كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (604)// الطريقة الزيدانية

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الأحد, 26 كانون1/ديسمبر 2021 19:26

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1844

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (604)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

 في تثبيت الافكار الفنية)

***

الطريقة الزيدانية (هامش1)

       بعد ان تكون مثل شخصية المطرب الكبير احمد الزيدان قد ظهرت على الساحة الغنائية بعد انتصاف القرن التاسع عشر، وهي تفوق اقرانها المعاصرين من مغني المقام العراقي، تتبلور في ادائه قيادة المرحلة..! ومن ثم يتبلور اسلوبه الغنائي المميز رويدا رويدا الى طريقة ادائية خاصة..! بل تتجاوز ذلك الى ان يصبح لهذه الطريقة اتباع متأثرون بمضامينها الاسلوبية الادائية من المغنين اللاحقين. وهكذا نشأت اسس(الطريقة الزيدانية) في غناء المقام العراقي التي فاقت بسماتها ومضامينها التعبيرية كل الاداءات الاسلوبية المتفردة لمغنين مقاميين معاصرين كبار لاحمد الزيدان، امثال حمد بن جاسم وقدو الاندلي ونعمان الاعظمي وغيرهم. كذلك يمكننا ذكر ابرز اتباع(الطريقة الزيدانية) من المغنين أمثال جميل البغدادي ورشيد القندرجي وعباس كمبير ونجم الشيخلي ويوسف كربلائي وعبد الفتاح معروف ويوسف حريش وجميل حجازي الاعظمي.

        حيثما تعلق الامر بالطريقة الزيدانية، وضع احمد الزيدان مبدأ الاهتمام والحفاظ على اصول هذا التراث الغناسيقي الخالد، على نحو اكثر تأكيدا، انه يحافظ ويحمي الاسس المقامية الاصيلة التي تبلورت عبر العصور، بل هو يحارب كل من يحيد عن تاريخ هذه التقاليد الادائية التراثية التاريخية. وفي طريقته ينحو نحوا امتزجت فيه التعابير الدينية بالدنيوية، بنكهة صوفية بالغة الجمال. ان ما يميـِّز احمد الزيدان الى مستوى بالغ التطور الفني في الاداء لكامل الفترة التي عاشها، هو فلسفة اسلوبه الادائي المؤثر في مشاعر الشعب وغالبية المغنين اللاحقين.

      ان هذا التفاعل والتنافس الشريف بين المغنين المقاميين الوثيق الصلة بينهم جميعا، وثيق الصلة ايضا بالجماهير المستمعة في بغداد، ومع الانسان اينما وجد باعتباره تراثا غناسيقيا انسانيا، ومع التطور المستمر للاداء المقامي، اصبحت هذه الصلة بين الفنان والجماهير اكثر ضرورة. وربما يعود جانب من اسباب ذلك الى ان العلاقات المتبادلة بين ابناء المجتمع وظروف حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمعنوية التي اصبحت تزداد تعقيدا بحيث تحتاج الى تصوير ادائي واسع جدا لهذه الظروف والتفاعلات المعاشة. ولكي يوقظ العصور البعيدة المتلاشية، ولكي يكون احمد الزيدان وامثاله في المستوى اهلا لذلك، لابد ان يكون لسان حاله ايقاظ الماضي بكل صوره، ايقاظ العصور البعيدة، ولكي تتمكن الجماهير من ان تعيش عبرها مرة اخرى، فقد كان لزاما على احمد الزيدان وامثاله ان يصور هذا التفاعل المحسوس بين الانسان وبيئته الاجتماعية بأوسع طريقة، وملء الاداء التعبيري لغناء المقامات العراقية بهذا العنصر الدرامي، كل هذا يرتبط ارتباطا وثيقا بالتصوير الادائي التاريخي كما كان فعلاً. حتى يكون ممكنا في ذات الوقت ان يكون حقيقيا من الناحية الانسانية واهلا ليعيش المستمع مرة اخرى من عصر لاحق.  

        ان ما يهم في عملية التسجيلات الصوتية لموسيقى وغناء المقام العراقي، ليس اعادة تقاليد ادائية تاريخية كبيرة، بل الايقاظ الروحي للناس الذين يعيشون تلك الفترات الزمنية، ليعيشوا مرة اخرى المحفزات الاجتماعية والانسانية التي ادت بهم الى ان يفكروا ويشعروا بدعم من الماضي، من التاريخ، من التراث.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط 

صباح هاشم مقام مخالف

https://www.youtube.com/watch?v=6WlYIN88fCs

مقام عجم عشيران ، طه غريب

https://www.youtube.com/watch?v=d9hQONxuqyI

الهوامش

1 – هامش1: من كتابي الموسوم بـ (الطريقة الزيدانية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2013، ص 78 و 79.

حسين الاعظمي يلقي محاضرته عن المقام العراقي في المركز الثقافي الملكي بعمّان 15/7/2012 وبجانبه في يمين الصورة د.محمد البلداوي الذي ادار المحاضرة التي اعـــدتها الملحقية الثقافية في السفارة العراقية بعمّان.

• < السابق
• التالي >