الرجال والنساء  والشباب والشيوخ  .

لم تمض سوى عدة أسابيع على الوثبة وما أفرزته من النتائج  بحلوها ومرها . احتشد  جمع غفير من الطلبة في ساحة السباع يوم الرابع عشر من نيسان عام 1948 وسط حضور اكثر من مائتي مندوب  يمثلون اغلب طلاب المعاهد والكليات والمدارس الإعدادية والثانوية وتحت  شعار قي  سبيل حياة طلابية حرة ومن  اجل  مستقبل أفضل . اعلن عن عقد المؤتمر التأسيسي الأول للطلاب العراقيين, وضمن برنامجه ونظامه الداخلي مضامين  مهنية وديمقراطية .

( الاتحاد منظمة ديمقراطية ذو طبيعة وطنية عامة يتيح دستوره انضمام كافة الطلبة العراقيين بمختلف انتماءاتهم السياسية او القومية او الدينية  ) . ومنذ ذلك اليوم بدأ النشاط الطلابي المنظم الذي اعتمد البرنامج  الذي يهتم بمشاكل الطلبة على مختلف اتجاهاتهم  وانتماءاتهم  الفكرية ,  و إقرار نظام داخلي يعتمد الهيكلية التنظيمية  للانتماء  والعمل في صفوف الطلبة من اجل وحدتهم ,

كل ذلك جرى وسط حماية مجموعة من العمال خشية الاعتداء على الطلبة المؤتمرين اعوان نظام الحكم  وبمشاركة شاعر العرب الأكبر الراحل ألجواهري الذي وضع بصماته الثورية  على المؤتمر  وأثار في الحضور  مشاعر الحماس وروح الإقدام في نفوس الحاضرين في رائعته المشهورة 

 

يوم الشهيد تحية وسلام  بك والنضال تؤرخ الأعوام

وهو الذي فقد أخاه جعفر شهيدا  في الوثبة الوطنية مطلع العام مع كوكبة من الطلبة الشهداء  وشرائح أخرى , واستمر العطاء والمشاركة الميدانية للطلبة بقيادة اتحادهم المناضل في الذود عن مصالحهم  بشكل خاص  ومصالح أبناء شعبهم  المبتلي بأنظمة الاستبداد والاضطهاد ,

والطلبة  بطبيعة الحال ينتمون الى شرائح اجتماعية مختلفة  من العمال ,  والفلاحين  , وشغيلة الفكر واليد والطبقات الاجتماعية الوسطى .

تصدر الطلبة بقيادة اتحادهم المناضل  مع  القوى الوطنية والديمقراطية الاخرى  وثبة تشرين  عام 1952 ولن يتخلف عن سائر الانتفاضات  والنضالات الواسعة التي خاضها ابناء الشعب في عام 1956 لنصرة الشعب الجزائري ضد العدوان الفرنسي الغاشم والشعب المصري ضد العدوان الثلاثي  . 

قدموا على هذا الدرب العديد من الشهداء والجرحى والسجناء والمفصولين .

كان لهم دورا فاعلا في إسناد ودعم ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية التحررية ولم يكن ذلك الانتصار بمعزل عن  نضالاتهم

حقق اتحاد الطلبة ظروف عمل علنية بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز , وانعقد مؤتمره الثاني في السادس عشر من شباط عام 1959 في العاصمة العراقية  وبحضور الزعيم الوطني الراحل عبد الكريم قاسم وشاعر العرب الأكبر الجواهري . وعدد من المسؤولين والشخصيات الوطنية وممثل عن اتحاد الطلاب العالمي . واحتل  اتحاد الطلبة في الجمهورية العراقية  مواقع قيادية في اتحاد الطلاب العالمي  حيث شغل منصب السكرتارية للفترة من عام 1961الى  عام  1971. وشغل منصب نائب الرئيس للاتحاد العالمي للفترة من 1971 الى 1977  , وقد  استضاف الاتحاد عام 1960 مؤتمر اتحاد الطلاب العالمي في العاصمة العراقية بغداد اذ كان المؤتمر تظاهرة طلابية عالمية رائعة وقت ذاك  .

