كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (606)- التعبير والشجن العاطفي

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: حسين الاعظمي

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 28 كانون1/ديسمبر 2021 19:21

كتب بواسطة: حسين الاعظمي

الزيارات: 1647

حسين الاعظمي

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (606)

(ارجو مساهمة الجميع في طرح آرائهم للمساهمة

 في تثبيت الافكار الفنية)

***

التعبير والشجن العاطفي (هامش1)

        ان التصوير الادائي العاطفي، يجعل من الجمهور مركز النجاح في كل الاعمال والنتاجات الفنية، ان كل عوامل النجاح الفني تكمن في التركيز على التصوير الدرامي للحياة المعاشة، فالنقاشات حول خصوصية موسيقى وغناء بعض المقامات العراقية، تكون من حيث انها مقامات عراقية كبيرة، ومن حيث شكلها ومضمونها التاريخيين، ومن حيث المساحات الموسيقية التي تحتويها هذه المقامات، كذلك من حيث انها تعبر عن تراكمات تراثية وتاريخية وحضارية في كامل هيكلها ومضمونها العام، كمقامات الرست والسيكاه والمنصوري والنوى والحجاز ديوان وغيرها، تكون لها فوائد كبيرة في التحليل والتعبير والأثير..! ولنأخذ مثلا نموذجيا من هذه المقامات العراقية كمقام الرست المسجل بصوت محمد القبانجي.

  (بوصالٍ إلـــيك هل من وصــولِ / لك أشكو ما شفـَّني من نحول)

  (خنتَ عهدي حفظاً لعهـد عذول / بـــأبي أنت مـن خلـــيلٍ ملول)

                  (لم يدم عهده اذا الــــظل دامــا)

ومقام الاوج بصوت حسن خيوكة بهذه القصيدة.

(هي حزوى ونشرُها الفـــيّاح / كــــــــــلُّ قلبٍ لذكرِها يرتـــــــاحُ)

        ومقام النوى المسجل بصوت حسين الاعظمي في تلفزيون بغداد يوم 20/12/1978 بهذه القصيدة لعبد الغفار الاخرس.

 (متى يشفى بك الصب العـــميد / ويبــــلغ من دنــــــــــوِّكَ ما يريد)

       ومقام الحجاز ديوان المسجل بصـــــــــوت يوسف عمر.

(ياحمامَ الــــــدوحِ غـــرِّد طــــربا / واشدو ما شئتَ حجازاً أو صـَـــبا)

        لقد اوضح المغنون المقاميون الكبار بصورة جلية وكبيرة، كيف يمكن ان يكون التصوير الادائي ناجحا في ترجمة تفاعلاته الضمنية بين تراث المقامات العراقية وجمهورها العراقي والعربي، بل جمهورها الانساني اينما وجد، من خلال خصوصية بعض المقامات العراقية تراثيا وتاريخيا وحضاريا.

       ان التحولات والتطورات التي اتسمت بها العقود الاولى من القرن العشرين (حقبة التحول)(هامش2) والتحولات اللاحقة في (حقبة التجربة)(هامش3) الواقعة في عقود منتصف القرن العشرين، اثبتتْ بوضوح صحة التجديدات الابداعية التي جاء بها المطرب الرومانتيكي الثائر والمتمرد محمد القبانجي، ففي الوقت الذي شنتْ عليه حملة شعواء من المعارضين لمنهجه الغنائي الجديد، نقادا وكتــّـابا ومؤرخين ومغنين، إلا أن محمد القبانجي كان مؤمنا بما يقوم به كما يبدو، وواعيا وفاهما لمهمته الابداعية، الامر الذي ادى الى نجاحاته المطردة ليتسيد بعدئذ عرش الغناء المقامي العراقي في بغداد والعراق حتى يوم الناس هذا، ولتكن طريقته الشهيرة (الطريقة القبانجية) اقوى الطرق الغناسيقامية شكلا ومضمونا حتى اليوم. وسوف نذكر فقط اهم الاسس الفنية التي اعتمدت عليها هذه الطريقة، تلك الاسس التي اعتمد عليها معظم المغنين المقاميين اللاحقين لمحمد القبانجي.

1    –  توازن الاهتمام بين شكل ومضمون المقام العراقي.

2    -  توضيح النطق بالكلمات والاهتمام بمخارج الحروف نسبياً.

3    -  محاولة مواءمة فهم معاني الكلام المغنَّى لتناسب المسارات اللحنية المعبـِّرة عنها.

4    -  بناء جمل لحنية مقامية ذات علاقات سُلـَّمية متينة بديناميكية أدائية متماسكة أكثر من السابق.

5    -  الخروج لأول مرَّة عن طوق المحلية والتأثر بموسيقات خارجية أُخرى في الشكل والمضمون.

6    -  عملية تعريق تعابير ما تأثر به القبانجي من جمل غنائية وأدخلها في صلب المقامات (أي ألبسها تعبيرا وروحاً عراقية).

7    -  المنحى الابداعي في التجديد وتطور النواحي الفنــــية في الاداء المقامي .

8    -  تطور الطابع الدرامي لفن الغناء والدور الجديد والمهم في تقوية وتفاعل هذا الغناء بالمتلقي الذي هو حصيلة العمل الفني بأجمعه.

9    – الاهتمام بالعنصر الجمالي للغناء المقامي.

والى حلقة اخرى ان شاء الله.

اضغط على الرابط

مقام الابراهيمي محمد القبانجي

https://www.youtube.com/watch?v=Ef7aNAN44co&t=645s

هوامش

1 – هامش1: من كتابي الموسوم بـ (الطريقة الزيدانية في المقام العراقي واتباعها) الصادر في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2013، ص 93 و94.

2 – هامش1: حقبة التحول: وهي الحقبة الزمنية المحددة بالعقود الاولى من القرن العشرين.

3 – هامش2: حقبة التجربة: وهي الحقبة الزمنية المحددة بمنتصف القرن العشرين والعقود المحيطة.

• < السابق
• التالي >