اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• حكايات ليست من جدتي

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 
 

 بشار قفطان

حكايات ليست من جدتي

                 ليس من كان يا ما كان

 

في زمن ليس بالبعيد  ..  "  أواسط القرن الماضي كنا عائلة متماسكة في كل شيء وأمر ها بيد الأب وإلام وهذا ما يتمثل بمعظم العوائل من أبناء المدينة .الحياة بسيطة بمعناها . والتقاليد الاجتماعية تمتاز ببساطتها أيضا .تقاليد وعادات لايمكن نسيانها  ، فيها طعم النخوة والشهامة والطيبة الغير محدود ، عززت من أواصر الوحدة والتكاتف بين الناس . في أفراحهم وأتراحهم .لكل شيء عندنا له طقوس ،الخطوبة والزواج  لها طقوسها ومناسبات العزاء والفواتح على أرواح الراحلين أيضا لها  خصوصيتها ، وحتى حالات ختان الأطفال  لها طعمها . ولا انسي زاير حسين الحلاق ،الماهر في الختان  عندما يوهمنا في النظر إلى السقف او السماء لينفذ مهمة عمله من دون خوف أو تمرد على عمليته

الحراس الليلين معدودين ومعروفين  .وإذا حصلت سرقة ليليه في منطقة احد الحراس ، الحارس يترك المهنة تأنيبا لضميره  لفشله في تأدية واجبه ويبتعد عن الأنظار لفترة من الزمان استحياء من الأهالي ، واللص الذي يقبض عليه متلبسا بجريمته يهرب من المدينة خجلا وخشية ملاحقته وإفراد عائلته بعاره .

 لا احد في المحلة او حتى المدينة يملك مروحة منضدية لعدم توفرها في أسواق المدينة حتى في شهر أب اللهاب المروحة في ذلك الوقت المهاف أو ورق المقوى ،  ولكن أصحاب الجاه من المتنفذين ورجال السلطة لهم وسائلهم في تلبية حاجاتهم بالطرق البدائية ، ولا الثلاجة الكهربائية اوالوسائل المشابهة لها اللهم صندوق الخشب المبطن بصفائح التنك  لحفظ بعض المواد الغذائية  بواسطة الثلج او كونية قلم الأحمر للغرض نفسه ( الْْحِب والحَبانه والشربة أوعية تبريد الماء  السائدة في معظم البيوت )  رخيصة ومتوفرة ،  ولا كان للكهرباء تأثير على حياتنا اليومية . هذه مفردات عشتها ولم اسمعها من احد بالرغم من قدمها  ، ولكني أقربها من القاري العزيز  ، في مطلع خمسينات القرن الماضي , دارنا بلا رتوش من اللبن  وطابوق الكورة لكنها  أفضل من بناء الجيران القريبين منا من حيث البناء والسكن . من حقك ان تسألني هل كانت أزقتكم ودرا بينكم مبلطة  .؟ لا والحمد لله  عرفنا التبليط بعد انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة  عندما عمل تبليط الشوارع  طيبي الذكر والرحمة  عيد يخشي ومساعده ابنه البكر خزعل  وشريكهم الحاج عزيز النجار ولا اعرف اسم أبيه بالرغم من علاقتي الوطيدة والقديمة بابنه البكر كريم  .

 دارنا تقع في زقاق لا يزيد طوله عن المائتين مترا  تنتهي بدربونه ضيقة قريبة من نهر الغراف ، تلك الدربونة لها من الحكايات والأساطير التي كانت تحدثنا عنها جداتنا  ،  انها مسكونه..."  ؟  فيها الجني والطنطل و والويل  لمن يمر منها  .. خصوصا وقت الغروب، ولكن علمونا بعض وسائل الخلاص والمرور الأمن عندما نرى ما لايسرنا ..  علينا أن نقول

 ( خيط ومخيط  خيط ومخيط ) .. " حيث ان ذلك الطنطل سيختفي هو او الجني ، الان أخذت حقي من المرور المتكرر في تلك الدربونة  التي بقيت على حالها  كأني أستوفي ديونا قديمه ،

لأني بقيت لحد هذه اللحظة لا اعرف السباحة خوفا من الجني والطنطل والحوتة التي كانت تنتظرني في نهر الغراف  بالرغم من إصرار أخي الكبير على تعليمي السباحة ولكنه تركني عندما يوما غرقت من بين يديه وعانى ما عانى هو ومجموعة  السباحين في انتشالي من الغرق  .