وبسب النشاط المثابر للطلبة بقيادة اتحادهم المقدام  من اجل ترسيخ المفاهيم الديمقراطية وتعزيز المكاسب المهنية والأكاديمية للطلبة وتحسين ظروف  السكن في الأقسام الداخلية وتعزيز الديمقراطية في العراق  . في 23 تشرين الثاني من عام 61  قامت  مجموعة من الطلبة  لشق وحدة الحركة الطلابية في العراق بالإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة العراق حيث عقد مؤتمره الأول  في الكلية الطبية العراقية . وكان بالضد من أهداف اتحاد الطلبة في الجمهورية العراقية . تلك المنظمة التي مهدت  من خلال الاضراب الطلابي في كانون الاول من عام 1962 بالتمهيد  للانقلاب الدموي في الثامن من شباط من عام 1963 . وصار ذراع للسلطة الدموية بعد انقلاب شباط  حيث اقدم  على تصفية العديد من الكوادر الطلابية واعداد من الطلبة  المنضوين تحت لواء اتحاد الطلبة  وممارسة بعض اعضائه ابشع انواع التعذيب ضد خصومه  .  وملاحقة واعتقال وفصل  المئات منهم .

ولكن تلك الهجمة لم  تشل وتثني القيادة الواعية لاتحاد الطلبة من  اخذ دورها الفاعل في مقاومة الانقلاب وفضح ممارساته الدموية من خلال حضوره وحضوته في اتحاد الطلاب العالمي باعتباره عضوا فاعلا فيه وتواصله مع المنظمات الديمقراطية العالمية  الاخرى . ونشط دوره في العمل السري وتجميع اعضائه . واستطاع ان يحقق نتائج باهرة في الانتخابات الطلابية التي جرت عام 1967  في المعاهد والكليات  ومدارس الاعدادية مما دفع بالنظام الحاكم الى الغاء تلك الانتخابات .

مما عزز من مكانة الاتحاد في الاوساط الطلابية داخل العراق  وخارجه لدى المنظمات الطلابية الديمقراطية .

لقد تعرض اتحاد الطلبة العام في العراق الى  شتى محاولات التصفيات الجسدية والفكرية طيلة العقود الستة الماضية  . ولكن الاتحاد ضل وفيا للمباديء التي تاسس من اجلها  وكل المحاولات باءت بالفشل الذريع . وكانت له مساهماته التي لايستطيع احد نكرانها , والدور البطولي الذي اضطلع  به جنبا الى جنب مع فصائل حركة الانصار في كردستان في مقارعة النظام الدكتاتوري البغيض وسقط منهم العديد من الشهداء ضحايا مع رفاق  الدرب والسلاح .

وتميز نشاط اتحاد الطلبة في الجمهورية العراقية تصدر نضالات الطلبة على مر العهود وتوثيق ذلك قي مؤتمراته الثمانية التي عقدها منذ بداية تاسيسه وحتى يومنا هذا تلك المؤتمرات تعني التجديد في البناء والعمل .

بعد سقوط النظام  الدكتاتوري في مطلع نيسان عام 2003  لعب اتحاد الطلبة العراقي وما زال يلعب  دورا هاما من اجل وحدة الحركة الطلابية  بين مختلف فصائلها  من اجل النهوض بالواقع الطلابي والتربوي في العراق وفق برنامج وطني  يعزز مسيرة العملية االتربوية الجارية في البلاد  .

واليوم يضطلع اكثر من اي وقت مضى  بمهامه المهنية و الوطنية جنبا الى جنب مع سائر القوى والمنظمات  الوطنية والديمقراطية من اجل اصلاح العملية السياسية الجارية في البلاد ومعالجة الثغرات التي ستؤدي الى الانقضاض على التجربة الديمقراطية الوليدة .

عاشت الذكرى المجيدة لتأسيس اتحاد الطلبة العراقي في الرابع عشر من نيسان عام 1948

وليبقى مؤتمر السباع علامة مضيئة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية

المجد والخلود لشهداء الحركة الطلابية العراقية

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.