اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• بنت رسطاليس ... مدينة العطاء -//- بشار قفطان

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

 

بشار قفطان

 

بنت رسطاليس ...مدينة العطاء

مجدا لأبطال انتفاضة الحي الباسلة في عام 1956

 

يابنت رسطاليس لحتِ (بواسط )...فنزلت (حيا) بالصبابة حاشدا

يابنت رسطاليسقصي نستمع... عن عاشقيك أقاربا واباعــدا

عن واهبين حياتهم ,ما استعبدوا ... للشاكرين ولم يذموا الجاحدا

والصاعدين الى المشانق مثلما... ارتـقت النسور الى السماء صواعدا

شاعر العرب الأكبر الجواهري قالها في مدينة الحي ربيع عام 1947م

 

 

تمر هذه الأيام الذكرى السادسة والخمسون لانتفاضة كانون الاول عام 1956 في مدينة الحي البطلة .

إنها أيام خالدة في أذهان من ساهم وشارك في تلك الانتفاضة الشعبية الباسلة التي عبرت عنها وحدة ابناء المدينة بأروع الصور في التضحيةوالعطاء .. لقد كان لقيادة الحزب الشيوعي العراقي في القضاء دورا أساسيا وبارزافي التنظيم وقيادة الانتفاضة وبمشاركة أوسع الجماهير التي جسدت تلك الوحدة.

في مثل هذه الأيام من عام 56 كانت مدينة الحي الباسلة تعيش أجواء خاصة بها, من الوحدة الوطنية والتلاحم الكفاحي بين أبنائها ضد سطوة النظام الملكي شبه الإقطاعي . ذلك النظام الذي وقف متفرجا على العدوانالثلاثي ( البريطاني الاسرائلي الفرنسي) ضد الشعب المصري البطل . في تلك الأيام الخوالدتصاعدت موجة الغضب الجماهيري الموحد ضد سياسة النظام الاستبدادي المدعوم من قبل الدول الاستعمارية وخصوصا دولةبريطانيا العظمى .

لقد مارست السلطة الغاشمة شتى وسائل الترهيب والترغيب لإذلال أبناء المدينة الباسلة , ولكن تلك الممارسات كان مصيرها الفشل الذر يع . وإصرار أبناء المدينة على كسر جدار الخوف وصارت مثلا للعديد من أبناء المدن العراقية , والتضامن العمليمعالشعب المصري الشقيق الذي وقف بوجه العدوان الثلاثي بكل شجاعة وبسالة مدافعا عن وحدة أراضيه وسيادته الوطنية ,جماهير المدينة صعدت من المواجهة مع السلطة وأعوانها . وكانت وسائل الأعلام المسموعة والمقروءة التي تتحدث عن تضحيات ابناء مدينة بورسعيد وما قام به الضابطالسوري جولجمال في مهاجمة السفينة الحربية الفرنسبة جان بار التياريد لها ان تدمر ما تبقى من مدينة بور سعيد لتحولها الى مدينة اشباح . وقد قام بعمله الفدائي الذي استشهد بسببهيوم الرابع من كانون الأول من عام 1956 . ونتيجةما يسمعه ويتداوله أبناء مدينة الحي الباسلة عن تلك ألآنباء يزدادون صلابة وشجاعة ’ويأخذهم الحماسفي مواجهة مخططات النظام الملكي . الذي اضطرت سلطته المحلية في القضاء الى استقدام فوج من شرطة قوة السيارة المدجج بشتى أنواع الأسلحة وحتى الثقيلة منها , لإركاعوكسر شوكةابناء المدينة الباسلة .

لقد عاشت المدينة أوضاعا من الاستعداد والتأهبواستمرار التظاهرات الصاخبة والإضراب الطلابي المفتوح و تعطلت الدراسة في الثانوية الجعفرية .

وسبق أيام الانتفاضة احتلال كافة المراكز الحيوية في القضاء وخصوصا البريد ولم يبق بيد السلطة المحلية من تأثير سوى على مركز الشرطة .

 

كل تلك ألأحداث المتسارعة حصلت في شهر كانون الأول من عام 1956.

لقد وجدت حكومة العهد الملكي فرصتها في تلك الفترة للانتقام ولتنفذ ما خطط له وزير الداخليةالعراقيسعيد قزاز وتنفيذ ما قاله : وبلهجة لغته القومية في مطلع عام 1956(قضا حي مو لازم )

وكان يوم الثامن عشر من كانون الأول من ذلك العام يوم تاريخي في حياة مدينة الحي بشكل خاص ومعظم المدن العراقية بشكل عام . في ذلك اليوم الخريفي وقف أبناء مدينة الحي وقفة رجل واحد شيبا وشبابا , رجالا ونساء طلابا وكادحين’ في اكبر تحدي لقوات الشرطة التي اسْتُقدمتلضرب المدينة واحتلالها وكسر شوكة أبنائها, وفي معركة غير متكافئة من حيث ألعده والسلاح ’ تكبدت القوات المهاجمة العديد من الخسائر وعبرت عن هزيمتها تلكفي ضرب المدينة بثلاث قذائف هاون لإرهاب المواطنين العزل وخصوصا النساء والأطفال .

لقد تمثلت تلك المعركة ولسان حال الشباب المنتفض كان يردد قول الشاعر ألجواهري الكبير

الغي ينجد بالرصاص مزمجرا...والرشد ينجد بالحجارة حاصبا

وكانت خسائر المنتفضين من جراء تلك المعركة كل من الشهداء الأبطال : كاظم عبد الصائغ ’ وركَية شويلية , وحميد فرحان الهنون والعديد من الجرحى منهم المرحوم سيد عبد السيد حسين ( ابو لهيب ) وجليل ناصر , ومهدي عبد الله الوادي , و بعض النساء .

لازالت ذكرى انتفاضة مدينة الحي المجيدة ودماء شهدائها البررة طرية في ضمائر ووجدان أبناء شعبنا العراقي . اعتزازا ووفاء لطيبة أبناء المدينة الباسلة .

لقد فاقت شجاعة قادة الانتفاضة كل التصورات وخصوصا البطلين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباسالذين تأرجحا على أعواد المشانق فجر يوم العاشر من كانون الثاني عام 1957, وأصيب جلادوهم بالذعر والفزع لحظة إعدامهما وهما يرددان هتافات الحياة للشعب وحتمية انتصار القضية التي اعدما من اجلها .

ان انتفاضة مدينة الحي الباسلة عام 1956 كانت احد أسباب التعجيل في قيام جبهة الاتحاد الوطني مطلع عام 1957م ومن العوامل المهمة في قيام ونجاح ثورة الرابع عشر من تموز الوطنية عام 1958 .

عاشت الذكرى السادسة والخمسون لانتفاضةمدينة الحي الباسلة وتحية إجلال وإكبار لقادتها الشجعان

والمجد والخلود لشهدائها الابرارعلي الشيخ حمود .. عطا مهدي الدباس .. عبد الرضا الحاج هويش

كاظم الصائغ .. ركية شويلية.. حميد فرحان الهنون

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.