 دارنا مساحتها تسعين مترا بالتمام والكمال ،  فيها ثلاث غرف ، واحدة أخليت للضيوف او  الطوارئ والخطار تسمى الديوانية.وهناك ممر ضيق يطلق عليه اسم المجاز ، وغرفتين متجاورتين لا تبلغ مساحة الواحدة  2 × 3 مترو اعتقد بالغتْ ، ولكني لا ادري نحن العشرة أنفس نستغل هذه المساحة للمنام وكما نعلم إن الظروف الجوية في الفصول الأربعة ليست عليه كما هي اليوم الشتاء شتاء والصيف بالمعنى ولا احد يعرف الانحباس الحراري ، او عن تلك الظواهر الطبيعية التي علمنا عنها علماء الفيزياء والفلك في أحد ليالي الشتاء الباردة صادف عمي المعمم وهو روزخون محترف كوالدي وباقي أعمامي ، لهم باع  موروث في إحياء المراثي الحسينية في رمضان وعاشوراء( روزخونية ) ضيفا عندنا قادما من عناء سفر بين القرى والأرياف المهم في تلك الليلة الشتائية الكل نيام  ، هرع الجميع على صراخ احد إخوتي مرعوبا من نومه  وهو  يبعثر ما كان عليه من الملابس . ولكن لا احد يجرؤ على التقرب منه  او يستطلع حقيقة الامر عن قرب، عمي الضيف كان اول من سمع وحضر هذا المشهد ، ولكنه سرعان ما ترك الصراخ والهرج والمرج الذي هيمن على جميع افراد العائلة يسمعه بكلتا إذنيه وعاد الى فراش نومه ونسي عبارته التي يكررها دوما بمناسبة او دونها

 ( باليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما  ) اذ انتحى جانبا وصار خارج ساحة المعركة لائذا بفراش نومه ينتظر نتائجها وكأنه انزل من أوامر القسم الثاني القدر والواجبات , ولا أنسى ذكر هذه الطريفة التي حصلت له يوما في العاصمة بغداد عندما كان ضيفا عند ابنته في منطقة قرب حافظ القاضي ، وكلفته فجر ذلك اليوم ان يجلب لهم الصمون من الفرن القريب  من الدار التي يسكنوها ، وكان يملك ربع دينار لا غيره ، وعندما خرج من الدار صادفه اثنان يتشاجران  ، طيبته دفعته للتدخل و فض نزاعهما  وعندما توسطهما وسّمهَ المتشاجران بضرباتهم وصار صيدا سهلا لهما ، استطاع ان بفض النزاع وتشابك الايدي الذي كلفه مزيدا من ضرباتهم  ويمضي كل منهما لحال سبيله ، اما  العم المّوسم بجزاء تدخله عندما اقترب من فرن الصمون  ومّدّ يده لجيبه لبستل  الربع دينار ليدفع ثمن ما يحتاجه من الصمون لم يعثر على خرجيته

لحظتها اكتشف انه دخل معركة وهمية اختارها له ضاربي الجيب اللذان وسّماَهُ بضرباتهم ونشل الربع دينار وعاد الى ابنته  ( أيد ورا وأيد كدام ) , والحمد لله على نصره لعبده في اصلاح ذات البين وفض النزاع وهو يندب حظه في هذا الصباح

نعود إلى الصراخ الذي ازداد وكاد أن يهيج الجيران الذين كانت نخوتهم لا نحسد عليها وفتذاك .

شاهدت شقيقتي الصغيرة في وقتها دبيبه  أو حشرة لم تستطع توكيدها لكنها أشارت إلى أبي وأمي إليها  صاح الاثنان بصوت مدوي  ( ولكم الحَكَوا عكُرب  )  ولا اعرف بمن انتخوا  ..."؟

ومعظم إفراد العائلة صاروا بالإنذار والواجب . احد إخوتي تناوش القبقاب  القريب منه الذي كان تستخدمه أمهاتنا في لبسه بدلا من الشحاطات والأحذية الحديثة التي ينقصني معرفة أسمائها الان ،   وتفتقت ذهنية الجميع برمي المنكوب بما توفر من القباقيب والنعالات  لغرض قتل هذه العقرب  اللعينة  منغصة النوم علينا                                                           
 الدماء أخذت تسيل من صاحبنا المنكوب والعقرب تصول وتجول على إنحاء جسده .عندها صاح احدهم بالمكتوي بلدغاتها  .." انزع الدشداشه  وماكان من شقيقي إلا أن نزع دشداشته  وانتصر الشجعان على ذك الزاحف القذر . بعد مدة غير قصيرة استولى العسكر على الهدف.وقتل العدو شر قتلة ومثل به ، منهم من قطع ذنابته  وقسم سحق الراس بقبقاب والدته

المنكود بلدغاتها قال لهم   اثار القباقيب  والنعالات التي طالتني كان وقعها عليّ اشد بكثير من لدغاتها . واما  عمي الضيف بعد إن سمع  بانتهاء نتيجة المعركة جلس إلى جانبنا يحكي بطولاته في تلك الليلة مختتما حديثه هذي عقرب سامه ادفنوها في مكان بعييد .

