اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
مصدر: صفقة «حماس» وإسرائيل قد تتم «خلال أيام» - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• من انقلاب شباط 1963 لنأخذ الدرس -//- بشار قفطان

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

من انقلاب شباط 1963 لنأخذ الدرس

بشار قفطان

خمسون عاما ومرير الكفاح ... يشيب منه الطفل قبل الغلام

خضناه جباريـن في سوحـه ... أهـــون ما نلقـاه موتا زؤام

شاعر العرب الأكبر ألجواهري

خمسون عاما مرت على إحدى ماسي شعبنا الأليمة ومازال الآلاف منهم يعاني من أثارها

صبيحة يوم الثامن من شباط عام 1963 م المصادف الرابع عشر من رمضان سنحت الفرصة لحزب البعث ومن تحالف معه من القوى المعادية والمتضررة من الانجازات الوطنية الديمقراطية التي حققتها حكومة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 من الاستيلاء على مقاليد السلطة في العراق , بانقلاب دموي وسط موجة من السخط والاستنكار من قبل حركات التحرر الوطني ومنظومة البلدان الاشتراكية وكل قوى السلم والديمقراطية في العالم .

إن الانجازات التي تحققت بعد انتصار الثورة المجيدة والتي غيرت من ميزان القوى لصالح قوى التحرر والسلم في العالم في شتى الميادين ’ الاقتصادية , والسياسية ’ والاجتماعية جعلت من القوى المضادة ان توحد صفوفها وبدعم من دول اقليمية ومخابرات أجنبية من التخطيط لاغتيال الثورة وقادتها ومحاولة إنهاء دور القوى المساندة لها.

و ان ما حصل يوم الثامن من شباط لم يكن مفاجئة لبعض القوى الوطنبة والديمقراطية المتابعة للوضع السياسي , حيث كانت تحذر من ذلك حرصا منها على مستقيل البلاد , وعبرت عن ذلك خلال بياناتها ولقاءاتها المتواصلة مع قادة الثورة , ولكن ما يؤسف له ان القوى المعادية بقيت تحتل مواقع مهمة في اجهزة السلطة ونجحت من دق إسفين في العلاقة بين قادة الثورة والقوى التي تناضل من اجل تطوير المنجزات المتحققة بحكم المصالح الطبقية للقوى المستفيدة كقانون ( رقم 80 ) الذي اعاد للدولة العراقية هيمنتها على ثرواتها النفطية وقانون الإصلاح الزراعي , والخروج من حلف بغداد ودائرة الجنيه الإسترليني , وقانون الأحوال الشخصية , وغيرها من القوانين.

وقد نجح اعداء الثورة ومن خلال نفوذهم في السلطة من العمل بحرية وبكل الوسائل في التهيئة من اجل الانقضاض على السلطة واسقاطها .والاستفادة من النهج الا ديمقراطي الذي اخذت تنتهجه السلطة , وتراجع الأوضاع السياسية في البلد , كمصادرة الحريات الديمقراطية والحد من نشاط الأحزاب والصحافة وقيام الحرب في كردستان أيلول عام 1962,

لقد سبق انقلاب شباط تحضيرات وفعاليات شخصت أهدافها قيادة الحزب الشيوعي العراقي ويعض المنظمات الديمقراطية وخصوصا اتحاد الطلبة العام.

خصوصا عندما قامت واجهة حزب البعث .. الاتحاد الوطني لطلبة العراق بفرض الإضراب على الطلبة في العاصمة بغداد وبعض المدن شمل العديد من الاعداديات والمعاهد والكليات في كانون الأول من عام 1962 , وعبرت البيانات والتصريحات الصادرة وقت ذاك من قيادة الحزب الشيوعي واتحاد الطلبة العام ان الاضراب هو التمهيد للانقلاب المرتقب ’ ولكن ان قادة الثورة استصغروا حجم التأمر واستخفوا به , وذهبوا الى ما مفاده ان اليسار يحاول التهويل واستثمار الفرصة لتحقيق المكاسب لصالحه .

ولكن خطل تلك السياسة كانت نتيجته المروعة يوم الثامن من شباط اذ حصل ما كان متوقعا .

وقعت ابشع مجزرة دموية قادها حزب البعث وحلفاءه الذين خططوا لانقلابهم في دهاليز الدوائر الغربية

.. يوم الانقلاب استغل الانقلابين مشاعر وتعاطف الجماهير المحتشدة أمام وزارة الدفاع وخداعها برفع صور قائد 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم على الدبابات والمدرعات في تحقيق مأربهم الدنيئة ومن ثم تصويب فوهات أسلحتهم لتحصد العشرات منهم .

وان الحديث عن دموية ذلك الانقلاب لم يقف عند حد وقد عبر عنه البيان ( رقم 13 ) سيء الصيت الذي أعلنه الحاكم العسكري والذي أباح فيه قتل الشيوعيين أينما وجدوا .

كشف الانقلابين عن حقدهم الدفين إزاء القوانين الوطنية والديمقراطية والقوى التي ساندتها لأنها كانت تعبر عن مصالح شرائح واسعة من أبناء شعبنا .

طالت تلك الهجمة الدموية الشرسة منذ يوم اليوم الأول للانقلاب خيرة أبناء وبنات شعبنا من مدنين وعسكريين ’ عمال ’ وفلاحين , طلبة ’ وشباب ’ و من مختلف الأديان والقوميات والمذاهب ,الشهداء سلام عادل وحسن عوينة وعبد الرحيم شريف وتوفيق منير ومحمد حسين ابو العيس ومتي الشيخ وجمال الحبدري وسعيد متروك والزعيم عبد الكريم قاسم وجلال الاوقاتي وفاضل عباس المهداوي ووصفي طاهر ماجد محمد امين وحسين خضر الدوري والآلاف من الشهداء الذين سقطوا صرعى دفاعا عن منجزات الرابع عشر من تموز سواء أمام وزارة الدفاع او شارع الكفاح وعكَد الأكراد ومدينة الكاظمية والعديد من المدن العراقية .

و اعتقال عشرات الآلاف من المواطنين رجالا ونساء حيث اكتظت بهم المدارس والسينمات والملاعب والساحات العامة والمعسكرات بالإضافة الى السجون والمعتقلات . وصار قصر النهاية والنادي الاولمبي في الاعظمية مسلخا بشريا يضاف الى بعض المواقع السرية لتصفية الخصوم باشع وسائل التعذيب فيها ,

اليوم علينا ان نستخلص الدروس والعبر من تلك التجربة الأليمة التي ما زال ابناء شعبنا يعاني من بعض نتائجها وأثارها, والتي يتطلب فيها وحدة القوى الوطنية والديمقراطية في برنامج وطني يخرج بالبلاد من أزمتها السياسية , و التي سيؤدي استمرارها الى نتائج وخيمة لا يحمد عقباها ’ ويبقى إنصاف ضحايا انقلاب شباط الدموي مطلب وطني وجماهيري مشروع ,

المجد والخلود لشهداء الشعب والوطن ضحايا انقلاب شباط الدموي

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.