اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• محـــطات فـي الذاكـرة

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

بشار قفطان

مقالات اخرى للكاتب

·        محـــطات فـي الذاكـرة

 

قبل الدخول  في تلك المحطات لابد من الاستئذان في الحديث

كان أحد معارفي ضابط صف في الجيش العراقي السابق , وقد تميز عن أقرانه  في تنفيذ واجباته العسكرية مع منتسبي سريته في تطبيقها الصارم للأوامر العسكرية وخصوصا على من تواجد من أبناء مدينته في تلك السرية . إذ كان ( ملكي أكثر من الملك ) .

أحيل على التقاعد بسبب كبر سنه  . ولكنه لم يخلد إلى الراحة وينسى مهمته العسكرية . وبقي على عادته القديمة ( البيه ما يخليه )

 تطوع للتدريب في  جيش النخوة   , وبعدها  في جيش القدس .,  يتفقد الذين لم يشاركوا أو يلتحقوا في التدريب  ضمن منطقته .

 يوما ذهب إلى جاره الذي لم يحضر تلك المجاميع  من المتدربين  في قاطعه, وعندما طرق باب ذلك الجار  .. خرج له صاحب الدار وعندما رآه تجهم في وجهه وسأله عن حاجته ومرامه  ...؟ أجابه ضابط الصف عن سبب عدم حضوره مع المتدربين ..!! ما كان من صاحبنا إلا  أن صاح بوجهه  ( عمي تطلبنا بطلب كنت في الوحدة العسكرية متعبنا  ولا واحد بتجرعك  .. طَلعتْ تقاعد .. ولا خلصنا منك  واني أشبهك مثل  المردان الذي يتنقل بين السبت تنك والبالوعات .. اغرب عن وجهي وإلا أزيدك بما لا يرضيك ... ) عاد صاحبنا إدراجه والعرق بتصبب من وجهه  متوعدا بالانتقام  ... 

  المحطة الأولى

في عام 1970  خرجت تظاهرة في ساحة التحرير وكان الهتافون بأصواتهم التي تشق عنان السماء , تميز مع  هتافهم بالروح بالدم نفديك أبو هيثم  هتاف أخر ( باجر بالقدس  يخطب أبو هيثم )  (1)

  ومن سوء طالعه خرج  رجل من أحدى حانات ساحة التحرير التي كانت منتشرة  حولها    .. وهو حد الثمالة ودخل بينهم وصاح بين من صار في وسطهم  .. أخوتي ارفعوني .. رفعه من سمعه على أكتافه

 .. وهو يقول : (ها ..ها  إخوتي  .. ! تصيحون  باجر بالقدس يخطب أبو هيثم ... ببش الساعة  ..؟؟ وعلى يا جسر ...  ؟؟؟  )

بين الضحك والاستغراب  من شجاعته  في علانية تمرده  .. تناوشه حتى من رفعه على الكتف أشبعوه ركلا .. ولا ندري أين صار مصيره  , لربما تم تحويره وصار احد قادة  الحملة الإيمانية التي  أطلقها  النظام السابق  .  والتي ما زال البعض يحاول  إيقاد  جذوتها  وفاءا للماضي  ودفاعا عنه ... أو بقي مجهول المصير لحد يومنا هذا ....!!

المحطة الثانية 

عندما بدأت الحرب العراقية الإيرانية  في أيلول من عام 1980  من القرن الماضي  وتدخل العديد من الوسطاء من منظمة الدول الإسلامية وعدم الانحياز في الأشهر الأولى من قيامها  .. وكان رد الرئيس العراقي على احد شروط وقفها منح الحكومة العراقية  حقوق إضافية عن مدة بقاء  القوات العراقية  على الأراضي الإيرانية ...  واستمرت تلك الحرب و استمر زيادة سقف المطالب..وراح العديد من الضحايا من الجانبين  ...وما أصاب البلدين الجارين من الخراب الاقتصادي  والدمار . ولكن تلك الحرب توقفت يوم  (  8  /  8  / 88   ) بنتيجة لا غالب ولا مغلوب  كما وصفها عند بدأها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات  ..  انتهت بالعودة  الى اتفاق الجزائر عام 1975الذي كان مبرم بين البلدين  وكأن وقفها  على  طريقة  (  حب خالك ) 

 ... وبقي  تاريخ  يوم توقفها  من الإسرار التي لا يعرفها إلا الله والراسخون في العلم   

المحطة الثالثة

ساد الشعور لدى معظم  الدول  وشعوب المنطقة والعالم  .. لا العراق فحسب  وإنما أي دولة أخرى لا تتورط بحرب مع جيرانها لما تسببه تلك الحروب من الخسائر والويلات . وأخذت من الحرب العراقية الإيرانية درسا بليغا  في التذكير .

ولم يمض على وقف  تلك الحرب مع الجارة إيران وقتا طويلا  , بل في  اقل من سنتين بالكمال والتمام  حين استيقظ العراقيون فجر يوم 2 / 8 /  1990 وهم يتداولون خبر دخول  بعض وحدات من الجيش  العراقي الخاصة الكويت غزوا واحتلالا , ودعوة بعض المواليد  لمراجعة دوائر تجنيدهم لأداء خدمة الاحتياط .

