اخر الاخبار:
بيان صادر من احزاب شعبنا - الجمعة, 10 أيار 2024 11:00
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• المجد والخلود لشهداء انتفاضة مدينة الحي الباسلة لعام 1956

تقييم المستخدم:  / 1
سيئجيد 

بشار قفطان

 مقالا اخرى للكاتب

·        المجد والخلود لشهداء انتفاضة  مدينة الحي الباسلة لعام 1956

  

يابنت رسطاليس ( لُحْتِ ) بواسطٍ       فنزلتِ ( حَياً  ) بالصبابـةِ حاشـدا

اني وجدت مواهبا  مطمورة            كالزرع اينع لم يصادف حاصدا                   

يابنت رسطاليس قصي نستمع          عن عاشقيــك  اقاربا  واباعــــدا             

عن واهبين حياتهم  ما استعبدوا      للشاكرين ولم يذمو الجاحـــدا

والصاعدين الى المشانق مثلما       ارتقت النسور الى السماء صواعدا

         في مدينة الحي قالها الشاعر الكبيرالراحل  ألجواهري

 

هذه النسور أرتقتها صبيحة يوم العاشر من كانون الثاني من عام 1957وهي تفهم معنى الحياة في الخلود .....

      تمر هذه الأيام الذكرى الرابعة والخمسون  على جريمة تنفيذ أحكام الإعدام الجائرة بحق  قادة انتفاضة مدينة ألحي الباسلة في كانون الأول من عام 1956 . تلك الانتفاضة التي عززت من مكانة المدينة وأبناءها في الأوساط العراقية , الاجتماعية والسياسية  , وحتى على المستوى الإقليمي والدولي  , عندما وقف العديد من المنظمات والدول إلى جانب الانتفاضة وإبطالها  , والاحتجاج على الممارسات القمعية التي مورست ضد المدينة وأبناءها  والمطالبة بإيقاف تنفيذ أحكام الإعدام التي صدرت بحق أبطالها  والعفو عن المتهمين جميعا . إذ كانت المحطات الإذاعية  صوت العرب  , والقاهرة  , وإذاعة موسكو  , ويرفان  , منبرا إعلاميا واضح السماع  في تلك الحملة التضامنية , إضافة إلى بعض الصحف والمجلات العربية والدولية .

دشنت حكومة النظام  الملكي مطلع العام الجديد من  عام 1957 تنفيذ  تلك الأحكام الصادرة بحق المتهمين  من قادة  الانتفاضة  الشعبية  . التي ساهمت في تقويض ركائز ذلك النظام الملكي  البائد , ومن ثم انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة  عام 1958 بعد قيام جبهة الاتحاد الوطني في الربع الأول من عام 1957  .

فجر يوم العاشر من شهر كانون الثاني من ذلك العام  أقدمت السلطات الحاكمة  ترويع  النساء والأطفال  وكبار السن عندما أقدمت على  جريمة تنفيذ الإحكام بحق البطلين  " علي الشيخ حمود  "  و " عطا مهدي الدباس "  , وصدور نفس الحكم غيابيا  على الشهيد البطل عبد الرضا الحاج هويش . 

وحدة وتلاحم أبناء المدينة خلقت أجواء لا يستهان  بها في مقاومة الاضطهاد والتعسف الذي كانت تمارسه سلطات النظام الملكي شبه الإقطاعي من خلال الفعاليات الجماهيرية التي كانت  شبه يومية كالتظاهرات  أو الاعتصامات والإضرابات الطلابية  لتحقيق المطالب والمكاسب  . وقد استطاعت وحدة الصف الوطني  التي تجلت بأروع صورها في تلك المرحلة  ان تجعل النصر حليف أبناء المدينة على عملاء السلطة وإذنابها ,  وكذلك في  مواجهة فوج قوة الشرطة السيارة   الذي جيء به لكسر شوكة المدينة التي صارت عصية على سياسة النظام  الموالية للاستعمار البريطاني .   لعب أبناء المدينة والشباب  المتحمس والرافض للذل  والهوان  دورا  هاما في فضحها والوقوف العملي ضدها . و في أواسط كانون الأول من عام 1956 جرت معركة غير متكافئة  مع قوة معززة بالأسلحة والمعدات لفرض سياسة  الامر الواقع , ولكن كانت الخسائر غير متوقعة لمن أراد إذلال أبناء المدينة  . ان الدور البطولي في  الإصرار على  المواجهة و القناعة بحتمية الانتصار  في وقته كان وراء الشجاعة والإقدام  وعدم الاستسلام المهين ,  وهم يتسابقون على المنايا ناكرين الذات  وناذرين النفوس  . أسماء لمعت في وقتها واستحقت الذكر لمواقفها الشجاعة .

