اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

يوميات حسين الاعـظمي (4) - معهد الدراسات النغمية العراقي ج2

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

يوميات حسين الاعـظمي (4)

 

معهد الدراسات النغمية العراقي  ج2

       على كل حال، كانت فترة مقتبل عمري وحداثة سني وبداية وعيي في الحياة، قد سادت فيها فكرة سيطرت على كل طموحاتي واهوائي وميولي الذاتية، فكرة الغناء والدخول في عالم الموسيقى، وفي حينها لم يكن معلوما لدى الجميع عن وجود أي معهد موسيقي غير معهد الفنون الجميلة، التابع الى وزارة التربية، الذي يمكن للمرء ان ينتمي اليه، آملا ان ينال ما يريده ويحققه من طموحات الوصول الى دار الاذاعة والتلفزيون، ليصبح بعدئذ مطربا على المستوى الاعلامي، وتطورت هذه الفكرة، وبتُ انتظر تخرجي من الصف الثالث المتوسط، لكي انتمي بصورة طبيعية الى معهد الفنون الجميلة، ومن ثم اكون معلما موسيقيا في النشاط المدرسي. وبذلك اكون قريبا من تحقيق طموحاتي الغنائية والموسيقية، خاصة وقد كان بعض الفنانين المشهورين المنتمين الى دائرة النشاط المدرسي، يتنقلون بين المدارس الابتدائية لتحفيظ الطلبة بعض الاناشيد الوطنية، ويمكنني ان اتذكر البعض من هؤلاء الفنانين، مثل الفنان محمود عبد الحميد والفنان فاروق هلال، والفنان محمد غريب ابو عماد، وغيرهم. هذه الافكار وغيرها، كلها كانت محاولات فكرية وعملية، عقلية وعفوية، من اجل تحقيق بعض من الميول والاهواء والطموحات الذاتية، لان بيئتي كانت حاجزا، او شبه ذلك بيني وبين عالم فن الغناء والموسيقى..! بدليل انني عندما تعرفت على المطرب المقامي حمزة السعداوي في المتحف البغدادي كما مر بنا. اعتبرته اول فنان اتعرف عليه شخصيا، حيث لا اتذكر انني سبق ان تعرفت على غيره قبل هذا التاريخ..!

        بصورة موازية، كنت في هذه الفترة من السنوات الاولى لتجربتي الفنية، رياضيا حرفيا رسميا، امارس رياضة المصارعة الحرة والرومانية في نادي الاعظمية الرياضي واندية ألعاب الشرطة، كذلك كنت قد انتهيت توا من افتتاح تجربتي الفنية وذلك عندما غنيت في المتحف البغدادي لاول مرة يوم الجمعة  23/3/1973. وفي هذه الفترة ايضا، كنت عازما على التقديم الى معهد الفنون الجميلة آملا الاقتراب من تحقيق طموحاتي الفنية او بعضها على الاقل. ولكن القدر وربما الحظ ايضا يريدان سيرا آخر. وبصراحة فانا لا اتذكر ابدا، من الذي نبهني بوجود معهد آخر غير معهد الفنون الجميلة، هو معهد الدراسات النغمية العراقي التابع الى وزارة الاعلام، مع تقبل النصيحة بالانتماء اليه، لانه معهد اسس خصيصا لدراسة فنون غناء وموسيقى المقام العراقي والآلات الموسيقية لفرقة الجالغي البغدادي..! (1)

       لم يكن الامر صعبا عليَّ، فقد توجهت مباشرة الى ادارة معهد الدراسات النغمية العراقي، مقتنعا بتنبيه ونصيحة احد الاصدقاء بوجود هذا المعهد وتخصصه بشؤون غناء وموسيقى المقام العراقي. تاركا فكرة الانتماء الى معهد الفنون الجميلة خلف ظهري دون التفكير في العودة اليها ابدا..! وفي ذلك كان الحظ العظيم..! اقول ذلك وانا واثق من صحة توجهي الى المعهد الجديد- معهد الدراسات النغمية العراقي– الذي وجدت فيه معظم طموحاتي واهوائي وميولي.

