اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (603)- أجواء القرن التاسع عشر

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (603)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

في تثبيت الافكار الفنية)

***

أجواء القرن التاسع عشر (هامش1)

      هناك ملاحظة تبدو مهمة، ينبغي التحدث بها. ففي عصر القرن التاسع عشر، كانت الاجواء المقامية في بغداد لم تزل تسودها اجواء دينية في الاعم الاغلب، بحيث لا يمكن ان يظهر اي مطرب للمقام العراقي دون ان يمارس اداء التلاوة القرآنية او الشعائر الدينية الاخرى، كالمنقبة النبوية الشريفة والتهاليل والاذكار والمدائح النبوية والتمجيد من فوق منائر الجوامع والمساجد وغيرها. وكانت هذه الحالة هي السمة البارزة لمطرب المقام العراقي زمنذاك. حيث ينضج مفهوم مطرب المقام العراقي دنيويا اعتمادا على هذا الاساس الديني. ورواد مطربو القرن التاسع عشر المقاميون، ظهروا وبرزوا من خلال هذه الاجواء، الذين استطاعوا استيعاب واقع هذه التعابير الدينية والدنيوية لينتجوا تسجيلات مقامية دنيوية كبيرة ابقت على شهرتهم في المصادر الكتابية حتى يوم الناس هذا.

 

      ان عملية تأشير كل مرحلة من المراحل الثقافية التي يمر بها تاريخ موسيقى وغناء المقام العراقي عبر عصوره الزمنية، واعطاء فكرة حتى لو كانت بسيطة نسبيا عن كل مرحلة من المراحل عبر مرور الزمن، شيء مهم، بل في غاية الاهمية..! حيث يدلنا على دقائق التطور الفني والثقافي لقضية الاداء المقامي خلال استمرار الحاضر والمنظور المستقبلي. فعندما بدأ القرن العشرون، بدأت بوادر جديدة تظهر على ساحة الاداء المقامي، اتسمت بعمق الجانب الدنيوي في تعابيره الغنائية، بالرغم من عدم غياب الجانب الديني الاساسي لهذه التعابير الدنيوية في الاداء المقامي وامتلاك التعابير المقامية الحقيقية لهذا الكيان التراثي في الغناء والموسيقى من خلاله.

 

        ان الواقع الذي اشرنا اليه حول تأثيرات التعابير الدينية في غناء المقامات العراقية الدنيوية، لا يناقض في الحقيقة بين هاتين الحالتين من التعابير. فالموسيقى والغناء بصورة عامة اصلها ديني كما هو معروف، فكيف اذا كانت هذه الموسيقى وهذا الغناء من التراث الغناسيقي الديني اصلا..؟ ونحن نعلم ان الممارسات الادائية في الشعائر الدينية هي التي حافظت لنا على هذا التراث الغناسيقي الخالد في فترات عصيبة مر بها بلدنا العراق بعد سقوط العباسيين، وهي من ابشع عصور العراق، بل من ابشع العصور الانسانية التاريخية التي مرّت على كل شعوب الارض، ظلاما وظلما وفسادا وطغيانا على يد الغزاة والمحتلين، التي اطلق عليها المؤرخين بـ (الفترة المظلمة) الممتدة لسبعة قرون ميلادية بالتمام والكمال، منذ سقوط العباسيين (1258م) حتى عام (1958م)..! فلا شيء يتطور من فراغ، ورغم ظلام الفترة الدامس، الا انها محاطة بعنصر قوي جدا، هو العنصر الديني. وينبغي على هذه العلاقات المتداخلة والمعقدة في تعابير الاداء المقامي ان لا تحجب الحقيقة الاساسية، في أن لا حلاوة مطلقة لتعابير الاداء المقامي الدنيوي دون انصهارها بالتعابير الدينية. وعندما نعود الى الكتابات التاريخية واستعراض حياة الكثير من مغني المقامات العراقية خلال القرن التاسع عشر، نرى انهم كانوا يمارسون تلاوة القرآن الكريم واداء الشعائر الدينية الاخرى في اصل سيرتهم المقامية، فلا تستقيم اية تعابير مقامية دنيوية دون هذه البدايات الدينية للممارسات الغناسيقية المقامية.

 

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

 

اضغط على الرابط

محمد رؤوف مقام النهاوند

https://www.youtube.com/watch?v=WC_ewPpj96c

 

مؤيد حسن مقام الطاهر

https://www.youtube.com/watch?v=VQOgHXceC5s

 

نمير ناظم مقام الجهاركاه

https://www.youtube.com/watch?v=kzHxmXc65Lw

 

الهوامش

1 – هامش1: من كتابي الموسوم بـ (الطريقة الزيدانية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2013، ص 64 و 65.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.