 علي الشيخ حمود ابن رجل الدين المتواضع و " عطا مهدي الدباس  "  الطالب المفصول من الثانوية الجعفرية وابن الرجل الملتزم  دينيا والكادح  و " عبد الرضا الحاج هويش  "  الطالب المفصول من كلية فيصل لسبب نشاطه الوطني  , وابن الرجل الملتزم دينيا وأمانته على مال ومدخرات من يستودعه  , والميسور الحال  . و" كاظم الصائغ " الذي استشهد يوم الانتفاضة في ساحة الصفا التي تنطلق منها الفعاليات الجماهيرية  و " حميد فرحان الهنون  " استشهد أيضا في اليوم الثاني منها أمام داره  و " ركيه شويليه "  استشهدت يوم الانتفاضة وهي  تقدم الطعام والماء للمنتفضين من على سطح دارها  , أنهم  ذخيرة حية يعتز بها شعبنا ليومنا هذا . نساء ورجال  وقفوا سويا من اجل الحياة السعيدة

لقد كان يوم  العاشر من كانون الثاني من عام 1957  هو بداية مرحلة جديدة من النضال الوطني للحركة الوطنية العراقية  حيث جعلت من القوى الوطنية والديمقراطية أمام خيار التعجيل في  التحالف الوطني الذي تجسد بانبثاق جبهة الاتحاد الوطني  في نهاية شباط من عام 1957 والتي جعلت ركيزتها  الأساسية  وحدة القوى الوطنية والعمل على إسقاط النظام الملكي  بالتنسيق مع حركة الضباط الأحرار  من خلال  ممثليها  . والذي تمخض عنه انتصار ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في عام 1958 .

لقد كانت شجاعة قادة الانتفاضة  سواء أثناء  قيادتها   أو بعد  مراحل ألقبض عليهم  وسير التحقيق وما صحبه من التعذيب الوحشي  وسير المحاكمات  الصورية السريعة  ويوم تنفيذ الإحكام  القاسية  درس بليغ تحدث عنه الأعداء قبل الأصدقاء .

 يوم العاشر من كانون كان  يوم  رعب لمنفذي الجريمة  وانتصار لإرادة الضحايا  .  عندما تقدم نحو أعوادها  بكل شجاعة ورباطة جأش , وبخطى الواثق من النصر الحتمي  للقضية التي أمن  بها  , الشهيد البطل " علي الشيخ حمود  " ورفيقه

 " عطا الدباس  " . وكانت  الكلمات  الثورية التي اطلقها المناضل  " علي الشيخ حمود  " كالرصاص  الذي أصاب  مقتله  قلب الأعداء أكثر من حبل المشنقة الذي التف حول عنقيهما . ارتقاها  وهو يهتف بحياة  الشعب والحزب  الشيوعي العراقي والوطن  ويؤكد حتمية انتصار الشعب العراقي  والقضية التي ناضلا  من اجل تحقيقها ودفعا  حياتهما ثمنا من اجلها ,  

 ( الشعب ما مات يوما وأنه  لن يموتا    ان فاته اليوم نصر ففي غد لن يفوتا  ) هكذا درب المناضلين وهم في اللحظات الأخيرة من الحياة التي خلدوا فيها  . في أخر لحظاته لا ينسى أن  يوصي  "أمه وزوجته " عن الجنين الموجود في بطن  

" زوجته  " اذا كان ذكرا تسميه باسم  " عطا  " وفاء واعتزازا برفيق دربه  " عطا الدباس"  وصدقت نبوءته   وكان الوليد  "عطا  "  تحقق ما أراد ه الشهيد البطل  " علي الشيخ حمود "

 ونحن اليوم نستذكر ألشهداء وفاءً لشجاعتهم وبطولاتهم   الوطنية  التي كانت حياتهم ثمنا لها

مجدا لأبطال انتفاضة الحي الباسلة لعام 1956

       وتحية وسلام لشهدائها الميامين في ذكراهم العطرة 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.