      من ناحية اخرى، عندما علمتْ والدتي رحمها ورحم امواتنا جميعا. بانني ذاهب الى المعهد الجديد، وقد علمتْ بان الاستاذ شعوبي ابراهيم عازف الجوزة الشهير، هو احد اساتذة المعهد، حينها اوصتني قبل ان اذهب الى اختبار الراغبين في الانتماء الى المعهد كطلاب، حيث قالت لي..

-    عرِّف نفسك الى شعوبي ابراهيم، وقل له انك ابن فلان ابن فلان.

-    ولماذا يا امي..؟

-    ان لوالدك موقفا طيبا ومشرفا مع اهل شعوبي ابراهيم، وقد ترك اثرا جميلا عندهم..!

-    ما هو هذا الموقف المشرف يا والدتي العزيزة..؟

-    لقد كان والدك متزوجا من المرحومة وصفية عمة شعوبي، قبل ان يرتبط بي، وكان لها بيتا سجلته بإسم والدك لظرف ما، وشاء القدر ان يتوفاها الله عز وجل، والبيت مسجل باسم والدك وهو الاحق في امتلاكه من بعدها. ولكن اباك ذهب الى اهلها قبل ان يطالب احدا من اهلها بأحقية البيت، وقال لهم

-    روجوا معاملة نقل ملكية البيت المسجل باسمي الى ورثة زوجتي المرحومة وصفية، فهو ملكها في الاصل، وليس لي فيه شيء، وانتم ورثتها والاحق في امتلاكه.

 

      وجرت الامور هكذا، وتنازل والدك من البيت الى ورثة اهل زوجته، وهم اهل شعوبي ابراهيم، فكان هذا الموقف مؤثرا بالنسبة الى اهل زوجته المرحومة، بل مؤثرا لكل انسان..

       مجمل القول، ان دخولي الى معهد الدراسات النغمية العراقي، لم يكن بواسطة استاذي المرحوم شعوبي ابراهيم، لانني لم انقل له ما حكته لي والدتي المرحومة، الا بعد حين من الزمن، وكانت اللجنة التي اختبرتني في القبول الى المعهد قد اعطتني درجة الامتياز، واعتقد انها ما تزال الدرجة العليا الوحيدة حتى الان..! كذلك كان دخولي الى المعهد منعطفا كبيرا في حياتي، حيث غير مجراها تماما، ومن خلاله انتظمت طموحاتي، وبدأتُ اساهم شخصيا في تسييرها وهندستها، ان كان ذلك بصورة عقلية واعية او بصورة عفوية طبيعية. ومن خلال المعهد، انفتحت لي جميع الابواب التي كانت موصدة في تصوراتي، تعلمت فيه، تُـلمذتُ على يد اساتذة كبار ومشاهير، اساتذة عراقيون وعربا واجانب، تعرَّفت على الفنانين والاساتذة، عشت في الوسط الفني والمقامي من خلاله، اكتشفني منير بشير في المعهد، وفتح العالم امامي كما وعدني، شهادة علمية موسيقية، تدريس فيه، ادارة فيه ايضا، وغير ذلك من امور حصلتْ لي بمجرد دخولي الى المعهد الاثير، معهد الدراسات النغمية العراقي. وهناك الشيء الكثير مما يمكن ان اتحدث به عما انجز لي من خلاله طيلة المسيرة الفنية التي اقتربت من الوصول الى نصف قرن والحمد لله على كل شيء..

 

نكمل حديثنا في حلقة قادمة ان شاء الله

وللحديث شجون

  (1)- باسم الشاهري: وصلتني رسالة الكترونية قبل اشهر من الان، من اخ وصديق عزيز وقدبم قدم الطفولة، يذكرني فيها على انه هو الذي نبهني ونصحني الى وجود معهد الدراسات النغمية العراقي والذهاب والانضمام اليه، وهذا الاخ والصديق هو باسل الشاهري العبيدي. واحساسي يميل الى هذه الرواية.

 

لمتابعة الحلقات السابقة على الرابط

http://www.tellskuf.com/index.php/authors/206-adami.html

 

حسين الاعظمي يغني في قاعة الشعب يوم 13/6/1977 تخرج الدورة الاولى لمعهد الدراسات النغمية العراقي

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.