اخر الاخبار:
قاضٍ أمريكي يُغرّم ترامب ويهدده بالسجن - الثلاثاء, 30 نيسان/أبريل 2024 20:36
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعظمي (1105)- نبضات قلم

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

حسين الاعظمي

 

عرض صفحة الكاتب 

يوميات حسين الاعظمي (1105)

 

      اعزائي القراء الكرام، نِعَمُ الله سبحانه وتعالى وعطاءاته للبشر لاتعد ولاتحصى، والحمد لله دائماً وابداً. ومضمون هذه المقالة التي كتبها اخي وصديقي المخضرم الاعلامي الاستاذ باسل عبد الجبار القادري في خلجاتها الفكرية والنفسية والشعورية بكل احاسيسها، هي واحدة من الميِّزات التي تفرحني في حياتي، لانها تشعرني بانني استطعت ان اتبادل المحبة النقية الصادقة وعلاقة الاحترام والمعزة مع الناس جميعاً واحتفاظي بالغالبية العظمى من اخوتي واصدقائي القدامى منذ الطفولة حتى يوم الناس هذا. وهذه الاسطر التي كتبها اخي وحبيبي العزيز الغالي الاستاذ الاديب الصحفي باسل عبد الجبار القادري، أخ وصديق الصبا والشباب والذكريات العصية على النسيان، تعبيرا منه على عمق علاقتنا المعتقة، راجيا العلي القدير ان يمنحه الصحة والعافية والعمر المديد باذنٍ منه تعالى. وقد عنونَ مقالته هذه بـ(نبضات قلم). واليكم اعزائي ما دوّنه اخي باسل وارسله لي مشكوراً.

***

نبضات قلم

     ما احلى الذكريات وما احلى تلك الايام التي مضت مسرعة كرذاذ عطر ملأت عبقه الايام ثم تبدد. لكن أُخوّتي وصداقتي مع د.حسين اسماعيل الاعظمي بقيت راسخة ولم تنل منها السنين وظلت أُخوّة وصداقة أصيلة محفورة في الذاكرة.

       اعتز بصداقتي مع اخي الاعظمي منذ ان كان حسيناً فقط، او ابو علي كما يحلو للبعض ان يناديه. ومضينا معاً بعد ان صار حسين الاعظمي، ثم مطرب المقام العراقي حسين الاعظمي، الى ان نال لقب الدكتوراه ولقب فني رسمي من وزارة الثقافة (سفير المقام العراقي). وقُدِّر لي ان اعرف كل أفكاره واهوائه وخلجات نفسه وطموحاته. فلم يكن اخي حسين الاعظمي يريد قراءة المقام العراقي فقط، بل كان طموحه ان يسلط الاضواء على موسيقى وغناء المقام العراقي وان يعرِّف العالم به وان يخرج به من نطاق المحلية والمقاهي الى المسارح الدولية والى اسماع الجماهير العالمية. وفي الاذاعات والمرئيات والكتابات. كان يريد للموسيقى وغناء المقام العراقي ان يخرق القوقعة التي كان محبوسا بها ليعرفه الجميع وقد حقق الكثير مما اراد..!

     حسين الاعظمي سفير المقام العراقي، كان وما زال قامة فنية عالية، وله محطات كثيرة في حياته الفنية، ومع هذا لم يشغله الفن عن اصدقائه وهو يتواصل معهم منذ عشرات السنين. وتجلّت صداقته بمواقف مشهودة لايمكن نسيانها، ولهذا تربّع في قلوب الاصدقاء والناس والجماهير.

     توضّحت هوية المطرب حسين الاعظمي منذ بداياته، حيث امتزج الصوت الرخيم مع اجادة القرار والجواب بامتياز. ولم تكن قراءة المقام العراقي عنده زخات مطر صيفية، بل كانت شلالات تتدفق من الابداع مقرونة بحس مرهف وذوق رفيع راقٍ ومعرفة تامة اهّلته لأن يخوض غمار تجربته الفنية في مؤلفاته العديدة التي كانت ترجمة لابداعاته ودراسته العليا.

    لقد كان هذا الفتى القادم من(محلة=الحارّة)(هامش1) في حي السفينة من مدينة الاعظمية الساخنة التي تستعر بكمٍّ هائلٍ من قراء المقام العراقي وخبرائه، ان يتربع على عرش المقام العراقي وولوج ابواب العالم الخارجي. فاطرب وابدع وجاب مسارح العالم وأوبراته يقدم هذا الفن الراقي وينتزع تصفيق الجماهير في كل مكان.

      الاعظمي فتح ابواب المستحيل ونشر هذا الفن في كل مكان، في حين ان كثيرين من قراء المقام العراقي لم يستطيعوا مغادرة المقاهي او دور الاذاعة. فالاعظمي وضع اسس ولَبَنات المقام العراقي وفرضه حتى على الامم المتحدة/منظمة اليونسكو العالمية لتعترف بموسيقى وغناء المقام العراقي تراثا حسّيّاً غير ملموس يمثل جغرافية العراق المعروفة من زاخو في اقصى الشمال حتى الفاو في اقصى الجنوب العراقي.

     عزيزي القارئ الكريم، سطوري هذه وحروفي غير كافية لسبر اغوار هذا الفنان المبدع، لكنها نبضات اخ محب لاخيه.

 

13 حزيران 2023. الثلاثاء

 

 

هوامش

1 – هامش1: المحلة في بلدنا العراق هي الحي الاصغر او الحي الصغير، وتسمى في بعض البلدان العربية بـ الحارة. ويصادف ان اسم الحي الذي نشأ فيه حسين الاعظمي اسمه –الحاّرة- اي من الحرارة.

 

 

صورة واحدة / الاخوان والصديقان في اليمين باسل عبد الجبار القادري كاتب هذه الخلجات وحسين الاعظمي مايس 2023 بغداد.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.