  2 –

 الشتاء  مليء بالمفاجآت في بيتنا  وفي إحدى تلك الليالي جلستنا مستديرة حول منقلة النار التي نتحمى عليها ولربما من يقول جلسة مستطيله  لان المنقلة مستطيلة الشكل أو مربعة ، لكن المرحومة الوالدة  اعتادت ان تضع منقلة النار في احد صواني الصفر او الفافون خشية أن تحترق الافرشة من السجاد والبسط التي وضعت على ارضية الغرفة من شدة نار المنقلة .

الحكايات تتوالى على فم الوالد من القديم  الذي عاشه او سمعه، وما نعيشه في وقته من جديد  ، الكل ينصت صاغيا في سماع تلك الأحاديث ولكن ما نغصها  ذلك ألجرذي الذي اخترق باب الغرفة ليدخل بيننا وصار مثل (  زعيب خراب اللعيب )الكل ترك الوالد وانفضوا من حوله حتى هو ظل مبهورا من هذا الضيف الثقيل وكيف تتم معالجة الموقف ، بالوقت الذي كنا قد نصبنا الكمائن والمصائد  . لكن زائرنا تخطى كل هذه المعوقات والعراقيل وتحدى  ودخل في غرفة ملاذنا ، تم سريعا مناقشة الموقف واتخذت الإجراءات  الكفيلة دون خروج هذا ألجرذي المتحدي بسلام . صدرت الأوامر :  غلق باب الغرفة اولا وسد جميع المنافذ التي تمكنه من الخلاص

احد إخوتي تبرع ان  يفتح شليل دشداشته  عند محاصرة العدو وتطويقه  وجعل شليل الداشة المنفذ الوحيد الذي يستطيع المرور منه  ، بدء الهجوم  في التفتيش عن مكان الاختفاء بواسطة ملقط الفحم الذي كان بقرب المنقلة وبين الكر والفر وقع المطلوب في الشرك الذي نصب له  حيث وجد ملاذه الامن الطريق التي فتحناها له صار في شليل الدشداشة ، ولكن لم توضع الخطط الكافية في كيفية القبض على هذا العدو المتحدي بعد سقوطه في الفخ .عقد اجتماع استثنائي لتدارس إنهاء عملية  .." جعله شليل الداشة درعا بشريا له

لان أخي استسلم من خوفه وصار مرعوبا عندما استخدم ألجرذي كل وسائل الدفاع للخلاص من الأسر  ، ولكن لاتحد  يعرف ، صرنا أمام خيارين إمكانية إفلات المأسور من الكمين  او قليلا من شجاعة من صار ضحية لوجود الجرذي في شليل دشداشته ، ولكن صيحات النخوة  في الشد من عزيمة الذي جبن  اخر  اللحظات من انتهاء تنفيذ المهمة . هنا تقدمت الوالدة وهي غير واثقة من نجاحها ولكن خشيتها على رعب وصدمة ابنها تقدمت واستطاعت من مسك شليل ابنها وهنا ساهم الآخرين بنزع الدشداشة وقتل المعتدي في  عقر الدشداشة  ودخلت في سجل الخسائر . ودفنا من أزعجنا   وصارت الدشاشة كفنه هنا ذكرتني تلك الحادثة الشبيهة لها  عندما كان صاحب محل البقالة الذي استحوذ على بضاعته من الفاكهة جرذي دخل المحل من دون استأذان .الصانع طرح على أستاذه صاحب المحل شراء مصيدة خشبية ووضع شي من الغذاء ليكون كمينا لاصطياد هذا المنغص في أوقات العمل  . تم شراء الفخ ونصيه .عندما حضر الصانع فجر اليوم التالي ليفتح المحل قبل أستاذه وجد المجرم وقع في الفخ ويركض جيئا وذهابا داخل المصيدة وعندما شاهده الصانع تفتقت ذهنيته وأشعل سيكارة واخذ يلذع أسيره بنار سيكارته والجرذي ازداد في حركته من شدة الاذى من شدة النار .. ولكن الصانع كلما لسعه  يقول له :  هاي سهلة  .. مكيف؟ خل يجي " إستادي وأشوف شيسويلك ..؟ رحم الله استاذه

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.