(وببش ابلشت يا بو بشت )  .. وتدخل الوسطاء من العرب وغيرهم حكام ومنظمات . وكان للرئيس المصري حسني مبارك دورا في تلك الوساطة ... بدعوة  الرئيس العراقي بسحب القوات العراقية  من الكويت ... وجاءت موافقته   مشروطة بعدة مطالب ... وكان أهمها  انسحاب  ( إسرائيل من جميع  الأراضي العربية المحتلة ...!! ) , هنا ضحك الرئيس المصري  ... حد ما دمعت عيناه  قائلا : سيادة الرئيس العراقي  ...  ( منذ خمسين عاما  المجتمع الدولي ونحن نطالب إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات وهي ترفض...ولم نسمع منها إذناً صاغية )   متى يتحقق لنا ذلك حتى يكون انسحابكم  ...؟؟؟

ولكن أخيراً انسحبت القوات العراقية من الكويت  بالقوة الدولية تاركين الدمار في البلدين والمنطقة  ,عندما أشعلت أبار النفط بالنيران  وما سببته من  خسائر وتلوث للبيئة ,  وآلاف الضحايا  البشرية  . وما زلنا  إلى ألان نعاني من أثارها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية  ودفع التعويضات المالية ..

المحطة الأخيرة

ما أتخذه  مجلس الأمن الدولي من  قرارات عديدة ضد نظام الحكم في العراق بسبب  احتلاله الكويت  . منذ مطلع شهر  أب عام 1990 . والتي قيدته بالفصل السابع . وكان الخاسر الأول  من تلك القرارات  الشعب العراقي  .

 ولكن رحمنا مجلس الأمن  بقراره العتيد  (  النفط  مقابل الغذاء والدواء  ) . والحمد لله صرنا نحصل على

 ( غذاءنا ودواءنا من  نفطنا ) على قولة المثل الشعبي  ( من لحم ثوره وأطعمه  ) . وهم صاروا أكثر حرصا على الشعب العراقي من حكامه

وقد عبر عنها  طيب الذكر المرحوم  "صبار محسن  " من مدينة الحي عمليا ,  عندما سافر إلى بغداد وحمل معه خمس لترات من النفط الأبيض المُحَسّنْ ,  ودخل احد المطاعم  الراقية في العاصمة , وتناول ما اشتهاه من الطعام .. وعندما أراد أن يسدد ما قيمة غذائه  ... قدم التاره من النفط  محاججا صاحب المطعم قائلا : هذا قرار دولي .. وليس محلي قابل للنقض والتسويف . .  !!

ولكن تلك المحاورة  الجادة مع صاحب المطعم لن تجدي المرحوم " صبار " نفعا  , وسدد ما طلبه منه صاحب المطعم بكل  ( ممنونية  بعين  تضحك ... وعين تبكي  ) . وهو يردد  عبارة  ( كلها منك   يا من ..ورطتني ...!! )

عام 1998 اتخذ الكونغرس الديمقراطي الأمريكي  قرارا سابقته خطيرة  في التعامل الدولي  , الذي نص على تحرير العراق من النظام السابق واختلف عليه العباد  ...  منهم من رحب به  للخلاص  من النظام  لسبب دمويته , ومنهم من  رفض واعترض  , باعتباره  يشكل تدخل سافر بالشأن العراقي  واستقلال الدول  .. ولم نسمع بمثل ذلك القرار في السابق  منذ تشكيل عصبة الأمم .. إلا بعد أن صار العالم يدار من قطب واحد  , تأخر تنفيذ ذلك القرار لمدة خمس سنوات , واشتد الجدل بين أصحاب القرارانفسهم  من  المسؤولين في البنتاغون والخارجية الأمريكية  حتى  مطلع عام  2003 بذريعة  ليس هناك بديل عن رئيس النظام   العراقي ..

في آذار من عام 2003 قادت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفاؤها حملة عسكرية وبموافقة ومباركة بعض أطراف المعارضة العراقية , حملة تغيير النظام واحتلال العراق . وبشرعية دولية فيما بعد .

 الحمد لله يبدو توفر البديل  وحصل ما حصل في طريقة التغيير من الدمار وتكملة الخراب الذي حل بالبلاد طيلة العقود الثلاثة الماضية   نتيجة العمليات العسكرية التي قادتها . الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها  على قول المثل  ( جمَّلْ ألغركَانْ غطَهْ ) .

كل ذلك  جاء نتيجة ما ابتلى العراقيون  به من تلك السياسات التي اعتمدها الحكام  الذين تسيدوا على السلطة طيلة العقود الأربعة المنصرمة , والنهج الخاطئ في إدارة دفة حكم البلاد  وما تركه ويتركه  ذلك من أثار الدمار والخراب  الذي أصاب البلد  . ومن ثم الاحتلال والتدخل بمصائره .

وبقى  الأمل يحدوا  الجميع  بعد التغيير الذي حصل  في مطلع 2003 ان يلتفت المخلصون الذين توفرت لهم الفرصة في إدارة شؤون البلاد أن يتخطوا أثار الماضي  وطي صفحاته والتوجه الجدي  للبناء والأعمار  في شتى المجالات  ولكن ذلك لم يكن بمستوى الطموح نتيجة الاصطفافات الطائفية والقومية , والمحاصصة المقيتة  والتي فسحت المجال للتدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الداخلي بشكل مباشر , واستشراء الفساد المالي والإداري التي عرقلت العديد من التوجهات في مجال بناء الدولة المدنية الديمقراطية ومؤسساتها .  

ونحن نستقبل العام الجديد , و تم الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة .  التي انتظرها ابناء الشعب بفارع الصبر ,  ونأمل تنفيذ الوعود التي قطعوها  على أنفسهم  أعضاء البرلمان المنتخب ,  حيث هناك العديد من القوانين والقضايا  الهامة التي تهم مصالح الشعب  في الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تنتظر البت بها من قبل البرلمان والحكومة . والعمل على  تفعيل  وتطبيق  مواد الدستور..  وتفويت الفرصة على من يريد العودة  بالعملية السياسية الجارية في البلاد إلى الوراء  ..

 

       

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.